الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

ملف الأمن صخرة فی وجه المصالحة

ملف الأمن صخرة فی وجه المصالحة

حسام الدجنی

 

الیوم، التاسع من نوفمبر الجاری، تتوجه الأنظار نحو العاصمة السوریة دمشق لمتابعة مجریات الجولة قبل الأخیرة من جولات الحوار الوطنی الفلسطینی، حیث من المقرر أن یتوافق کلا الطرفین على تشکیل اللجنة الأمنیة المشترکة، والتی ستخوض فی تفاصیل الملف الأمنی الفلسطینی، وآلیات إعادة بناء وهیکلة الأجهزة الأمنیة الفلسطینیة، وفی حال تم التوافق على الملف الأمنی، ستذهب الحرکة الوطنیة الفلسطینیة إلى العاصمة المصریة القاهرة للتوقیع على الورقة المصریة.

وهنا لا أعتقد أن الطرفین "فتح وحماس" سیحققان اختراقاً فی الملف الأمنی- رغم تمنیات کل أبناء الشعب الفلسطینی لهم بالنجاح- انطلاقاً من مجموعة من المحددات تحکم آلیات التعامل مع هذا الملف الشائک ومنها:

1- دور الأجهزة الأمنیة ونفوذها وهیمنتها على القرار السیاسی فی بلدان العالم الثالث.

2- العقیدة الأمنیة التی قامت بناءً علیها الأجهزة الأمنیة الفلسطینیة انطلاقاً من اتفاق أوسلو، تختلف عن العقیدة الأمنیة التی تطالب بها حرکة حماس وفصائل المقاومة.

3- واقع الضفة الغربیة یجعل من إسرائیل لاعبا رئیسیا فی تشکیل الأجهزة الامنیة وآلیات عملها، وهذا لا توافق علیه حماس.

4- الدعم الأمریکی خاصة والدولی بشکل عام مرهون بمدى توفیر تلک الأجهزة الأمن والأمان لإسرائیل وللمصالح الأمریکیة فی الشرق الأوسط.

5- ارتباط قیادات من الأجهزة الأمنیة بدول وأجهزة مخابرات دولیة وإقلیمیة یجعل من الصعب تجاوز تلک الشخوص فی إعادة الهیکلة والبناء.

6- لا یمکن أن تتلاقى العقیدة الأمنیة التی تدعو إلیها فصائل المقاومة مع العقیدة الأمنیة للجنرال مایکل مولر، والتی تقوم على أساس بناء الفلسطینی الجدید بما تعنیه الکلمة من معانی ودلالات.

7- السلطة الفلسطینیة وکما أعلنها مدویة محمود عباس بأنها لن ولم توافق على تقاسم الأجهزة الأمنیة بین فتح وحماس.

8- السلطة الفلسطینیة مرتبطة باتفاقیات والتزامات أمنیة وسیاسیة، لذلک لیس من السهولة أن تقبل ما یمکن أن تطرحه حرکة حماس.

وما یخشاه المواطن الفلسطینی أن یتم حل المسألة الأمنیة من خلال تقاسم جغرافی، بمعنى أن یکون لحرکة حماس الدور الأمنی فی قطاع غزة، مقابل الدور الأمنی الکامل لحرکة فتح فی الضفة الغربیة، مع تجمیل ذلک بدمج عناصر هنا وهناک کی ترسم من خلالها لوحة جمیلة تسمى الشراکة السیاسیة، وهذا هو أساس ضعیف لن یدوم طویلاً، وستکون له تداعیات خطیرة على المشهد السیاسی الفلسطینی، وذلک کنتیجة حتمیة لتضارب الأهداف والرؤى والممارسات بین الضفة الغربیة وقطاع غزة، لذلک ستکون مصالحة فلسطینیة هشة ضعیفة سرعان ما تنهار.

وقد تکون تداعیات الانقسام أفضل بکثیر من تداعیات انهیار المصالحة الفلسطینیة المرتقبة، لذلک نتمنى من قیاداتنا الوطنیة أن تعمل على بناء استراتیجیات موحدة، تقوم على أساس المصالح الفلسطینیة، والثوابت الوطنیة، مع دعم عربی إسلامی حکومی وشعبی، لیکون بدیلاً لحصار دولی على السلطة الفلسطینیة، ومن الممکن أیضاً البحث عن الخیارات الفلسطینیة البدیلة، ومنها حل السلطة الفلسطینیة کآخر خیار فی حال استمر التعنت الإسرائیلی والدولی، وإنکار الحقوق الوطنیة الفلسطینیة.

ن/25

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 143134







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)