لماذا نناهض الصهیونیة
لماذا نناهض الصهیونیة؟؟
على مستوى الفکرة والرأی ذلک الأغرب کونها نبوءة وحلم وإرهاصات توراتیة؟؟ وهذه النبوءة ذات أثر رجعی یتجاوز الثلاثة آلاف عام وذلک هو الاستخفاف؟! للعقل الإنسانی وإبداعاته فی عصور العلم والتقدم والمنهجیة الرافضة ببراغماتیاتها وواقعیتها لکل الهرطقات والغیبیات الغیر موضوعیة والتی تعتبر الدین أفیون الشعوب؟!والمضحک المبکی أن یقوم ذلک المشروع الغربی المدعی للعقلانیة بتحویل تلک النبوءة وذلک الحلم إلى واقع مخالفاً ومناقضاً لکل ادعاءاته ومنهجیاته وواقعیته وکان ذلک بزرع وإیجاد دولة إسرائیل فی قلب الأمة العربیة ذات التراث والتاریخ والرسالات الإلهیة الثلاث وقبلتیهما ومساجدهم الحرم؟! ألیس ذلک تأکیداً على وجود انفصام فی الشخصیة والسلوک والمنهج والازدواجیة فی المعاملة والمعاییر لدى ذلک المشروع الغربی الاستعماری؟!... وذلک تصدیقاً لقوله تعالى: ﴿....یَقُولُونَ مَا لَا یَفْعَلُونَ﴾ [الشعراء ـ 226]. وقوله الحکیم: ﴿......فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً﴾ [البقرة ـ 10]، وقوله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَکُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْکِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة ـ 44].
وما یدعو للاستهجان أکثر أن تبنى نظریة وجود «إسرائیل» واستراتیجیاتها على تلک النبوءة الخلبیة الکاذبة وأن تقام استراتیجیات المشروع الغربی العلیا الحضاری والتقدمی والمصاب بمرض انفصام الشخصیة لیس على إقامة ذلک الکیان فقط بل والمحافظة على وجوده والتحالف الاستراتیجی معه وعلى فرض تلک الاستراتیجیة العدوانیة بقوة الهیمنة وتحت مسمیات المشروعیة الدولیة على دول العالم کحق الوجود والبقاء ودیمومته لذلک الکیان الوظیفی والذی هو بحد ذاته أداة تنفیذیة لذلک المشروع الغربی والذی یهدف من وراء ذلک منع قیام أی مشروع نهضوی عربی إسلامی أو تحقیق أی وحدة عربیة وذلک بدعمه بکل أسباب القوة والتکنولوجیا والتقدم والازدهار لکی یکون قادراً على الردع الاستراتیجی والید الطولى وشرطی المنطقة والضربات الاستباقیة وبکل الذرائع الشرعیة وغیر الشرعیة المشرعنة؟!!... وعلى ضوء ذلک یصبح بقاء إسرائیل هذا الکیان المزروع شیطانیاً ودیمومته هو رمز لاستقرار أمن وسلامة ذلک المشروع الغربی والعالم الحر ویترتب على ضوء تلک النظرة والنظریة صاحب الحق إرهابی واللا شرعی شرعی ویصبح الشرعیون غیر شرعیین بل لاجئین مهجرین فی مخیمات یتلقون الإغاثات والإعانات وکان ذلک هو قمة البعد الإنسانی وکفى. وعلى دول الجوار أن تجنسهم وتوطنهم؟!!! وعلى الشرعیة الدولیة أن تعتبر ذلک هو ذروة حقوقهم وکل القرارات التی تدین ذلک الکیان العدوانی غیر قابلة للتنفیذ ولو کانت لصالح أصحاب الأرض الحقیقیین وإلا فالاعتراض یستوجب الحصار وذلک هو الأجدى من أجل السلام العالمی ومن خلال منظمة الأمم المتحدة ومن ینضوی تحت شرعیتها والذی لا یخفى على الأحرار أنها شرعیة تابعة لأمریکا والغرب القیمین علیها؟! وهذا یعنی أن من لم یقف مع شرعیة الشیطان الأمریکی والغربی الأکبر والذی هو الفرعون العصری الجدید فهم ضدهم وهو خارج عن الشرعیة الدولیة ولا رحمة فی التعامل معه وإن أدى ذلک لاستعمال بعض أدوات الدمار الشامل والأسلحة المحرمة دولیاً والحصار ولا یهم من یقتل من وراء ذلک؟!!
