الاثنين 14 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

تقریر: 2009 الأسوأ للأسرى الفلسطینیین

أکدت منظمة أصدقاء الإنسان الدولیة أن عام 2009 أسوء الأعوام التی قضاها الأسرى الفلسطینیین على الإطلاق فی سجون الاحتلال.   

وقالت المنظمة فی تقریرها الذی أصدرته ، الیوم الأحد عن واقع الأسرى الفلسطینیین فی عام 2009 بعنوان "وراء الشمس"، إن إدارة السجون (الإسرائیلیة) مارست أسالیب جدیدة ضد الأسرى؛ تبغی إلى زیادة الضغط النفسی والجسدی علیهم، ومواصلة احتجازهم فی أجواء غایة فی الصعوبة، أو إخراجهم أجساد بلا أرواح، بحیث لا یستطیعون العیش والاستمرار فی الحیاة.

وأضاف التقریر أن أمر الأسرى تعدى عقاب الأسیر وتدمیر نفسیته، لیصل إلى عائلته وأسرته من خلال سیاسات تقوم بها مصلحة سجون الاحتلال، کأن تحرم الأسیر من زیارة ذویه لفترات طویلة جدا.

وبینت المجموعة الحقوقیة أن الحرکة الفلسطینیة الأسیرة لا زالت تسطر أمثلة إنسانیة، قل نظیرها فی التاریخ، فی الصبر ومکابدة المعاناة، فی ظل ظروف مأساویة اضطر خلالها عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطینیین تحمل أسابیع متواصلة بل أشهر عدیدة، وهم یرزحون تحت التعذیب وسیاط جلادی الاحتلال فی أقبیة التحقیق، ویتجرعون القهر سنوات مدیدة على أیدی السجانین وأفراد 'الشاباک'، وأن قدرة الأسیر على تحمل تلک الظروف وبقائه إنسانا یمثل معنى عظیما فی الدفاع عن الحق فی الحیاة.

وأوضح التقریر أن الاحتلال یعتقل 319 أسیرا منذ ما قبل اتفاقیة أوسلو للتسویة التی وقعت عام 1993، وهم ما یعرفون اصطلاحا بالأسرى القدامى، ومن بین هؤلاء 115 أسیرا مضى على اعتقالهم أکثر من عشرین عاما، منهم ثلاثة أسرى مضى على اعتقالهم أکثر من ثلاثین عاما، وهم الأسرى نائل البرغوثی، وفخری البرغوثی، وأکرم منصور.

ورکز التقریر على الأسرى الذین یراد لهم التهمیش من قبل الاحتلال، وهم أسرى القدس وفلسطینی 48، لأن الاحتلال یرفض الإفراج عنهم ضمن اتفاقات تبادل الأسرى مع الفلسطینیین، وبلغ عدد أسرى القدس فی العام الماضی 273 أسیرا، ویعتبر الأسیر فؤاد الرازم من بلدة سلوان بالقدس المحتلة عمید الأسرى المقدسیین، الذی اعتقل قبل 29 عاما.

وأوضح التقریر أن عدد الأسرى الذین استشهدوا فی سجون الاحتلال من القدس بلغ 14 أسیرا، وکان أولهم الأسیر قاسم عبد الله أبو عکر، الذی قضى نتیجة التعذیب أثناء التحقیق فی سجن المسکوبیة عام 1969، أما آخرهم فکان الأسیر جمعه کیالة الذی توفی قبل ما یقرب من عام، بعد أن أمضى 13 سنة فی مستشفى سجن الرملة.

ولفت التقریر إلى أن 31 أسیرا من القدس یعانون مرارة الحیاة فی سجون الاحتلال، منهم ثلاثة أسرى أشقاء محکومین مدى الحیاة هم موسى وخلیل وإبراهیم السراحنه، المعتقلین منذ عام 2002، أما أسرى العزل فیوجد منهم أسیرین مقدسیین، هما

الأسیر عبد الناصر الحلیسی، معزول منذ أکثر من ثلاثة عشر عاما، والأسیر معتز حجازی معزول منذ تسع سنوات.

وعن صاحب أعلى حکم فی تاریخ الأسرى المقدسیین، أوضح التقریر أن الأسیر وائل محمود قاسم من بلدة سلوان محکوم بالسجن المؤبد 35 مرة إضافة إلى 50 عاما، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال، وأعلى حکم کان لشقیقین هما الأسیر المقدسی رمضان عید مشاهرة، وشقیقه فهمی عید مشاهرة، حُکما بالسجن المؤبد 20 مرة، وهدمت قوات الاحتلال منزلیهما، وسمت الأسیرین المقدسیین الضریرین وهما الدکتور عبد العزیز عمرو المحکوم بالسجن مدى الحیاة، والأسیر علاء الدین البازیان المحکوم بالسجن مدى الحیاة.

وحول الأسیرات الفلسطینیات، أکدت المنظمة الحقوقیة أن 36 أسیرة فلسطینیة یرزحن فی سجون الاحتلال فی ظروف قاسیة، منهن 27 أسیرة من الضفة الغربیة، وأربع أسیرات من القدس، وأربع أسیرات من الأرض المحتلة عام 48، وأسیرة واحده من قطاع غزه، أما الأسیرات الأمهات فهناک خمسة أسیرات فی المعتقلات ولدیهن أبناء، وأحکامهن تتراوح من 13 سنة إلى ثلاث مؤبدات وثلاثین سنة، وهن ایرینا بولی سراحنه لدیها ابنتین، وابتسام عبد الحافظ لدیها ستة أبناء، وقاهرة سعید السعدی لدیها أربعة أبناء، وإیمان محمد غزاوی لدیها طفلین، ولطیفة محمد أبو ذراع ولدیها 7 أبناء.

وعن الأسرى الأحداث، ذکرت المنظمة أنه یوجد بین المعتقلین الفلسطینیین 250 أسیرا من الأحداث؛ الذین تقل أعمارهم عن 18 عاما، ویتعرض هؤلاء الأطفال لنفس الانتهاکات التی یتعرض لها الأسرى من کبار السن؛ من تعذیب ومحاکمات جائرة ومعاملة لا إنسانیة وانتهاکات لحقوقهم الأساسیة.

أما عن أسرى العام 48، أشارت المنظمة إلى أن سلطات الاحتلال تفرق فی التعامل معهم وتعتبرهم مواطنین (إسرائیلیین)، وفی ذات الوقت لا تتعامل معهم بنفس الطریقة التی تتعامل بها مع السجناء الیهود فی ظل سیاسة التفریق العنصری السائدة، وترفض حکومة الاحتلال إدراج أسمائهم ضمن أی اتفاقات تبادل للأسرى، ویبلغ عددهم 109 أسیرا، یتوزعون على عدة سجون، ویعتبر الأسیر سامی یونس (78 عاما) عمیدهم الذی اعتقل قبل 27 عاما.

وبشأن الانتهاکات بحق الأسرى الفلسطینیین، أبرز تقریر منظمة أصدقاء الإنسان الدولیة قضیة تشکیل لجنة وزاریة صهیونیة رسمیة أعلنت فی آذار/مارس 2009 التی تعتبر أخطر ما شهده العام الماضی، هدفها دراسة أوضاع الأسرى الفلسطینیین وتقییمها، بهدف التضییق علیهم، واتخذت اللجنة العدید من القرارات والإجراءات الظالمة، حیث وصل التضییق على الأسرى ذروته منذ ذلک الحین، علما أنه یوجد أکثر من ألف أسیر فی السجون مصابون بأمراض مزمنة ویتعرضون لسیاسة الإهمال الطبی، إضافة إلى أکثر من 1500 أسیر فلسطینی محرومون من رؤیة ذویهم منذ فترات طویلة، منهم 775 أسیر من قطاع غزه مُنعت زیارتهم منذ فرض الحصار على القطاع عام 2006، وکذلک هو حال الباقین من الضفة الغربیة، یمنعون من رؤیة ذویهم دون إبداء الأسباب من قبل سلطات الاحتلال سوى التذرع بالأمن.

وقال التقریر : سُجلت انتهاکات جدیدة للاحتلال، حیث تم استخدام المعتقلین کدروع بشریة خلال الحرب على قطاع غزة، حیث قامت قوات الاحتلال باحتجاز الأسرى فی حُفر أمام مرمى النیران، وحولت بیوتا للفلسطینیین کثکنات عسکریة، بینما قامت باحتجاز الأُسر صاحبة البیت فی إحدى الغرف الفارغة.

وأضاف أن عدد حالات احتجاز واعتقال الصیادین الفلسطینیین فی عرض البحر بقطاع غزة ارتفع بشکل لافت، إضافة إلى مصادرة قواربهم ومعداتهم وابتزاز البعض منهم، واعتقلت قوات الاحتلال مرضى وحققت معهم أثناء توجههم للعلاج عبر معبر بیت حانون "ایرز"، والضغط علیهم للتعامل مع أجهزة المخابرات التابعة لها.

وأکدت المنظمة أن جمیع من اعتقلوا تعرضوا لأحد أشکال التعذیب أو الإهانة، وأن ممارسة التعذیب بأشکاله المختلفة شکلت ظاهرة وسیاسة ثابتة فی التعامل مع المعتقلین.

وحول الاعتقال الإداری، قالت منظمة أصدقاء الإنسان الدولیة فی تقریرها، إنه یتم احتجاز الأسیر بموجبه لسنوات طویلة من دون توجیه تهمه محدده له، وقد یمتد سنوات طویلة تتجاوز الخمسة أعوام، وهناک أسرى تم تحویلهم إلى الاعتقال الإداری بعد أن أنهوا مدد الأحکام الطویلة التی صدرت بحقهم، ویعتبر الأسیر فتحی الحایک رئیس مجلس قروی زیتا جماعین أقدم أسیر إداری، حیث تجاوزت مدة اعتقاله الأربع سنوات، ونوهت المنظمة إلى أنه تم انخفاض کبیر فی عدد المعتقلین الإداریین خلال العام حیث بقی 280 معتقل إداری فی المعتقلات.

وبالنسبة للأسرى المعزولین، أشارت المنظمة إلى اتفاقیة جنیف الرابعة المادة (119)، التی نصت بشکل واضح على عدم جواز استمرار عزل الأسیر أکثر من ثلاثین یوما؛ بغض النظر عن المخالفة التی قام بها وهو ما لم تراعیه سلطات الاحتلال، فعزلت العدید من الأسرى منذ مدد طویلة، فالأسرى محمود عیسى وعبد الله البرغوثی وحسن سلامة معزولون منذ عام 2002، والأسیرین معتز حجازی وأحمد المغربی معزولین منذ عام 2004، والأسیر جمال أبو الهیجا معزول منذ عام 2005.

وأوضح التقریر أن سلطات الاحتلال فرضت على الأسرى فی السجون عام 2009 اللون البرتقالی کزی الأسرى بدل الزی البنی، وهی بذلک ترید أن تشابه بینهم وبین المحتجزین فی السجون الأمیرکیة فی غوانتانامو.

وذکرت منظمة أصدقاء الإنسان الدولیة أنه تم خلال العام الماضی تسجیل 15 حالة من الاعتقالات بحق فلسطینیین جلهم من قطاع غزة وفق صفة ما یسمى "مقاتل غیر شرعی"، من هؤلاء المعتقلین من تم اعتقاله خلال الحرب على القطاع، ومنهم من صدرت بحقهم قرارات تعتبرهم "مقاتلین غیر شرعیین" بعد انتهاء فترة محکومیاتهم فی السجون ، وحسب ذلک تم إبقائهم فی المعتقلات، وهذا الإجراء الظالم مخالفة کبیرة لمبادئ حقوق الإنسان ومعاییر المحاکمة العادلة، حیث لا یتمکن المعتقل الفلسطینی من ممارسة حقه فی الدفاع عن نفسه ولا یتم توجیه تهمة محددة له، ویستمر احتجازه دون نهایة محددة.

ن/25


| رمز الموضوع: 142942







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)