qodsna.ir qodsna.ir

وضع استراتیجیة إسرائیلیة جدیدة فی صراعها مع العرب

وضع استراتیجیة إسرائیلیة جدیدة فی صراعها مع العرب

 

أخذ الصراع الفلسطینی – الإسرائیلی طابعاً نمطیاً وأصبحت الوقائع والأحداث التی تحمل سیناریوهات التصعید والتهدئة أکثر تکراراً وتشابهاً، وکما نعلم، من غیر الممکن للإسرائیلیین تحمل رتابة مثل هذا السیناریو، وهو الأمر الذی تطرق له هذه المرة الخبیر العسکری الإسرائیلی ورئیس الأرکان المتقاعد الجنرال موشی إبعالون فی الورقة البحثیة التی نشرها الیوم الموقع الإلکترونی الخاص بمرکز أورشلیم للشؤون السیاسیة والتی حملت عنوان «استراتیجیة جدیدة للصراع الإسرائیلی - الفلسطینی».

* النقاط الأساسیة:

• الصراع الإسرائیلی – الفلسطینی هو الصراع المهیمن فی منطقة الشرق الأوسط، والذی تقول الآراء بأن حله سیؤدی إلى حل بقیة الصراعات.

• القیادة الفلسطینیة تتهرب دائماً من المسؤولیة والمشکلة تکمن لیس فی ضعف محمود عباس، وإنما فی عدم الرغبة والتصمیم والإرادة لجهة القیام بمباشرة مسؤولیات الحکم.

• استراتیجیة المعونات والمساعدات للفلسطینیین لن تحقق النجاح إذا لم یتم ربطها بمشروطیات الإصلاح، وإذا لم یقتنع الفلسطینیون عن طریق التعلیم بضرورة التخلی عن التطرف والطموحات الدینیة فإنه من غیر المتوقع أن یصبحوا شرکاء ناجحین فی بناء الاقتصاد الفلسطینی.

• الصراع المرکزی فی الشرق الأوسط لا یدور حول الأراضی وإنما حول المذهبیات، ولیس حول الحدود وإنما حول الجهادیة الإسلامیة والحریة الغربیة، ومن غیر الممکن هزیمة الإیدیولوجیا عن طریق تقدیم التنازلات وقد أثبتت التجارب أن التنازلات لا تجدی نفعاُ فی مواجهة الحرکات الجهادیة الإسلامیة.

• خلال الفترة الممتدة من أوسلو وحتى أنابولیس دخلت إسرائیل فی استراتیجیة مغلوبة فقد حاولت الوصول إلى اتفاق سیاسی مع القیادة الفلسطینیة على أمل أن یعقب ذلک قیام الفلسطینیین بالإصلاح السیاسی. وأعتقد بضرورة تصحیح الوضع المقلوب لهذه الاستراتیجیة بحیث تثبت السلطة الفلسطینیة أولاً وقبل کل شیء عن قدرتها على ممارسة الحکم.

ویتحدث الجنرال إیعالون عن بعض التفاصیل فی معرض محاولة إثبات صحة فرضیات ورقته البحثیة ومن أبرز ما أشار إلیه فی هذا الخصوص نجد الآتی:

• ظاهرة الرفض الفلسطینی لإسرائیل ویتمثل فی أن مصطلح الاحتلال الذی یستخدمه الفلسطینیون لا یشیر إلى الأراضی التی احتلتها إسرائیل فی حرب 1967م وإنما إلى کامل الأراضی الممتدة من شاطئ البحر الأبیض إلى نهر الأردن.

• مدى رغبة الفلسطینیین فی إقامة دولة: حیث یرى الجنرال موشی إیعالون بأنه برغم الدعم الدولی غیر المسبوق خلال الفترة من اتفاقیة أوسلو عام 1994 وحتى الآن، فقد فشلت القیادة الفلسطینیة فی إنجاز الخطوات الأولى الابتدائیة باتجاه إقامة الدولة. ویخلص الجنرال إیعالون بأن السبب یتمثل فی أن الفلسطینیین یسعون إلى شیء آخر غیر إقامة الدولة.

• الزعم بأن سبب الصراع اقتصادی: یقول الخبیر إیعالون بأن الذین رتبوا أوسلو هم الذین روجوا لهذا الدعم لجهة الاعتقاد بأن الرفاهیة والازدهار الاقتصادی سیدفع الفلسطینیین إلى التخلی عن التطرف القومی والدینی، بما یؤدی إلى السلام والاستقرار ویخلص الجنرال إلى أنه من غیر الصحیح الاعتقاد بأن الفلسطینیین سیتخلون عن أولویاتهم ویکتفون بجنی ثمار الازدهار الاقتصادی.

* ما هو مبدأ الجنرال موشی إیعالون لحل الصراع الإسرائیلی – الفلسطینی؟

یقول الجنرال إیعالون بأن الاستراتیجیة الجدیدة التی یقترحها ویطالب بها یجب أن تقوم على الآتی:

• التأکید على مفهوم أن قیام أی کیان فلسطینی ضمن حدود 1967م سیترتب علیه تهدید أمن إسرائیل وأمن الأردن.

• یجب البدء بتغییر الثقافة السیاسیة الفلسطینیة بما یؤدی إلى تغییر المجتمع الفلسطینی وتحویله إلى الإطار المقبول إسرائیلیاً وعربیاً.

• التأکید على أن إیران هی المصدر الرئیس لعدم استقرار الشرق الأوسط ویرى ضرورة تحویل هذا التأکید إلى مذهبیة بحیث یفهم الفلسطینیون بأن مصدر الخطر هو إیران.

• استخدام التأثیر الغربی: حیث یرى الجنرال إیعالون بضرورة أن یلجأ الإسرائیلیون إلى استخدام وتوظیف التأثیر الغربی الذی سیساعد إسرائیل فی التحول من موقف الدفاع عن النفس إلى الهجوم على التطرف القومی والدینی.

• اعتماد التعامل الحاسم مع غزة: حیث یرى الجنرال ضرورة أن تکثف إسرائیل حملاتها العسکریة ضد قطاع غزة وأن ترفض إقامة أی اتفاق هدنة مع حماس.

هذا، ویخلص الجنرال إیعالون بأن سوریا وإیران وحلفائهما یتوجب ان یقوم المجتمع الدولی بمعاقبتهم والتصدی لهم بسبب:

• دعم الإرهاب.

• زعزعة الاستقرار والأمن الدولی.

• السعی من أجل حیازة أسلحة الدمار الشامل.

• إشعال حرب لبنان الثانیة.

* ماذا وراء منظور الجنرال موشی إبعالون؟

من الواضح أن الجنرال إیعالون یعتمد التوجهات اللیکودیة – العسکریة فی التعامل لیس مع أزمة الصراع الإسرائیلی – الفلسطینی وإنما أزمة الصراع العربی – الإسرائیلی، وتشیر القراءة بین السطور إلى عدم رغبة العقل الإسرائیلی فی التوجه نحو الإدراک السلیم لحقیقة ومنطق الصراع العربی – الإسرائیلی وإضافةً لذلک فإن المعطیات التی یبنی علیها موشی إیعالون سبق أن طبقتها مراراً وتکراراً کل الحکومات الإسرائیلیة ولکن ما هو هام على ما یبدو یتمثل فی الرغبة الإسرائیلیة الهادفة إلى تحویل الصراع إلى نزاع دائری على النحو والذی سیعید الأمر إلى مرحلة ما قبل أوسلو بحیث یتسنى للإسرائیلیین مرة أخرى إضاعة الوقت فی صیاغة أوسلو جدیدة ثم إجهاضها مرة أخرى ثم إعادة الکرة من جدید، بحیث لا یکون هناک سوى المزید من سیناریو أوسلو وإجهاضها ثم إعادة إنتاجها.

م/ن/25


| رمز الموضوع: 142856