دراسة: الفلسفة العدوانیـة فی بناء النفسیة الصـهیونیة
وتشیر الدراسة إلى أن "مفهوم وملامح المشروع الصهیونی بلوِّر بشکل کامل فی الفترة الواقعة بین منتصف القرن التاسع عشر وعام 1880م على ید المفکـرین الصهاینة غــیر الیهـود أمثال لورد شافتـسبری ولورانـس أولیفانت"، لافتةً إلى أن شافتسبری لخَّص التعریف الغربی لمفهوم الصهیونیة فی عبارة "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض".
وتوضح الدراسة أن "المعتقدات الصهیونیة تنطوی على انغلاق شوفینی، وتعصب عرقی، وعنصریة حاقدة، وأهداف سیاسیة خطیرة، حیث أنَّ الفلسفة العنصریة تشکِّل معیناً ینهل منها الصهاینة جمیعاً، أفراداً وأحزاباً وتیّارات ومؤسّسات، فکراً وممارسة.
وتقول الدراسة :" إن النفسیة الصهیونیة مبنیّة على فکرة أسطوریة بتفوق الیهود، وتسامیهم على الآخرین، فالصهاینة یشعرون بأنهم متفوقون أخلاقیاً على جمیع الأمم، وهذا الشعور یجسّد ذاته فی فکرة "الشعب المختار"- کما یقول آحاد هاعام-، وهذا "الشعب" کما یقول ناحوم غولدمان: "هو شعب فرید فی التاریخ، والشعور بالتفرد .. یستتبع الشعور بالتفوق على شعوب أخرى ..".
وقد رسّخت عصور الضیاع والنبذ والمصادرة – طبقاً للدراسة - جذور الانعزالیة والتعصب العنصری الصهیونی، والشک بکل الأمم والشعوب، وشکّلت بتقسیمها العالم إلى قسمین: الشعب الیهودی "المختار" والشعوب غیر الیهودیة "الأغیار"، شکلت المرتکزات الأساسیة للذهنیة العنصریة، المتداخلة، مع قراءات منتقاة لنصوص مُعیّنة من الدین الیهودی.
وتضیف:" ومن تلک النصوص والتفسیرات والاجتهادات انبثقت جملة من المقولات العنصریة، التی ترفعها الصهیونیة شعارات "مقدّسة" لا تقبل التشکیک أو المناقشة، مثل مقولات "الشعب المختار، الشعب الممیّز، ورثة أمجاد الرّب، أرباب العهود مع الله، أمّة الکهنة والقدیسین .. وغیرها الکثیر من مخزون الاستعلائیة، الصهیونیة العنصریة".
وتخلص الدراسة إلى نتیجة مفادها أن "القومیة الصهیونیة لا تنفصل بتاتاً عن عقیدتهم ومفرداتها ومفاهیمها وتعالیمها ومقولاتها، التی تنص صراحة على أنّ "الیهود یشکلون عنصراً ممیزاً على سائر العناصر البشریة، وشعباً متمیزاً على الشعوب کافة، بخصائصه وفرادته، واختیاره من قبل الربّ ذاته"، وهی بذلک تجعل من نظرّیة الجنس، أو العرق، أساساً جوهریاً لها. وعلى هذا الأساس تقوم النظریة العنصریة الیهودیة - الصهیونیة.
انطلاقاً مما تقدم – تبین الدراسة - أنَّ دراسة الصهیونیة ومرتکزاتها العنصریة، تقتضی دراسة مقولات ومفاهیم العقیدة الیهودیة، لأنها المنبع الرئیس، الذی تستمد الصهیونیة منها توجهاتها وقیمها ودیماغوجیتها العنصریة، الشوفینیة، ومنه استقت الحرکات والجماعات الصهیونیة الإرهابیة المتطرفة، بُغضها الشدید للعرب، وحقدها على الفلسطینیین وعلى الشعوب والأمم الأخرى.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS