الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

کل عام وخیباتنا أقل فی فلسطین

کل عام وخیباتنا أقل فی فلسطین

عبد اللطیف الحناشی

 

تمثل سنة 2010 نهایة العقد الأول من الألفیة الثالثة، وکان الأمل یحدو الکثیر من المحللین والمتابعین للشأن الفلسطینی أن تکون تلک السنة سنة الخلاص والسلام حتى بصیغته الدنیا، غیر أن سنة 2010 لم تختلف فی جوهرها عن السنوات العشر من هذه الألفیة الجدیدة، إذ استمرت الخیبات فی فلسطین وتضاعفت واتسع مجالها: فمن خیبة المفاوضات إلى مضاعفة مصادرة الأراضی وتوسع مجال الاستیطان فی الضفة والقدس، إلى تواصل محاصرة غزة وتجویعها.. إلى استمرار الخلاف العبثی بین فتح وحماس وتقلص مظاهر مقاومة العدوّ الصهیونی ووعود القیادات الرسمیة الفلسطینیة "المفلسة" بقیام الدولة الفلسطینیة خلال هذه السنة... إلخ.

سنحاول من خلال هذه البانوراما رصد وتحلیل أهم الأحداث والمواقف التی عرفتها القضیة الفلسطینیة خلال سنة 2010 وتحدید أهم نضالات الشعب الفلسطینی وأهم مظاهر عنف الدولة الصهیونیة وأشکاله المختلفة التی طالت الأرض والبشر..

التسویة السیاسیة

مثلت سنة 2010 نهایة وهم السلام بین الفلسطینیین والإسرائیلیین، هذا السلام الذی صِیغ على خلفیة اتفاقیات أوسلو 1993 وتفاصیلها المختلفة. ویُحمّل أغلب الملاحظین مسؤولیة هذا الفشل لحکومة الیمین والیمین المتطرف، ورئیس الوزراء الإسرائیلی نتنیاهو الذی عبث بشکل المفاوضات ومضمونها، کما أراد ورغب، وعاکس حتى أسیاده فی الإدارة الأمریکیة: فمن شرط الاعتراف بإسرائیل کدولة للیهود وعدم إیقاف الاستیطان، إلى عدم التزام بمرجعیة واضحة للعملیة السلمیة، إلى إغراق المفاوضات بتفاصیل جزئیة وشکلیة، لحرفها عن هدفها الحقیقی الذی یتمثّل فی إنهاء الاحتلال الإسرائیلی على حدود الرابع من حزیران 67 وإقامة الدولة الفلسطینیة کاملة السیادة..

أما الطرف الفلسطینی المفاوض، برئاسة محمود عباس، فتمسک بمطالبه التی تمثلت خاصة فی التجمید الکامل للاستیطان واستئناف المفاوضات من حیث توقفت إبان حکومة أولمرت وإدارة بوش، والمطالبة بالتزام نتنیاهو بالاتفاقیات الموقعة بین الطرفین سابقا. وفی الوقت الذی عمل الطرف الفلسطینی على توفیر غطاء عربی للاستناد علیه کمحاولة للتخفیف من وطأة الضغوط الأمریکیة والأوروبیة علیه، تجاهل المفاوض الفلسطینی الإمکانیات والخبرات النضالیة لشعبه، إذ لو اعتمد على جزء منها لساعده ذلک ربما على الضغط على إسرائیل وحلفائها...

وبعد هذا الفشل، ولمواجهة المرحلة المقبلة، أعلن محمود عباس أن لدیه خیارات سبعة من شأنها تحقیق الأهداف الوطنیة الفلسطینیة. وتتمثل هذه الخیارات فی الاستمرار فی المفاوضات بشرط الوقف التام للاستیطان، ومطالبة الجانب الأمریکی بالاعتراف بالدولة الفلسطینیة فی حدود الرابع من جوان/ حزیران1967، والتوجه إلى مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطینیة المستقلة على حدود عام 1967 ومطالبة الجانب الأمریکی بعدم استخدام حق النقض الفیتو، والتوجه إلى الجمعیة العامة للأمم المتحدة ضمن البند المعروف باسم تحالف من أجل السلام الذی تتخذ فیه قرارات الجمعیة صفة إلزامیة مثل قرارات مجلس الأمن، ومطالبة الأمم المتحدة بوضع فلسطین تحت الوصایة الدولیة ووقف تطبیق الاتفاقات الموقعة مع "إسرائیل"، وحل السلطة، وبالتالی وضع إسرائیل أمام مسؤولیاتها کدولة احتلال..

