الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

اسرائیل ما زالت 'العدو' لمصر

 لا نستطیع ان نفهم هذه الضجة الاسرائیلیة الکبرى المثارة حالیا حول تصریح ادلى به السید احمد ابو الغیط وزیر خارجیة مصر اثناء زیارته الى لبنان، وصف فیه اسرائیل بـ'العدو'، بحیث تطالب الحکومة الاسرائیلیة بتوضیحات رسمیة مصریة فی هذا الصدد.

فاسرائیل ما زالت عدوا للعرب جمیعا بما فی ذلک مصر، وکون الاخیرة وقعت معاهدة سلام معها فهذا لا یعنی انها اصبحت صدیقة لمصر، واذا کانت صدیقة فعلا فلماذا یهدد وزیر خارجیتها افیغدور لیبرمان بقصف السد العالی لإغراق مصر وشعبها، ولماذا یذهب الى القارة الافریقیة على رأس وفد اسرائیلی کبیر لتحریض دول منبع النیل لبناء سدود لتقلیص حصة مصر المقررة وفق اتفاقات ومعاهدات دولیة!

دانی ایالون نائب وزیر الخارجیة الاسرائیلی الذی تعمد اهانة السفیر الترکی فی تل ابیب وتعامل معه بوقاحة غیر مسبوقة فی الاعراف الدبلوماسیة، قال ان اسرائیل قبلت ایضاحات مصریة لتصریحات السید ابو الغیط، وبذلک تکون القضیة انتهت.

التوضیحات التی تحدث عنها المسؤول الاسرائیلی تمثلت فی قول السید ابو الغیط بانه قصد ان اسرائیل عدوة للبنان فی تصریحاته التی ادلى بها فی مؤتمره الصحافی، وتطرق فیها الى مسألة نقل صواریخ سکود سوریة الى حزب الله.

اسرائیل تمارس 'عملیة ابتزاز' شرسة للحکومة المصریة بسبب توقیعها معاهدة کامب دیفید، وتریدها، ای الحکومة المصریة، حارسا مطیعا لها، تحمی حدودها، وتبنى جدارا فولاذیا لتشدید الحصار على قطاع غزة، وتمتنع عن الاقدام على ای خطوة یمکن ان تغضب المسؤولین الاسرائیلیین.

هذه الحقیقة اتضحت بجلاء فی قول ایالون 'ان علینا ان نتذکر انه توجد علاقات استراتیجیة بالغة الاهمیة بین مصر واسرائیل، وهذه العلاقات هی حجر الاساس للاستقرار الاقلیمی، ونحن والمصریون فی خندق واحد عندما یدور الحدیث عن محاربة التطرف والارهاب من جانب الاسلام المتطرف'.

اقوال ایالون هذه فی منتهى الغرابة، وما هو اغرب منها تفسیره لمعاهدة السلام وطبیعة العلاقات القائمة بین البلدین، فهذه هی المرة الاولى التی نسمع فیها عن 'علاقات استراتیجیة' تشکل الحجر الاساس للاستقرار الاقلیمی، فکل ما نعرفه ان بین البلدین 'علاقات باردة' بسبب رفض الشعب المصری لکل اشکال التطبیع مع اسرائیل.

والاکثر من ذلک ان ما یهدد الاستقرار الاقلیمی فی المنطقة هو الارهاب الاسرائیلی باشکاله کافة. فمنذ توقیع معاهدة السلام المصریة ـ الاسرائیلیة غزت اسرائیل لبنان مرتین وقطاع غزة مرة واحدة، وارتکبت جرائم حرب فی البلدین ادینت عالمیا.

من حق السید ابو الغیط ان یصحح تصریحاته ویوضح للاسرائیلیین بانه لم ینعتهم بالعدو، لتجنب ازمة، فهذا شأنه وشأن حکومته، ولکن ما هو مؤکد ان الشعب المصری الذی قدم آلاف الشهداء دفاعا عن الکرامة العربیة والاسلامیة وانتصارا لقضیة فلسطین العادلة، ما زال یعتبر اسرائیل عدوا، بل العدو الأکبر له وللأمتین العربیة والاسلامیة. ولو تقرر الحکومة المصریة الیوم فتح باب الجهاد للحرب ضد اسرائیل لتقدم الملایین من المصریین للتطوع من اجل هذه المهمة الوطنیة لاستعادة الحقوق والمقدسات المغتصبة.

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 142961







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)