صناعات "القسام" العسکریة أثبتت جدارتها فی المیدان وأصبحت نماذج نوعیة
دقة فی الأداء وإنجازات متمیزة فرضت توازن رعب مع الاحتلال
صناعات "القسام" العسکریة أثبتت جدارتها فی المیدان وأصبحت نماذج نوعیة
"کتائب القسام" .. عشرون عاماً من الجهاد ضد الاحتلال والمقاومة فی تصاعد
"نحن فی صراع مع عدو متفوّق علینا، بما یمتلک من الأسلحة المتطورة، وبالتالی نحن نسعى إلى تطویر أسلحتنا لمواجهته"؛ کانت هذه کلمات القائد الدکتور عبد العزیز الرنتیسی التی رددها قبل استشهاده، واستلهم صداها المجاهدون فی "کتائب الشهید عز الدین القسام"، الجناح العسکری لحرکة حماس؛ فعکفت العقول القسامیة تواصل اللیل بالنهار، ودأبت الأیدی المتوضئة بما فتح الله علیها من إبداعات إلى تطویر للسلاح والعتاد الحربی من خلال إمکانیات متواضعة تستحق أن تسجل فی سفر التاریخ الحربی.
وتنوعت الصناعات العسکریة القسامیة من المسدس إلى السلاح الرشاش إلى القنابل فالصواریخ والعبوات بأنواعها المختلفة حتى باتت هذه الصناعات أشبه بعلامات مسجلة باسم "القسام" یشهد العدو قبل الصدیق بفعالیتها وقوتها فی المیدان.
من الحجر إلى الرصاصة التحولات الکبرى
ومنذ بدء الانتفاضة الأولى عام 1987م واشتراک أبناء الحرکة الإسلامیة فی قیادة وفعالیات هذه الانتفاضة التی بدأت بالحجارة والزجاجات الفارغة والمولوتوف حتى أخذت العقول تفکر لکی تبتکر وتخترع وتصنع وتبدع وتنتج حیث قامت الأیدی بابتکار عملیات الطعن بالسکاکین والتی کان أشهرها عملیة عمار سرور فی القدس إلى أن تطورت إلى عملیات إطلاق نار باستخدام أسلحة وذخیرة قدیمة وذلک فی التسعینیات إلى أن أصبحت الحاجة ملحة للحصول على سلاح لتسلیح المجاهدین الذین بدأ عددهم یزداد یوماً بعد یوم والذین کانوا لا یجدون شیئاً یتسلحون به إلاّ السلاح الأبیض وقلیل من السلاح القدیم والذی کان من أشهره الرشاش "الکارلوستاف" فمن هنا کانت البدایة حیث قامت العقول القسامیة بالتفکیر بتصنیع السلاح.
تصنیع المسدسات .. بدایة متواضعة
وانطلق عمل التصنیع بقیادة المجاهد القسامی المرحوم محسن عبد الله شحادة – من مخیم الشاطئ حیث أنشأ أول وحدة تصنیع تختص بتصنیع المسدسات وکان هذا فی عام 1992م وکان المشرف العام على هذا العمل النوعی آنذاک القائد العام لکتائب القسام محمد الضیف "أبو خالد".
وقامت هذه الوحدة والتی کانت تضم قرابة ثمانیة أفراد بتصنیع مسدسات "9 mm " من نوع "جولدستار" وتم تصنیع قرابة ثلاثین مسدساً وکانت نسبة النجاح تقریباً 50 فی المائة وکان هذا یعود إلى قلة الخبرة وقلة الإمکانیات وهی بدایة التجربة ومن ثم بعدها تم إیقاف المشروع.
سلاح "العوزی" .. بدایات مشجعة
ومع إیقاف خط إنتاج المسدسات تم التوجه لإنشاء مشروع لتصنیع سلاح العوزی وذلک فی عام 1993م وقد تم تصنیع قرابة 350 قطعة وکانت نسبة النجاح من 60 إلى 70 فی المائة، واستمر العمل فی المشروع حتى عام 1996م وقبل تجهیز قطع السلاح بشکل جید قام جهاز المخابرات بقیادة موسى عرفات "القدوة" والتابع لسلطة أوسلو بملاحقة واعتقال الأفراد الذین یعملون فی التصنیع وکان على رأسهم الأخ المجاهد الشهید "محسن شحادة" –رحمه الله- وتم التحقیق معهم بکل قسوة ووحشیة إلى أن تم کشف أماکن التصنیع ومصادرة کل ما تحتویه من معدات وقطع سلاح ومنها ما هو جاهز وغیر جاهز، وقد توقف العمل فی هذا المشروع بشکل کامل إثر ذلک.
القنابل .. ستة أجیال
وشکلت الحاجة إلى القنابل دافعاً لتطویر وإنتاج هذه القنابل حیث تمکن مهندسو القسام من تصنیع قنابل یدویة من أنواع خاصة، من البلاستیک والحدید، وتتمیز بکون شدة انفجارها أقوى من قنابل "الملز" و"أف 1"، بینما جرى تطویر قاذف لهذه القنابل، مستوحى من قاذف القنابل المسیلة للدموع، بما یجعل مدى القنبلة المقذوفة تصل إلى 150 متراً على الأقل، وتحمل هذه القنبلة رقماً تسلسلیاً کالتی تصنع فی المصانع العالمیة، وهی تفوق فی قوتها القنابل الیدویة العادیة باعتراف العدو نفسه، وقد استخدمت فی عملیات "کتائب القسام".
وقد مر تصنیع القنبلة الیدویة بعدة مراحل وهی على النحو التالی:
المرحلة الأولى: تصنیع الصاعق وهو جزء أساسی لتصنیع القنبلة الیدویة وقد قام الشهید یحیى عیاش والشهید عدنان الغول والقائد محمد الضیف بتصنیع الصاعق حیث استغرق ذلک مدة ثلاثة شهور حتى تم تصنیع صاعق مناسب وکان هذا فی أواخر سنة 1994 تقریباً.
المرحلة الثانیة: تصنیع القنبلة من علبة "البویا" مع شظایا وصاعق وفتیل عادی یشعل من الخارج عن طریق الکبریت أو لهب خارجی وقد تم إنجاز هذا النموذج فی شهر نیسان (ابریل) سنة 1995.
المرحلة الثالثة: تصنیع قنبلة جدارها من الخارج مبزر "مقسم إلى مکعبات بارزة" تتکون من الألومنیوم والرصاص وهذا فی أواخر عام 1995 .
المرحلة الرابعة: القنبلة البلاستیکیة وقد أشرف على هذه العمیلة الشهید عدنان الغول والقائد محمد الضیف وهذا فی عام 1996م، ویشار فی هذا السیاق إلى أن المصنع الذی کان ینتج هذه القنابل تم ضبطه من قبل جهاز مخابرات سلطة أوسلو وقد تم اعتقال کل من المجاهدَین "عدنان الغول" والشهید "سعد العرابید" وعدد من معاونیهم، وقد تم مصادرة ما لدیهم من معدات وقنابل جاهزة وغیر جاهزة وعدد من قذائف الإنیرجی والتی کان یتم تصنیعها آن ذک هی والقنابل فی منزل الشهید "عدنان الغول" فی منطقة المغراقة والذی تم تدمیره بعدها فی بدایة انتفاضة الأقصى.
المرحلة الخامسة: القنبلة الملساء قام بالإشراف علیها زاهر نصار ویاسین نصار ومحمد السنوار وهذه القنابل تم استخدامها فی عملیة الاستشهادی محمد فرحات وکان ذلک فی بدایة عام 2000.
المرحلة السادسة: القنبلة الحدیثة وقد أشرف علیها محمد الضیف و (م) وهـذه القنبلـة تشبه القنبلـة الأمریکیة وعلیها ختم القسام وقد بدأ العمل فی هذه المرحلة فی أواخر العام 2000م عندما بدأت شرارة انتفاضة الأقصى وخرج المجاهدون من سجون السلطة وبدأ الجمیع ینطلق من جدید لکی یبدع ویتألق فی میدان الجهاد للتصدی لشرذمة الصهاینة وأذنابهم من أجهزة سلطة أوسلو.