وکان الله أعطاهم الحق والربوبیة العلیا بلا رادع من ضمیر ولا وازع من أخلاق أو قیم أو شفقة ولا رحمة ویتحقق فیهم قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُکُم مِّن بَعْدِ ذَلِکَ فَهِیَ کَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا یَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا یَشَّقَّقُ فَیَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا یَهْبِطُ مِنْ خَشْیَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾[البقرة ـ 74].
من کل ما سبق یتضح أن المشروع الغربی یتبنى تلک النبوءة لیس عن قناعة عقلیة لأنها تناقض علمانیتهم ومنهجیاتهم وشعاراتهم بالحریة وتقریر المصیر وحقوق الإنسان الذین یسوقونها تسویقاً کاذباً وإنما یتبنونها عن مصالح وغایات استعماریة واستعلائیة وأطماع اقتصادیة دنیئة ورخیصة تدوس على کل القیم وعلى الإنسان والإنسانیة ذاتها واستغلوا لتحقیقها الجهل والأمیة والفئوات الوهمیة تحت اسم الدین کما استغلوا اسم الصلیب فیما مضى من الحروب الصلیبیة؟!... لأن من یتبنى أی نظریة مقامة على نبوءة وهمیة مزیفة ؟؟؟؟ غیر عاقل وجاهل وهمجی ولا یستحق التمدین ولا الحضارة لا أی مقیاس من مقاییس العلمیة والعقلانیة. وأن تقوم الدول التی تدعی العظمة والحضارة والرقی والمدنیة بتحقیق استراتیجیاتها على النبوءة والوهم والخداع الدینی والفنی واستغلال الکنیسة والکنیست والبسطاء والعامة والشعوب لزرع تلک الأوهام کعقیدة ودین فذلک قمة الانحطاط والإسفاف ویستدعی من أمتنا وقفة جدیة لمفهوم الأمة والهویة والدین وثوابته وقیمة وکذلک یستدعی الاستنفار لکل القوى والشرائح الواعیة والعقلانیة والمؤمنة والأخلاقیة للمراجعة وتلمس مواقع أقدامها وأصالتها وتراثها الأصیل قبل أن یحکم على هذه الأمة بالزوال والإلغاء لوجودها وتراثها وثقافتها وزرع ثقافات غریبة نفعیة واستهلاکیة للقبول بالأمر الواقع والهیمنة والإذلال والتبعیة تحت وهم المثل الشعبی: «عیشنی النهارده وموتنی بکره»؟!!
ودفعها إلى الإحباط والاکتفاء والشعوذات والدخول فی متاهات النبوءات والحروب العرقیة والطائفیة والأهلیة والانشطارات والتفتیت وعلو المفهوم القبلی والعشائری على المفهوم القومی ومفهوم الأمة وفق الأولویات والاستراتیجیات العلیا تصدیقاً لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِیحُکُمْ﴾ [الأنفال ـ 46]. وهذه استراتیجیة علیا لیس منها لا ناسخ ولا منسوخ. وفی خضم ذلک التهدید والصراع حول وجود هذه الأمة یصح الأمر واجباً مقدساً أن تراجع أمتنا کما أسلفنا بکل فعالیاتها وشرائحها ومستویاتها أخطاءها وتستدرک الأخطار المحیطة بها وتقیم الاستراتیجیات العلیا المضادة لذلک المشروع الإلغائی والإحلالی والمتحالف مع الصهیونیة تحالف استراتیجی عنصری وتقیم استراتیجیاتها المرحلیة المبنیة على الوحدات الوطنیة بحیث یکون الوطن من السیاسة هو الأمثل والأعلى وفی الدین هو الله الأمثل والأعلى والأکبر ولا یتم ذلک إلا بتفعیل الشعوب على قناعة بدیهیة بأن أی فصل لا یستطیع لوحده أن یحرر فلسطین أو العراق وغیرها.. أو أی دولة أو استراتیجیة قطریة أن تحقق ذلک وإن استطاعت أن تحقق بعض الانتصارات التکتیکیة وهذا ما قصده الله والله أعلم بقوله: ﴿کَم مِّن فِئَةٍ قَلِیلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً کَثِیرَةً بِإِذْنِ اللّهِ﴾ [البقرة ـ 249].
أما الانتصارات الحاسمة فتحتاج إلى استراتیجیات علیا وتضافر کل الجهود وکل قوى وإمکانیات الأمة وذلک ما یؤکده قوله تعالى: ﴿...فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْکُفْرِ إِنَّهُمْ....﴾ [التوبة ـ 12]
﴿........وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِکِینَ کَآفَّةً کَمَا یُقَاتِلُونَکُمْ کَآفَّةً﴾[التوبة ـ 36]. وهذه من فقه الأولویات فالأنظمة التی تحافظ على سایکس بیکو وإقلیمیتها مساهمة بشکل أو بآخر باستمرار بقاء ذلک الکیان وباستمرار مساهمة ذات المشروع الغربی وتحالفه مع الصهیونیة وأطماعه فی هذه المنطقة وثرواتها وموقعها الاستراتیجی الجغرافی الذی یعطی لکل من یهیمن علیها قدرة على السیطرة والتحکم والقدرة على قیادة العالم؟!!... ولا یخفى على أحد أن ذلک المشروع یسعى لزیادة التفتیت وإخراج کیانات هزیلة مقزمة تتسول الأمن والتسویات والسلام منه؟!! مما یفرض على أمتنا قبل أن یبلغ السیف العذل زیادة فی التأسیس والتأطیر لحوار مفتوحاً منطقیاً وعقلانیاً وعلمیاً مبنیاً على الاختلاف فی الرأی لا یفسد للأمر والقضایا والمصالح العلیا قضیة أو مودة...
ومنهجیاً قائماً على فهم ثوابت الرسالات الإلهیة الثلاث والتی أرادت الإحیاء للإنسانیة لا التدمیر ونقلها من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم والمعرفة والعقلانیة وتکریم الإنسان وإنقاذه من تزییف المعتقدات والخرافات وثقافات الخوف والإفساد والفسق والفجور والتهتک والإسراف فی القتل والمال ورفض العدوان بکل أشکاله والتوحید فی الله والأهداف النبیلة لا فی الهوى والغرائز لأن أصل الأمة واحد والشعوب واحد وأصل الأدیان واحد لقوله تعالى: ﴿....لاَ نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ﴾ [البقرة ـ 285]. ووضعت تلک الثوابت منهج الرحمة والصفح والعفو والحلم والحکمة لإنقاذ الحضاراته الإنسانیة من کل القیم الشیطانیة غیر الإنسانیة الأنانیة والنرجسیة والعنصریة البعیدة عن التقارب والتعارف والتراحم بین الشعوب والمساواة فی الحقوق والواجبات ولا یتم التمایز إلا عن طریق الأعمال الصالحة والإیثار والأحاسن أعمالاً وأخلاقاً والموطؤون أکنافاً الذین یألفون ویؤلفون فلا یستکبرون ولا تحکمهم أطماعهم وعروقهم ومصالحهم الدنیویة الرخیصة فهم أشداء على الکفار رحماء بینهم أذلة على المؤمنین والضعفاء أشداء على الغزاة والمجرمین والفاسقین والمستکبرین فأولئک الذین یسعون إلى سلام حقیقی عادل المبنی على ثقافة المودة والرحمة والأخوة فی الإنسانیة والحوار بین الحضارات والثقافات الإنسانیة وثوابتها وسننها الرحمانیة.... فلا تبنی على ضوء ذلک النظریات والاستراتیجیات والثقافات على النبوءات والأحلام والأساطیر والانتظار والتسویف فذلک هدم للبناء الإنسانی المتکامل والأجمل والأروع فی کل الأمور والأشیاء والذی نتج عن تراکم