اطفال فلسطین؛ ضحایا العنف و الاحتلال
مقال بقلم سیروس شیرزاد
یعد الموت و العنف جزءاً اساسیاً من حیاة اطفال فلسطین المحتلة اراضیهم من قبل الکیان الصهیونی و فی الوقت الذی تقوم شعوب العالم بمناسبات مختلفة من جملتها ، عید المیلاد ، یوم العالمی للاطفال ، و الاعیاد و غیرها من المناسبات بإقامة الاحتفالات لاطفالهم و شراء الهدایا لهم فی هذه المناسبات ، لکن الوضع بالنسبة للعوائل الفلسطینیة لیس فقط أنها لم تتمکن من شراء الهدایا لأبنائها بل حتی انه من المستحیل لها ان تعرف مصیر هؤلاء الاطفال من قبل عوائلهم فی ظل سیاسة الاحتلال التی یقوم بها الکیان الصهیونی .
هذا و تُعدْ مسألة شراء الهدایا و اقامة الاحتفالات بالمناسبات التی تهم الاطفال من المسائل المؤثّرة بشکل کبیر علی معنویات الاطفال و هذه الاحتفالات و شراء الهدایا لیست فقط غیر موجودة فی قاموس اطفال فلسطین و إنما لایتمتع هولاء الاطفال فی حقوقهم مقارنة بنظرائهم فی انحاء العالم و یتم الاعتداء علی حقوقهم التی یتبنّاها القانون الدولی و المواثیق و المعاهدات الدولیة ، بشکل یومی من قبل الکیان الصهیونی المحتل .
و تبقی حالة الاحتفال فی المناسبات التی تهم الاطفال بالنسبة لاطفال فلسطین مقارنة باطفال البلدان الاخرة مختلفة بشکل کامل ، الاطفال فی فلسطین بدل الاحتفال بالمناسبات و الفرح فی هذه المناسبات ، یذوقوا مرارة الاحتلال و الدمار و الاعتداء علی حقوق الانسان و الهجوم الصهیونی المتکرر و القتل و إراقة الدماء علی ایدی الصهاینة المجرمین .
هذا و وصلت الظروف المعیشیة عند الاطفال الفلسطینیین فی الاراضی المحتلة و خاصة فی قطاع غزة المحاصر الی اسوء حالة و یعانی الاطفال فی هذه الاراضی من الاوضاع المتردیة فی مجال الصحة و الأمن و الاوضاع المادیة و التعلیمیة و یقضون لیالیهم باحلام مخیفة و کوابیس و لم تمرّ علیهم لیلة إلاّ و هم یشعرون بالخوف و الهلع خوفاً من غارات الطائرات الصهیونیة و تدمیر بیوتهم و تنهار الجدران علی رؤوسهم .
ما الذنب الذی ارتکبه هؤلاء الاطفال حتی یعاملوا هکذا و بهذا الشکل الاجرامی ؟ لقد سمعنا هذا السؤال مرارا و تکرارا ، لکن هل وصل هذا السؤال الی آذان المنظمات الدولیة و المجامع التی تدعی الدفاع عن حقوق الانسان او منظمة الامم المتحدة و المنظمات التی تدعی دعم الدیمقراطیة فی العالم کی یسألوا انفسهم و لو لمرة واحدة ، بأی ذنب یقتل أطفال فلسطین ؟ . من المؤکد انه فیما عدى دول لا تتجاوز أصابع الید الواحدة و منها الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ، لم تقم دول اخری بالواجب الذی لابد ان تقوم به فی هذا السیاق .
او هل نجد نموذجا واحدا من الدول الغربیة و المنظمات الدولیة فی التصدی للسیاسات الاجرامیة التی یتبناها الکیان الصهیونی بحق هؤلاء الاطفال .
