الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

ما لم تعرفوه عن طرائق الموساد فی تجنید العملاء

ما لم تعرفوه عن طرائق الموساد فی تجنید العملاء

 

من أهم الإستنتاجات التی خلصت إلیها لجان التحقیق العسکریة الکثیرة التی شکلها الجیش الإسرائیلی للتعرف على أسباب اخفاقه فی تحقیق الأهداف التی حددتها حکومة إیهود أولمرت للحملة العسکریة على حزب الله فی اعقاب اختطاف اثنین من جنوده، کانت بلا شک الحاجة الى زیادة الإستثمار فی مجال جمع المعلومات الاستخباریة.

 فقد کان واضحاً لهذه اللجان أن هذه الحرب أبرزت العدید من مظاهر القصور فی مجال جمع المعلومات الاستخباریة، أدت فی النهایة الى عجز إسرائیل عن حسم المعرکة لصالحها، رغم تفوقها بشکل هائل على حزب الله.

 فالإستخبارات الإسرائیلیة فشلت فی التنبؤ بإمکانیة أن یقوم حزب الله بأسر الجندیین، کما أنه عندما أعلنت تل ابیب الحرب، تبین أنه لم یکن لدى هذه الاستخبارات معلومات دقیقة عن أمکان تخزین ونصب صواریخ حزب الله، الأمر الذی أتاح للحزب مواصلة اطلاق الصواریخ حتى آخر یوم فی الحرب، الأمر الذی أدى لأول مرة الى نزوح عشرات الآلاف من الإسرائیلیین عن مستوطنات الشمال، مما ترک آثاراً مدمرة على المزاج العام للجمهور الإسرائیلی.

 وفی ظل الحدیث عن نتائج الحرب، شدد العدید من کبار قادة الاستخبارات والمفکرین الإستراتیجیین فی اسرائیل على أن المعلومة الإستخباریة تمثل فی الحقیقة جزءاً أساسیاً من النظریة الأمنیة الإسرائیلیة.

 ویقول رئیس شعبة الاستخبارات الإسرائیلی الأسبق " شلومو غازیت " أن توفر المعلومات الاستخباریة الدقیقة منحت الجیش الإسرائیلی دائماً القدرة على توجیه ضربات قاصمة وخاطفة للجیوش العربیة وحرکات المقاومة الفلسطینیة، وهذا ما أدى الى تقلیص فترات الحروب مع الدول العربیة، الأمر الذی سمح بعودة الحیاة الطبیعیة الى مسارها فی إسرائیل بسرعة کبیرة. من ناحیته یقول الخبیر الأمنی الإسرائیلی امیر أورن أن قدرة إسرائیل على الحصول على استخبارات " ممتازة " مکنها من الاحتفاظ بجیش نظامی صغیر، بحیث أنه لا یتم استدعاء قوات الاحتیاط إلا فی حالة تم شن حرب هجومیة على الدولة.

ویؤکد أورن أن حقیقة اعتماد الجیش الإسرائیلی على 70% من قواه البشریة على قوات الاحتیاط، یعنی أن قدرة العرب على إطالة أمد أی حرب سیؤدی الى نتائج کارثیة على إسرائیل؛ من هنا کانت هناک دوماً هناک حاجة ماسة الى معلومات اسخباریة دقیقة عن " العدو العربی ".

ویعتبر الجنرال جادی ایزنکوف، قائد المنطقة الشمالیة فی جیش الاحتلال أنه من البدیهیات، أن غیاب معلومات استخباریة نوعیة، یعنی أنه لا قیمة تذکر للتفوق النوعی الإسرائیلی فی المجال العسکری. ویضیف أن سلاح الجو الذی یمثل الذراع الاستراتیجی لإسرائیل فی الحرب مع الدول العربیة لن یکون لدیه ما یفعله أن لم یکن لدیه معلومات معلومات حول المکان الدقیق للهدف المنوی مهاجمته، کما أن الوحدات المختارة لن یکون بإمکانها التدلیل على قوتها ونخبویتها فی حال لم تتزود بمعلومات دقیقة حول الأهداف التی تنوی مهاجمتها. 

لکن تبدو مساهمة العملاء والمعلومات الاستخبایة واضحة بشکل أکثر وضوحاً فی مواجهة حرکات المقاومة الفلسطینیة. فتؤکد العشرات من الاحکام التی اصدرتها المحاکم الفلسطینیة بحق العشرات من العملاء خلال الانتفاضة الحالیة أنه بدون المعلومات التی یقدمها العملاء لم یکن بوسع الجیش الإسرائیلی تنفیذ أیاً من عملیات الاغتیال والتصفیة بحق قادة وعناصر حرکات المقاومة، فضلاً عن تنفیذ عملیات الاختطاف والاعتقال التی یتعرض المقاومون.

وهذا ما أکده جمیع قادة جهاز المخابرات الاسرائیلیة الداخلیة " الشاباک " ( الذی یتولى بشکل أساسی مهمة تجنید وتوظیف العملاء من الفلسطینیین)، الذین تباهوا بقدرتهم على توظیف العملاء فی مجال محاربة المقاومة.

ویزخر کتاب " القادم لقتلک "، الذی ألفه یعکوف بیری، الرئیس الأسبق لجهاز " الشاباک " – والذی صدر قبل عدة أعوام - بالمعلومات التی تعکس حجم المساهمة الهائل للعملاء فی تسهیل عملیات جیش ومخابرات الاحتلال.

اللافت للنظر أنه حسب التحقیقات التی أجرتها الأجهزة الأمنیة والفصائل الفلسطینیة مع العملاء تبین أن بعضهم قاموا شخصیا بتنفیذ عملیات اغتیال أو محاولات لتنفیذ اغتیال ضد نشطاء المقاومة.

بعض العملاء اعترف بدور مباشر فی المجهود الحربی لقوات الاحتلال. ففی مؤتمر صحافی عقده جهاز الأمن الوقائی الفلسطینی فی قطاع غزة قبل عام ونصف اعترف أحد العملاء الذین زرعهم جهاز " الشاباک " فی صفوف الجناح العسکری لأحدى الفصائل الفلسطینیة، أنه کان یقوم بإبطال مفعول العبوات الناسفة التی کانت حرکات المقاومة تقوم بزرعها فی الشوارع التی تفترض أن قوات الاحتلال ستسلکها لدى اقتحام مدینة " رفح "، جنوب قطاع غزة التی کان یعیش فیها هذا العمیل.

بلورة الأهداف الإستخباریة

تواصلت حرب لبنان الثانیة فی ظل تعبیر إسرائیل عن قلقها من إثنین من مظاهر الخطر التی تهدد أمنها الإستراتیجی، وهما المشروع النووی الإیرانی، والحرکات الجهادیة فی العالم. فی نفس الوقت، فأن إسرائیل لا یمکنها إغفال الاهتمام بالدول العربیة ذات التأثیر الهام فی العالم العربی وتحدیداً مصر وسوریا. کما أن الساحة الفلسطینیة تشکل تحدیاً کبیراً لإسرائیل فی اعقاب فوز حرکة حماس، وتواصل حرکات المقاومة، والحدیث المتزاید عن إمکانیة شن حملة بریة لإعادة احتلال معظم مناطق قطاع غزة. وکل هذه التحدیات تمت ترجمتها الى أهداف استخباریة على النحو الآتی:

أولاً: قرر رئیس الوزراء الإسرائیلی ایهود أولمرت مؤخراً بوصفه المسؤول المباشر عن الأجهزة الاستخباریة تفویض جهاز الاستخبارات للمهام الخارجیة " الموساد " مواجهة الخطر الذی تمثله الحرکات الجهادیة فی جمیع ارجاء العالم على إسرائیل، إلى جانب تسلیمه ملف البرنامج النووی الإیرانی. وکلف الموساد بجمع المعلومات الاستخباریة عن الحرکات الجهادیة والبرنامج النووی الایرانی والتعاون فی ذلک مع وکالة الاستخبارات الأمریکیة " السی آی ایه .

ثانیاً: تکثیف عملیات جمع المعلومات الاستخباریة عن الدول العربیة، وتحدیداً عن سوریا ومصر. وأن کان من المفهوم أن تبرر إسرائیل جمع المعلومات الإستخباریة عن سوریا التی هی فی حالة حرب معها، فأنه یکون من المثیر الاستماع الى تبریرات الإسرائیلیین لجمع المعلومات الاستخباریة عن مصر الذی تربطها بها معاهدة سلام.

 فقد اعتبر الجنرال یوسی کابروفسیر، الذی کان یشغل منصب رئیس قسم الأبحاث فی شعبة الاستخبارات العسکریة الإسرائیلیة المعروف ب " أمان " أن مصر تمثل " هدفاً استخباریاً من الطراز الأول ".

وفی مقابلة اجرتها معه القناة العاشرة فی التلفزیون الإسرائیلی بتاریخ 2-3-2006، بعید ترکه منصبه وانتقاله للحیاة المدنیة، قال کابروفیسیر أن التوقیع على معاهدة " کامب دیفید "، لم یغیر کثیراً من الإهتمام الإسرائیلی بمتابعة کل ما یجری فی مصر، على اعتبار أنه لا یوجد ثمة ثقة أن تواصل مصر الإلتزام بتلک المعاهدة.

لکن هناک من کبار المسؤولین الإسرائیلیین من هم أقل حذراً فی تصریحاتهم إزاء مصر، والحاجة لمعرفة کل معلومة حولها. فنائب رئیس الوزراء، والمکلف بالشؤون الإستراتیجیة فی الحکومة افیغدور لیبرمان قال فی جلسة لنواب حزب " إسرائیل بیتنا " فی الکنیست بتاریخ 12-1-2007 " یتوجب علینا ألا نغفو أثناء الحراسة، معاهد السلام مع مصر لیست بولیصة تأمین، یتوجب علینا أن نأخذ أقصى درجات الحذر،یجب أن نحرص على أن تبقى مصر بعیدة عن منظومات الأسلحة التی یمکن أن تشکل تهدیداً استراتیجیاً لنا".

أقوال کابروفسیر ولیبرمان هذه تصلح لفهم جهود الأجهزة الإستخباریة الإسرائیلیة، وتحدیداً جهاز " الموساد "، لزرع عملاء فی مصر لجمع المعلومات الإستخباریة، والتی کان آخر ما القاء القبض على المهندس الذی یعمل فی هیئة الطاقة الذریة المصریة، بتهمة الارتباط بالاجهزة الاستخباریة الاسرائیلیة.

و على الرغم من إن إسرائیل الرسمیة نفت أی علاقة لها بهذا المهندس، إلا أن إیتان هابر رئیس دیوان رئیس الوزراء الإسرائیلی الأسبق اسحاق رابین، وکبیر المعلقین فی صحیفة " یدیعوت أحرنوت "، أوسع الصحف الإسرائیلیة انتشاراً، والذی ألف عدة کتب عن الأجهزة الاستخباریة الإسرائیلیة، علق على هذا النبأ بالقول فی مقابلة بثتها القناة الثانیة فی التلفزیون الإسرائیلی 18-4-2007 أن الأجهزة الإستخباریة تنطلق من إفتراض مفاده أنه یتوجب محاولة زرع عملاء لها فی کل المؤسسات الهامة فی العالم العربی، من أجل الحصول على المعلومات التی یمکن على أساسها إتخاذ القرارات السیاسیة والعسکریة المناسبة.

ویتقاسم المسؤولیة عن جمع المعلومات الاستخباریة عن الدول العربیة کل من جهازی " الموساد " و " أمان ".

ثالثاً : مواصلة العمل ضد حرکات المقاومة الفلسطینیة، باعتبارها هدف استخباری بالغ الأهمیة، وذلک لقربها من العمق الإسرائیلی. ویتولى عملیة جمع المعلومات الاستخباریة جهاز المخابرات الداخلیة المعروف ب " الشاباک "، وهو یشارک الجیش بشکل عملی فی عملیات مطاردة المقاومین الفلسطینیین

الاستخبارات بین المصادر البشریة والإلکترونیة

لا خلاف بین قادة الأجهزة الإستخباریة الإسرائیلیة على أفضلیة المعلومات الاستخباریة التی یمکن الحصول علیها حول العالم العربی من مصادر بشریة، أی عن طریق زرع عملاء عرب فی الدول الدول العربیة المستهدفة.

ویقول آفی دیختر وزیر الأمن الداخلی الإسرائیلی والذی شغل فی الماضی منصب رئیس جهاز " الشاباک " أن المعلومات التی یحصل علیها من المصادر البشریة تکون فی الغالب موثوقة أکثر من المعلومات التی یمکن الحصول علیها بالوسائل الالکترونیة، مثل التنصت ومتابعة الأقمار الصناعیة، التی فی کثیر من الاحیان یصعب تفسیرها، على حد قوله.

 ویجزم أن بعض المعلومات الحیویة لا یمکن الحصول علیها إلا من عبر المصادر البشریة. من هنا فأنه بالنسبة لدیختر وجمیع قادة الأجهزة الاستخباریة الإسرائیلیة، فأن إسرائیل مطالبة بمضاعفة الاستثمار فی مجال تجنید المزید من المصادر البشریة داخل الأراضی الفلسطینیة وفی الدول العربیة للحصول على المعلومات الحیویة.

 ویسخر دانی یاتوم، الرئیس الأسبق لجهاز " الموساد " من آلیات عمل وکالة الاستخبارات الأمریکیة التی تعتمد بشکل أکبر على الوسائل الإلکترونیة فی الحصول على المعلومات الاستخباریة، ویعتبر أن هذا هو أحد الأسباب التی جعل مهمة الولایات المتحدة بالغة الصعوبة فی کل من العراق وافغانستان.

الظروف المساعدة لتجنید العملاء

یقول یعکوف بیری فی کتابه " الآتی لقتلک "، أن عملیة تجنید العملاء، تعتمد بشکل أساسی على القدرات " الإبداعیة " التی یتمتع بها القائمون على مهمة تجنید العملاء، وقدرتهم على تطویر ادائهم بما یتناسب مع ثقل المسؤولیة الملقاة على عاتقهم.

 ویصف عملیة تجنید العملاء بأنها " حرب عقول " مفتوحة. لکن من خلال ما کتبه بیری، ویهودا جیل، الذی یعتبر من أکثر ضباط الموساد الذین نجحوا فی تجنید عملاء عرب، وابراهام حزان، من قادة " الشاباک "، وغیرهم من أولئک الذین شغلوا مناصب مرموقة فی الأجهزة الاستخباریة الإسرائیلیة، فأن عملیة تجنید العملاء، تقوم على الظروف الأتیة:

1-  المنتصر یخترق المهزوم : فی حال نشوب صراع بین کیانین، فأن أی کیان بإمکانه أن "ویؤکد حزان أن هذه مسلمة تاریخیة، وتاریخ الصراعات دلل على ذلک.

ویرى رافی إیتان، الذی رأس فی السابق قسم تجنید العملاء فی الموساد، أنه فی حال حقق أحد طرفی صراع انتصاراً على الطرف الآخر، فأن مواطنی الطرف المهزوم، یبدون استعداداً للتعاون مع الطرف المنتصر.

وإذا اسفر الصراع عن نجاح طرف فی احتلال أرض الطرف الآخر، فأن هذا یمثل " الظروف المثالیة " لتجنید العملاء، کما یقول بیری. ویقول الکاتب والمحقق الإسرائیلی یغآل سیرنا أن وزیر الحرب الإسرائیلی موشیه دیان، بعید انتهاء حرب الأیام الستة قد شدد على أن استعداد الفلسطینیین للتعاون مع المخابرات الإسرائیلیة، هو الشرط الذی یمکنهم من العیش ب " راحة " بعد الاحتلال.

وینقل سیرنا عن دیان قوله " الآن یوجد للفلسطینیین ما یخسرونه، فکل فلسطینی یرید الحصول على تصریح لإقامة مشروع اقتصادی، أو تصریح للعمل أو العلاج فی إسرائیل، أو یرغب فی السفر للخارج، علیه أن یکون مستعداً للتعاون معنا ".

2- الحاجات المادیة والإقتصادیة والعاطفیة: وکما یقول جیل، فأن هذه الحاجات تشکل نقاط ضعف تستطیع الأجهزة الاستخباریة استغلالها لتجنید العملاء.

3-ضعف الشعور بالإنتماء الوطنی: یربط شفطای شفیت، رئیس جهاز الموساد السابق بین استعداد قطاعات فی العالم العربی للتعاون مع إسرائیل وبین وجود الأنظمة الشمولیة القمعیة فی العالم العربی. ویضیف فی مقابلة مع التلفزیون الإسرائیلی بتاریخ 22 -5-2004 أن حکم الأنظمة الشمولیة فی العالم العربی هو عامل مهم فی تقلیص الشعور بالإنتماء الوطنی بسبب قمعها، الأمر الذی یجعل بعض مواطنی الدول العربیة مستعدین للتعاون مع إسرائیل احتجاجاً على حکوماتهم وأنظمتهم.

4-ضعف المستوى التعلیمی وإنعدام الثقة بالذات: على الرغم من نجاح الأجهزة الإستخباریة الإسرائیلیة فی تجنید اشخاص من مختلف المستویات، إلا أنه لا خلاف  بین قادتها على أنه کلما ارتفع المستوى التعلیمی للفرد کلما کانت عملیة تجنیده أکثر صعوبة.ولا خلاف ایضاً على أن الثقة بالذات تمثل عنصراً مهماً فی قبول أو رفض التعاون مع دولة الاحتلال.

وتنقل الإذاعة العبریة بتاریخ 14-4-2003 عن أحد ضباط جهاز " الشاباک " قوله أنه فی أحد الأیام استدعى أحد الشباب الفلسطینی فی أحد مخیمات اللاجئین فی الضفة الغربیة، وبعد أن تحدث معه حول أموره الشخصیة، عرض علیه التعاون معه المخابرات الإسرائیلیة، فرفض الشاب. فما کان من هذا الضابط إلا أن أخرج عدة صور لهذا الشاب وهو یمارس الجنس مع إحدى النساء. وتوجه للشاب قائلاً " حسناً، ماذا تقول الآن، بإمکانی أن أوصل هذه الصور لعائلة الفتاة وعندها سیقتلونک ".

 ویضیف الضابط " لهول مفاجأتی، فإذا بهذا الشاب یبتسم ابتسامة خبیثة ویقول لی : حسنا، لا علیک، أنا سأریحک، فإذا سحبت لی مزیداً من هذه الصور، سأقوم بتعلیقها فی شوارع المعسکر ".

 ویقول الضابط " لقد جن جنونی بعد أن تبین لی أن مناورتی التی نجحت مع العشرات من الشباب الفلسطینی فشلت مع هذا الخنزیر، لأنه علم أننی لست معنیاً فی الحقیقة بنشر الصور، فطردته من المکتب، وأنا أکن له کل إحترام وتقدیر". ولا یفوته أن یشیر الى أن هذا الشاب أصبح متدیناً وتحول للعمل المقاوم عندما اندلعت الانتفاضة الأولى، حیث قضى نحبه فی إحدى العملیات.

5- ضعف أو قوة الوازع الدینی:  لا خلاف لدى دیختر، على أن الوازع الدینی لدى العرب والفلسطینیین یمثل درعاً واقیاً یقلص استعدادهم للتعامل مع المخابرات الإسرائیلیة.

ویورد دیختر حادثة ذات دلالة. ویقول أنه عندما کان مسؤولا عن تجنید العملاء فی منطقة شمال قطاع غزة، استدعى شاباً فلسطینیاً لمحاولة تجنیده، وبعد أخذ ورد، کما یقول ظهر لدى هذا الشاب استعداداً للتجاوب، وفجأة، فإذا بالمساجد فی المنطقة تصدع بإذان الظهر، فما کان من هذا الشاب، إلا أن ارتعد وزمجر وصرخ فی وجهی " لن أخون الله ووطنی ایها الحقیر"

الموساد وآلیة " شفط العملاء "

جهاز " الموساد "، الذی یعنى بشکل مباشر بالتجسس على الدول العربیة، لا یملک القدرة على الاحتکاک بمواطنی الدول العربیة بسهولة، کما هو الأمر متاح لجهاز " الشاباک "، المسؤول عن تجنید العملاء من بین الفلسطینیین.، ولعدم قدرة " الموساد " على العمل بشکل مباشر فی العالم العربی، فأن المسؤولین عن تجنید العملاء فی هذا الجهاز یسعون الى استدراج المرشحین للإسقاط الى خارج العالم العربی لکی یتاح ممارسة أسالیب التأثیر التی یحاول الموساد من خلالها تجنید هؤلاء لصالحه، وهو ما یطلق علیه شفتای شفیط، آلیة " شفط العملاء ". وتتم هذه الآلیة بأشکال مختلفة، حسب الظروف:

1-هناک مواطنون عرب یتوجهون من تلقاء أنفسهم، وبسبب ضائقة مالیة أو مشاکل اجتماعیة، أو بدافع الانتقام من أوطانهم، الى السفارات الإسرائیلیة لعرض خدماتهم فی مجال التجسس على طاقم السفارة.

 وتدلل اعترافات بعض العملاء الذین القی القبض علیهم فی الدول العربیة، وتحدیداً فی مصر أن هؤلاء بادروا الى عرض خدماتهم على الموساد. وتکمن أهمیة هذا النوع من العملاء، أن بعضهم یبادر الى ذلک وهو یعلم أن لدیه ما یمکن أن یقدمه.وبالطبع هذه الطریقة الأیسر فی تجنید العملاء.

2- محاولة تجنید المواطنین العرب الذین یتوجهون للخارج سواء للدراسة أو العمل، واستغلال مشاکلهم لعرض حلولاً لها، وینتهی الأمر بالسقوط فی براثن الموساد، کما حدث مع عدنان یاسین الموظف فی مکتب حکم بعلاوی عضو اللجنة المرکزیة لحرکة " فتح " عندما کانت قیادة منظمة التحریر فی تونس، وکان بعلاوی مسؤولاً عن الأمن فی مقر المنظمة.

 فعندما توجه یاسین للعلاج فی مطلع الثمانینیات من القرن الماضی للعلاج فی فرنسا، وکان یواجه مشاکل مالیة جمة،عرض علیه عناصر الموساد تقدیم الدعم المالی له مقابل موافقته على التعامل معهم، فوافق على ذلک.

 فما کان منه أن قدم اخطر المعلومات الاستخباریة عن قیادة منظمة التحریر، وهی المعلومات التی سمحت لحکومة رابین قبیل الخوض فی مسار " اوسلو " بالتأکد من أن هذه القیادة أصبحت جاهزة لأی حل یعرض علیها.

فبناءاً على تعلیمات الموساد قام یاسین باهداء امین سر اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة فی ذلک الوقت محمود عباس، الرئیس الفلسطینی الحالی، مصباح مکتبی غالی الثمن لوضعه على مکتبه الخاص فی مقر المنظمة فی تونس، وکان " الموساد " قد زرع فی هذا المصباح جهاز تنصت، استطاعت إسرائیل عن خلاله أن تطلع أولاً بأول على ما یجری من مداولات فی مکتب ابو مازن، قبل واثناء المفاوضات السریة على اتفاقیة " أوسلو ".

وقال عوزی عراد الذی کان یشغل فی ذلک الوقت منصب مدیر قسم الأبحاث فی جهاز " الموساد " أن المعلومات التی نقلها یاسین کان لها بالغ الأثر فی بلورة قناعة لدى دائرة صنع القرار فی إسرائیل أن قیادة منظمة التحریر فی اقصى درجات تهافتها على البحث عن تسویة تضمن لها بقاء دورها فی قیادة منظمة التحریر، بعد أن اتضح لها أنها توشک على فقدان زمام المبادرة.

3-تحدید هویة أشخاص فی العالم العربی ومحاولة اسقاطهم بشکل مباشر بسبب مواقعهم الحساسة، مثل عملهم فی المؤسسات الأمنیة أو السیاسیة، أو المنشآت الإستراتیجیة.  حیث یقوم " الموساد " بإرسال من یقوم بالاحتکاک المباشر مع هؤلاء فی الدول العربیة ذاتها، لإستدراجهم.

 وفی الأغلب یکون العنصر النسائی هو العنصر الأساسی فی عملیات الإستدراج. وتعتبر قصة الطیار فی الجیش العراقی منیر دفة مطلع السبعینات من القرن الماضی مثال حی على هذه الوسیلة.

فقد کان " الموساد " معنى بالحصول على معلومات عن سلاح الجو العراقی، وتحدیداً طائرة " المیغ تسع وعشرین "، التی کانت احدث ما انتجته الصناعات الحربیة السوفیاتیة. وکانت اسرائیل معنیة بتزوید هذه الطائرة للولایات المتحدة من اجل التعرف على التقنیات التی قامت علیها، من أجل تعزیز مکانة تل ابیب لدى الإدارة الأمریکیة.

 فقام الموساد بإرسال احدى عمیلاته الحسناوات التی انتحلت صفة سائحة غنیة، وحرصت على الاحتکاک بدفة فی احدى الحفلات ذات المستوى العالی، وقد شغف دفة بها وعرض علیها الاتصال الجنسی على الرغم من أنه متزوج، فوافقت على العرض مقابل أن یتم فی الخارج، فسافر معها الى باریس وهناک تم تصویره وهو یمارس الرذیلة، ومن ثم موافقته على التعاون مع الموساد، ومن فرنسا توجه دفة الى تل ابیب، حیث تم الاتفاق معه على أن یتم وضع دفعة من المال فی حسابه فی احدى البنوک السویسریة، وأن یتم ترحیل عائلته من العراق بمساعدة العملاء الإسرائیلیین، ومن ثم نقلهم الى إسرائیل، ومقابل ذلک هرب بطائرته المیج الى إسرائیل حیث استقبله رئیس الموساد انذاک مائیر عمیت، حیث تم منحه وأفراد عائلته هویات إسرائیلیة.

وقد وردت تفاصیل هذه القصة فی کتاب " امراء الموساد "، لمؤلفیه الاسرائیلیین یوسی میلمان ورفیف دان. وعلى الرغم من قلة الشواهد على هذه الآلیة، فأنها قد تکون أکثر الوسائل جدوى، إذ أنها تتیح للموساد محاولة استدراج أهداف محددة، یرى أنها قد تکون مصادر استخباریة ثمینة.

4-نشر اعلانات فی الصحف أو على مواقع على شبکة الإنترنت تحت إسم شرکات وهمیة تعرض فرص عمل لباحثین أو خبراء فی مجالات محددة، وعادة یکون مقر هذه الشرکات الوهمی فی عواصم الدول التی یتاح للموساد فیها العمل بحریة، مثل دول جنوب شرق آسیا، وقبرص. ویتم تصمیم الاعلان بحیث یهدف الى استدراج فئات محددة یرى " الموساد " أنها یمکن أن تصل الى مواقع حساسة فی الدولة المستهدفة بعمله الإستخباری. وتعتبر قصة اسقاط الخبیر فی هیئة الطاقة الذریة المصریة مثال على استخدام هذا النوع من الأسالیب.

5- استغلال شبکة الانترنت :أصبح " الموساد " یوظف بشکل کبیر الإمکانیات التی توفرها شبکة الإنترنت عن طریق استدراج الشباب العرب، فیکشف الباحث وخبیر الأمن الفلسطینی الدکتور خضر عباس فی کتابه " العملاء فی ظل الاحتلال الإسرائیلی "، أن " الموساد " دشن العدید من صفحات التعارف على شبکة الإنترنت، حیث یتم عرض صور لفتیات یعرضن التعارف على الشباب العرب. وعندما یتصفح شاب عربی هذه الصفحات تظهر صورة فتاة حسناء تعرض على الشاب العربی اللقاء فی أی مکان فی العالم، وتعرض هذه الفتاة على هذا الشاب دفع تکالیف الرحلة شرط أن تکون " فحولة " هذا الشاب مکتملة. فیهب بعض هؤلاء لإصطیاد تلک الفتیات، لیجد نفسه مرتبطاَ بجهاز الموساد.

 ویحرص عملاء الموساد على الحصول على اکبر عدد من عناوین البرید الإلکترونی للشباب العربی، ویقومون بالتسجیل لدیهم على برامج " الماسنجر " بغیة الدردشة بهدف الاستدراج، وینتحل رجال الموساد فی أغلب الأحیان شخصیة فتاة، للإیقاع بالفریسة.

 الى جانب مشارکة رجال الموساد فی غرف الدردشة والمنتدیات الشبابیة بهدف الإستدراج. وأهمیة شبکة الانترنت، تکمن فی أنها تساهم فی وضع رجال الموساد فی احتکاک مع شباب عرب من مختلف ارجاء العالم العربی. وما ینطبق على الدول العربیة، ینطبق على الدول التی تعتبر أهداف استخباریة من الطراز الأول للموساد، وتحدیداً إیران.

" الشاباک " وآلیات التجنید التقلیدیة

منذ أن احتلت إسرائیل الضفة الغربیة وقطاع غزة فی العام 1967، أصبحت تتحکم فی کل مناحی الحیاة للفلسطینیین، فحصول الفلسطینی على تصریح للعمل، أو العلاج، أو إذن بالسفر للخارج من أجل الزیارة أو مواصلة التعلیم کان مرهوناً فقط بموافقة سلطات الاحتلال. فی نفس الوقت کانت هذه السلطات منذ العام سبع وستین وحتى تشکیل السلطة الفلسطینیة فی العام اربع وتسعین، هی الجهة المسؤولة عن استیعاب عشرات الالاف من الفلسطینیین فی سلک التعلیم والصحة وقطاع الخدمات. إسرائیل لم تتوان للحظة فی إستغلال ما تتمتع به من نفوذ من أجل مساومة الکثیر من الفلسطینیین وإبتزازهم من أجل دفعهم الى التعاون مع مخابراتها، ممثلة بجهاز "الشاباک. صحیح أن المخابرات الإسرائیلیة فشلت فی إبتزاز معظم الذین حاولت مساومتهم على أن یصبحوا عملاء لها، إلا ان احتکارها للقوة والنفوذ دفع الکثیر من ضعاف النفوس للسقوط فی براثن العمالة، وأصبحوا أدوات رخصیة وطیعة فی أیدی عدوهم. إنحطاط المعاییر الأخلاقیة للمحتل جعله یستخدم وسائل قذرة فی تجنید العملاء من بین الفلسطینیین، وکما بات معروفاً الآن، فقد عمد " الشاباک"، على  استدراج الشباب الفلسطینی الى ممارسات غیر أخلاقیة، حیث یتم تصویرهم فی أوضاع مشینة، وبعد ذلک یقوم عناصر " الشاباک"، بتخییرهم بین العمالة، أو فضح أمرهم. وقد دلت التحقیقات التی أجرتها الأجهزة الأمنیة الفلسطینیة، فضلاً عن التحقیقات التی أجرتها فصائل المقاومة الفلسطینیة مع مئات العملاء عن أن هذه الطریقة هی الأکثر شیوعاً فی تجنید العملاء. ویجمع کل الذین تعاملوا مع ملف العملاء على أن الحصول على مماسک اخلاقیة، وبالذات جنسیة على الشباب الفلسطینی توظف من قبل ضباط المخابرات الاسرائیلیة فی دفع الشباب الفلسطینی. فعلى سبیل المثال نقدم قصة  " ن ج " هو أحد عناصر الأمن الوطنی الفلسطینی، من عائلة تسکن فی المنطقة الوسطى من قطاع غزة، ومعتقل فی سجون السلطة فی غزة بعد اعترافه بالتعامل مع المخابرات الاسرائیلیة. التقى به کاتب هذه السطور فی السجن لیتحدث عن طریقة اسقاطه. یقول " ن ج " أنه فی العام 2000 انضم للأمن الوطنی الفلسطینی،فقررت قیادة الامن الوطنی ارساله الى العمل فی منطقة " بیت لحم " فی الضفة الغربیة. فکان علیه، کما هو الحال مع جمیع عناصر الأمن الوطنی الذین سینتقلون للعمل فی الضفة أن یحصلوا على تصریح للسفر للضفة. ویضیف " ن ج " أنه توجه الى مکتب الارتباط العسکری الاسرائیلی فی حاجز " ایرز " الذی یصل شمال القطاع باسرائیل، لیحصل على التصریح هناک. قام الجنود بادخاله الى مکتب کبیر، حیث کان شاب یلبس الزی المدنی ینتظره، وبعد ان قام بتعریفه على نفسه بأنه " الکابتن جمی " من جهاز المخابرات الاسرائیلیة، عرض علیه أن یتعاون معه من أجل " الحفاظ على السلام من الحرکات المتطرفة فی الجانبین ". لم یتلق " الکابتن جمی " من " ن ج " اجابة بسرعة، ولم یحاول اسثتمار جهد فی اقناعه، فخرج من المکتب، وبعد خمس دقائق دخلت مجندة حیث قامت ببعض المداعبات الجنسیة ل " ن ج "، وبعد ذلک خرجت. وعلى اثرها دخل " الکابتن جمی "، وهو یقهقه، وکان یحمل بعض الصور التی کانت تظهر " ن ج "، وهو یتلق المداعبات الجنسیة من المجندة. کان " جمی " صارماً فی حدیثه ل " ن ج " : إما أن توافق على التعاون معنا، وأما نقوم بنشر هذه الصور فی .....( احد معسکرات اللاجئین یقطن فیه ن ج ). یقول " ن ج " انه وافق بدون تردد على عرض " جمی ". وهکذا شرع هذا الشاب البائس الذی لم یحصل حتى على  الشهادة الابتدائیة فی طریق قاده الى احد الزنازین المظلمة فی سجن " السرایا ". واعترف أنه جمع المعلومات الاستخباریة وفق تعلیمات " جمی " وبعد ذلک " الکابتن مئیر "، وتدرج فی تنفیذ المهام الاستخباریة لدرجة أنهم قاموا بإرساله لتصفیة أحد المقاومین الفلسطینیین فی إحدى بلدات جنوب الضفة الغربیة، ولم ینجح لحدوث طارئ حال دون وجود الهدف فی المکان الذی کان من المقرر أن تتم فیه عملیة الاغتیال. وتحدث کاتب هذه السطور مع عدد من الذین اعترفوا بالتعاون مع "الشاباک "، وکلهم أکدوا أنه تم جرهم للعمالة بطریقة الابتزاز الجنسی.

مهام متعددة

إلى جانب رصد  المقاومین والوشایة بهم، ومحاولة اختراق حرکات المقاومة الفلسطینیة، بغرض احباط عملیاتها، فأن العملاء یواصلون رصد المقاومین حتى بعد أن یتم ایداعهم السجن. فمنذ أوائل السبعینیات عرفت الحرکة الوطنیة الفلسطینیة الأسیرة فی سجون الاحتلال ظاهرة " العصافیر "، وهم عملاء تقوم المخابرات الاسرائیلیة باعتقالهم لکی یقوموا باستدراج المقاومین الذین یتم اعتقالهم للادلاء باعترافات وذلک فی فترة التحقیق مع هؤلاء الأسرى. وحسب ما أفاد به عدد کبیر من الأسرى تحدثت الیهم " الشرق الأوسط "، فأن " العصافیر " هم الذی یقومون بالدور الحاسم فی استدراج الأسرى للإعتراف بما تنسبه الیهم المخابرات الاسرائیلیة.

لکن الى جانب کل ذلک فأن العملاء لعبوا دوراً هاماً فی دفع المشاریع الاستیطانیة فی الضفة الغربیة والتهویدیة فی القدس المحتلة. جهاز المخابرات العامة الفلسطینیة شن فی الفترة بین العامین ست وتسعین والفین حملة شاملة على العشرات من سماسرة الأراضی من الفلسطینیین الذین کانوا یقومون بتزییف وثائق أراضی تعود لفلسطینیین غائبین أو متوفین، وبعد ذلک یقومون ببیعها لجمعیات یهودیة وتهویدیة. وقد کان القاسم المشترک لهؤلاء السماسرة هو أنهم جمیعاً عملاء مرتبطین بجهاز " الشاباک ". ولعل احدث قضیة تکشف عن دور العملاء فی دفع المشاریع الاستیطانیة، ما کشف عنه العمیل محمد مرقة من بلدة " سلوان " الذی اجرت معه صحیفة " هارتس " الاسرائیلیة مقابلة مطولة کشف النقاب فیها عن دوره فی تزوید جمعیة " عطیرات کوهنیم " الیهودیة التی تنشط فی مجال تهوید مدینة القدس ومحیطها، بمستندات ووثائق خاصة بمنازل وعقارات فلسطینیة فی بلدة "سلوان "، والقدس الشرقیة. لکن هناک اهداف اخرى سعت إسرائیل لتحقیقها من خلال تجنید العملاء:

1-زعزعة ثقة الفلسطینیین بقضیتهم: کما یقول جدعون عیزرا، النائب السابق لرئیس جهاز المخابرات الاسرائیلی الداخلیة " الشاباک"، فإن مجرد اکتشاف الفلسطینیین لقدرة " الشاباک" على تجنید عملاء فی صفوفهم کفیل، بزعزعة ثقتهم بالقضیة والمقاومة الفلسطینیة. فی حین یقول حاییم بن عامی، الرئیس السابق لقسم التحقیقات فی " الشاباک"، " نجاحنا فی اختراق التنظیمات الفلسطینیة عبر تجنید عملاء لنا من بین عناصرها، له بالغ الأثر فی سیادة أجواء عدم الثقة فی أوساط عناصر المقاومة، بشکل یجعلها أقل کفاءة.

2-محاولة التأثیر على أجندة المجتمع الفلسطینی، بما یتوافق مع المصلحة الإسرائیلیة، حیث کان للعملاء دوماً أثر فی إثارة الفتن الداخلیة بین الفلسطینیین، فضلاً عن تداول الشائعات التی هی جزء من الحرب النفسیة التی تخوضها إسرائیل ضد الشعب الفلسطینی.

3-تجنید أکبر عدد من العملاء جاء لتحیید اوسع قطاعات من الشباب الفلسطینی، وإبعادهم عن صفوف المقاومة.

( للکاتب والصحفی الفلسطینی صالح النعامی )

ن/25

 

 

 


| رمز الموضوع: 142932







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)