کمی لتجارب الرسالات الإلهیة مما أدى إلى تراکم نوعی اکتملت فیه الرسالات بذلک الکتاب المبین والرسول الخاتمة وهذا ما قصده الرسول الکریم r حین قال: «وإنما بعثت لأتمم مکارم الأخلاق»، وما وصفه لذلک البناء الجمیل الذی کانت تنقصه لبنة ویبهر عیون الناس لولا هذه البنة فقال r عن نفسه: «وأنا هذه اللبنة..».... لم یقل أنه من صنع مکارم الأخلاق إنما أتمها ولم یقل إنه هو هذا البناء الإنسانی الجمیل إنما هو اللبنة الأخیرة فیه... أی أنه لم یکن إلغائیاً لمن سبقوه ولأنزه نفسه عنهم إنما هو أخوهم ومکملاً لرسالاتهم بتحقیق ذلک الدین القیم دین البنیة ودین الأحیاء ورفض الجبت والطاغوت والبغی... وذلک دلیل على أن السعی هو المطلوب لا التواکل فلو تواکل الرسل والأنبیاء ما تحقق ذلک البناء العظیم ولا اکتملت مکارم الأخلاق، وقوله r: «... اعقلها وتوکل...»، وقول الله تعالى: ﴿ وَلا أَعْلَمُ الْغَیْبَ﴾ [الأنعام ـ 50]، والوحی یتنزل علیه ألیس فی ذلک کله رفض للتواکل وللنبوءات وقیام السعی على الأحلام والأوهام الشیطانیة.... والتأکید على الدور الإنسانی والفعل الإنسانی فی تحقیق الاستخلاف والتطور وماکان اکتمال الدین وإتمامه ورضا الله عنه إلا القفل الکامل والإلغاء الفکری والمنهجی للتواکل والاعتماد على النبوءات فی قیام الأمم والقومیات وتحقیق السیاسات والمنهجیات والاستراتیجیات وإحیائها بناء على ذلک التنجیم والادعاءات التی لا تعتمد على منهج علمی أو عقلی وإلا فلیس هناک من مبرر لقیام علوم السیاسة والاجتماع والاقتصاد ومراکز الدراسات الاستراتیجیة ولا کلیات الشریعة وعلوم الدین فالمنجمون والسحرة والدروایش وتحضیر الأرواح هی الأولى فی إدارة أمور الحکم والسیاسة والاستراتیجیات العلیا ویجب أن یستعین بهم الحکام بدلاً من الوزراء والمختصین والکفاءات. فما بعد هذه الرسالة والکتاب لا رسالة جدیدة ولا کتاب لأنهم الخاتمة وهما الجامع لکل الرسالات وبوجودهم لا مجال للنبوءات لأن ذلک استخفاف وسخریة بکل التراکم الکمی الذی أدى إلى ذلک التغییر الإنسانی المتحضر والناضج فأنبیاء بنی إسرائیل کانوا ملوک أعطاهم الله ذلک. الامتیاز ومع ذلک لم تستقم الأمور إلا فی فترات حاکمیتهم بل حاربوهم ولم ینتهی الفساد بل وقتلوا منهم تصدیقاً لقوله تعالى: ﴿کُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِیقاً کَذَّبُواْ وَفَرِیقاً یَقْتُلُونَ﴾[المائدة ـ 70] ولذلک أعطى هذا الدین الشرعیة للشعوب بعد شرعیة الله لأنه لا طاعة لمخلوق فی معصیة الخالق وهذا ما تعنیه وتقصده الآیة الکریمة: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى یُغَیِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد ـ 11]. وهنا تکلم عن القوم عن الأغلبیة لأن التغییر لا یکون فی ثوابت الدین ولا فی الدین إنما بما یخص القوم والشعوب وهذا یعنی حاکمیة الشعب وحقه فی التغییر وصناعة سیاساته واستراتیجیاته، وعدله وقضایاه الاجتماعیة والإنسانیة أما عن الناحیة الفردیة فمهما کانت مصداقیة الرجال وتضحیاتهم وعظمتهم قال عنهم: ﴿وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِیلاً﴾ [الأحزاب ـ 23] وذلک من صلب الدیموقراطیة ولا یتم ذلک إلا بالسعی والجهد الإنسانی ومحصلة الأحداث والتجارب ویعنی ذلک رفضاً کاملاً للنبوءات والأساطیر وبناء السیاسات على الأحلام ویتناقض معها وتأکیداً لحاکمیة الشعب لأنه الأغلبیة فلیس هناک من وحی یتنزل على أی فرد أو فئة أو جماعة أو حرکة أو أمة فانقطاع الوحی المادی کان فی وفاة الرسول r وباکتمال نزول القرآن الکریم ولا یستطیع أحد ما أن یدعی غیر ذلک وإلا فأین السلطان المبین والحجة الدامغة ذات الدلائل الموثوقة فلا یحق لقوم ولا لحزب ولا فصیل أن یستکبروا أو یستعلوا على قوم أو یحتلوا أرض الآخرین بأی دعاوى وإلا فإنهم سیصطدموا مع مکارم الأخلاق التی أسستها ورسختها وأنضحتها الرسالات الإلهیة بثوابتها الإنسانیة. وأی نظریة تناقض مکارم الأخلاق فهی نظریة شیطانیة وکذلک النبوءات لیس فیها من القیم والأخلاق مثقال ذرة وهی فی عداء مع الإنسان والإنسانیة وحق الشعوب فی العدل والمساواة وحق تقریر المصیر والعیش بکرامة وهل النبوءات التی تعطی لأصحابها حق الاستیلاء على أرض لیست لهم وبیوت لم یعمروها وکروم لمن یزرعوها وآبار وسدود لم یکونوا صناع فیها هی نبوءات خاصة بالمؤمنین والأحرار والمتحضرین أم هی خاصة لقطاع الطرق واللصوص والکسالى والانتهازیین والوصولیین وإلا فما یعنیه ذلک النص التوراتی عن وعد یهوه لإسرائیل بأنه سیقوده إلى «مدن عظیمة لم تبنها، وبیوت مملوءة کل خیر لم تملأها، وأبار محفورة لم تحفرها، وکروم زیتون لم تغرسها» (سفر التثنیة ـ إصحاح ـ 6 ـ آیة 11) ألیست هذه نبوءة للکسالى غیر المنتجین؟!! وما أغرب ذلک الإله الذی یقف معهم ومع إتکالیتهم الممجوجة؟!! أم أن هذا الإله الذی یطلق أیدیهم للفساد والسیطرة والاستعمار فیقول لهم: «إنی أدفع أیدیکم سکان الأرض فتطردهم أمامک) فهل لا یعلم ذلک الإله أن سکان الأرض تجاوزوا النیل والفرات إلى قارات العالم وبالتالی فهو لیس بخالقها وعلمه محدود وجغرافیته محدودة أم أن سکان الأرض هم المطلب أو الاستراتیجیة العلیا وما النیل والفرات إلا استراتیجیة مرحلیة ولهذا ففطیرة صهیون لم تمیز مابین المسلم والمسیحی فخطر الصهیونیة ونبوءاتها وأساطیرها وأحلامها سیطال أهل الأرض جمیعاً إن تمکنوا ونجحوا فی امتلاک أدوات الدمار الشامل والهیمنة والتکنولوجیا والمال فلا رادع أخلاقی ولا اعتبارات إنسانیة فالصهیونیة خطراً جلل وعظیم على العالم کله وعلى مستقبله؟!..»
فاحذروه واستعدوا له....
( بقلم فیصل عبد العظیم عضو الجمعیة الأهلیة لمناهضة الصهیونیة فی سوریا )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS