الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

العراق یتهم الکیان الصهیونی بتهریب آثاره

 أکد الناطق باسم وزارة السیاحة والآثار العراقیة عبد الزهرة الطالقانی وجود آثار عراقیة منهوبة فی إسرائیل، مؤکدا أن آثار بلاده تعرضت للسرقة والنهب من قبل عصابات منظمة عند الغزو الأمیرکی عام 2003.

وقال الطالقانی إن عصابات متخصصة "قد تکون مدعومة من قبل مخابرات دول إقلیمیة شارکت فی عملیات سرقة الآثار العراقیة".

ونبه الطالقانی إلى أن تهریب الآثار العراقیة المهمة إلى إسرائیل، تقف وراءه جهات منظمة لدیها إمکانات کبیرة وقدرات على نقل الآثار عبر طرق عدیدة بأسالیب متطورة وغیر معروفة للأجهزة الأمنیة فی الدول التی تمر عبرها تلک الآثار.

وعن الآثار التی توجد الآن داخل إسرائیل وتمت سرقتها بعد الغزو أوضح الطالقانی أنها تشمل مجموعة من التماثیل التی تعود إلى عصور سومریة وبابلیة، إضافةً إلى أنواع أخرى من الآثار وهی ألواح تحمل کتابات سومریة وبابلیة.

وتؤرخ تلک الآثار المنهوبة لحقبة هامة فی تاریخ العراق، کما أنها تؤکد أن الکتابة قد بدأت أصلاً فی بلاد الرافدین قبل أکثر من ستة آلاف سنة.

ومن بین القطع الأثریة المهمة التی سرقت لوحة أثریة مکتوبة بالعبریة اختفت من مرقد النبی ذی الکفل الواقع على بعد 50 کلم من کربلاء أثناء المعارک التی شهدتها المدینة خلال أیام الاجتیاح الأمیرکی للعراق.

وکانت السلطات العراقیة تمنع تصویر هذه اللوحة ولا تسمح لوسائل الإعلام بالاطلاع علیها.

وقال الطالقانی إنه لا یملک أیة معلومات عن مآل تلک اللوحة، إضافةً إلى قطع أثریة مهمة اختفت ولا أحد یعرف مکانها.

وحول تحرک الوزارة لاستعادة الآثار الموجودة داخل إسرائیل قال الطالقانی "نواجه معضلة على هذا الصعید، لأنه لا یوجد تمثیل دبلوماسی بین العراق و الکیان الصهیونی ، إلا أن هذا لن یمنعنا من التحرک عن طریق الیونسکو والمنظمات الدولیة لاستعادة القطع الأثریة سواء تلک الموجودة داخل إسرائیل أو خارجها".

أما الخبیر الأثری الدکتور بهنام أبو الصوف فاتهم إسرائیل بممارسة دور تخریبی فی حقائق الآثار العراقیة، مؤکداً أنها تحاول طمس معالم الحضارة العراقیة من خلال حصولها على آثار عراقیة تعود إلى فترة حکم الآشوریین.

وأوضح أن تلک الآثار مرسوم علیها الحملات التی قام بها سنحاریب وأبوه سرجون، وآشوربانیبال، ونبوخذ نصر البابلی لمحاصرة مدن لاکش والسامرة وأورشلیم، وهذه الآثار تحاول إسرائیل تشویهها وتدعی أنها منحوتات إسرائیلیة.

وأشار إلى أن أحد أمناء المتحف البریطانی یدعى بارنج قام فی مطلع الستینیات من القرن الماضی بوضع قطع من الآثار السومریة والبابلیة فی قاعة وکتب علیها "آثار إسرائیلیة"، وذلک "من أجل التغطیة على عظمة حضارة وادی الرافدین". 

ومن ناحیة اخرى وفی سیاق متصل کشفت رئیسة هیئة الآثار والتراث فی العراق  أن الهیئة تحقق حالیاً فی الأنباء التی أشارت إلى تهریب مخطوطات عراقیة وکتب نادرة مدونة باللغة العبریة کانت مودعة فی احد المراکز الأمریکیة إلى احد المتاحف الإسرائیلیة  وذکرت د. أمیرة عیدان أن رئیس الوزراء نوری المالکی سیتدخل مع الجهات الأمریکیة فی حال ثبتت صحة الأنباء التی تحدثت عن إقامة معرض فی تل أبیب یضم هذه المقتنیات العراقیة.

وقالت عیدان إن القوات الأمریکیة کانت عثرت فی الأیام الأولى لدخولها العراق العام 2003 على نحو 30 صندوقا تحتوی مخطوطات باللغة العبریة فی احد أقبیة دائرة المخابرات العراقیة التابعة للنظام السابق فی بغداد. وأوضحت عیدان أن المخطوطات کانت متضررة نتیجة المیاه التی تسربت إلى الأقبیة آنذاک ما دفع بالجهات الأمریکیة إلى تقدیم عرض للجهات العراقیة بنقل هذه المخطوطات إلى أمریکا لمعالجتها هناک.

وتابعت تم عقد اتفاق بین السلطات الأمریکیة والهیئة العامة للآثار والتراث نقلت بموجبه المخطوطات المتضررة إلى مرکز ( نارا ) فی أمریکا للصیانة على أن تستکمل الصیانة فی مدة تناهز العامین. وأکدت عیدان أن الهیئة کانت خاطبت أکثر من مرة المرکز المذکور بعد سماع أنباء غیر مؤکدة فی أوقات سابقة عن تسرب المخطوطات وتهریبها، وهو ما نفاه المرکز الأمریکی آنذاک وطالب بإرسال وفد عراقی للتحقق من سلامة المخطوطات. وکشفت عیدان عن أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء قررت فعلا تشکیل لجنة فنیة تضم فی عضویتها ممثلین عن وزارة الخارجیة والهیئة العامة للآثار للسفر إلى أمریکا ومتابعة موضوع الوثائق العراقیة هناک. غیر أنها أشارت إلى أن الجهات العراقیة فوجئت الجمعة بسماع أنباء تؤکد انتقال المخطوطات إلى احد معارض تل أبیب ما دفع بوزارة السیاحة والآثار العراقیة إلى الاتصال الیوم بالملحقیة الثقافیة فی السفارة الأمریکیة فی العراق للتحقق من هذه الأنباء.

وکانت أنباء صحفیة ذکرت الجمعة أن کتباً نادرة للدیانة الیهودیة ظهرت فی إسرائیل وذکرت الصحیفة أن من هذه الأعمال الثمینة المکتوبة باللغة العبریة تعلیق لسفر أیوب نشر عام 1487م وجزء من کتب الأنبیاء التی نشرت فی البندقیة فی عام 1617 م.

وعاش فی العراق منذ نهایة العصر البابلی الأخیر فی القرن السادس قبل المیلاد أعداد کبیرة من الیهود، واستمر وجودهم نحو 2500 سنة حتى خمسینیات القرن الماضی حینما هاجر نحو 150 ألف شخص إلى خارج العراق وأسقطت عنهم الجنسیة العراقیة، وفضل الکثیر منهم التوجه إلى دول غربیة، فیما استقر معظمهم فی إسرائیل.

وقالت عیدان أن السفارة الأمریکیة أکدت عدم علمها بملابسات الموضوع وأنها طلبت من الجانب العراقی مهلة لتحقق من الأنباء. وأوضحت أن الجانب العراقی ینتظر الرد من السفارة الأمریکیة وانه فی حال تأکد أن الوثائق المعروضة فی إسرائیل هی ذاتها المودعة فی أمریکا فان العراق سیتخذ جملة من الإجراءات وفقا للقانون الدولی. ولم تکشف عیدان عن الإجراءات المتوقعة غیر أنها أشارت إلى أن التدخل سیکون بشخص رئیس الوزراء نوری المالکی ووفقا للاتفاقیة المبرمة بین العراق وأمریکا حول نقل هذه المخطوطات الهامة.

وأوضحت أن القانون الدولی سیرتب فی حال صحة الأنباء عقوبات کبیرة على الجانب الأمریکی قد تشمل دفع تعویضات مالیة کبیرة للجانب العراقی.

ن/25


| رمز الموضوع: 142950







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)