الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

معانات ألاسیرات الفلسطینیات فی سجون الاحتلال

ألاسیرات الفلسطینیات فی سجون الاحتلال

تعیش الأسیرات الفلسطینیات فی سجون الاحتلال حیاة ملؤها المعاناة والألم خلف قضبان السجن، ولکن المأساة تکون اکبر اذا کانت الأسیرة أما سلخت عن اطفالها کما هی حال نورا الهشلمون المسجونة منذ عام 2006. فی منزل نورا فی الخلیل اطفال یلهون خارج البیت، ولکن لهوهم لیس کلهو اترابهم، فهو ممزوج بالعصبیة وتفوح منه رائحة الغضب.

وقصة نورا الهشلمون واحدة من قصص الأسیرات القابعات فی سجون الاحتلال البالغ عددهن 80 أسیرة، بینهن نحو 29 أما ترکن وراءهن 76 طفلة وطفلا، لتقوم حمواتهن أو ذووهن بتربیتهم. وحسب نادی الأسیر هناک خمس قاصرات بین الأسیرات.

ویتوقع اطلاق سراح الأسیرات فی صفقة تبادل للأسرى تتفاوض علیها حرکة حماس حول الجندی الاسرائیلی الأسیر غلعاد شالیط، وتکرر حرکة حماس تأکیدها ان اطلاق سراح الأسیرات هو اولى اولویاتها.

ونورا (37 عاما) أم لستة اطفال ومسجونة فی سجن هشارون بالقرب من مدینة حیفا، وهی معتقلة اداریا منذ عامین تقریبا لنشاطها فی احدى الجمعیات التابعة لحرکة الجهاد الاسلامی التی اغلقتها قوات الاحتلال فی مدینة الخلیل، کما تؤکد عائلتها.

ولا توجه الى المعتقل الاداری فی اسرائیل ایة تهمة ولا یعرض للمحاکمة ویمکن تجدید اوامر الاعتقال الاداری تکرارا. وترجع القوانین اوامر الاعتقال الاداری الى قانون الطوارئ الصادر فی عهد الانتداب عام 1945.

وتقول فداء (15 عاما) الابنة البکر لنورا لوکالة فرانس برس:'لقد اعتقلت والدتی فی 16 أیلول 2006 بعد ثلاثة اشهر من اعتقال والدی (سامی) فی حزیران، وکلاهما معتقل اداریا'. وتضیف 'منذ اعتقال والدی لم اعد استطیع الترکیز على دراستی. اخوتی واخواتی توقفوا عن الذهاب الى المدرسة. اربعة منهم رسبوا فی صفوفهم، وانا اساعد جدتی فی تربیتهم، اما اختی الصغیرة سرایا فما ان تغضب من ای شیء حتى تروح تشد شعرها وتضرب رأسها بالأرض وتصرخ بدی امی.. بدی امی .. امی'.

اما رئیسة الهشلمون (58 عاما) حماة نورا والتی تتولى حالیا تربیة احفادها فتقول : 'الوضع صعب جدا مع الاطفال، بسبب غیاب امهم وابیهم، حالهم حال الیتامى، کل الوقت یتشاجرون، انا اصطحب الولدین الصغیرین (7 و8 أعوام) یومیا الى المدرسة، وقبل ان اعود ادراجی اجدهم امامی فی البیت'. وتتابع الجدة 'آخر مرة زاروا فیها والدتهم کانت قبل نحو اربعة اشهر، والاسرائیلیون یسمحون بزیارة ثلاثة أولاد فقط'، واضافت 'لقد اضربت نورا عن الطعام مرتین، الاولى لمدة 27 یوما والثانیة لمدة 28 یوما احتجاجا على المعاملة السیئة التی تتعرض لها'.

من ناحیتها تقول محامیة نورا ، الاسرائیلیة لیئا تسیمل لوکالة فرانس برس : 'لقد جددت لها السلطات الاعتقال لمدة ثلاثة اشهر فی منتصف الشهر الجاری، وامر قاضی الاستئناف بان یکون هذا التجدید الأخیر، اذا لم یکن بحوزة سلطات الأمن أی قرینة'.

ویقول عضو المجلس التشریعی ورئیس لجنة الاسرى عیسى قراقع : 'ان وضع الأسیرات الفلسطینیات سیئ للغایة، وهو اسوأ من وضع الرجال، فهن یتعرضن للضرب والعزل اکثر، ویخضعن للتفتیش حیث یطلب منهن خلع ملابسهن للتفتیش، وتفرض علیهن عقوبات کثیرة مثل منع المحامین من زیارتهن'. ویضیف ان 'الاسیرات یطالبن دوما بتحسین اوضاعهن فی السجون وادخال الکتب عبر الصلیب الاحمر وکذلک ادخال ملابس، وهناک عزل للاسیرات وهو من اصعب العقوبات'. ویمضی قائلا ان 'مقابلة الأطفال لأمهاتهن السجینات تتم عبر الزجاج، وهناک ذوو اسرى لا یستطیعون زیارة ابنائهم، واطفال لا یستطیعون زیارة امهاتهن، لان اقرباءهم ممنوعون من دخول اسرائیل وبالتالی ممنوعون من الزیارة'. ویشیر قراقع الى ان هناک 29 أسیرة مریضة بحاجة الى علاج جدی، بینهن الأسیرة ایمان غزاوی 'التی لا تسطیع السیر بسبب المرض'. ویقول 'المحتلون یرفضون ادخال علاج او اطباء من الخارج، وعلاجهم لیس بالمستوى المطلوب ونحن نعرف انه فی عام 2007 توفی سبعة اسرى، وفی العام الجاری توفی حتى الآن أسیر واحد، ویبلغ عدد الاسرى الفلسطینیین فی السجون الاسرائیلیة نحو 11500 أسیر'.

من جهته یقول طارق منى من مدینة القدس وشقیق الأسیرة آمنة منى المحکومة بالسجن مدى الحیاة : 'لا أحد یتصور معاناة الأسیرات، لقد عزلوا شقیقتی آمنة لأکثر من سنتین، والهدف من ذلک کسر ارادة الأسیرة وتحطیمها'. ویختم طارق قائلا 'یتصرفون معهن بوحشیة فمثلا یشدونهن من شعرهن، یطلقون علیهن اسوأ الشتائم ویجردونهن من ملابسهن بحجة التفتیش ویصادرون رسائل الأهل والکتب وکل ما بحوزتهن لأی سبب کان'.

مؤسسة ماندیلا تکشف عن قیام اسرائیل باستدعاء اسرى شارفت محکومیاتهم على الانتهاء للتحقیق والاستجواب بمرکز سالم

و کشفت المحامیة بثینة دقماق، رئیسة مؤسسة ماندیلا لرعایة شؤون الاسرى والمعتقلین عن قیام جهاز الامن الاسرائیلی باستخدام اسلوب جدید لاستجواب الاسرى والمعتقلین عشیة الافراج عنهم .

ونقلت المحامیة فی بیان لها عن المعتقلین خلال زیارتها لسجن هدریم ان ادارة السجن استدعت عدد من المعتقلین فی عدة سجون ممن قاربت محکومیاتهم على الانتهاء ونقلتهم لمرکز اعتقال سالم القریب من جنین حیث یقومون بمقابلة ضباط المخابرات فی مراکز التحقیق الذین یستجوبونهم فی قضایا تتعلق بتهامهم ومواقفهم من التطورات السیاسیة ومجمل الاحداث على الساحة الفلسطینیة .

وافادت ان عشرات المعتقلین احضروا خلال الایام القلیلة الماضیة لعدة مراکز تحقیق وخاصة سالم ومن بینهم الاسیر النائب السابق حسام خضر القابع فی سجن هدریم الذی افاد خلال مقابلته لدقماق انه احضر لمرکز سالم وقابله عدد من ضباط المخابرات حیث جرى نقاش حول الاوضاع السیاسیة ومستقبل عملیة السلام والرئیس ابو مازن وفتح، کما استجوبوه حول برامجه وخططه المستقبلیة بعد خروجه من السجن، وهل السجن غیر فی المواقف والقناعات اتجاه الاحتلال والفساد والمقاومه.

