فی ذکرى نکبة فلسطین الکُبرى.. هل من وعد بلفور عربی؟!
فی ذکرى نکبة فلسطین الکُبرى.. هل من وعد بلفور عربی؟!
رمزی صادق شاهین
تحل علینا ذکرى وعد بلفور المشؤوم والساحة العربیة ملیئة بالشعارات الناریة والصاروخیة، التی تطالب دولة الإحتلال بوقف العدوان والإستیطان والقتل والتشرید لشعبنا الفلسطینی الأعزل، هذه الشعارات التی بدأت بالإنطلاق منذ الیوم الأول لنکبة فلسطین الأولى عام 1948م، واستمرت لما بعد نکسة العام 1967م واشتعلت مع اقتراب هدم المسجد الأقصى بعد أن تم إحراقه مرة واستهدافه مرات ولا زال یُستهدف حتى یومنا هذا.
ومع أن إسرائیل ظلت طوال هذه السنوات مستمرة بعدوانها وسیاساتها التصعیدیة التی حملت لون الدوم والخراب إلا أن الشعارات العربیة لم تتغیر وظل التهدید والوعید مستمر، لذکرنا بحوادیت العجائز عن حکایا "أبو الدبعی" هذا الشخص الذی عُرف عنه حب الشهرة من خلال مواقف لم تکن مسؤولة وأعتقد أن معظم أبناء شعبنا یعلم قصة "أبو الدبعی" هذا.
إن المواقف العربیة الهزیلة، والتی تثبت یوماً بعد یوم أنها لا تشکل فی قاموس إسرائیل أی صفة، ولا أعتقد أن إسرائیل مستعدة لسماع مثل هذه المواقف لإدراکها بأن العرب لا یستطیعون فعل أی شیء سوى الإستنکار والشجب والتهدید بإجراءات لا یمکن أن تتحقق لأکثر من سبب.
تحل علینا ذکرى بلفور، والقضیة الفلسطینیة تمر بأخطر مراحلها، حیث تتعرض للمساومة من قبل دول التآمر مع إسرائیل، وتتعرض للنسیان بفضل مواقف العرب التی لا تضع القضیة الفلسطینیة کأولویة مع مصادر القرار فی العالم، وتتعرض للإهانة بسبب الإنقسام الفلسطینی الذی أضر بالقضیة الوطنیة کقضیة صراع أولى مع الاحتلال الإسرائیلی.
لقد سمع شعبنا الکثیر من الشعارات مؤخراً، فمن إقامة دولة من طرف واحد، إلى التوجه لمجلس الأمن، إلى اقتراحات جامعة الدول العربیة العدیدة والتی بالمناسبة لا یُنفذ منها شیء، فهل هناک إمکانیة لأن یضع العرب أیادیهم مجدداً خلف قرار یعطی القضیة الفلسطینیة حقها من الإهتمام؟ هذا هو السؤال، فالقدس فی خطر، والأرض تتعرض للنهب والسرقة، والشعب الفلسطینی یموت ویُهجر کُل یوم.
هل نرى یوماً قریباً یستطیع فیه العرب أن یکون فیهم بلفور عربی، یعطی للشعب الفلسطینی حقه بالعیش على أرضه بحریة واستقلال؟!، فقد سئم شعبنا الشعارات والقرارات والإستنکارات وهو یعیش أطول معرکة فی هذا التاریخ مع أجرم احتلال عرفته البشریة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS