شعب الشیطان المختار (3)

شعب الشیطان المختار (3)

کتب البروفیسور عبد الستار قاسم  فی القسم الثالث من مقاله شعب الشیطان المختار :

یعیث الصهاینة المجرمون فی الأرض الفساد، ویقتلون ویعذبون ویدمرون ویهدمون، وهم فی غطرستهم ماضون بخاصة ضد الشعب الفلسطینی الذی سینهض بالتأکید وسیعود. شرحت فی الحلقتین السابقتین مسألة تطاول الصهاینة على رب العالمین، وانتقاصهم من قدر الأنبیاء وشرفهم وحرصهم على إیصال الرسالة، وفی هذه الحلقة سأشرح موقف هؤلاء الصهاینة المقدس من الشعوب الأخرى، ووصایا ربهم حول طرق التعامل مع هذه الشعوب.

بینت سابقا بأن الرب هو رب العبرانیین فقط، وهو لا یرى نفسه ولا یشعر بوجوده إلا من خلالهم هم، وهنا سأبین کیف أن الرب غاضب باستمرار على الشعوب الأخرى، ویوظف نفسه لحراسة بنی إسرائیل المیامین.

واضح فی التوراة أن الشعوب الأخرى موجودة فی الأساس لأمرین وهما: لکی یتلذذ بنو إسرائیل فی الانتصار علیها عندما یکونون فی طاعة الرب، ولکی یعاقب الرب بنی إسرائیل بهم عندما یعصونه ویخالفون تعالیمه. فمثلا یقول الرب: "یقف الأجانب یرعون غنمکم ویکون بنو الغریب حراثیکم وکرامیکم. أما أنتم فتدعون کهنة الرب تسمون خدام الهنا. تأکلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون." (إشعیاء، 61: 5-6) ویقول: " ولکن إذا رجعتم ولصقتم ببقیة هؤلاء الشعوب وأولئک الباقین معکم وصاهرتموهم ودخلتم إلیهم وهم إلیکم فاعلموا یقینا أن الرب إلهکم لا یعود یطرد أولئک الشعوب من أمامکم فیکونوا لکم فخا وشرکا وسوطا على جوانبکم وشوکا فی أعینکم حتى تبیدوا عن تلک الأرض الصالحة التی أعطاکم إیاها الرب إلهکم." (یشوع، 23: 12-13)

رب الصهاینة لا یتمتع برحمة أو شفقة، وهو عبارة عن سفاح یعشق سفک الدماء. یقول الصهاینة إن الإسلام انتشر بالسیف إن المسلمین سفاحون قتلة. هنا تظهر أخلاقهم فی التعامل مع الآخرین:

"واجعل تخومک من بحر سوف إلى بحر فلسطین ومن البریة إلى النهر، فإنی أدفع على أیدیکم سکان الأرض فتطردهم من أمامک. لا تقطع معهم ولا مع آلهتهم عهدا. لا یسکنوا فی أرضک لئلا یجعلوک تخطئ إلی. إذا عبدت آلهتهم فإنه یکون لک فخا." (خروج، 33: 21-23) غضب الرب على مدیان فطلب من موسى الانتقام، وأمره بتجهیز جیش من اثنی عشر ألفا، ألفا من کل سبط من أسباط إسرائیل. "فتجندوا على مدیان کما أمر الرب وقتلوا کل ذکر، وملوک مدیان قتلوهم فوق قتلاهم: آوی وراقم وصور وحور ورابع. خمسة ملوک مدیان وبلعام بن یعور قتلوه بالسیف. وسیى بنو إسرائیل نساء مدیان وأطفالهم ونهبوا جمیع بهائمهم وجمیع مواشیهم وکل أملاکهم. وأحرقوا جمیع مدنهم بمساکنهم وجمیع حصونهم بالنار ...." (عدد، 31: 7-11) لم یعجب هذا الأمر موسى على اعتبار أنه غیر کاف "وقال لهم موسى هل أبقیتم کل أنثى حیة. إن هؤلاء کن لبنی إسرائیل حسب کلام بلعام سبب خیانة للرب فی أمر فغور فکان الوباء فی جماعة الرب. فالآن اقتلوا کل ذکر من الأطفال، وکل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذکر اقتلوها. لکن جمیع الأطفال من النساء اللواتی لم یعرفن مضاجعة رجل ابقوهن لکم أحیاء. (عدد، 31: 16-18)

أما وصایا رب إسرائیل الحربیة فهی کالتالی: " حین تقرب من مدینة لکی تحاربها استدعها للصلح. فإن أجابتک إلى الصلح وفتحت لک فکل الشعب الموجود فیها یکون لک للتسخیر ویستعبد لک. وإن لم تسالمک بل عملت معک حربا فحاصرها. وإذا دفعها الرب إلهک إلى یدک فاضرب جمیع ذکورها بحد السیف، وأما النساء والأطفال والبهائم وکل ما فی المدینة کل غنیمتها فتغنمها لنفسک وتأکل غنیمة أعدائک التی أعطاک الرب إلهک. هکذا تفعل بجمیع المدن البعیدة منک جدا التی لیست من مدن هؤلاء الأمم هنا. وأما مدن هؤلاء الشعوب التی یعطیک الرب إلهک نصیبا فلا تستبق منها نسمة ما، بل تحرمها (أی تقتلها) تحریما الحثیین والأموریین والکنعانیین والرزیین والحویین والیبوسیین کما أمرک الرب إلهک ...." (تثنیة، 20: 10-17)

هناک تحذیر مستمر للعبرانیین من نساء الأقوام الأخرى لأنهم یغوین الأنبیاء والأفراد ویقدنهم إلى عبادة آلهتهن بخاصة بنات کنعان اللواتی یوصفن بالشریرات. إنما هناک استثناء لهذا الأمر. تقول التوراة: "إذا خرحت لمحاربة أعدائک ودفعهم الرب إلهک إلى یدک وسبیت منهم سبیا، ورأیت فی السبی امرأة جمیلة الصورة  والتصقت بها واتخذتها لک زوجة. فحین تدخلها بیتک تحلق شعرها وتقلم ظفارها وتنزع ثیاب سبیها عنها وتقعد فی بیتک تبکی أباها وأمها شهرا من الزمان ثم بعد ذلک تدخل علیها وتتزوج بها وتکون لک زوجة. وإن لم تسر بها فأطلقها لنفسها. لا تبعها بیعا بفضة ولا تسترقها من أجل أنک أذللتها." (تثنیة، 21: 10-14)

أما بالنسبة لأریحا "وصعد الشعب إلى المدینة  کل رجل مع وجهه وأخذوا المدینة، وحرموا کل ما فی المدینة من رجل وامرأة من طفل وشیخ حتى البقر والغنم والحمیر بحد السیف." (یشوع، 6: 20-21) أما مدینة عای الواقعة إلى الغرب من أریحا فتحولت إلى کومة حجارة. لقد أحرقوا المدینة حسب ما هو وارد فی التوارة وقتلوا کل سکانها البالغین 12000 نسمة. أما ملک عای فأمسک به یشوع وصلبه على خشبه وأبقاه فترة من الزمن معلقا. (قصة عای موجودة فی سفر یشوع، الإصحاح 8)

لم یکن مصیر ملوک أورشلیم وحبرون ویرموث ولخیش وعجلون الذین اختبأوا فی مغارة طیبا. تقول التوراة: "وکان لما أخرجوا أولئک الملوک إلى یشوع أن یشوع دعا کل رجال إسرائیل وقال لقواد رجال الحرب الذین ساروا معه تقدموا وضعوا أرجلکم على أعناق هؤلاء الملوک. فتقدموا ووضعوا أرجلهم على أعناقهم. فقال لهم یشوع لا تخافوا ولا ترتعبوا. تشددوا وتشجعوا لأنه هکذا یفعل الرب بجمیع أعدائکم الذین تحاربونهم. وضربهم یشوع بعد ذلک وقتلهم وعلقهم على خمس خشب وبقوا معلقین على الخشب حتى المساء." (یشوع، 14-17)

یتکرر مشهد قتل الناس والأنعام والملوک فی مواقع کثیرة مثل لبنة ولخیش وحاصور، وذلک تبعا لأوامر الرب.

مستویات التعامل مع الآخرین

من الواضح أن رب الصهاینة یفضل قتل الشعوب الأخرى لأنها نجس وهی عبارة عن حیوانات بصورة بشر، ولیست من عباد الرب. أما إذا فشل العبرانیون فی القتل فعلیهم طرد الشعوب الأخرى لأن بقاءها بین العبرانیین سیؤدی إلى الإغواء وعبادة الأنصاب والأزلام. وإذا لم یتسن ذلک فللعبرانیین أن یستعبدوا الآخرین ویأکلوا خیراتهم.

لقد مارس الصهاینة کل وصایا الرب إلههم ضد الشعب الفلسطینی فأعملوا فیه القتل وسفک الدماء، وطردوه من دیاره واسترقوه من خلال العمل فی مزارعهم ومصانعهم. لا یکاد یمر یوم ولا یمارس الصهاینة أوامر الرب، وکان آخر ممارساتهم الیوم فجرا الموافق 16/تموز/2008 حیث قام الصهاینة بالاعتداء على المحال التجاریة للناس بنابلس وادعوا ملکیتها وصادروا ملفات تعود للمرضى ولأعمال تجاریة، واعتقلوا أفرادا من بلدیة نابلس ومجلسها البلدی الذین لا علاقة لهم بالسیاسة.

هؤلاء الأوغاد یمثلون بالجثث کما هو وارد فی مواقع کثیرة بخاصة فی سفر یشوع، ویهینون الموتى. وهم لا یحترمون صغیرا أو کبیرا ولا ملکا ولا إنسانا عادیا. لقد داسوا على رقاب الملوک وقتلوهم ومثلوا بجثثهم. وسنرى کیف سیکتب التاریخ عن إهانتهم للرئیس صدام حسین بعدما اعتقله الأمریکیون فی العراق. هؤلاء الجبناء یؤمنون بأهمیة دوس الرقاب وإهانة الأحیاء قبل قتلهم والتمثیل بجثثهم.

لدینا مشکلة فی أن بعض العرب وبعض المسلمین یتلقون ابتسامات صهیونیة بصدر رحب. على هؤلاء أن یقرأوا التاریخ وأن یقرأوا الکتب المقدسة لدى هؤلاء الصهاینة إذا أرادوا التمییز بین بروز أسنان أسنان الوحش وأسنان الحمل الودیع.

ن/25