بینما الواقع یشیر الی الأذن الصماء و الصمت المقیت من قبل منظمة الامم المتحدة التی من واجبها الدفاع عن الشعوب المظلومة فی العالم ، امام الجرائم التی یقترفها الکیان الصهیونی و هی تدعم هذا الکیان الصهیونی بواسطة اللامبالاة التی تبدیها هذه المنظمة تجاه ما یرتکبه الکیان من جرائم حیث وصلت وقاحة هذا الکیان فی ارتکابه لهذه المجازر و قتله للاطفال الابریاء اکثر من ای وقت مضی و هو مازال مستمر فی هذه السیاسة .
هل الطفل الفلسطینی هو الارهابی الذی یتکلم عنه الصهاینة و الغربیین ام الطفل الفلسطینی هو الذی تقوم الطائرات الحربیة الاسرائیلة بالتحلیق فی سماء الاراضی التی یعیش فیها و ثم تقوم هذه الطائرات بقذفها بالصواریخ و ابادة هؤلاء الاطفال .
الطفل الفلسطینی حاله کبقیة الاطفال یحلم علی الاقل لمرة واحدة بان یتمکن الذهاب الی المدرسة براحة بال او الی المحلات و مدینة الالعاب او بیت الاصدقاء و مازالت کل هذه الامور بالنسبة الی هذا الطفل هی مجرد احلام ، لکنه فی نفس الوقت و بالرغم من کل هذه المشاکل التی یعانی منها ، یبقی الاطفال فی فلسطین یحملون امل الحیاة فی صدورهم و یستمرون بالحیاة بأمل انتهاء الاحتلال .
و یبقی الطفل الفلسطینی الضحیة الرئیسیة للسیاسات و الارهاب الصهیونی و هذا ما تؤکده الاحصائیات و الارقام التی تعلنها المنظمات الدولیة و الفلسطینیة بشکل واضح . حیث انه و منذ اندلاع انتفاضة الاقصی الثانیة التی وقعت عام 2000 م و لحد الآن وصل عدد الشهداء الی 7515 شهیداً فلسطینیاً و اکثر من 100 الف جریح الذی کان نصیب الاطفال من هذه الارقام اکثر من الف شهید استشهدوا علی ایدی الکیان الصهیونی .
و التبریرات التی یبرر بها قادة الکیان الصهیونی هجومهم و قتلهم للاطفال فی الاراضی الفلسطینیة هو انهم یزعمون ان هذه الهجمات هدفها الرئیسی هی ابادة المقاتلین الفلسطینیین و بما ان الاطفال یعیشون مع هولاء المقاتلین فلهذا یقعون ضحایا ، لکن فی الحقیقة ان الصهاینة یمتنعون حتی عن اظهار الاسف عندما یسقط هولاء الاطفال ضحایا للعملیات التی یرتکبها الکیان الصهیونی بل ان هذا الکیان المحتل یقوم فی کل یوم بالقاء القبض علی عدداً کبیر من هؤلاء الاطفال بحیث وصل عدد الاطفال الذین یحتجزهم الکیان الصهیونی و الذین یقبعون فی الزنازین و اماکن التعذیب ، الی اکثر من 300 طفل و یعانون من اسوأ ظروف معیشیة و اخلاقیة و تشیر الاحصائیات الی ان اکثر من 3000 طفل فلسطینی ذاقوا مرارة الاعتقال و السجن و التعذیب فی سجون الکیان الصهیونی .
و علی ضوء هذه الاحداث المریرة التی یمر بها الاطفال فی فلسطین فانهم یتعرضون الی اقسی انواع الضغوط النفسیة و هم من جراء هذه الظروف التی یعانون منها ،عرضة الی شتّی الامراض النفسیة و الاجتماعیة و ذلک بسبب الاعتداءات و سیاسات الاحتلال الصهیونی و الإبادة التی یقوم بها هذا الکیان .
و السؤال الذی یطرح نفسه هنا هو الم یحن الوقت لکی تصحوا المنظمات الدولیة من نومها الذی طال أمده و لیستمعوا لصرخة اطفال فلسطین المظلومین ، لکن یبقی الأمل بالصبح « الیس الصبح بقریب » ؟
ترجمة سعید شاوردی(وکالة قدسنا)
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS