الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

انتشار إدمان المخدرات والکحول بین الشباب الیهودی المتدین

انتشار إدمان المخدرات والکحول بین الشباب الیهودی المتدین

 

 

بدأت فی السنوات الأخیرة تبرز ظاهرة الإدمان على المخدرات والکحول فی أوساط المجتمع الدینی- القومی الیهودی، الذی تتشکل غالبیته من سکان المستوطنات فی الضفة الغربیة.

وأکد تقریر موسع نشرته صحیفة "هتسوفیه"، لسان حال حزب المفدال الیمینی المتطرف، أن معلمین وحاخامات أصبحوا یعترفون بانتشار ظاهرة الإدمان على المخدرات والکحول، وأن هذه "لم تعد ظاهرة هامشیة". وقال هؤلاء المعلمون والحاخامات إنه على الرغم من عدم وجود معطیات وإحصائیات دقیقة "إلا أنه حان الوقت للتجند بشکل شامل لمعالجة هذه المشکلة بصورة جادة".

ونقلت هتسوفیه عن معلمة فی إحدى المدارس، التی یتعلم فیها طلاب من التیار الدینی- القومی، قولها إن "الجمیع یعرف أنه توجد مشکلة مخدرات فی المجتمع الدینی الیهودی،. وتمکنا من ضبط شبان یتعاطون المخدرات هنا فی المدرسة. إنهم من أفضل أبنائنا. وأنا أعرف قصصا مشابهة تجری فی أماکن أخرى". وأشار التقریر إلى أن معاینة المعطیات تدل على أن المعلمین والحاخامات محقون. رغم ذلک فإنه لا توجد معطیات جدیدة حول عدد الذین یتعاطون المخدرات، کما لا توجد معطیات حول أنواع المخدرات التی یتعاطونها. وتدل معطیات سلطة محاربة المخدرات والکحول فی إسرائیل على أن الوضع فی المجتمع الدینی - القومی "مقلق جدا"، وقالت العالمة الرئیسیة فی سلطة محاربة المخدرات والکحول، الدکتورة راحیل بار، إن "الشباب المتدین أخذ یقلص بسرعة الفجوة (فی نسبة تعاطی المخدرات والکحول) بینه وبین الشباب العلمانی. والمعطیات التی فی حوزتنا، والتی تتطرق إلى عام 2005، تعطی صورة سیئة حول الواقع السائد".

ویظهر من هذه المعطیات أن 6.5% من طلاب المدارس فی المجتمع الدینی- القومی قالوا إنهم تعاطوا مرة واحدة على الأقل مواد غیر قانونیة، فیما هذه النسبة فی المجتمع العلمانی تصل إلى 9.9%. وعندما تم التدقیق فی حجم تعاطی المخدرات الخطرة مثل الهیروین والکوکایین والإکستازی تبین أن نسبة الشباب المتدینین الذین جربوا مرة واحدة على الأقل هذه المخدرات الخطرة أعلى من نسبة الشباب العلمانیین وبلغت 5.4% مقابل 3.7%. ولفتت بار إلى أنه عندما یتعاطى المتدینون المخدرات فإنهم یتجهون فی الغالب إلى المخدرات الخطرة. وواضح للجهات التی تعالج الموضوع فی المجتمع الدینی أن هذه الآفة موجودة فی جمیع مؤسسات جهاز التعلیم الدینی، وبضمن ذلک فی المعاهد الدینیة (ییشیفاه) وأنه على ما یبدو فإن هذه المعطیات لا تعکس الواقع الحقیقی أیضاً.

من جهة أخرى، قالت المسئولة عن معالجة المجتمع الدینی فی مصلحة الخدمات النفسیة والاستشاریة التابعة لوزارة التربیة والتعلیم، إستی غروس، إنها قلقة للغایة من ظاهرة تناول الشبان المتدینین للکحول واستنشاق مواد مثل غاز الضحک والغاز العادی، أکثر مما هی قلقة من نسبة الذین یتعاطون المخدرات فی هذا المجتمع. وأوضحت غروس أن "المعطیات التی بحوزتنا تشمل أیضاً شباباً مسیحیین، الذین یمکن بکل تأکید شملهم فی مجموعة تم طرح سؤالین علیها، فی إطار استطلاع أجریناه تحت عنوان "الشباب المتدین". وتابعت أنه "إذا قارنا المعطیات المتوفرة حالیاً مع المعطیات بشأن عام 2001فإنه بالإمکان أن نرى عدم تزاید ظاهرة تعاطی المخدرات الخطرة وربما حتى أن النسبة تراجعت، لکن من الجهة الأخرى یظهر ارتفاع فی نسبة تناول المواد الخطرة والکحول. وفی هذا المجال یتفوق الشباب المتدینون على نظرائهم العلمانیین". وتبین من استطلاع تم إجراؤه فی عام 2005أن نسبة الشبان المتدینین الیهود الذین اعترفوا بأنهم تناولوا الکحول مرة واحدة على الأقل کانت 53% مقابل 49% فی الوسط العلمانی. وقال 24% منهم إنهم تعاطوا مواد خطرة، مثل غاز الضحک، مرة واحدة على الأقل مقابل 15% لدى العلمانیین.

وأوضحت غروس أسباب تزاید تناول الکحول بأن "الإنسان (الیهودی) المتدین یتناول کثیراً الکحول فی طقوس دینیة، مثل تقدیس یوم السبت والأعیاد. وإذا أخذنا العادة السائدة فی عید البوریم (أی عید المساخر الیهودی) وهی تناول الکحول حتى الثمالة مع معلمیهم فی المعاهد الدینیة، فإن الکحول هنا یحظى بشرعیة. ولا یتم اعتباره على أنه ینطوی على إشکالیة خاصة. وهناک سمات ثقافیة أیضاً بخصوص موضوع تناول الکحول. فالطائفة الأثیوبیة معتادة على شرب الکحول بصورة دائمة، وفی کل مرة تتجمع فیها العائلة، لأنهم هکذا اعتادوا فی أثیوبیا. والکثیرون من أبناء هذه الطائفة یتعلمون فی مؤسسات تعلیمیة دینیة. إضافة إلى ذلک فإننا قلقون من أن 25% من طلاب المدارس الدینیة قالوا إنهم ثملوا مرة واحدة على الأقل و20% قالوا إنهم شربوا الکحول مرة واحدة على الأقل خلال الشهر الأخیر بأکثر من خمس کؤوس. وهذه معطیات لم تکن سائدة فی الماضی".

وأشارت غروس أیضاً إلى أن من بین أسباب تزاید ظاهرة تناول الکحول بین الشباب المتدینین، إخلاء المستوطنین من قطاع غزة فی صیف عام 2005وعدم توفیر حلول لمشاکلهم. کذلک هناک حالة من الذعر فی الوسط الدینی جنوب إسرائیل جراء إطلاق صواریخ القسام من قطاع غزة. کما أن الرحلات إلى الشرق الأقصى وأمیرکا الجنوبیة، التی أصبحت منتشرة بین الشبان المتدینین الیهود، هی أحد أسباب اتساع الظاهرة. وتشیر المعطیات إلى أن 90% من الشبان الذین سافروا إلى هذه المناطق تعاطوا المخدرات وبمن فی ذلک الشبان المتدینون.

وقالت غروس والحاخام أکشتاین، وکلاهما على اطلاع واسع على حجم انتشار ظاهرة تعاطی المخدرات وتناول الکحول فی المجتمع الدینی، إن الضغوط المختلفة فی هذا المجتمع تؤثر على أبناء الشبیبة الذین جربوا تعاطی المخدرات والکحول. وأضافت غروس أن "نمط الحیاة فی المجتمع الدینی والأطر التعلیمیة الدینیة یشکل نوعا من الضغط الذی قد یؤدی إلى الإدمان". وقال الحاخام أکشتاین "لقد عالجنا طلابا فی معاهد دینیة تعاطوا الحشیش لیحسنوا من مستوى دراستهم، وهم وجدوا أن هذا یساعدهم فی الدراسة".

وقال أکشتاین إنه "رغم عدم وجود معطیات رسمیة، لکن مما لا شک فیه أن هناک ارتفاعاً فی تعاطی أنواع عدة من المواد التی تدفع على الإدمان فی أوساط أبناء الشبیبة المتدینة. فتجربتی والتوجهات الکثیرة إلینا تظهر مدى خطورة الوضع. ومن أجل توضیح الصورة أکثر، فإن لدینا 36سریر رفاه اجتماعی لأبناء الشبیبة (فی إصلاحیات أو مؤسسات مغلقة) وهناک على الأقل 20فتى ینتظرون دورهم لدخول هذه المؤسسات". وأشار أکشتاین إلى أنه "بین البالغین أیضا ازداد الطلب لتقدیم مساعدات عما کان علیه الوضع فی الماضی. ویصل إلینا طلاب معاهد دینیة، فتیة وبالغون، وهم شبان جیدون لم نکن نتخیل أنهم ینتمون إلى تصنیف المدمنین".

م/ن/25


| رمز الموضوع: 142853







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)