والتقت دقماق الاسیر اصرار سمرین المحکوم بالسجن المؤبد والذی امضى 17 عاما فی السجون الاسرائیلیة والذی طالب بمتابعة قضیة زیارة الاهل، مشیرا الى ان ادارة السجون تعاقبه بحرمانه حتى من زیارات الدرجة الاولى من الاقارب وخاصة اشقئءه الشباب الذین لم یلتق بهم منذ عشر سنوات..

فروانة: التعذیب فی سجون الإحتلال شّکل نهجاً أساسیاً وممارسةً مؤسسیةً

ومن جانبه شدَّد الباحث المختص بشؤون الأسرى ومدیر دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررین عبد الناصر فروانة الیوم، على ضرورة فتح ملف السجون والمعتقلات الإسرائیلیة والسماح للمنظمات الحقوقیة والإنسانیة بالدخول إلیها دون قیود ، والإطلاع على حجم 'الجرائم' التی ترتکب بحق الأسرى داخل أقبیة التحقیق وغرف السجون والتی لا حدود لها ولا رقیب أو حسیب.

وطالب فروانة بإنشاء لجنة دولیة للتحقیق فی کل أسالیب وصنوف التعذیب المختلفة المتبعة فی السجون الإسرائیلیة والتی أدت إلى استشهاد المئات من الأسرى الفلسطینیین والأسرى السابقین ، والتسبب بعاهات مستدیمة وأمراض مزمنة لآلاف آخرین، وملاحقة ومحاکمة من مارسوا التعذیب ومن أصدروا الأوامر بممارسته.

وأوضح فروانة بأن الجمعیة العمومیة للأمم المتحدة کانت قد أقرت فی الثانی عشر من شهر دیسمبر من عام 1997، یوم السادس والعشرین من شهر حزیران _ یونیو کیوم عالمی لمناهضة التعذیب ومساندة ضحایاه وتأهیلهم، تحییه وتحتفل به سنویاً ومعها کافة المنظمات والمؤسسات الناشطة فی مجال حقوق الإنسان فی العالم ، باعتباره یوما لتفعیل اتفاقیة الأمم المتحدة لمناهضة التعذیب التی بدأت بالتنفیذ الفعلی بتاریخ 26 حزیران عام 1987م.

 

تعریف التعذیب وفقاً لاتفاقیة مناهضة التعذیب :

ویقصد 'بالتعذیب وفقاً لما جاء فی المادة الأولى من الاتفاقیة ' بأنه أی عمل ینتج عنه ألم أو عذاب شدید ، جسدیا کان أم عقلیا، یلحق عمدا بشخصٍ ما بقصد الحصول من هذا الشخص، أو من شخص ثالث ، على معلومات أو على اعتراف ، أو معاقبته على عمل ارتکبه أو یشتبه فی أنه ارتکبه ، هو أو شخص ثالث أو تخویفه أو ارغامه هو أو أى شخص ثالث - أو عندما یلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأی سبب یقوم على التمییز أیا کان نوعه ، أو یحرض علیه أو یوافق علیه أو یسکت عنه موظف رسمی أو أی شخص یتصرف بصفته الرسمیة ولا یتضمن ذلک الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونیة أو الملازم لهذه العقوبات أو الذی یکون نتیجة عرضیة لها ' .

 

التعذیب بدأ مع بدایة الإحتلال ویعتبر جریمة حرب :

وأوضح فروانة بأن التعذیب فی السجون والمعتقلات الإسرائیلیة بدأ مع بدایات الإحتلال وکان أول ضحایاه هو الشهید الأسیر یوسف الجبالی الذی استشهد بتاریخ 4 ینایر 1968م فی سجن نابلس ، وتبعه العشرات ، ومورس التعذیب بأشکال عدة ، نفسیة وجسدیة ، وفی الغالب یتم المزج بینهما ، ووصلت إلى قرابة ثمانین شکلاً.

 

احصائیات :

وبیّن فروانة بأن الإحصائیات المتوفرة لدیه تفید بأن ( 70 أسیراً ) استشهدوا جراء التعذیب فی سجون الإحتلال الإسرائیلی منذ العام 1967 ، وأن کافة المعتقلین تعرضوا لشکل أو أکثر من أشکال التعذیب وأن هناک ترابط جدلی ما بین الاعتقال والتعذیب ولیس هناک من شخص بغض النظر عن جنسه أو عمره ، مرَّ بتجربة الاعتقال دون أن یکون قد مرَّ بتجربة التعذیب ، وأن جمیع من اعتقلوا تعرضوا للمعاملة المهینة السیئة واللإنسانیة وإلى الشتائم وتکبیل الأیدی وعصب الأعین ، وأن 96 % ممن اعتقلوا تعرضوا للضرب ، و94 % تعرضوا للحرمان من النوم ، فیما تعرض 94 % للوقوف فترة طویلة ، و89 % تعرضوا للشبح والحرمان من النوم والطعام والشـراب ، و70 % تعرضوا للبرودة أو الحرارة الشدیدة ، و60 % تعرضوا للمکوث ساعات وأیام فی ما تعرف بالثلاجة ، وأن أکثر من 50 % تعرضوا للضرب والضغط على الخصیتین.

وهناک أشکال أخرى من التعذیب تعرض لها البعض بنسب أقل ومتفاوت ما بین هذه الفئة أو تلک من المعتقلین مثل التعرض للهز العنیف و التعری والتحرش الجنسی والتهدید بالاغتصاب أو الاغتصاب الفعلی، والتعریة وإدخال أنبوب أو عیدان ثقاب فی الأعضاء التناسلیة، والاعتداء بالهراوات والغاز المسیل للدموع والرصاص ، واستغلال أماکن الإصابة أو الجرح ، الصعق بالکهرباء والحرمان من زیارات الأهل الزیارات والعزل الانفرادی والإهمال الطبی ... إلخ.

 

انخفاض عدد الشهداء جراء التعذیب لا یعنی انخفاض وتیرة وقسوة التعذیب :

وأشار فروانة الى ان انخفاض عدد الشهداء من المعتقلین جراء التعذیب خلال انتفاضة الأقصى إلى ثلاثة شهداء ، لا یعنی أن انخفاضا قد حدث على وتیرة وقسوة التعذیب ، أو طرأ تحسناً على حقوق الإنسان المعتقل ، مؤکداً على أن التعذیب مُورس بشکل أکثر قسوة وشراسة خلال انتفاضة الأقصى ولکن بأسالیب جدیدة أکثر ألماً ولا تؤدی للموت المباشر واللحظی ، وذلک حتى تتجنب دولة الاحتلال المسؤولیة المباشرة عن موتهم ، وان انتهاکات حقوق الأسرى قد تصاعدت بشکل ملحوظ وأن السجون الإسرائیلیة باتت بدائل حقیقیة لأعواد المشانق ، وأن ( 72 ) معتقلاً قد استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى جراء التعذیب والإهمال الطبی والقتل العمد بعد الاعتقال التی تصاعدت بشکل غیر مسبوق خلال انتفاضة الأقصى ، من مجموع ( 195 ) معتقلاً استشهدوا منذ العام 1967 ولغایة الیوم.

 

مئات الأسرى استشهدوا بعد التحرر بسبب التعذیب :

وأشار فروانة الى أن تجارب التعذیب وآثارها مؤلمة وقاسیة فی حیاة المُعَذَب ، وشبحها یبقى راسخاً فی ذاکرته یلاحقه أینما ذهب ، وبالتأکید کلما تذکرها ازداد معاناةً و نما لدیه شعوراً بالثأر و الإنتقام.

