الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الصهیونیة وریثة النازیة: کیف و لماذا؟

الاکادیمی القطری علی الهیل

 

إن ما یقوم به الصهاینة (المُؤَدلجین صهیونیا ولیسوا باعتبارهم یهوداً وأهل کتاب) الآن ومنذ أکثر من ستین سنة متواصلة فی فلسطین من طرد أصحاب الأرض الأصلیین Native Palestiniansوالتعسف فی الاستیلاء على حقوقهم وهدم منازلهم وترکهم فی العراء وارتکاب المجازر تلو المجازر والهولوکوست تلو الهولوکوست مما بات معروفا للعالم وهو موثق بالتواریخ والأرقام والصور والأفلام المتلفزة والتقاریر الصحافیة والمشاهدات الحیة لَهو أشد مضاضة وأکثر فظاعة لدرجة إنعدام المقارنة ، مما ارتکبه النازیون الأوروبیون ضد الیهود خلال الحرب الکونیة الثانیة. ولا یجب أن یغیب عن البال کذلک جرائم الصهاینة ضد العرب الآخرین وأطفالهم (مدرسة بحر البقر للأطفال ومصانع أبی زعبل) فی مصر والأردن وسوریة ولبنان والعراق وتونس وفی العالم بأسره. وأما عن اغتیالاتهم -ذات الأسلوب الصبیانی الفج- الأخیرة فی دبی ودمشق وبیروت وعمان وما سبقها والرعونة المخابراتیة التی أبدوها باستعمال جوازات سفر لمواطنین من دول غربیة حلیفة لهم، کل ذلک شبیه بل لا یقارَبُ بما قام به النازیون الأوروبیون ضد الیهود ففی کثیر من الممارسات ، تُعدّ ُممارسات الصهاینة همجیة وبربریة وفاشستیة نازیة عنصریة لا یکاد أن یکون لها نظیر فی التاریخ البشری کله. وهذا الکلام قال به الکثیرون من حاخامات الیهود (أنظر مثلا موقع الهولوکوست الجدید The New Holocaust) الذی یتحدث عن جرائم الصهیونیة غیر المسبوقة فی التاریخ لا سیما خلال الحرب الصهیونیة على غزة نهایة 2008 وبدایة 2009. ویشیر الموقع إلى الهمجیة الصهیونیة فی قتل الأطفال بالاستهداف المباشر وبدم بارد (لدرجة أنه لا یمکن تشبیهه بما کان یجری فی حقبة ما قبل الحضارة) فی منطقة الصدر أحیانا ولیس بالخطأ (collateral damage ) کما تروج الصهیونیة وإیباکها (AIPAC) ولوبیاتها المزروعة على طول الولایات المتحدة الأمریکیة وأوروبا بدرجة ربما أقل کما حدث لأطفال الطبیب الفلسطینی الثلاثة والذی فضح باللغة العبریة- ما یوصف (بجیش الدفاع) على شاشات الفضائیات.

بَیْدَ أن جرائم الصهاینة فی فلسطین وفی العالم العربی وضد العرب والمسلمین والأحرار فی کل مکان فی العالم على فظاعتها ینبغی لها أنْ لا تُنسینا الموضوعیة العلمیة التاریخیة وهو أن ما حل بالیهود (وهم لیسوا صهاینة فی سوادهم الأعظم) فی عهد أوروبا النازیة هو عمل غیر مبررة وأنه معلوم من التاریخ بالضرورة وإن اختلفنا فی تحدید الأرقام . وأن جرائم الصهاینة (وهم لا علاقة لهم بالیهودیة ولا بموسى علیه السلام ولا بالنبی یعقوب الذی ألصق الصهاینة به إسم دولتهم الفاشستیة) فی فلسطین وتعمد قتلهم الأطفال خاصة والمذابح القدیمة والجدیدة والتی تجری حالیا فی الضفة وغزة والقدس الشرقیة دافعها هو العنصریة وکراهیة الآخر.

إن ما یسمى بالمحرقة التی تعرض لها الیهود وهم أحیاء یُعاد إنتاجها وتقریبا کل یوم على أیدی صهاینة تجار فجَّار لا یمتُّون إلى الیهودیة ولا لأخلاق سیدنا موسى (علیه السلام) ولا لأخلاق سیدنا یعقوب Jacob (إسرائیل علیه السلام) والذی أَلْصَقَ الصهاینة التجار الفجار إسم دولتهم فی فلسطین باسمه النبیل العظیم کما مر بنا. وهم بذلک ، یوغلون فی دماء الأبریاء من الیهود أولئک بمناسبة ومن غیر مناسبة ویدَّعون زورا وبهتانا أنهم إنما ینتقمون أو یثأرون للیهود ضحایا النازیة. ونطرح تساؤلا: وهل أهل فلسطین والعرب أو المسلمون هم الذین تسببوا فی ما حدث للیهود فی أوروبا النازیة قبل ثمانیة عقود ونیف؟ وهل أولئک النازیون الأوروبیون کانوا کنعانیین فلسطینیین أو عربا أو مسلمین؟ حتى یتم الانتقام منهم. إذن، هذه مغالطة تاریخیة ضخمة وتضلیل للعالم وغسیل أدمغة الأمریکیین والأوروبیین الحالیین من الذین تُعوزهم القراءة التاریخیة.

الصهاینة الحاقدون ممتلئون بمرکبات عُقَد غریبة ینفثونها فی وجه العالم تقریبا کل یوم ، مستغلین ما حدث للیهود لاحتلال أرض الغیر والتوسع الاستیطانی والجغرافی و'لخبطة' جیوبولیتیکس الشرق الأوسط برمته وجنی الأرباح بکافة أنماطها واستدرار الشفقة بذرف دموع التماسیح على ضحایا النازیة الأوروبیة.

منذ أن وضعت الحرب الکونیة الثانیة أوزارها وبدأ التشکل الجدید الجیوسیاسی والجیو إقتصادی لأوروبا ما بعد النازیة ویمکن القول : إن الولایات المتحدة الأمریکیة کانت وما تزال جزءاً من ذلک التشکُّل لدورها السیاسی والعسکری فی أوروبا خلال الحربین الکونیتین، والصهاینة هذا هو دأبهم ودیدنهم . وکلما عارضهم أحد فی أوروبا أو فی الولایات المتحدة الأمریکیة أو إنتقدهم شهروا (مُبالَغة) الهولوکوست. وکثیر من حاخامات الیهود یعتبر هذا التصرف الصهیونی إساءة ضخمة إلى أولئک الذین تعرضوا للهولوکوست المزعوم فی أوروبا النازیة وإعادة حرقهم وهم عظام ورمیم فی قبورهم.

وهذه بشرى . کما أن أسلاف الصهاینة النازیون قد إندثروا فإن الصهاینة (النازیون الجدد) فی فلسطین سیهزمون -إن شاء الله- 'و یولون الدُّبُر'. وتقول مدونة یهودی معادٍ للصهیونیة تحمل عنوان 'الهولوکوست الجدید'(کما أسلفنا) إن ' إسرائیل' بدأت نهایتها بسبب الهولوکوست الجدید الذی إرتکبته متجردة تماما من الأخلاق المتعارف علیها فی الحروب وذلک فی الحرب الصهیونیة على غزة نهایة 2008 وبدایة 2009.

وعندما أنشأ المنتصرون فی الحرب الکونیة الثانیة عصبة الأمم المتحدة فی عام 1945، ومن غیر الحاجة للإیغالِ أکثر فی التاریخ، ونتیجة لشعور أوروبا ومعها الولایات المتحدة الأمریکیة بالذنب لِما اقترفه هتلر (باعتباره نمساویا ألمانیا أوروبیا أبیض) واقترفته أوروبا النازیة ضد الیهود الأبریاء وبناء على وعد قطعه آرثر جیمس بلفور Arthur James Balfour، رئیس وزراء بریطانیا فی الثانی من تشرین الثانی/نوفمبر عام 1917 والذی عُرف 'بوعد بلفور' أو باللغة الإنکلیزیة Balfour Declaration لبس الصهاینة قمصان ضحایا الهولوکوست من الیهود الذین یتاجرون بما تعرضوا له على مدى ثمانیة عقود، وأعُطوا (لیس الیهود التوراتیون أهل الکتاب) بل الصهاینة أُعطوا فلسطین التی کانت تحت الإنتداب البریطانی سنتئذٍ، وکأن النازیین الأوروبیین کانوا فلسطینیین أو عربا أو حتى مسلمین. وبدلا من أن یعطی الأمریکیون والأوروبیون الصهاینة قطعة أرض تابعة لهم، أعطوهم فلسطین فی عملیة نهب وسرقة واعتداء وتطاول على أرض وممتلکات الغیر، غیر مسبوقة فی التاریخ ، ومن أجل أن یرتاحوا من عقدة الشعور بالذنب. ویعترف موقع شبکة الشرق الأوسط الصهیونی Mideast Web بأن إنشاء دولة 'إسرائیل'' لم یکن مرتبطا بالیهود أو الیهودیة وأن بنی إسرائیل من أصحاب سیدنا موسى علیه السلام وأن إسم سیدنا یعقوب (إسرائیل) براءُ ُ من الصهاینة وجرائمهم وإن إنشاء دولة إسرائیل إنما هو مرتبط بالصهیونیة ترابط اللُّحمَةِ والسُّدى.

و فی عام 1948 أقیمت دولتهم بشکل غیر شرعی وغیر قانونی وإنما فرضها الأقویاء الصهاینة ( دولة الصهاینة ولیست 'إسرائیل' ) ولیست دولة الیهود وإنْ استماتوا فی إقناع العالم الغربی الموهوم والمضَلَّل أنهم یهود وأنهم أحفاد أو أبناء الیهود ضحایا النازیة فقد بدأت الآن الحقائق تتکشف) والتی یعانی بسبب إقامتها الفلسطینیون والعرب والمسلمون والیهود الرافضون للصهیونیة والعالم کله الرافض للصهیونیة بما تحمله وما تمارسه من عنصریة وفاشستیة ونازیة وطبیعة إستئصالیة إحلالیة والأخطر من ذلک عملیات غسیل المخ الإعلامیة بتصویر أن العرب والمسلمین هم سبب نکبتهم أیام أوروبا النازیة مما یجعل المرء أحیانا مقارنة بجرائمهم وهولوکوستاتهم المتکررة فی فلسطین وفی العالم العربی وفی العالم بأسره منذ ستة عقود ونیف ینظر إلى ما حدث للیهود أیام النازیة الأوروبیة على أنها تکاد تکون مجرد حوادث.

ن/25


| رمز الموضوع: 142955







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)