الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

تعالی الأصوات المناهضة للکیان الصهیونی فی الأردن

 تعالی الأصوات المناهضة للکیان الصهیونی فی الأردن

 

فی الشهر الماضی، نشرت منظمة أردنیة غیر حکومیة إعلاناً تطلب فیه انضمام مرشحین لمشروع تدریب بیئی فی وادی الأردن. ولم یذکر الإعلان أن المشروع یتم بالتعاون مع إسرائیل، وعلى الجانب الإسرائیلی من الحدود، لکنه کان مماثلاً لکثیر من الإعلانات السابقة. وقد أثار عاصفة من الاحتجاجات بعد أن کشفت صحیفة إسلامیة صلة إسرائیل به.

یقول المنظم الأردنی للمشروع الذی فضل عدم ذکر اسمه ''لقد وضعوا دائرة حول اسمی ورقم هاتفی فی الإعلان کما لو أنهم کانوا یریدون استهدافی. إننی لا أشعر بأن حیاتی مهددة، ومن حسن الحظ أنه لم تتم ممارسة أی ضغط علی، لکن آخرین کثیرین یتجنبون الدخول فی مجال التعاون السلمی نفسه بسبب هذه التکتیکات''. ویعتبر الأردن البلد العربی الوحید الذی تبادر فیه المنظمات غیر الحکومیة إلى مثل هذا التعاون فی عدة مجالات، بما فیها البیئة، والسیاحة، والرعایة الصحیة، والعمل الشبابی، والبحوث السیاسیة.

إن السلام الذی عقدته إسرائیل مع مصر یتسم بالبرود وقلة من المصریین یتعاونون علانیة مع الإسرائیلیین. وفی الأردن یرجع تاریخ المظاهرات ضد هذه العلاقات. من جانب حرکة مناهضة التطبیع فی البلد، التی تتألف بصورة رئیسیة من الإسلامیین ودعاة الوحدة العربیة ـ إلى عام 1994 الذی وقع فیه البلد معاهدة السلام مع إسرائیل، لکن هذه الاحتجاجات بدأت تتعالى. ویتذبذب التسامح الرسمی مع هذه الحرکة تبعاً لحالة العلاقات بین الحکومة والإسلامیین، وتبعاً للعلاقات الإسرائیلیة الأردنیة التی اتسمت بالضعف فی الأشهر الأخیرة.

ویقول المحلل والکاتب الأردنی، عریب الرنتاوی: ''هذه العلاقة أسوأ من أی وقت مضى منذ توقیع معاهدة السلام. إننی أسمع أموراً من الدائرة الداخلیة للنخبة الحاکمة (فی إشارة إلى الأشخاص المقربین من الملک عبد الله الثانی) لم أسمعها من قبل. إنهم یتحدثون عن إسرائیل کعدو''.

إن الأجواء بین البلدین مسممة. ولا یرجع هذا فقط إلى أن الأردن یشتبه فی أن إسرائیل تحاول إعاقة خططه الخاصة بتخصیب الیورانیوم من أجل إنتاج الوقود النووی. ولیس مرده حتى إلى الخوف المتزاید من کثیر من السیاسیین فی الائتلاف الیمینی فی إسرائیل الذین یرون فی الأردن وطناً بدیلاً للفلسطینیین عن الضفة الغربیة وغزة.

ان الأمر یرجع إلى هذه العناصر إضافة إلى عدم الثقة الذی تفاقم منذ مجیء بنیامین نتنیاهو، رئیس الوزراء الإسرائیلی، إلى الحکم عام 1996 وتجمیده عملیة السلام.

الصراعات الأخرى، کالحرب الإسرائیلیة اللبنانیة عام 2006، والعملیة التی قامت بها إسرائیل فی قطاع غزة عام 2009، والهجوم الوحشی الذی شنته ضد قافلة الحریة التی کانت تسعى إلى کسر الحصار المضروب على غزة فی وقت سابق من هذا العام، جعلت بعض أعضاء الحکومة الأردنیة یتساءلون عما إذا کان البلد لا یدفع ثمنا عالیاً جداً للسلام مع إسرائیل.

ولم تحظ معاهدة السلام بأیة شعبیة، خاصة فی الأردن الذی توجد فیه نسبة کبیرة من الفلسطینیین. کما أنها لم تساعد البلد على تسجیل نقاط مع جیرانها المتشددین، مثل سوریة. وتشعر المنظمات غیر الحکومیة التی تنفذ مشاریع مشترکة مع الإسرائیلیین بازدواجیة متزایدة تجاه المعاهدة. یقول المنظم الأردنی للمشروع التدریبی المذکور: ''الحکومة تراقب ما أقوم به عن کثب ولا تفعل الکثیر لکبح مناهضی التطبیع''.

ویقول بادی الرفایعة، وهو رئیس حرکة مناهضة التطبیع وعضو فی جماعة الإخوان المسلمین: ''قبل أعوام تم اعتقالی وحتى ضربی بسبب نشاطی. الآن لا یرغب أی واحد فی الدفاع عن إسرائیل، أو أن تکون له علاقة معها''.

ویعتبر الرفایعة ومؤیدوه أن أی تعاون مع إسرائیل یضفی شرعیة على دولة یرون أنها ینبغی أن تزول من الوجود کلیة. لکن الأشخاص الذین یعملون فی المنظمات غیر الحکومیة التی تعمل مع إسرائیل لدیهم آراء قویة بالقدر نفسه. تقول امرأة أردنیة أسست مشروعاً صحافیاً مشترکاً بین إسرائیل وفلسطین والأردن: ''أعتقد أن المشروع یساعد على نطاق محدود فقط، لکن الثقة یجب أن تبدأ من مکان ما''.

ن/25


| رمز الموضوع: 143000







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)