واوضح بأن هناک الآلاف من الأسرى السابقین لا سیما الذین تعرضوا للتعذیب الشدید أو الذین أمضوا سنوات طویلة فی الأسر ، لا زالوا یعانون من أمراض مختلفة ومزمنة ورثوها عن سجون الإحتلال وما یجری بداخلها من تعذیب ، والمئات منهم استشهدوا جراء ذلک وبعد تحررهم بسنوات وعلى سبیل المثال لا الحصر الشهداء ولید الغول ، هایل أبو زید من الجولان ، فایز بدوی ، مراد أبو ساکوت وشیخ المعتقلین أبو رفعت نعیرات ، عبد الرحیم عراقی من الطیرة.

وأکد فروانة أن التعذیب فی السجون والمعتقلات الإسرائیلیة انتهاک أساسی لحقوق الإنسان ، وهو جرم فظیع وبشع یرتکب بحق الإنسانیة ، وشّکل نهجاً أساسیاً وثابتاً وممارسةً مؤسسیةً ، وجزءاً لا یتجزأ من معاملة المعتقلین الیومیة ، ویهدف إلى تدمیر الإنسان جسدیاً ومعنویاً ، وتحطیم شخصیته وتغییر سلوکه ونمط تفکیره وحیاته ، لیغدو عالة على أسرته ومجتمعه وعبرة لغیره.

 

تجربة شخصیة :

ویقول فروانة أنه لا یمکن الحدیث أو الکتابة عن التعذیب دون الاستحضار الاضطراری للتجربة الشخصیة حیث أننی عایشت أکثر من تجربة، ولکن أقساها کانت فی سبتمبر عام 1989م، وتعرضت لصنوف مختلفة وبشعة من التعذیب آنذاک لمدة مائة یوم متواصلة فی أقبیة التحقیق وزنازینها وثلاجاتها، ورغم مرور قرابة عشرین عاماً إلا أن ذکریاتها لا زالت ماثلة أمامی وصور المحقق المُعَذِب وهو یستمتع بتعذیبی لا زالت أمامی ، مما یولد لدىّ شعور بالألم والمرارة، ویحضرنی صور آلاف الأسرى الذین عُذِبوا ولا زالوا یُعذبون فی السجون الإسرائیلیة مما یدفعنی للعمل أکثر فأکثر لمساندتهم.

 

حکومة الإحتلال شرَّعت التعذیب أمام سمع وبصر العالم :

و وصف فروانة السجانین والمحققین الإسرائیلیین وکل من یعمل فی المؤسسة الأمنیة من أطباء وممرضین وإداریین ورجال شرطة أو عمال ، بأنهم لیسوا بشراً طبیعیین ، بل أناس مجردون من الضمیر الإنسانی ولیسوا أصحاءً نفسیاً ، حیث یسعون دائماً لإبتکار أبشع الأسالیب لإلحاق الألم والأذى بالمعتقلین ، بحجة أنهم ' قنابل موقوتة '، وأحیاناً یمارسون التعذیب لمجرد التسلیة والاستمتاع والتباهی فیما بینهم ، ویضحکون ویبتسمون وهم یراقبون عذاب وآلام المعتقلین.

واستهجن فروانة استمرار الصمت الدولی بمؤسساته المختلفة تجاه ما أسماه ' منح الشرعیة والغطاء القانونی للتعذیب فی سجون الاحتلال '، مؤکداً على أن دولة الاحتلال هی الوحیدة فی العالم التی شرَّعت التعذیب علناً فی مؤسساتها الأمنیة ومنحته الغطاء القانونی ومنحت ممارسیه الحصانة القضائیة، مما أدى إلى هبوط حیاة الأسیر الفلسطینی إلى أدنى مستویاتها عند المؤسسة العسکریة والأمنیة الإسرائیلیة بالرغم من إدانة المجتمع الدولی للتعذیب باعتباره جرماً یُرتکب فی حق الکرامة الإنسانیة، وحرمه القانون الدولی تحریماً قاطعاً أیاً کانت الظروف.

واعتبر فروانة 'أن استمرار التعذیب فی السجون الإسرائیلیة بمثابة وصمة قبیحة تدنس ضمیر الإنسانیة، ووصمة عار على جبین الحضارة العصریة والدیمقراطیة المنشودة والسلام المأمول، تستوجب رفع الأصوات وتفعیل النشاطات وتکثیف الفعالیات على کافة المستویات تندیداً باستمرار التعذیب، ومطالبة بإنهائه وملاحقة مرتکبیه فی إطار مکافحة الجرائم ضد الإنسانیة بوجه عام'.

ویضیف فروانة أنه مهما حاولت 'اسرائیل' خداع العالم بأنها دولة دیمقراطیة وانسانیة، فإن مئات الآلاف من المواطنین الفلسطینیین والعرب الذین ذاقوا مرارة التعذیب فی سجونها سیبقون شواهد حیة على کذب وزیف دیمقراطیتها وادعاءاتها، وعلى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولیة کافة العمل الجدی والتحرک الفوری لاتخاذ اجراءات فعلیة مؤثرة تکفل حظر التعذیب فی سجون الإحتلال الإسرائیلی ووضع حد له وملاحقة مجرمیه ومرتکبیه ومن یحرضون علیه ویصدرون اقرارات لممارسته، ومساندة ضحایاه عامة وتأهیلهم ورعایتهم وتعویضهم بشکل مناسب، وضمان حیاة کریمة لهم ولأسرهم..

 

الأسیر علی فؤاد أبو فول: معاناة مع المرض ولا یجد إلا حبة الأکامول :

لم یکن المقاوم الفلسطینی 'علی أبو فول' ، یدرک أن عودته من محافظة أریحا ستکون آخر زیارة له إلى قطاع غزة، وان مجری الحیاة سیتغیر ، لأنها مشیئة القدر'.

الأسیر الفلسطینی علی فؤاد علی أبو فول یبلغ من العمر ( 36 عاما ) وهو من سکان حی الشیخ رضوان والذی اعتقلته سلطات الإحتلال الإسرائیلی بتاریخ 10 /6 / 2006م فی معبر بیت حانون أثناء عودته من محافظة أریحا حیث کان یعمل فی صفوف السلطة الوطنیة الفلسطینیة ، و مرافقا لمدیر المعابر والحدود فی تلک الفترة '.

الأسیر علی متزوج وله ولدین ( محمد 7سنوات – فؤاد 6سنوات ) وهو الآن معتقل فی سجن بئر السبع-إیشل – قسم 17 '.

ولا تزال الحکایة مستمرة ، ومعاناة الأسرى مع المرض ، حیث یقبع 11500 أسیر فلسطینی فی سجون الإحتلال الإسرائیلی ، وهذا ما یعانیه أسیرنا البطل علی أبوفول ، حیث تم نقله لإحدى المستشفیات إثر معاناته من آلام شدیدة فی الظهر إلا أنه لم یتلقى العلاج اللازم سوى حبة الآکامول التی تعطیها مصلحة إدارة السجون الإسرائیلیة للأسرى المرضى فی السجون الإسرائیلیة '.

وحول هذه المعاناة تحدثنا إلى نشأت الوحیدی رئیس الحملة الشعبیة لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطینیة الذی عقب قائلا لوکالة قدس نت للأنباء ' أن حالة الأسیر علی أبو فول الصحیة تزداد سوءا یوما بعد یوم من جراء الممارسات الإسرائیلیة تجاهه وتجاه کافة الأسرى والمعتقلین الفلسطینیین ودون تمییز '.

وأضاف الوحیدی ' إنها سیاسة الموت البطیء التی تنتهجها إدارة مصلحة السجون الإسرائیلیة بحق أسرانا البواسل فی کافة السجون الإسرائیلیة ، وبهذا فإن الإحتلال الإسرائیلی یکون قد حطم الرقم القیاسی فی ضربه عرض الحائط لکافة المواثیق ، والأعراف ، والنصوص الدولیة ، والإنسانیة ، واتفاقیتی جنیف الثالثة ، والرابعة ، مما یشکل خطورة متعمدة على حیاة الأسرى والمعتقلین داخل السجون العنصریة الصهیونیة أو بعد الإفراج عنهم کما حدث مع الأسیرین المحررین الشهیدین هایل أبو زید ، مراد أبو ساکوت واللذان استشهدا نتیجة لسیاسة الإهمال الطبی التی مارستها بحقهما إدارة مصلحة السجون الإسرائیلیة وبحق الآلاف من الأسرى ما أدى لاستشهاد قرابة ( 200 ) أسیر '.

وتابع الوحیدی' فکیف هو الحال مع الأسیر الذی لم یحکم بعد کحالة الأسیر علی أبو فول والذی یعمل الإحتلال على تأجیل محاکمته للمرة العشرین فی محاولة صهیونیة لانتزاع ما تسمیه مراکز التوقیف ، والتحقیق ، وإدارة مصلحة السجون الإسرائیلیة بالاعترافات ، ٍ حیث من المنتظر أن یعقد له الإحتلال محاکمة فی أواخر هذا الشهر وتحدیدا یوم 22- 6- 2008'.

ومن خلالکم أؤکد على ' ضرورة التفاعل الجماهیری والرسمی بالشکل الذی یلیق بنصرة أسرانا فی السجون الإسرائیلیة وخاصة بالحضور والمشارکة فی الاعتصام الأسبوعی لأهالی الأسرى فی الصلیب الأحمر الدولی' .

وعلى ضرورة تفعیل دور مؤسسات حقوق الإنسان لفضح السیاسات الإسرائیلیة بحق أسرانا البواسل ، والقیام الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة شؤون الأسرى والمحررین بالعمل لمواجهة سیاسة الإعتقال ، وسیاسة تجدید الإعتقال الإداری التی تمارسها حکومة الإحتلال ضد الأسرى الفلسطینیین فی السجون الإسرائیلیة' .

وطالب الوحیدی ضرورة أن تأخذ اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر دورها فی وقف سیاسة الموت البطیئ التی تمارسها إدارة مصلحة السجون الإسرائیلیة بحق أسرانا البواسل ، والعمل على توفیر الحیاة الآدمیة لهم خاصة فیما یتعلق بغزو الحشرات السامة لغرفهم وزنازینهم ومکان اعتقالهم والعمل على تمکین الأهالی من زیارة أبنائهم وبناتهم وعدم التعامل معهم کغرباء عن أبنائهم تحت مسمیات مختلفة وحجج أمنیة واهیة'.

مؤکدا' على ضرورة عمل وزیر شؤون الأسرى للتسریع فی قدوم اللجنة البرلمانیة الأوروبیة لزیارة الأسرى فی السجون الإسرائیلیة والإطلاع على أوضاعهم وفضح الجرائم الإسرائیلیة التی ترتکب بحقهم ، و فتح ملف جثامین الشهداء الأسرى فی مقابر الأرقام الإسرائیلیة فی المحافل الدولیة ، و صرف مستحقات الأسرى والکانتینة فی المواعید المحددة ، وخاصة مبلغ ( 800 شیکل ) کما وعد أسرى م . ت . ف والتی لم تصرف بعد ، بالإضافة لمساعدات الخروخ ( کما تسمى ) للأسرى المحررین '.

مشددا على توحید کل الجهود الفلسطینیة بکافة ألوانها من أجل تحریر أسرانا من سجون الإحتلال الصهیونی ، و ضرورة أن تشمل صفقات تبادل الأسرى القادمة بإذن الله وخاصة المتوقع حدوثها بین حزب الله وجیش الإحتلال الصهیونی الإفراج عن الأسرى الفلسطینیین القدامى والمرضى والأطفال والأسیرات .

ن/25

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 142901







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)