وتجاوبت بعض دول أمریکا اللاتینیة مع أحد هذه البنود واعترفت لحد الآن البرازیل والأرجنتین بفلسطین "دولة حرة مستقلة داخل حدود 1967"، وعبرت الأوروغوای الشریکة الثقیلة الوزن فی أمریکا الجنوبیة، عن نیتها الاعتراف بـ"دولة فلسطین"خلال سنة 2011 الأمر الذی دفع الحکومة الصهیونیة للاستنفار لمواجهة هذا الشکل الجدید من "الحرب" التی تمارس ضدها ثم تهدید السلطة الفلسطینیة بقائمة من العقوبات التی یمکن أن تسلطها علیها فی حال قیامها بخطوات من جانب واحد...

خطة لیبرمان

وبموازاة ذلک، ولمزید من التسویف طرح وزیر الخارجیة الصهیونی لیبرمان مؤخرا خطة سیاسیة- اقتصادیة قال إن الهدف منها هو "تسویة مؤقتة مع الفلسطینیین". ویسعى للمصادقة على خطته من قبل المجلس الوزاری السباعی، وذلک قبل عرضها على الحکومة الأمریکیة فی الشهور القریبة المقبلة کموقف یمثل دولة إسرائیل.

تستند هذه الخطة إلى زیادة حجم التعاون بشکل ملموس بین إسرائیل والسلطة الفلسطینیة فی مجالات الأمن والاقتصاد، وذلک بهدف تثبیت استقرار الأوضاع فی الضفة الغربیة، کما یقول لیبرمان، وزیادة التعاون الأمنی مع السلطة الفلسطینیة قبل تسلیمها المزید من المسؤولیات الأمنیة. ویدّعی لیبرمان أن خطته ستعمل على "تعزیز الاقتصاد الفلسطینی، من خلال محفزات اقتصادیة مختلفة، وتخفیف القیود على حریة التنقل بین المدن الفلسطینیة".

أما هدفه من کل ذلک فهو أن "یصبح الاقتصاد الفلسطینی مماثلا لاقتصاد إسرائیل، الأمر الذی یسمح بتجدد المفاوضات السیاسیة للوصول إلى حل دائم"، ودون الدخول فی تفاصیل هذا الموقف العنصری واستحالة تمکن وصول الاقتصاد الفلسطینی إلى وضعیة الاقتصاد الإسرائیلی فی المدى المنظور، بسبب الاحتلال، نشیر فقط إلى أن نمو الاقتصاد القومی فی إسرائیل قد تضاعف منذ أوسلو وحتى الیوم بأکثر من 12 مرة، أما معدل دخل الفرد فیها فیساوی 20 مرة أکثر من دخل الفرد الفلسطینی فی الضفة الغربیة لوحدها.

صراع الإخوة الأعداء وتداعیاته

یبدو إلغاء الانتخابات البلدیة التی کانت مقررة فی 17 من شهر جویلیة/ یولیو 2010 من قبل السلطة الفلسطینیة بحجة "تمهید الطریق أمام إنهاء الحصار على غزة ولخدمة الجهود المتواصلة من أجل تحقیق الوحدة" أمرا خطیرا حسب أغلب المحللین السیاسیین؛ فهو غیر قانونی وغیر مقبول، کما تسبب فی إلحاق المزید من الضرر بالحقوق الدیمقراطیة، وعَرض مصالح الشعب الفلسطینی للسخریة خاصة بعد تعطیل عمل المؤسسات التشریعیة، کما عبر عن ذلک الدکتور مصطفى البرغوثی رئیس لجنة المبادرة.

أما الوجه الآخر فی الصراع فیبدو أخطر وأمرّ، إذ تبدو السلطة فی هذا الخلاف وکأنها فی تحالف موضوعی مع العدو الصهیونی فهی تطارد رجال حرکة الجهاد الإسلامی وحرکة حماس وتعتقلهم وتسجنهم، بل تقتلهم. وفی هذا الإطار أوضح بیان صدر عن حرکة حماس أن السلطة الفلسطینیة نفذت أکثر من 3000 حالة اعتقال سیاسی فی الضفة الغربیة المحتلة خلال سنة 2010، ومن بین المعتقلین نحو 1404 من الأسرى المحررین من سجون الاحتلال و49 إماما من أئمة المساجد و24 أستاذا جامعیا و36 صحفیاً و32 عضو مجلس بلدی و417 من التلامیذ الطلبة الجامعیین و9 من المحامین. کما اعتقلت 7 نساء واستدعت 19 أخریات، وقامت بمحاکمة أکثر من 90 معتقلا سیاسیا أمام محاکم عسکریة، فیما أقدمت على تسلیم الاحتلال 37 صهیونیاً دخلوا الضفة الغربیة بما یسمى الدخول الخطأ، فیما اعتقل الاحتلال 195 فلسطینیا فور الإفراج عنهم من سجون سلطة فتح حسب بیان الحرکة.

ولکن ماذا عن ممارسات حرکة حماس تجاه أفراد ومناضلی فتح؟ تتهم حرکة فتح، فی قطاع غزة، حرکة حماس عبر الحکومة المقالة وأجهزتها الأمنیة، وعبر کتائب القسام الجناح العسکری للحرکة، بتنفیذ قرابة 3120 حالة اختطاف واستدعاء سیاسی بحق قیادة وکوادر وأنصار الحرکة فی غزة خلال العام الماضی 2010، وتم اختطاف واستدعاء سبعة من أعضاء المجلس الثوری للحرکة ومنعهم من السفر، إضافة إلى اختطاف واستدعاء 1551 "فتحاویا" من أمناء سرّ الأقالیم وأعضاء لجان الأقالیم، وقیادة المناطق والشُعب التنظیمیة فی أقالیم القطاع الثمانیة، واختطاف 712 من أفراد وضباط الأجهزة الأمنیة الشرعیة، واختطاف 420 من قیادة الشبیبة وأفرادها، و120 حالة اختطاف لقیادة وأفراد کتائب شهداء الأقصى ومصادرة سلاحهم؛ کما أصدرت محاکم حماس بحق 213 من کوادر الحرکة عقوبات تراوحت بین السجن لسنوات وبین الإعدام، وأغلقت 32 مؤسسة وجمعیة ونادیا ریاضیا، ومصادرة محتویاتها..

ویستمرّ حصار غزة رغم التنازلات

واصلت سلطات الاحتلال حصارها المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، مانعة بذلک إدخال المواد الغذائیة والطبیة الضروریة، أما جهود إعادة الإعمار فتبدو محدودة بسبب القیود المفروضة على إدخال مواد البناء. فمنذ فشل العدوان الإسرائیلی على القطاع نهایة 2008 وبدایة 2009 وتمکّن المقاومة من إجبار الإسرائیلیین على الانسحاب دخل القطاع فی هدنة فعلیة غیر محددة، وکفّت قوى المقاومة برعایة حرکة حماس، هذه الأخیرة على إطلاق الصواریخ ضد إسرائیل لإجبارها على فک الحصار...

وإن حقق العدو الصهیونی أحد أهم أهدافه الآنیة المتمثلة فی "سیادة" الهدوء على "جبهة" غزة دون رفع الحصار عن القطاع، فإن المقاومة اعتمدت على شکل نضالی آخر لتحقیق بعض أهدافها، وذلک بمساندة جبهة التضامن العالمیة التی تسیّر السفن والقوافل وتقدیم المساندة والدعم لسکان غزة وتطالب برفع الحصار عنهم، وقد مثلت العملیات الرمزیة تلک إحدى أهم الوسائل الذکیة والناجعة التی فضحت السلوک الهمجی غیر الإنسانی للعدو الصهیونی، ومقابل ذلک ضاعفت تلک الحملات تعاطف قطاعات واسعة من الأوروبیین والأمریکیین مع القضیة الفلسطینیة..

تنوع المقاومة بین غزة والضفة

بالرغم من الهدوء النسبی الذی ساد قطاع غزة منذ انتهاء الحرب الهمجیة الصهیونیة، إلا أن اعتداءات الاحتلال لم تتوقف ضد الفلسطینیین تماما مثلما لم تتوقف المقاومة أو تستکین. ففی غزة اتخذت المقاومة المسلحة أشکالا مختلفة، فحسب المعطیات الرسمیة التی قدمها المکتب الإعلامی لکتائب الشهید عز الدین القسام، الجناح العسکری لحرکة حماس، فإن هذه الأخیرة تمکنت خلال سنة 2010 من تنفیذ العدید من العملیات البطولیة، والتی أسفرت عن مقتل سبعة صهاینة، وإصابة سبعة آخرین 3 منهم فی حالة الخطر، کما أشارت کتائب القسام إلى أن عدد قتلى العدو جراء عملیات المقاومة خلال عام 2010م کان تسعة قتلى، سبعة منهم لقوا حتفهم على ید الجناح العسکری لحرکة حماس. وأشارت الکتائب فی الإحصائیة الصادرة عنها مؤخرا إلى استشهاد ثمانیة من عناصرها اغتالتهم قوات العدو الصهیونی، منهم خمسة فی الضفة المحتلة، واثنان فی قطاع غزة، وشهید فی الخارج.

أما سرایا القدس، الجناح العسکری لحرکة الجهاد الإسلامی، فقدمت أثناء سنة 2010، اثنی عشر شهیدا، وأطلقت العشرات من القذائف باتجاه أهداف للعدو الصهیونی، وقتلت جندیین وإصابت آخرین.

ویتبین من إحصائیة أعدها "الإعلام الحربی" التابع للسرایا، استشهاد 6 من مقاتلیها فی عملیات قصف نفذها الطیران الحربی والمدفعیة الصهیونیة، استهدفتهم خلال تنفیذهم مهام جهادیة بالقرب من حدود قطاع غزة، فیما استشهد 5 آخرون خلال تصدیهم لتوغلات کانت تنفذها وحدات خاصة وقوات عسکریة على طول حدود المناطق المحاذیة للجدار الالکترونی..

وفی إطار تصدیها للعدوان تمکنت سرایا القدس من قتل 2 من الجنود الصهاینة أحدهم ضابط برتبة "رائد" وذلک خلال اشتباکات عنیفة دارت شرق بلدة عبسان الجدیدة شرقی خان یونس واستشهد خلالها 2 من المجاهدین وأحد المواطنین فی قصف عنیف طال المنطقة بعد قتل الجنود، وقد أُطلق على العملیة اسم "استدراج الأغبیاء". کما تمکن مجاهدو السرایا من إصابة جندیین آخرین فی عملیتین منفصلتین وأطلقت وحدة المدفعیة التابعة للسرایا 44 قذیفة هاون باتجاه تجمعات لآلیات وجنود صهاینة، ووحدات خاصة کانت تتوغل داخل أراضی المواطنین الفلسطینیین...

من قال إن الضفة هادئة فهو مخطئ

لا شک أن اتفاقیات أوسلو 1993 قد أفادت إسرائیل کثیرا على جمیع المستویات، إلى درجة أن احتلالها للأراضی الفلسطینیة فی الضفة الغربیة والقدس أصبح مریحا جدا ولم یعد مکلفا على حساب الاقتصاد الإسرائیلی، إنما على حساب الفلسطینیین وبتمویل من المجتمع الدولی الذی یضخ الأموال لمیزانیة السلطة الفلسطینیة.

وأمام انعدام المقارنة بین موازین القوى بین الجانبین وتزاید الإجراءات الأمنیة الإسرائیلیة وتنوعها، کشق عشرات الطرق وإنشاء أکثر من 700 حاجز فی مختلف أماکن الضفة الغربیة ونشر عدد هائل من الکامیرات على کل الطرق الالتفافیة التی یستخدمها المستوطنون، کان على الفلسطینیین فی الضفة أن" یبدعوا" وسائل نضال جدیدة من شأنها أن تجعل الاحتلال أکثر إیلاما وأکثر تکلفة.. فکانت المواجهة مع الاحتلال عبر التظاهرات والمسیرات التی یتخللها قذف الحجارة.. بدأت تلک الأشکال النضالیة منذ سنة 2002 فی مناطق محددة ثم اتسعت وکبرت وباتت تشمل مناطق کثیرة فی الضفة الغربیة وتأخذ أشکالاً مختلفة فی بلعین ونعلین والمعصرة وبدرس وبورین وعراق بورین. وتنطلق کل أسبوع المسیرات والتظاهرات والمواجهات بشکل منظم: فیوم الجمعة هناک 7 مناطق تتحرک ضد الجدار، فی حین تتحرک منطقتین یوم السبت ومنطقتین فی یوم الأحد.

کما تنظم مسیرات فی مناسبات معینة، محلیة وعالمیة سیاسیة وغیر سیاسیة، ففی الیوم العالمی للموسیقى تعزف فرق موسیقیة أجنبیة عادة عند الجدار، وفی یوم الطفل العالمی تنظم المسیرات للأطفال، وفی یوم المرأة العالمی تتکثف مشارکة النساء، وخلال کأس العالم لکرة القدم تم تنظیم دورة ریاضیة بالقرب من الجدار.. وحسب، صلاح الخواجا أحد قیادات المبادرة الوطنیة، لا تقتصر المقاومة الشعبیة فی الضفة على مواجهة جدار الفصل والاستیطان عبر عشرات المسیرات التی تنظم کل أسبوع، إنما تتعدى ذلک إلى أشکال أخرى من المواجهة التی تعزز العمل السیاسی؛ إذ باتت کل قریة، کما یقول، تصنع شکلاً خاصاً بها من أشکال النضال الشعبی، فقریة "العقبة" فی الأغوار تواجه الاحتلال عبر بناء مؤسسات ذات منفعة عامة مثل المستوصفات والمدارس فی الأراضی التی تقدم قوات الاحتلال على مصادرتها بذرائع أمنیة، وفی هذه القریة بُنی مسجد مئذنته على شکل إشارة النصر v لتأکید إرادة البقاء فی الأرض رغم کل شیء.

وفی قریة "الجفتلک" فی منطقة الأغوار درّس الأهالی أطفالهم فی مدرسة من مجموعة خیم بعدما منعتهم سلطات الاحتلال من بناء مدرسة، وهذا شکل من أشکال المواجهة، أن یقوم الفلسطینیون بالعمل بغض النظر عن کل الإجراءات الإسرائیلیة. ومن أشکال المقاومة، حملة مقاطعة السلع الإسرائیلیة العامة وسلع المستوطنات خاصة التی سجلت نجاحات کبیرة.. لکن ورغم هذا الطابع السلمی لتلک النشاطات لم یتردد الاحتلال فی مواجهة تلک المسیرات بعنف کبیر مما أدى إلى سقوط عدد کبیر من الشهداء والجرحى..

فماذا عن إجراءات العدو فی الضفة الغربیة والقدس؟ العدوّ لا یهدأ ویعمل على جبهات عدة لفرض الأمر الواقع على الفلسطینیین. فبالنسبة إلى القدس المحتلة، صعدت سلطات الاحتلال من أشکال التهوید وذلک من خلال إصدار القرارات الإداریة واتخاذ الإجراءات العملیة، إذ تواصلت سیاسة هدم المنازل خلال سنة 2010، وبلغت نحو 63 منزلا مهدما داخل وفی محیط مدینة القدس، منها 15 منزلا أجبر أصحابها على هدمها بأیدیهم تحت تهدید الاحتلال، کما تم توجیه إنذارات بهدم 1334 منزلا آخر، خاصة فی حی سلوان، والاستیلاء على عشرات المنازل وطرد أصحابها الشرعیین بمساعدة شرطة الاحتلال.

أما أخطر القرارات التی اتخذت خلال سنة 2010 فیتمثل فی إقرار لجنة وزاریة إسرائیلیة، قانونًا یعتبر القدس منطقة ذات أولویة وطنیة، ووضعها ضمن المناطق المسماة بمناطق التطویر "أ" فی مجالات الإسکان والتوظیف والتعلیم، وتبعا لذلک أقرت سلطات الاحتلال بناء نحو عشرة آلاف وحدة استیطانیة وغرفة فندقیة فی المستوطنات داخل وفی محیط القدس المحتلة، وباشرت بالفعل ببناء 1200 وحدة استیطانیة فی المدینة ورصدت عشرات ملایین الدولارات لإحداث تغیرات فی البنیة التحتیة فی حائط البراق ووادی الجوز.

وبموازاة ذلک صادقت "لجنة التنظیم والبناء المحلیة" التابعة لبلدیة الاحتلال على المخطط الهیکلی الشامل الجدید لباحة حائط البراق، الذی تضمن توسیع مرکز "دفیدسون" لیستوعب نحو 400 ألف زائر سنویاً، ویشمل أیضا حفر أنفاق تحت ساحة البراق وبناء مراکز دینیة یهودیة ومراکز "شُرطیة"، تحت الأرض، وتغییر مداخل ساحة البراق، وحفر أنفاق جدیدة تصل بین حائط البراق وبلدة سلوان، وبناء مواقف عامة للحافلات والسیارات فوق الأرض.

وأشار تقریر صادر عن دائرة العلاقات الدولیة فی منظمة التحریر الفلسطینیة إلى أن 125 ألف مقدسی أصبحوا مهددین بفقدان حق إقامتهم فی القدس المحتلة، بفعل جدار الضم والتوسع العنصری. وخلال العام 2010 واصلت سلطات الاحتلال عملیات الحفر فی البلدة القدیمة وأسفل المسجد الأقصى ما أدى إلى أربعة انهیارات أرضیة، فی شارع وادی حلوة، فی بلدة سلوان، الأمر الذی یهدد أیضا أساسات المسجد الأقصى. کما واصلت سلطات الاحتلال إغلاق العدید من المؤسسات المقدسیة.

الشهداء والأسرى

سقط على أیدی جیش الاحتلال الإسرائیلی والمستوطنین خلال سنة 2010 نحو 107 شهید بینهم 9 متضامنین أتراک قتلهم الاحتلال خلال اعتدائه على قوافل أسطول الحریة. ومن بین الشهداء 10 أطفال و4 نساء، وأسیران فی سجون الاحتلال وصحفی برصاص المستوطنین، واثنان من العمال أثناء محاولتهما الوصول إلى أماکن عملهم فی القدس المحتلة على الحواجز العسکریة الإسرائیلیة، فیما أصیب خلال العام 967 فلسطینیاً ومتضامناً دولیاً برصاص الاحتلال ومستوطنیه وخلال العام 2010.

وبلغ عدد الأسرى فی سجون الاحتلال فی نهایة العام الماضی 6800 أسیر، بینهم 34 أسیرة فلسطینیة، و300 طفل، و210 معتقلین إداریین دون تهمة أو محاکمة، و21 أسیراً معزولاً فی زنازین انفرادیة، کما یعانی نحو 1500 أسیر مریض من الإهمال الطبی المتعمد، حیث استشهد أسیران فی سجون الاحتلال نتیجة الإهمال الطبی المتعمد خلال سنة 2010، واعتقلت سلطات الاحتلال نحو 4000 فلسطینی، فیما واصلت السلطات حرمان 800 أسیر فلسطینی من قطاع غزة و250 أسیراً من الضفة الغربیة من زیارة ذویهم.. وشهدت سنة 2010 تصعیدًا خطیرًا فی الاعتداء بحق الأطفال الفلسطینیین، من قبل قوات الاحتلال والمستوطنین، إذ استشهد خلالها 20 طفلا واعتقل قرابة 1000 طفل وأصیب 218 منهم بجروح مختلفة.

التنکیل بالصحفیین

اعتقلت قوات الاحتلال 31 صحفیاً، وأصیب بجروح مختلفة 41 صحفیا آخر، فیما أبعدت سلطات الاحتلال الصحفی جارید مسلین، رئیس قسم تحریر اللغة الإنجلیزیة، فی وکالة الأنباء الفلسطینیة "معا"، بعد احتجازه فی مطار بن غوریون. وذکرت لجان صحفیة عالمیة محایدة أن جملة الانتهاکات الإسرائیلیة بحق الصحفیین فی الأرض الفلسطینیة المحتلة خلال العام الماضی وصلت إلى نحو 207 انتهاکات. أما عدد الصحفیین الفلسطینیین الذین أصیبوا جراء إطلاق الأعیرة المطاطیة وقنابل الغاز المسیل للدموع والتعرض للضرب واعتداءات أخرى فبلغ 123 مصابا وبلغت عدد حالات الاعتقال والاحتجاز نحو 70 حالة، فی حین بلغت حالات الاعتداءات على المؤسسات والمعدات الصحفیة 13 حالة..

التعرض للمقدسات

وأوضح تقریر منظمة التحریر أن المستوطنین أحرقوا خلال 2010 کنیسة "الکتاب المقدس" فی شارع الأنبیاء فی القدس، والمسجد الرئیسی فی قریة اللبن الشرقیة بمحافظة نابلس، ومسجد الأنبیاء فی قریة بیت فجار فی محافظة بیت لحم، ومسجد قریة "یرزا" بالأغوار، فیما وجه الاحتلال إخطارات بهدم مسجد الهدى فی مخیم الجلزون فی محافظة رام الله، ومسجد قریة بورین فی محافظة نابلس، بحجة عدم الترخیص. کما عمد الاحتلال إلى تدمیر مقبرة مأمن الله فی القدس المحتلة بنبش 150 قبرا إسلامیا بهدف إقامة مراکز یهودیة فوقها، فیما حطم المستوطنون شواهد القبور فی مقبرة قریة عورتا بنابلس، خلال عملیة اقتحام للقریة تحت حمایة جیش الاحتلال..

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 143110







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)