قلق صهیونی متزاید من اختراق منظومة الطائرات بدون طیار

قلق صهیونی متزاید من اختراق منظومة الطائرات بدون طیار

أقر محللون عسکریون إسرائیلیون بصحة المعلومات التی أوردها حسن نصر الله الأمین العام لحزب الله، حول عملیة أنصاریة عام 1997، التی أودت بحیاة 13 جندیا من قوات النخبة التابعة لسلاح الاستخبارات العسکریة "شییتت 13".

وقال الجنرال فی الاحتیاط، "غابی اوثیر"، رئیس لجنة التحقیق فی العملیة "أستطیع القول وبشکل قاطع أنه لم یتم تسریب المعلومات عن تنفیذه هذه العملیة إلى حزب الله، ولم یکن بإمکانه اعتراض قواتنا فی هذا المکان وضربها بناء على معلومات مسبقة، لکننی لا استبعد فرضیة أن یکون حزب الله تمکن من التقاط موجات بث طائرات الاستطلاع الإسرائیلیة التی کانت تصور المکان، خصوصا وان تلک الطائرات کانت تبث من دون تشفیر".

من جهته، أکد قائد سلاح الجو الأسبق، "افیو بینون"، انه لا یمکن استبعاد احتمال أن حزب الله اعد کمینا مخططا له مسبقا لقوات "الشییتت" فی منطقة أنصاریة جنوب لبنان, وتمکن من خلال الکمین من قتل جنود فی صفوف الکوماندو البحری الإسرائیلی قبل ثلاثة عشر عاما.

وأضاف "إن موجات البث التی کانت تستخدمها طائرات الاستطلاع الإسرائیلیة فی حینه، لم تکن مشفرة، وکان بإمکان حزب الله التقاط موجاتها وتردداتها وتحلیلها بسهولة".

بدوره، أقر "أمیر ربابورت"، المحلل العسکری والباحث فی "مرکز بیغن السادات"، بصحة ما قاله نصر الله، وأضاف: کان بإمکان أی جهاز استقبال منزلی آنذاک التقاط إشارات البث من الطائرات الإسرائیلیة لمجرد التقاطه التردد الصحیح".

وأوضح: إن تلک العملیة کانت فشلا ذریعا للجیش الإسرائیلی، وإن طائرات الاستطلاع کانت تُستخدم فقط من قبل وحدة "سییرت متکال" التابعة لجهاز الاستخبارات العسکریة, فیما کانت وحدة "شییتت" تابعة لسلاح البحریة، ولم یکن بإمکانها استخدام هذا النوع من طائرات الاستطلاع.

وشدد "ربابورت" على أن تلک العملیة شکلت أحد أهم الأسباب لانسحاب الجیش الإسرائیلی من جنوب لبنان، کاشفا النقاب عن أن الجیش الإسرائیلی قام بعد أسابیع من العملیة، ولأول مرة، بتشکیل لجنة تحقیق سریة, وتم توزیع أشرطة مسجلة لما کانت تبثه طائرات الاستطلاع، والتی تم التقاطها قبیل العملیة، من دون إبلاغ الجنود بفحوى الأشرطة.

وبعد ساعات من الفحص والتحلیل، استنتج الجنود أن الغرض من الصور هو جمع معلومات تتعلق بالتحضیر لعملیة عسکریة، وختم قائلا "إن عناصر حزب الله لیسو أغبیاء، وقد قاموا بنفس الأمر, من حیث تحلیل الصور للحصول على النتائج المطلوبة".علما بأن خبراء عسکریین وأمنیین إسرائیلیین، زعموا أنه منذ العام 2006 تم تزوید  الطائرات الصغیرة الإسرائیلیة بدون طیار بتکنولوجیا لا تسمح بالتقاط البث، فی ضوء أنه حتى العام 2006 کان بوسع حزب الله أن یلتقط بلا صعوبة تقریبا بث الطائرات بلا طیار لسلاح الجو التی کانت تطیر فوق لبنان. وقد فعل ذلک من خلال معدات التقاط بواسطتها تابع صور الفیدیو التی بثتها الطائرات الصغیرة نحو المحطة الأرضیة.

وحسب خبراء فی صناعة الطائرات الصغیرة الإسرائیلیة، فانه حتى 2006 جاء معظم البث من الطائرات بالطریقة القدیمة غیر الرقمیة، وبعضها فقط کان مشفرا فی حینه بطریقة تشویشیة لا تمنع التقاطها من جهات خارجیة بل تجعله صعبا. وهذه الطریقة تقسم کل إشارة فیدیو إلى أجزاء، وفی المحطة الأرضیة یعیدون ترکیب الأجزاء من جدید، ویحصلون على الصورة الواضحة.

ولذلک، تقرر العمل ابتداء من 2006 بتزوید کل الطائرات الصغیرة فی سلاح الجو الإسرائیلی بمنظومات رقمیة، ففی البث الرقمی هناک تشفیر لبث الفیدیو، وبالتالی من الصعب جدا، او شبه المتعذر التسلل إلى قناة الاتصالات، ورؤیة ما تبثه الطائرات إلى الأرض.

وحسب أحد الخبراء، هناک مفاجأة معینة فی أن حزب الله تزود بمنظومات التقاط، اعترض موجات البث والتقط بث الطائرات الصغیرة الإسرائیلیة، والحزب أثبت مرة أخرى بأنه یستخدم وسائل تکنولوجیة متطورة، وهذا یتم بلا ریب بمساعدة جهات خارجیة".

ن/25