وبدأت العودة من جدید للتفکیر فی صناعة وتطویر القنابل الیدویة لکی تصبح بدیلاً عن الحجارة فی أیدی مجاهدی وأبطال الشعب الفلسطینی حیث أنه وفی هذه المرة خرج مجاهدون جدد أصحاب همم عالیة لکی یبدؤوا المشوار من جدید، حیث أنهم قاموا بتطویر القنابل الیدویة لتصبح أکثر تقنیة فی شکلها الأملس وقد تم استخدام عدد من هذه القنابل فی عملیة الاستشهادی "محمد فرحات" وهذا کان فی بدایة عام 2000م، واستمر العمل فی هذا النظام حتى عام 2002م حیث انضمت إلى هذه العقول عقول قسامیة جدیدة لکی تطور العمل لیصبح أکثر تقنیة وفاعلیة فتم التطویر إلى أن تم تصنیع القنبلة الحدیثة والتی حملت ختم عام 2002م واسم حماس والقسام وقد أشرف على التطویر والتصنیع القائد "محمد الضیف –أبو خالد-" والمجاهد "م"، وکانت هذه القنبلة تشبه القنبلة الأمریکیة واستمر العمل فی هذا النظام حتى یومنا هذا وأصبحت تحمل التاریخ الهجری بدلاً من المیلادی وهی الآن متوفرة فی أیدی جمیع المجاهدین.
صاروخ "القسام"
وبدأ التحول فی صناعات "القسام" عندما بدأت تنتج صواریخ القسام التی سرعان ما باتت مارکة مسجلة باسم القسام حتى بعدما أنتجت بعض فصائل المقاومة صواریخ شبیهة، وقد أثبتت هذه الصواریخ کفاءتها وجرى تطویر أجیال منها تصل لعمق 20 کیلو متر وبات الصهاینة یفکرون فیما بعد عسقلان.
وأعلنت "کتائب القسام" فی منتصف العام الأول من انتفاضة الأقصى عن نجاح مهندسیها فی تصنیع صواریخ أطلقت علیها اسم "القسام" تیمناً بالشهید الشیخ عز الدین القسام قائد ثورة عام 1936 ضد الاحتلال الإنجلیزی وعصابات الصهاینة.
وبدت صواریخ القسام التی ظهرت فی شریط فیدیو وزعته حرکة "حماس" على وسائل الإعلام تطوراً طبیعیاً لقذائف الهاون التی نجحت قوى المقاومة الفلسطینیة فی إدخالها إلى قطاع غزة بدایة الانتفاضة ونشطت فی إطلاقها على المستوطنات داخل القطاع.
أول صاروخ
وبحسب بیانات لـ "کتائب القسام"؛ فإن أول صاروخ أنتجه مهندسو القسام بلغ طوله 70 سم، وقطره حوالی 8 سنتیمترات، ویتراوح مداه بین 2و3 کیلومتر، ویحمل فی مقدمته رأساً متفجراً یحوی حوالی 600 جراماً من مادة الـ ( TNT ) شدیدة الانفجار، ویتم إطلاق الصاروخ بواسطة قاذف، إلا أنه کان منذ بدء تصنیعه یفتقد الدقة التصویب نحو الأهداف.
نجاح التجربة الأولى لإطلاق صاروخ «القسام 1» دفعت مهندسی کتائب القسام للاستمرار فی تطویر الصواریخ والتخلص من العیوب التی ظهرت فی صاروخ "القسام 1"، فلم یمضِ وقت طویل حتى أعلنت کتائب القسام عن تطویر الصواریخ وإنتاج طراز جدید منها هو "القسام 2"، بعد تعدیلات جذریة أجرتها کان أهمها مداه الذی یمکنه من الوصول لمناطق سکنیة داخل التجمعات الصهیونیة.
ویبلغ طول صاروخ "القسام 2" 180 سنتیمتراً، وزاد مداه لیبلغ ما بین 9-12 کیلومتراً، وازدادت حمولة رأسه من المتفجرات لتصل لأکثر من 5 إلى 6 کیلوجرامات من مادة TNT شدیدة الانفجار، فیما بلغ قطره حوالی 12 سنتیمتراً.
وکما فی صاروخ "القسام 1" فإن "القسام 2" لم یطرأ علیه تعدیل جذری فی طریقة الإطلاق إلا ملاءمة القاذف لیکون مناسباً للحجم، وبالتالی لم یتم التحکم فیه عن بعد، وأظهر شریط فیدیو عرضته کتائب القسام طریقة نصب وإطلاق هذه الصورایخ، حیث یتم إیقافه بشکل مائل على حامل ذی ثلاث أرجل، ویقوم عناصر القسام بوضع جهاز یشبه البوصلة على هیکله الخارجی ومن ثم تعدیله بناءاً علیها.
أجیال من الصواریخ
صراع الأدمغة بین الاحتلال والمقاومة الفلسطینیة لم یتوقف، وکلما حاولت قوات الاحتلال الصهیونی تشدید قبضتها، یعمل المجاهدون على البحث عن البدیل دون کلل أو ملل من أجل إبقاء شعلة المقاومة مستمرة، ووسائلهم من أجل ذلک فی تطور مستمر، والبحث عن الجدید مهمة لا تتوقف، وتجارب الواقع تثبت أن کل یوم یکون لدى المقاومین ما هو جدید.
حیث ظهرت صواریخ "قسام 1"، وصواریخ "قسام 2"، وصواریخ "قسام 3"، وتعتبر صناعة الصواریخ بالأخص التی یطلق علیها اسم قسام 1 و2 من أکثر الصناعات العسکریة المحلیة التی أقلقت الکیان الصهیونی، خاصة وأنها تصل إلى داخل مدنها، وقادرة على اختراق العمق الأمنی الصهیونی بعیداً عن الحواجز العسکریة والأسوار المنیعة، لا سیما أن قوات الاحتلال فشلت فی إیجاد وسیلة لمکافحتها وبدت انعکاسات استخدام هذه الصواریخ مع هجرة آلاف الصهاینة للمغتصبات المحاذیة لغزة.
مدفع الهاون
وکما نجحت فی تصنیع صواریخ القسام نجحت الأیدی القسامیة فی تصنیع قذائف الهاون من عیار (60 ملم) وعیار (80 ملم) وکذلک من العیارات الثقیلة 120 ملم فیما تم تصنیع هاون 60 ملم وهو مضاد للأفراد.
وأصبح مدفع الهاون سلاحاً هاماً فی المعرکة مع الاحتلال لما یتمیز به من دقة فی إصابة الهدف وقوة تدمیریة یحدثها، حیث کانت قذائف الهاون تستخدم فی بدایتها لقصف المواقع والثکنات والتحصینات العسکریة، ومع مرور الوقت وتصنیع القذائف ذات العیارات المتوسطة، أصبحت قذائف الهاون تستخدم لدک عدد أکبر من المغتصبات والمواقع العسکریة المحاذیة للقطاع موقعة خسائر وأضراراً فی الأرواح والممتلکات ومن أبرز تلک المغتصبات "نفیه دیکالیم" والتی نالت حظاً وافراً من تلک القذائف.
وقد شکلت هذه القذائف سلاحاً هاماً فی أیدی القسام وفصائل المقاومة أقضت مضاجع العدو الصهیونی، وسرعت فی انسحابه من قطاع غزة بسبب الضربات المتلاحقة والخسائر الفادحة التی تکبدها الاحتلال.
ومؤخراً وبعد أن امتلکت المقاومة قذائف الهاون من العیار الثقیل، أصبحت هذه القذائف تحل محل صواریخ "القسام" فی قصف بعض المغتصبات الصهیونیة المحاذیة للقطاع لأول مرة والتی لم تکن قذائف "الهاون" تصلها من قبل مثل مغتصبة "زیکیم" و"مفلاسیم" و"کفار عزة" و "کفار سعد".
وبفضل قذائف الهاون اضطرت قوات الاحتلال لتفکیک ما یقارب من خمسة مواقع عسکریة صهیونیة محاذیة لجنوب وشمال قطاع غزة نتیجة قصفها المرکز بقذائف الهاون الذی لوحظ أن مجاهدی القسام فی الآونة الأخیرة باتوا یستخدمونه بکثافة عالیة.
صاروخ البتار
یعتبر "البتار" صاروخاً ذکیاً، فهو لا یحتاج لوجود العنصر البشری فی المکان الذی یُطلق منه. وینصب الصاروخ على الأرض ولا یحمل على الکتف کصاروخ، رغم أنه مضاد للدروع، ویتم تشغیله بواسطة جهاز للتحکم عن بُعد لحظة اقتراب الهدف منه، وینطلق على هیئة صواریخ "أرض- أرض" على ارتفاع یوازی الآلیات والقوافل العسکریة.
ویتمتع صاروخ "البتار" بالعدید من المزایا التی تجعله سلاحاً فعالاً فی مواجهة الاجتیاحات الصهیونیة؛ والصاروخ الجدید یستطیع حمل أکثر من أربعة کیلو غرامات من المواد المتفجرة.
کما یتمیز هذا الصاروخ بقدرته الفائقة على إصابة الأهداف بدقة خاصة فی قطاع غزة المحصنة بالدروع الواقیة، حیث أنه مزود بقناص ونیشان، ومداه یصل لمسافة کیلومتر، مما یساعد على ضرب الأهداف بسهولة ویوفر للمجاهدین فرصة الانسحاب إلى قواعدهم بسلام.
والصاروخ عبارة عن ماسورة طولها متر تقریبا وقطرها 6 إنشات، بداخلها مقذوف صاروخی یشبه قذیفة "آر بی جی".
وأعلنت کتائب القسام أنها أطلقت أول صاروخ من هذا النوع یوم الجمعة الرابع والعشرین من کانون الثانی (ینایر) لعام 2003م باتجاه دبابة صهیونیة متوغلة على شارع صلاح الدین، عند مفرق حمودة شمال القطاع، وقد أصیبت الدبابة إصابة مباشرة.
قاذف "الیاسین"
واستمراراً لمسلسل النجاحات ولتلبیة احتیاجات المواجهات المیدانیة تمکنت عقول مهندسی "کتائب الشهید عز الدین القسام" من تطویر قذیفة جدیدة مضادة للدروع، وقررت إطلاق اسم "الیاسین" على القذیفة المبتکرة. وانطلقت القذیفة الأولى من نوع الیاسین فی تمام الساعة 20:40 من مساء الیوم الثلاثاء (3/8/2004) اتجاه ناقة جند فی المنطقة الغربیة من بیت حانون.
تعمل هذه القذائف على مبدأ خرق وحرق المصفحات والدروع وهی عدیمة الارتداد وترمى من الکتف وهنالک مودیل آخر متفجر ضد الأفراد والمنشآت.
وتتکون من الأجزاء التالیة: الرأس المتفجر ویعمل على مبدأ الحشوة الجوفاء ذات البطانة المعدنیة وله قمع أمامی. والذیل الصاروخی وفی نهایته زعانف قابلة للطی للمحافظة على استقرار وتوازن القذیفة خلال الطیران، وحشوة دافعة ابتدائیة تتکون من مواد أولیة شعبیة.
والقاذف هو ماسورة مفرغة مفتوحة الطرفین قطرها الداخلی 40 ملم، وله نظام توجیه وتسدید وتدریج مسافات بسیط وسهل لحتى (150م).
وتنطلق قذیفة الیاسین نتیجة ضغط الغازات المتولد الابتدائی قاطعة کامل المسافة وتنفجر عند اصطدامها بالهدف، ولذا فهی مناسبة جداً للمصفحات وناقلات الجند خفیفة ومتوسطة التصفح، وعربات الجند .. أما الدبابات الثقیلة المزودة بدروع التسلیح الإضافیة فتعمل على إعطابها جزئیاً مما توفر للمجموعات المجاهدة التعامل معها بأسالیب أخرى.
وتأتی هذه القذیفة الصاروخیة م/د ضمن منظومة "کتائب القسام" التصنیعیة المحلیة تحقیقاً لمبدأ (الاعتماد على الذات ) وتلبیة لاحتیاجات المیدان المتزایدة. وهی سلاح فردی یرمى من الکتف وسهل الاستخدام ولا یحتاج إلى مهارات خاصة للتدریب علیه.
العبوات الناسفة
طورت "کتائب القسام" من أدائها العسکری وتمکنت من تطویر العبوات وعملت على هندستها من جدید لتکون أکثر فاعلیة، حیث کان یتطلب تفجیر دبابة صهیونیة بعبوة جانبیة مثلا کمیة کبیرة من المتفجرات قد تصل إلى (100) کیلوغرام عدا أنه من الصعب تصنیع العبوة إلا من قبل فنیین مختصین، ولذا دأب القسّامیون على تطویر عبواتهم بحیث یتم استخدام أقل کمیة ممکنة من المتفجرات لا تزید عن (25) کیلوغرام، وإعطاء فاعلیة تفجیریة مثالیة، فکان إنتاج مهندسو القسّام لعبوة الخرق ذات الحشوة الجوفاء، وتصمیم العبوة بالشکل المخروطی لتکون أکثر فاعلیة ، کما أن مکونات وطریقة تصنیع العبوة سهلة ومیسرة ویمکن للمجاهد إتقان تصنیعها وتحضیرها وزرعها وتفجیرها بکل یسر.
تجریب عبوة الخرق وتفجیر دبابة "میرکافا"
تمکن القسّامیون فی غزة من تجهیز هذه العبوة وجعلها مفاجأة للعدو عندما لمّح العدو باجتیاحه لغزة، وظن أن دبابته الأسطورة "المیرکافا" ستمکنه من السیطرة على غزة بسهولة، فکان القسامیون لهم بالمرصاد وجاءت العملیة التی أذهلت الخبراء الصهاینة حیث فجر القسامیون دبابة میرکافا صهیونیة یوم السبت الموافق 15/2/2003م بهذه العبوة مما أدى إلى تدمیر الدبابة واشتعال النار فیها ومن ثم احتراق من بداخلها من الجنود الصهاینة وقد اعترف العدو بمقتل أربعة جنود داخل الدبابة.
فکرة هذه العبوة القمعیة
وتقوم فکرة هذه العبوة على أساس ترکیز الموجة الانفجاریة فی نقطة واحدة، مما یؤدی إلى تجمع الحرارة فی نقطة محددة (بؤرة) وهذا بدوره یعمل على حرق هذه النقطة فتنطلق الموجة الانفجاریة بشکل متعامد مع سطحها الذی انطلقت منه بشکل متتالی فتحرج على شکل عمود من النفث.
ویستخدم القسامیون العبوة المخروطة الشکل لتعطی المفعول المطلوب کما فی الصورة الموضحة. وهذا ما یعطیها قدرة على الخرق بشکل أکبر فی الأجسام الصلبة.
یشار إلى أن مجاهدی القسام ابتکروا أنواع متعددة من العبوات الناسفة ولأغراض مختلفة فهناک عبوة "شواظ" المعروفة بقوتها التدمیریة وبأجیالها الأربعة وهناک العبوة التلفزیونیة وغیرها من الأنواع التی تألقت فی إنتاجها "کتائب القسام".
الحزام الناسف والسیارات المفخخة
وبدأ المهندس الشهید یحیى عباس فی إعداد هذه الأحزمة حیث جرى استخدامها فی تنفیذ العملیات الاستشهادیة وجرى تطویر هذه الأحزمة خلال انتفاضة الأقصى حتى بات الصهاینة یقدرون أن "کتائب القسام" أعدت مئات الأحزمة الناسفة والسیارات المفخخة لمواجهة أی اجتیاح صهیونی لقطاع غزة.
واللافت فی عملیات التصنیع الاعتماد على مواد محلیة وأولیة یجری تطویرها لذلک فشلت محاولات الاحتلال فی منع إدخال أنواع معینة من البضائع فی إیقاف خطوط إنتاج هذه الأسلحة.
ثورة فی مجال تطویر الأسلحة
وأکد أحد مهندسی کتائب القسام إن مجاهدی القسام استطاعوا خلال انتفاضة الأقصى تحقیق "ثورة" فی مجال تطویر الأسلحة، وقال: "لقد استطعنا بحمد الله تطویر العدید من الوسائل العسکریة وإعداد مجموعة من الأسلحة خلال فترة العام ونصف العام الماضیة، سواء على صعید القنابل والعبوات الناسفة بمختلف أنواعها، أو على صعید الصواریخ، سواء تلک التی تعمل (کصواریخ أرض- أرض) أو الصواریخ المضادة للدروع، وحقیقة أننا زلنا فی طور العمل، وبأذن الله سیکون هناک تقدم فی مجال توجیه الصواریخ".
وذکر أن الجهاز یتعلم من أخطائه ویعمل على تفادیها فی المستقبل، حیث لا یکتفی بالمعلومات النظریة فقط بل یلجأ لمن خاضوا التجارب من قبل کی یؤکدوا صحة أی نظریة فی هذا المجال أو ینفوها لتفادی أیة أخطاء سابقة ".
ودفعت أعمال التطویر المفاجئة فی تقنیات المقاومة "رونی دانئیل" المتحدث فی القناة الثانیة فی التلفزیون الصهیونی إلى القول "یبدو أننا خسرنا فی صراع الأدمغة فی مواجهة حماس".
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS