کتاب جدید: الجیش یهیمن على إسرائیل
کشف کتاب عبری جدید أن الجیش الإسرائیلی حول إسرائیل لقاعدة عسکریة واحدة بعدما هیمن على 50% من الأراضی فیها بهدف إنشاء المرافق والمطارات والموانئ ومناطق التدریب والتجارب، ومن أجل تکریس قوته ونفوذه.
ویفید کتاب بعنوان "تشکل هیمنة الجیش الإسرائیلی على الحیز العام للدولة" بأن سیطرة المؤسسة العسکریة على أراضی الدولة تمت بالأساس فی الفترة بین 1948 و1956.
ویشیر مؤلف الکتاب عمیرام أورن إلى أن الواقع الراهن یظهر أن البنى التحتیة الفیزیائیة التی وضعها الجیش أثّر فی الصورة الحیزیّة لإسرائیل.
وبحسب المؤلف بادر الجیش الإسرائیلی بعد حرب 48 إلى ترک الکثیر من المعسکرات الانتدابیة لصالح أوساط مدنیة (مؤسسات رسمیة ومساکن عامة) للمهاجرین الجدد نهایة الأربعینیات ومطلع الخمسینیات.
وفی تلک الفترة المبکرة، تم تحدید الأطر التنظیمیة للجیش، وبلورت نظریة الأمن الإسرائیلی واشتقت منها انعکاسات فی مجال البنیة التحتیة العسکریة: معسکرات ومنشآت خاصة بالجنود، بنیة تحتیة للأمن الجاری على طول الحدود ومساحات للتدریب.
ویؤکد المؤلف أن للجیش الإسرائیلی أجندة حیزّیة وحاجات جغرافیة توسعیة کبیرة منذ تأسیسه، عمل وتصرف کما شاء بلا حدود وبدون قیود.
کما یذکر عدة أسباب أثرت على تبلور البنیة الأمنیة الفیزیائیة للجیش وتمدده على مساحات هائلة منها المیراث الانتدابی: المعسکرات، المطارات والمنشآت التی خلفها الجیش الإنجلیزی بآخر یوم له یوم 30 یونیو/ حزیران 1948.
ویقول الکتاب الذی یستند إلى وثائق أرشیفیة إن الانتشار الاستیطانی الیهودی بطول البلاد وعرضها ساهم فی اتساع هیمنة الجیش الذی تطلع لحمایة المستوطنات علاوة على مساحات الأرض الواسعة التی شغرت نتیجة تهجیر الفلسطینیین.
ویزعم المؤلف أن الخوف من جولة ثانیة لحرب 48 بعد توقیع اتفاقیة الهدنة عام 1949 دفع إسرائیل لبناء جیش کبیر، وإخضاع مساحات شاسعة من الأراضی تحت سلطته.
بهذا السیاق کانت "شرکة حمایة الطبیعة" قد أکدت جوهر الکتاب، وقالت إن الجیش ما زال یسیطر على غالبیة مساحة إسرائیل وامتدادها الساحلی فعلیا.
وکشفت الشرکة التی تعنى بحمایة الطبیعة خلال اجتماع بالکنیست الثلاثاء أن الهیمنة الواسعة للجیش على الأراضی یحرم الجمهور بشکل مطلق حق التمتع بالسواحل وجمال المناطق المفتوحة، أو التأثیر على ما یجری فیها.
وأشارت شرکة حمایة الطبیعة إلى أن مناطق إطلاق النار لأغراض التدریب تحتل وحدها ثلث مساحة إسرائیل، إضافة لسیطرة المؤسسة الأمنیة على 16% من مساحة السواحل الإسرائیلیة.
وأوضحت الشرکة أن الجیش یعمل فی هذه المناطق بشکل مستقل یشبه "الحکم الذاتی" ویحرم الجمهور لیس فقط من حریة وصولها بل یحرمه من القدرة الفعلیة على التأثیر بما یجری فیها سواء من الناحیة البیئیة أو المشاهد الطبیعیة.
یُشار أن المؤلف الجدید ینضم لسلسلة کتب وأبحاث تناولت استمرار عسکرة الأجهزة المدنیة بإسرائیل، وهیمنة المؤسسة الأمنیة علیها حتى الآن.
وأکد المؤرخ الدکتور مصطفى کبها أن الکتاب یعکس حقیقة ما جرى ویجری على الأرض، وقال إن الجیش بإسرائیل یشکل المؤسسة الحاکمة الکبرى لافتا إلى أن سیطرتها على المساحات الواسعة من الأرض تکسبه المزید من القوة والنفوذ.
ویقول کبها إن الکتاب لا یعکس قصة تاریخیة فحسب، لافتا إلى استمرار سیطرة الجیش على المزید من الأرض.
ویضیف أنه "فی الفترة بین 1948-1976 صادرت السلطات الإسرائیلیة نحو خمسة ملایین دونم تحت غطاء قوانین الطوارئ والصالح العام، ووضعت أغلبیتها تحت تصرف المؤسسة العسکریة، ویصیب أورن بتصویره إسرائیل ضمن کتابه کقاعدة عسکریة کبیرة".
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS