المفاوضات المباشرة.. ارتکاس عربی وصعود إسرائیلی
المفاوضات المباشرة.. ارتکاس عربی وصعود إسرائیلی
مؤمن بسیسو
فتح قرار لجنة المتابعة العربیة القاضی بمنح الرئیس محمود عباس والسلطة الفلسطینیة الضوء الأخضر للانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الاحتلال الإسرائیلی، بوابة واسعة من الارتکاس الفلسطینی والعربی الرسمی تعود بأفدح الضرر على حقوق الشعب الفلسطینی وقضیته الوطنیة، وتمنح کیان الاحتلال فرصة تاریخیة لاستثمار خطیر فی مناحی البطش والعدوان والاستهداف المنظم على حقوق ومقدرات الفلسطینیین واستکمال مخططات التهوید والتهجیر التی ینتظر أن تبلغ آفاقا غیر متوقعة فی المرحلة المقبلة.
ولئن حاولت السلطة الفلسطینیة إلقاء الکرة فی الملعب العربی الرسمی، وإلباس قرار عودتها إلى المفاوضات المباشرة لبوسا عربیا رسمیا، فإن القاصی والدانی یدرک أن استئناف المفاوضات تحصیل حاصل، وأن المناورات السیاسیة والإعلامیة التی اجترحتها السلطة بین یدی عودتها إلى المفاوضات استهدفت تخفیف وقع الحرج الذی ولغت فیه أمام شعبها، وتغطیة عجزها السیاسی وارتهانها للإرادة والإملاءات الأمیرکیة والأوروبیة بغطاء خارجی.
وداعا للحقوق الفلسطینیة
أول الأخطار التی حملها قرار العودة إلى المفاوضات المباشرة أصاب الحقوق الوطنیة الفلسطینیة فی العمق والصمیم، وجعل إمکانیة تحصیل أو إبرام اتفاق تسویة یلبی أو یقارب الحد الأدنى من الحقوق الفلسطینیة أمرا مستحیلا بکل المقاییس.
لم یجنِ الفلسطینیون شیئا طیلة ما یقارب عقدین من العمل التفاوضی الماراثونی، وحتى حکومة أولمرت المنصرمة التی بلغت فیها المفاوضات السریة نقاطا حاسمة حول العدید من القضایا الأساسیة والجوهریة، تنصلت من التزاماتها ومسؤولیاتها وتراجعت عن کل ما اتفقت علیه مع السلطة الفلسطینیة، ولم تبدِ أی استعداد لإبرام أیة صفقة تسویة -مهما کانت ظالمة أو مجحفة- تمنح فیها شیئا من إدارة الأرض للفلسطینیین".
"نستطیع الجزم بأن الحقوق الفلسطینیة قد أضحت فی ظل المفاوضات المباشرة فی خبر کان، وأن حکومة نتنیاهو ذات البرنامج السیاسی الواضح والصریح لن تکون فی وارد التعاطی مع أی مطلب فلسطینی". لاحقا عاشت إسرائیل تحت حکم نتنیاهو المتطرف الذی أسفر عن وجهه السیاسی الکالح، وشکل ائتلافا یمینیا لا یؤمن مطلقا بالحق الفلسطینی، ویرى فی تسمین المستوطنات وتهوید القدس ومحو معالمها الفلسطینیة والعربیة والإسلامیة وتهجیر أهلها، واجبا صهیونیا مقدسا لا یمکن التنازل عنه بأی حال من الأحوال.
مضت أشهر طوال فی ظل عهد نتنیاهو لم یبدر عن حکومته خلالها أی تنازل ولو کان شکلیا، بل إن تجمید الاستیطان الذی أعلنه نتنیاهو فی مناطق الضفة الغربیة جاء مفرغا من مضمونه، ومستثنیا مدینة القدس وما حولها، ولم یراع فی ذلک موقفا أمیرکیا ولا أوروبیا رافضا.
بل إن حکومته بالغت فی عربدتها واستخفافها بالمجتمع الدولی ولم تجد حرجا فی الإعلان عن بناء الوحدات السکنیة فی المستوطنات لحظة استضافة کبار القادة والمسؤولین الذین تربطهم بإٍسرائیل علاقات تحالف وطیدة وممیزة.
وإذا استحضرنا الموقف الإسرائیلی القریب الذی رفض حتى مجرد تقدیم اعتذار لترکیا عقب جریمة الاعتداء على أسطول الحریة رغم علاقات التحالف الوثیقة -سیاسیا وعسکریا- التی تربط البلدین، فإننا وقتئذ نستطیع الجزم بأن الحقوق الفلسطینیة قد أضحت فی ظل المفاوضات المباشرة فی خبر کان، وأن حکومة نتنیاهو ذات البرنامج السیاسی الواضح والصریح لن تکون فی وارد التعاطی مع أی مطلب فلسطینی، أو الاستجابة لأیة رغبة أمیرکیة لتحقیق أی إنجاز تفاوضی کان، أو أی شکل من أشکال التقدم فی إطار المسیرة التفاوضیة ولو کان صوریا للزوم دعم الموقف والسیاسة الخارجیة الأمیرکیة فی إطار التحدیات التی تواجهها فی بؤر المواجهة الخارجیة.
سقوط السلطة ومشروعها الوطنی
یشکل قرار العودة إلى المفاوضات المباشرة سقوطا مدویا للسلطة الفلسطینیة ونهایة متوقعة لمشروعها الوطنی. صحیح أن السلطة انخرطت فی مسار المفاوضات منذ وقت طویل، ومرت بمفاصل ومنعطفات حساسة، إلا أن المرحلة الراهنة تختلف اختلافا جذریا وتبدو فیها القضایا والمواقف أکثر حسما وأشد جلاء من أی وقت مضى.
تعیش السلطة الیوم وضعا کارثیا بکل معنى الکلمة، فهی مجبرة على العودة إلى مفاوضات صوریة ذات مرام وأهداف خطیرة، فی نفس الوقت الذی تمارس فیه تعاونا أمنیا واسعا وعمیقا مع الاحتلال، أقل نتائجه استئصال المقاومة فی الضفة الغربیة والزج بالمقاومین فی غیاهب السجون.
ثمة تقدیرات وطنیة واسعة للغایة تکاد تقترب من الإجماع على أن وجود السلطة أضحى عبئا کبیرا على القضیة الفلسطینیة، وأنها تؤدی دورا وظیفیا خادما للاحتلال، وترتبط عضویا ومصیریا بوجود الاحتلال ومصیره، ولا یمکنها أن تخرج عن إطار دورها الوظیفی المرسوم فی إطار الاتفاقیات الإسرائیلیة الفلسطینیة التی جرت برعایة إقلیمیة ودولیة کاملة.
وجود السلطة أضحى عبئا کبیرا على القضیة الفلسطینیة، وهی تؤدی دورا وظیفیا خادما للاحتلال، وترتبط عضویا ومصیریا بوجود ومصیر الاحتلال؛ "قد لا تکون هذه التقدیرات جدیدة وکانت سائدة بشکل واضح فیما مضى، لکن دائرة المؤمنین بها بلغت الیوم حدا کبیرا جدا، وغزت حتى قناعات الکثیر من أبناء حرکة فتح وأنصار الدفاع التقلیدی عن السلطة ومشروعها السیاسی والوطنی.
ولم یکن یخفف وقعها سابقا سوى الروح الوطنیة للرئیس الراحل یاسر عرفات ومحاولته الخروج عن الإطار الوظیفی المفروض، وهو ما انتهى لاحقا باغتیاله وتمهید الطریق أمام محمود عباس صاحب النهج السیاسی المعروف خلیفة له.
الیوم، تبدو السلطة أوضح ما تکون ارتباطا وتبعیة للاحتلال، وأبعد ما تکون عن المشروع الوطنی ومصلحة الوطن والقضیة، فهی لا تقدم للفلسطینیین من خدمات سوى خدمات ذات طابع اقتصادی ومعیشی مقابل ارتکاس وطنی وسیاسی یجسده الانبطاح السیاسی الحاصل، والتعاون الأمنی المستفحل، مما ینذر بتحول القضیة الفلسطینیة من قضیة تحرر وطنی وصراع مع الاحتلال إلى قضیة اقتصادیة إنسانیة معیشیة لا غیر.
تآمر على القضیة
لا تبدو الأمور على المستوى العربی الرسمی طبیعیة على الإطلاق، فحال التردی والضعف العربی المعهود تحول إلى واقع مُخز تنخره أشکال التواطؤ، وتحکمه معانی الهزیمة والتقهقر والانحدار.
الحال العربی لم یعد کما کان، فقد بات النظام العربی جزءا من منظومة دولیة ذات نسق معروف، وتکاد لا تجد من أصحاب النخوة والمروءة فی العرب الرسمیین إلا القلیل القلیل.
منذ فترة تخلت معظم الأنظمة العربیة عن مسؤولیاتها القومیة والتاریخیة تجاه فلسطین والقضیة الفلسطینیة، ونفضت یدها من أیة تبعات أو مترتبات تجاه الفلسطینیین، وتحول دورها من ظاهرة صوتیة تتقن الشجب والاستنکار إلى ظاهرة تواطؤ وتآمر مفضوحة لا تدرک لنصرة الفلسطینیین وقضیتهم العادلة سبیلا، وتعمد إلى خنقهم وحصار مشروعهم التحرری بکل الوسائل والأسالیب.
تجلت الظاهرة التآمریة العربیة الرسمیة على الفلسطینیین فی الأعوام الأخیرة التی أعقبت الانتخابات التشریعیة مطلع العام 2006 التی فازت فیها حماس بشکل ساحق ومدوّ، لنشهد فصولا متتابعة من التآزر العربی الرسمی فی حصار التجربة الدیمقراطیة الفلسطینیة الناشئة، ورسم المخططات السیاسیة والاقتصادیة الکفیلة بإفشال تجربة حماس وإجهاض مشروعها الجدید الذی یلامس أرضیة الحکم والقیادة للمرة الأولى.
فی إطار المخططات السیاسیة مارست الأنظمة دورا ضاغطا على السلطة الفلسطینیة، وبالإضافة إلى الضغط الأمیرکی والأوروبی لعبت مصر دور عرّاب الضغوط الممارسة على السلطة عربیا، فی حین تبلور دور الجامعة العربیة فی منح السلطة الضوء الأخضر للسیر قدما فی المبادرات والطروح السیاسیة الخاصة بالقضیة الفلسطینیة، وشرعنة طلباتها وتوجهاتها وقراراتها، وإلباسها لبوسا عربیا شرعیا یخرج السلطة من دائرة حرجها المتفاقم أمام سطوة الرأی العام الفلسطینی والعربی والإسلامی.
"الموقف العربی الرسمی خادم للإرادة والتوجهات الأمیرکیة، ولا یتعدى منح الشرعیة الزائفة للارتکاس السلطوی الفلسطینی بعیدا عن أی موقف متوازن أو دور مشرف"، وبالرغم من أن لجنة المتابعة العربیة المُشکّلة من وزراء الخارجیة العرب أعطت المفاوضات غیر المباشرة مهلة أربعة أشهر لتحقیق نتائج مرضیة فإنها تجاهلت موقفها السابق، وأقرت الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بشکل عبثی رغم فشل المفاوضات غیر المباشرة فی تحقیق أی إنجاز أو اختراق تفاوضی أیا کان.
کل ذلک یضع الموقف العربی الرسمی فی إطار وظیفی خادم للإرادة والتوجهات الأمیرکیة، ولا یتعدى منح الشرعیة الزائفة للارتکاس السلطوی الفلسطینی بعیدا عن أی موقف متوازن أو دور مشرف.
استثمار إسرائیلی خطیر
لا یعنی قرار استئناف المفاوضات المباشرة سوى غطاء مثالی للکیان الإسرائیلی لممارسة کل المخططات العدوانیة والإجراءات العنصریة فی المرحلة المقبلة.
وبوسع أی محلل صغیر فی علم السیاسة أن یدرک أن الهدف الإسرائیلی من وراء الانتقال إلى المفاوضات المباشرة هو الرغبة الجامحة فی استدعاء الغطاء الذی یستر الحلقات المتقدمة للمخطط الإسرائیلی الخطیر الذی أعدّ خصیصا لحسم تهوید القدس، وقضم مساحات واسعة من أرض الضفة الغربیة لصالح الکتل الاستیطانیة الضخمة، وتحویل السلطة الفلسطینیة إلى ملحق إداری وأمنی للاحتلال، والفکاک من "عقدة" غزة المزمنة عبر ضربها عسکریا أو تدجینها سیاسیا وإلقاء مسؤولیتها فی حضن المجتمع الدولی.
ولن تکون المفاوضات المباشرة التی تکثر فیها الاجتماعات والحوارات والمصافحات والابتسامات إلا الفرصة الأکثر مثالیة لتوظیف هذه المخططات فی إطار عملی ونقلها إلى حیز التنفیذ، خصوصا أن المراحل الأولى من هذه المخططات قد تم تنفیذها بنجاح، ومن الصعب أن تجترح إسرائیل خطوة نوعیة إضافیة فی هذا المضمار دون تغطیة مناسبة.
وهکذا قد لا یمر وقت طویل عقب استئناف المفاوضات المباشرة التی یجری الآن البحث فی موعد عقدها، حتى تبدأ إسرائیل فی إنفاذ حلقات مخططاتها، متسلحة بقوة دفع إقلیمیة ودولیة کبیرة.
وحینها فإن المعالجات ذات العلاقة بالصراع الفلسطینی الإسرائیلی لن تکون نفس المعالجات السابقة، وستأخذ طابعا أکثر انحیازا ومحاباة لصالح الاحتلال أکثر من ذی قبل.
فی استقراء واقع ما بعد استئناف المفاوضات المباشرة المنتظر، ستصبح إسرائیل أقل التزاما بالقیود والمحددات التی حکمتها طیلة المرحلة الماضیة، وأکثر توجها نحو تصفیة حساباتها مع أعدائها، وأشد إیغالا فی برنامج استیطانها وعدوانها، وأکثر سرعة فی حسم ملفاتها السیاسیة والعسکریة.
قد یکون من الخطأ الاعتقاد بأن ید حکومة الاحتلال ستکون طلیقة بشکل کامل دون ضوابط فی ظل سریان حالة المفاوضات المباشرة، إذ إن هناک عوامل ومحددات وحسابات تلعب دورا فی تحدید مسار واتجاهات السیاسة الإسرائیلیة وصناعة القرار الإسرائیلی فی مجالاته السیاسیة والعسکریة. لکنّ الثابت أن السیاسة الإسرائیلیة ستغدو أکثر تحررا وانفلاتا من ذی قبل، وأن الحسابات الإسرائیلیة ستصبح أکثر مرونة فی إطار تفاعلها مع مفردات الواقع السیاسی والمیدانی، ولن تکتسی بالجمود الذی ران علیها إبان المرحلة الماضیة.
"حالة الانهیار الفلسطینی والعربی الرسمی المتسارع إبان المرحلة المقبلة المسقوفة بسقف المفاوضات المباشرة ینبغی أن تخضع لتقییم جدی من لدن دول الممانعة وقوى المقاومة، وترتقی إلى مستوى مواجهة المخطط الإسرائیلی الخطیر وآثاره السلبیة المتوقعة".
وربما استهدف جس نبض الجیش اللبنانی وقیاس رد فعل حزب الله على الحادثة، مما یستوجب الاستعداد لکل احتمالات التصعید الإسرائیلی خلال الأسابیع أو الأشهر المقبلة، رغم أن التقدیرات الراهنة تشیر إلى الرکون إلى أجواء الاستقرار المشوب بالحذر ولا تنبئ بمواجهة قاسیة أو کبرى بین الطرفین.
أما على الجبهة الثانیة، فقد تصاعدت الأوضاع بشکل مأساوی إثر الصاروخ الذی أطلق على مدینة عسقلان مؤخرا، وما تلاه من غارات واغتیالات کسرت حدة الهدوء التقلیدی الذی میز الأوضاع المیدانیة فی غزة.
وبلغت الأمور حدا خطیرا باتهام نتنیاهو حرکة حماس بالمسؤولیة عن إطلاق صواریخ على مدینة إیلات جنوب إسرائیل، فی الوقت الذی اتهمت فیه السلطات المصریة فصائل فلسطینیة فی غزة بإطلاق الصواریخ من شبه جزیرة سیناء المصریة.
ما یلاحظ فی سیاق تتبع رد الفعل الإسرائیلی على تساقط الصواریخ الفلسطینیة فی المرحلة التی أعقبت الحرب على غزة نهایة عام 2008 وبدایة 2009 هو أن ردة الفعل الإسرائیلیة هذه المرة کانت الأکثر شدة وقسوة من أی وقت مضى، وأن حجم الرد العسکری المیدانی والتصعید السیاسی والإعلامی إسرائیلیا یؤشر إلى تسخین مبرمج تستحثه إسرائیل ضد حرکة حماس فی قطاع غزة، توطئة لعمل عسکری ما یتم انتظار اللحظة المواتیة والذریعة المناسبة لتنفیذه.
وأغلب الظن أن غزة ستکون على رأس المعالجات العسکریة الإسرائیلیة، وما لم یتم ضبط الوضع المیدانی ومناطق التماس ومنع إطلاق الصواریخ منها، فإن إسرائیل قد تجد ضالتها المنشودة التی تشعل من خلالها فتیل ضربة عسکریة محسوبة بقیت حبیسة الأدراج منذ انتهاء الحرب الأخیرة، یؤازرها تغطیة تفاوضیة نموذجیة وتعاون إقلیمی ودولی صریح.
خلاصة
إن حالة الانهیار الفلسطینی والعربی الرسمی المتسارع إبان المرحلة المقبلة المسقوفة بسقف المفاوضات المباشرة ینبغی أن تخضع لتقییم جدی من لدن دول الممانعة وقوى المقاومة، وترتقی إلى مستوى مواجهة المخطط الإسرائیلی الخطیر وآثاره السلبیة المتوقعة على الوضع الفلسطینی بشکل خاص والوضع اللبنانی والمنطقة العربیة بشکل عام، عبر مجموعة من الإجراءات والاحتیاطات السیاسیة والإعلامیة والعسکریة والأمنیة المضادة.
قد لا تفلح الاحتیاطات المتخذة فی إحباط المخطط الإسرائیلی بشکل تام، إلا أنها کفیلة بوضع کوابح معقولة تسهم فی تفریغه من بعض جوانبه، والعمل على تقلیل الخسائر الفلسطینیة والعربیة إلى الحد الأدنى، وتهیئة الظروف والمناخ لمعادلة صراع أفضل، ومرحلة أقل استعلاء وعربدة وفجورا إسرائیلیا.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS