الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

آخر أسرار الصهیونیة!

  

آخر أسرار الصهیونیة!

 

سوسن البرغوتی

 

بعد الکشف عن مئتی اسم ممن شارکوا بجرائم الحرب على القطاع 2009، وبعد انهیار أسطورة "الجیش الذی لا یُهزم" فی جنوب لبنان عام 2006، وجریمة اغتیال الشهید محمود المبحوح التی کشفت عن هشاشة "الموساد"، فضلاً عن فضائح مالیة وأخلاقیة لقیادات الکیان بین الفینة والأخرى، وبعد تقریر فینوغراد وبعده غولدستون، وجرائم سرقة أعضاء الشهداء الفلسطینیین، وإجراء أبحاث طبیة على أسرانا، وتدمیر البنیة التحتیة للأقصى، بهدف هدمه، ومحاولات تهوید الإنسان بعد الأرض التی لم تتوقف منذ نشأته، وبعد جریمة سفینة مرمرة التی کشفت الوجه الحقیقی لـ"لجیش إسرائیل" الوحشی، بعد کل ذلک لم تتبق أسرار لم تنزع القناع الواهی للکیان الصهیونی سوى سلاحه النووی المدمر، والذی یتخذه ذریعة کدرع واق من ثقافة الرعب، خوفاً من حرب إبادة الکیان، الذی لا بد إلى زوال، لأن هذا الکیان الوظیفی الاستعماری من قبل القوى الاستعماریة فی العالم، لا تضمن استمراره إلى الأبد ولا یملک أی مکونات ترجح وجوده طبیعیاً، کونه وُجد فی محیط لا ینتمی له، وتجمع خاصته الوحیدة للعیش هو قتل "الأغیار"، والعداء عداء وجود لهذا الخنجر الذی طُعنت به الأمة العربیة، وأعاقها عن التطور والتقدم الطبیعی لکل الأمم بالعالم.

هواجس الأمن هی أکثر ما یقلق "إسرائیل" بالرغم من التنسیق مع سلطة محمیة رام الله، وبالرغم من اتفاقیات التطبیع مع مصر والأردن ومنظمة، لم یعد لعنوان التحریر فیها أی معنى.

سعی الإدارة الأمریکیة الحالیة لمنع انتشار النووی، وتجاهلها لواقع المخزن الضخم لهذا السلاح فی فلسطین المحتلة، وأنه وحده یهدد استقرار وأمن دول العالم، ولیس فقط الوطن العربی، إنما یدلل على حمایة هذا السر المخفی، وأماکن وجوده فی الأرض المحتلة، أی أنه السر الوحید المتبقی للکیان الصهیونی.

ما حدث من مستجدات على إصرار إیران لامتلاک نووی سلمی، أثار غضب وسخط الصهاینة، لأنه یشکل بالنسبة لهم، خطراً مباشراً، وهاجساً بأن یتحول المشروع إلى سلاح تتوازن به قوى الردع. وتزداد المخاوف یوماً بعد یوم، مع وجود سلاح نووی فی باکستان، متزامناً مع وجود "إرهابیین" قد یستخدمونه فی أی تصعید عسکری، على الرغم من فتح جبهة الفوضى المدمرة فی باکستان بعد مقتل بوتو حلیفة أمریکا، والغریب فی الأمر أنها اُغتیلت ولم یطالب أحد بالکشف عن الحقیقة، فی حین اغتیال الحریری یُوظف لتحقیق العدالة الأمریکیة السافلة!!.

لازمة الغموض النووی "الإسرائیلی" منعها من إجراء اختبار لمعرفة مدى تطوره ونجاحه، وبالتالی قد یکون متوقفا عند نقطة بدایة المشروع فی الستینات، إلا أن المخاوف الداخلیة لدى التجمع الیهودی فی فلسطین، لا تقل أهمیة عن شبیهتها لدى القیادات، باستخدامه فی أی حرب قادمة، لأنهم لن یخرجوا منها منتصرین، فهم یریدون هلاک الجمیع ولکنهم لا یریدون هلاک أنفسهم مطلقاً!.

تشیر المصادر إلى أن بیریس رئیس ما یسمى مرکز "السلام" والحائز على قسم من جائزة نوبل "للسلام"، کان أحد أبرز المبادرین لإقامة المفاعل النووی فی دیمونة، وبالمناسبة فإن شخصیات فلسطینیة معروفة ومنها فی السلطة وغیرها من فتح أعضاء بهذا المرکز، لذا فإن سکوت هؤلاء عن السلاح النووی "الإسرائیلی"، مدعاة للسخریة من سلامهم المزعوم، ومن تماهی هؤلاء مع مشروع قاتل.

وقد دعا الباحث النووی "الإسرائیلی" أفنیر کوهین إلى التخلی عن سیاسة الغموض النووی التی تتبعها "إسرائیل" حیال برنامجها النووی والإعلان عن نفسها بوصفها سادس قوة نوویة فی العالم، وامتلاکها ما یرجح عن مئات الرؤوس الذریة، ولیس سلامیاً.

وأضاف أن المؤسسات التی تشرف على الأسلحة النوویة أشد سریة من "الموساد" ولا یحکمها أی قانون، کما أنّ الرقابة العسکریة سحقت أی نقاش عام بشأن کل جوانب البرنامج النووی تقریباً. واعتبر الملف الغامض "التابو الأخیر" الذی تحتفظ بسریته "إسرائیل".

إذن ما زالت السریة التامة تکتنف هذا الملف حول مراکز تخزین ومصانع ونشاطات هذا النوع من الأسلحة، التی یستخدمونها لترهیب الشعب والأنظمة العربیة على حد سواء، ومع انفضاح کوامن التفوق "الإسرائیلی" وتباین هشاشته وضعفه، بات التلویح بهذا السلاح غیر مجد. ومن لزوم الضرورة أن یسأل تجمعهم الیهودی عن توزیع الکمامات وبناء مستشفى فی حیفا تحت الأرض، وتوزیع أکیاس للموتى، فلمن یجهزون احتمالات الموت؟!.

من المضحک والعبث بأن الاستمرار بوهم السلام المستحیل، والتحدث عن رسم حدود الکیان الصهیونی، الذی تحدده الآلة العسکریة، ومن المدمر للعقول أن یستمر اللاهون والمهرجون العرب، بالبحث عن سبل "التعایش" مع قتلة ومجرمین استعماریین، أو الحدیث عن "تجمید" البناء فی المستعمرات، التی ابتلعت مساحات کبیرة فی الضفة، ناهیک عن تحیید ملف القدس واللاجئین، بغیة تذویبهما، وإظهار أن القضیة هی مجرد نزاع على أراضٍ، ویمکن إیجاد حلول حول هذا النزاع الافتراضی فی عقول المستسلمین، حسب تخیلات مریضة.

الکیان محاصر للأسباب الآنفة الذکر، إضافة إلى المطالبة بضرورة إخضاع منشآته النوویة للتفتیش، ولهذا فالهروب إلى ما یُسمى بعملیة التسویة والمفاوضات، مصلحة له للتغطیة على جرائمه ولترحیل البحث فی ملفه النووی الذی ما زال طی الکتمان، واستمرار السلطة بالمفاوضات تمنحه فرصة التأجیل والهروب من ازدیاد الضغط علیه وسمعته السیئة فی العالم.

الحقیقة الساطعة أنه لا یجرؤ أی نظام عربی وعلى الأخص النفطی بالعمل على امتلاک مشروع نووی موازٍ، أو على الأقل المطالبة به أسوة بالعدو ودول الجوار کإیران وباکستان، لذلک ینبغی على العرب إما الإصرار على تفکیک ذاک السلاح لدى العدو، أو التفکیر الجدی بحقهم فی صنع السلاح النووی لحمایة بلادهم وشعبهم.

ن/25

 


| رمز الموضوع: 143089







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)