کتاب یوثق جرائم الحرب بحق نساء غزة
وثق کتاب أصدره مرکز شؤون المرأة بقطاع غزة لجرائم الاحتلال ضد النساء الفلسطینیات بقطاع غزة أثناء الحرب الأخیرة وذلک عبر مئات الشهادات, ومن خلال متابعة آثار الحرب على النساء وأسرهن.
جاءت فکرة الکتاب کما تقول آمال صیام المدیرة التنفیذیة لمرکز شؤون المرأة، بعد توقف الحرب مباشرة على غزة، حیث تحرک المرکز لرصد الدمار الذی خلفته الحرب ومعاینة تجارب نساء فلسطینیات عایشن الحرب بکل تفاصیلها, عبر الالتقاء بهن والاستماع إلى تجاربهن.
وقالت آمال إن الکتاب لیس اختزالا لمعاناة النساء الفلسطینیات فی حروف وکلمات وجمل فقط, وإنما یعد توثیقا لمعاناتهن وتجاربهن لتکون شاهدا على ما اقترفه الاحتلال من جرائم, وإیجاد مشاریع دعم للنساء المتضررات من الحرب.
واعتبرت آمال صیام الکتاب وثیقة إدانة قانونیة جدیدة لإسرائیل بحق نساء غزة أمام کافة المحافل الدولیة، مشیرة إلى أنه یمکن لکافة المؤسسات الحقوقیة استعماله فی هذا الجانب، موضحةً أنهن یمتلکن کافة المعلومات حول الشخصیات الواردة فی الکتاب لتکون خیر دلیل على الجرائم الإسرائیلیة ضد النساء.
ویستعرض الکتاب 220 قصة حقیقیة من أصل 360 جاءت على ألسنة النساء اللواتی خضعن لتجربة الحرب بأنفسهن لتروی معاناتهن وتبرز الانتهاکات التی ارتکبتها إسرائیل بحق المرأة الفلسطینیة.
وقد توزعت القصص على محافظات غزة الخمس, وخاصة المناطق المنکوبة والمدمرة، وتم جمع الإفادات من أصحابها على مدار ثلاثة أشهر، وشارک فی إعدادها 17 صحفیة فلسطینیة تم إعدادهن للقیام بهذا الدور.
ومن جانبها بینت الصحفیة نجوى شمعون إحدى المشارکات فی کتابة شهادات النساء، أن الصحفیات خضن لتجربة ممیزة وجریئة کشفن من خلالها حجم الجرائم التی ارتکبت, مشیرة إلى أنه وقع علیهن العبء الأکبر فی إخراج کافة التفاصیل الکامنة داخل النساء وإبراز تفاصیل مهمة وروایات حقیقیة خلفتها الحرب الإسرائیلیة من کافة النواحی النفسیة والاجتماعیة الاقتصادیة.
وقالت نجوى "واجهتنا صعوبات أثناء العمل على أرض المیدان جراء تعرض المناطق الحدودیة التی کانت مسرحا لعملنا، للقصف بعد الحرب مباشرة".
وأشارت إلى أن أکثر ما آلم الصحفیات العاملات هو عدم مقدرتهن على ضبط أنفسهن والسیطرة على مشاعرهن من فظاعة وهول القصص التی سمعنها. ولفتت الصحفیة إلى أن الکتاب هو رسالة لإیصال صوت النساء اللواتی عانین فی الحرب.
بدورها أکدت الکاتبة الصحفیة دنیا الأمل إسماعیل التی أشرفت على تحریر وتدقیق الکتاب على أن الکتاب لا یضم قصصا إنسانیة فقط بل قیمة قانونیة، لافتةً إلى أن جمیع الشهادات الواردة فی الکتاب موثقة توثیقًا قانونیًّا ویمکن استخدامها لملاحقة إسرائیل فی المحافل الدولیة.
ورأت أن للکتاب أهمیة کبیرة على الصعید المعلوماتی, "لکونه یحتوی على معلومات وتفاصیل وبیانات کثیرة ومدققة بشکل جید من أجل تلافی تضارب المعلومات".
وعلى جانب آخر أتاح الکتاب لـ17 صحفیة من کافة المناطق معایشة حالات کتبن عنها وممارسة مهنة الصحافة وتطبیق فنونها الخاصة وکتابة قصص صحفیة إنسانیة ناجحة.
وقالت إن الکتاب سیوزع على العدید من المؤسسات الحقوقیة والإعلامیة والدولیة والأهلیة والرسمیة، وستتم ترجمته إلى اللغة الإنجلیزیة.
وکانت قوات الاحتلال الإسرائیلی قد شنت عدوانًا واسع النطاق على قطاع غزة قبل عام ونصف استمر 22 یوما، وأدى إلى استشهاد 1409 فلسطینیین بینهم 211 امرأة و355 طفلاً.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS