qodsna.ir qodsna.ir

بوش رئیساً لوزراء إسرائیل

الرئیس الإسرائیلی شیمون بیریز قدم على طریقته الخاصة رؤیته لزیارة الرئیس الأمریکی جورج بوش لفلسطین المحتلة، وتحدیداً لخطابه أمام الکنیست بیریز قال: إن أهمیة الخطاب تتجلى عندما نصغی إلیه من منظور عربی خاصة أنه جاء قبیل زیارة بوش للعربیة السعودیة , من هذا المنظور تحدیداً اى المنظور العربى یمکن قراءة وفهم الخطاب ومجمل الزیارة عبر الملاحظات الأساسیة التالیة:

-        نقاط الخطاب المهمة کما مجمل المواقف التی أعلنها بوش والأفعال والتصرفات التی قام بها أثناء الزیارة هی صهیونیة بامتیاز، کان بوش دائما صهیونیا غیر أنه هذه المرة کان أکثر فجوراً أو أکثر سفوراً والغریب البعض من مسؤولین وإعلامیین ومحللین تفاجأوا بهذا الأمر وهؤلاء مضطرین للرجوع إلى التعلیق الشهیر والبلیغ للمحلل الإسرائیلی البارز" ناحوم برنیاع " على ما یسمى رؤیة بوش والتی باتت طموحاً ومطلباً أساسیاً لرئاسة السلطة وعدید من الزعماء العرب، برنیاع قال أن تلک الرؤیة صیغت بأیدی لیکودیة، لیست فقط إسرائیلیة أو صهیونیة ,  والرؤیة  کما هو معلوم استندت على أمرین صهیونین مهمین الجوهر الأمنی للصراع، الشریک الفلسطینى الملائم والصالح هو الشریک المستعد للذهاب إلى حرب أهلیة فلسطینیة لإثبات جدارته بالجلوس مع الطرف الإسرائیلی على طاولة التفاوض لیس من أجل التفاوض إنما لتلقى وتقبل الإملاءات أو الشروط التی یفرضها الطرف الأقوى.

-        رؤیة بوش الصهیونیة ارتکزت کذلک على الجانب الدینی ولیس العلمانی یمکن اعتباره صهیونیاً أقرب إلى افى ایتام – زعیم حزب الاتحاد القومی المفدال - منه إلى أهود أولمرت وحتى أهود باراک أ یتام لم یخف هذا الأمر فقال أنه عندما سمع بوش أحس کأن أحد أعضاء الحزب یتحدث ولیس الرئیس الأمریکی هذا البعد تبدى فی حدیثه عن تحقیق الحلم , عن الأرض القا حلة , فی زیارته لقلعة مسعدة وتبنیه و الإسطورة الصهیونیة وتعهده بعدم تکرارها مرة أخرى.

-        الجانب الصهیونی تاکد کذلک فی الاخذ بالروایة الصهیونیة وتجاهل بل وإنکار الرؤیة أو الروایة الفلسطینیة وعدم التطرق لها  , الأمر انعکس فی حدیثه عن یهودیة الدولة وفی هذا إنکار تام لحق العودة وتالیاً لأی من الحقوق الفلسطینیة اما ما قد یحصل علیه الفلسطینیین فهو تکرم أو تعطف أو تنازل إسرائیلی، هذا موقف صهیونی واستعلائی بامتیاز، وحتى عندما تحدث بوش عن الدولة الفلسطینیة جاء ذلک فی سیاق تمنى العمر المدید لإسرائیل    قویة مزدهرة إلى جانبها الدولة الفلسطینیة من منطق أو من زاویة المصلحة الإسرائیلیة، قبل وصوله إلى فلسطین وأثناء حدیث له مع صحیفة یدیعوت أحرونوت قال بوش أن رؤیته لحل الدولتین ناتجة عن اقتناع قطاع واسع من الاسرائیلیین بتلک الرؤیة، هنا یجب تذکر العبارة البلیغة لوزیرة الخارجیة الإسرائیلیة تسیبی لیفنی -الدولة الفلسطینیة هی مصلحة إسرائیلیة للحفاظ على یهودیة ودیموقراطیة اسرائیل، غیر أن هذه الدولة خاضعة لسقف الإجماع الصهیونی وهنا نعود مرة أخرى إلى الصهیونیةلالحق العودة – لا لتقسیم القدس – لا للعودة إلى حدود 1967، وهذه اللاءَات طرحها بوش صراحة ومباشرة فی وجه الرئیس محمود عباس أثناء زیارته الأخیرة لواشنطن والتی عاد منها محبطا ویائسا و ومقتنعا بضرورة التفکیر فی الخیارات الفلسطینیة فی حالة انهیار مفاوضات التسویة أو وصولها إلى طریق مسدود  بمعنى ان لا یتم التوصل إلى اتفاق وفق الحد الأدنى المطلوب فلسطینیاً.

-        لم یتحدث بوش ولا بکلمة واحدة عن حصار غزة ولا حتى عن الجرائم الإسرائیلیة وبحق الشعب الفلسطینى والتی ترقى إلى جرائم الحرب وفق تقاریر الأمم المتحدة والمنظمات الدولیة المستقلة والنزیهة وأکثر من ذلک فقد غطى بوش کل تلک الجرائم هذه الإشارة التقطها بخبث الرئیس الإسرائیلی شیمون بیریز قائلاً: إن أهم رسالة نقلها بوش فی زیارته هی اطلاقه العنان لإسرائیل فی التصدی للإرهاب خاصة مقولته أن جمیع سکان الولایات المتحدة الثلاثمائة ملیون یقفون جبهة واحدة مع سکان إسرائیل تصدیاً للإرهاب.

-        فی السیاق ایضا تجلت مواقف بوش الصهیونیة تجاه کل أعداء إسرائیل من حماس إلى القاعدة مروراً بحزب الله وإیران، شیطنة الأعداء ووصمهم بالإرهاب لیس أقل من تبریر أو حتى إعطاء الذرائع مقدماً لکل عمل قامت أو ستقوم به إسرائیل و یمکن فهم واستخلاص استنتاجات مهمة من کلامه عن الملف النودى الإیرانی: إذا سمحنا لهذه الدولة أن تمتلک السلاح الأکثر فتکاً فی العالم فإن هذا سیکون خیانة للأجیال المقبلة ,  لیس هناک تحریض على ضرب إیران اوضح من ذلک أو قوله إن قلعة مسعدة او متسادا لن تسقط مرة أخرى، هنا مقصود إسرائیل کدولة وکیان بالطبع وأیضاً من منظور صهیونی، فى عودة لیس إلى ما قبل 60 عام وإنما إلى ما قبل 2000 عام کما لاحظت صحیفة الغاردیان الریطانیة .          أخیراً وفی تلخیص مختصر لمواقف بوش الصهیونیة التی یعتقد فئات قلیلة لکن مؤثرة من انها قد تدفع الیهود إلى الکارثة مرة أخرى وهذا ما فعله جورج بوش الذىلم یسمع العبارات البلیغة لیوسى بیلین: إن الصداقة الحقیقیة والصداقة مع إسرائیل یتم التعبیر عنها عبرمساندة حقیقیة للتوصل الى سلام مع جیرانها.

بوش لم یقراء وربما حتى لم یسمع عن البروفسور یهود ألیف ماعنس الرئیس السابق للجامعة العبریة القائل منذ ستین عاما- فقط امریکا قادرة على إنقاذ الیهود من أنفسهم.

على طریقة فلادیمیر فوتیمن بامکان بوش استناد إلى موافقة السابقة رسمی والهجرة إلى إسرائیل لتبؤ منصب رئیس الوزراء وهذا ما طالب به فعلاً  اعضاء الکنیست تسفى هاندل واورى ارئیل وروبى ریفلین و والحقیقة ان هذا الامر لیس نظریا او خیالیا قط  بإمکان بوش تولى رئاسة الوزراء الإسرائیلی على طریقة حاکم المصرف المرکزی ستانلى فیشر الذی هاجر إلى إسرائیل وحصل على منصب الحاکم فی الیوم التالی لوصوله وهذا الأمر لن یؤدى إلى أن تعیش إسرائیل 120 عاماً کما اشار بوش وبل حتماً سیقصر عمرها الذی لن یکون طویلاً ومدیدابید بإذن الله ان لم یکن بفضل اداء وعمل وصمود الفلسطینیین والعرب فبضل العنجهیة والخطاء الاستراتیجیة القاتلة للقادة الصهاینة وعلى رأسهم جورج بوش بالطبع.

(ماجد عزام – مدیر مرکز شرق المتوسط للدراسات والإعلام )

ن/25

 


| رمز الموضوع: 142890