qodsna.ir qodsna.ir

تصلب السلفیة الجدیدة.. نمط فکرى أحادى دون منبه

تصلب السلفیة الجدیدة.. نمط فکرى أحادى دون منبه

 

 

بالإضافة إلى کونها نسقا من الأفکار والتصورات ، تتمیز الإیدیولوجیا الدینیة بما یضیفه علیها منطلقها الاعتقادى من تصلب، بحیث تکون تعالیمها مجموعة منغلقة من الشعائر والموجبات والممنوعات. التى تنبنى على ما یشکل حجر الزاویة فى کل دیانة، ذلک الفرق بین المقدس والمدنس.. فکل معتقد دینى بسیط او مرکب یحمل هذا الفرق، الذى على أساسه یقع التمییز بین الخیر والشر.. .

وفى کل الاحوال، تصدر المذهبیة الدینیة دائما عن عقل دینى قوامه التصدیق والإنقیاد، یؤمن بما یقدم له باعتباره معرفة دینیة، دون ان یرتاب بها، وحتى إذا سعى إلى مناقشتها أو نقدها، فإنه یفعل ذلک بناء على تجربته الذاتیة النفسیة المعرفیة، ولیس على محک الاختبار الموضوعى والمنطقى للمعرفة العلمیة. لهذا نجد ان الشغل الشاغل لرجل الدین هو بیان معتقداته الخاصة وإظهار صحتها فى مقابل اعتقادات الآجرین، وتصلبه إزاءها، فالإعتقاد الدینى لا یصدق إلا عبر ابطال اعتقاد الاخرین.

تبدو الایدیولوجیا التى تنتجها الحرکات السلفیة الجدیدة حالة متضخمة عن تصلب الایدیولوجیات الدینیة، بما هى نزعة احتجاجیة على التطویرات التى طرأت على مستویین من مستویات الدین، المستوى الفکرى والتعبدی، فقد تهتم بعض النزعات التى تتبنى السلفیة بعملیة إعادة تقنین الدین على المستوى العقدى ، هادفة إلى الترشید المیتافیزیقى والأخلاقى للعقائد کما هى موجودة بالفعل. وعلى المستوى التعبدی، تدل السلفیة عن نزعة لإعادة تقنین الشعائر الدینیة، بتوحید نماذجها، کلماتها، إشاراتها وإجراءاتها، لکى یحافظ على النشاط الشعائرى الأصلى فى مواجهة البدع المستجدة.

ما هى إذن درجة التصلب فى العقیدة السلفیة؟ وما هى وظائفه؟ هل هو من طبیعة معرفیة أم بنیة سلوکیة؟ وما هى نتائجه السوسیولوجیة ؟

 

هناک مبدآن یشکلان منبع هذا التصلب:

 

- رفض الشرک والإصرار على التوحید الذى یجب ان یخضع له کل سلوک بشری، بحیث یشکل مبدأ التوحید الخلفیة التى تقاس علیها شرعیة کل التصرفات والمواقف والافعال والمقولات حتى ولو لم تکن بضرورة دینیة. فأى نوع من التفکیر والفعل لا ینطلق من التوحید هو نوع من عبادة الذات .

وبذلک تضع السلفیة المسلم أمام طریقین لا ثالث لهما فإما ان یکون سلفیا أو لا یکون مسلما بإطلاق.

- الرؤیة الصارمة جدا والملتزمة بحرفیة القرآن وفق التقلید الحنبلى ، والذى یحعل کل شیء یعود إلى منطوق القرآن والسنة. فرغم ان السلفیة لا تکفر التفسیرات المرنة للتراث الفقهى " المدارس الفقهیة الاربع"، إلا أنها تبدو اکثر صرامة فى مواجهة التراث الفقهى المعاصر الذى لا یسیر وفق التقالید الفقهیة السالفة وینادى بمراعاة الظروف المستجدة "فقه الواقع"، وتعتبر السلفیة هذا النوع من الفقه "مؤامرة خبیثة" على العلوم الشرعیة، فلیس من هدف للداعین له سوى اسقاط الشریعة وتحریف نصوص القرآن والسنة وبهذا تکون السلفیة محاولة نشطة لتکوین اورتدوکسیة واحدة لکافة السکان،.. ونوعا من الاصرار على تأسیس مذاهب فقهیة نقیة متجانسة مع العقیدة وثورة على التقالید الدینیة الکلاسیکیة واعتماد الاسلام النصوصى الذى یحیل على القران والسنة کمناط کل تفکیر وسلوک .

یؤدى الانطلاق من هذین المبدأین إلى اتصاف السلفیة بطابع عام، یجعلها نمطا فکریا احادى الطبیعة، مجموعة من المقولات القاطعة والحاسمة المکتفیة بذاتها التى لا حاجة لها إلى منبه خارجى یوقظ وعى الذات السلفیة، بل بمجرد الارتداد إلى تعالیم السلف.

والالتزام بمعیار ثابت وقیم متجانسة موحدة لایمکن دحضها تیولوجیا إلا من خلال مناهج خارجة عنها، وبالخصوص حجج التاریخ والاجتماع، فى حین تستطیع الإیدیولویجا تفسیر وإعادة تاویل کل المناهج الاخرى بما یلائم اتجاهها العقدى والفکری، وذلک عبر سلسلة من عملیات الحجاج الدوغمائی، مما یؤدى توسیع سقف العقیدة، إلى حد أنها تتحول ذاتها لمنظومة فقهیة شاملة تبدع المخالف وتنصب له العداء.

وبالنظر إلى ظروف نشأة السلفیة یتوازى هذا النمط من الفکر والممارسة مع نمط من البیئة الجغرافیة الاجتماعیة المتمیزة، أو لنقل من " البنى التحتیة" التى تشکل القاعدة المادیة الاجتماعیة لبنى الوعى الفکری، فالسلفیة تجد بیئتها الطبیعیة فى البادیة والریف والأطراف الإسلامیة الداخلیة والتائیة، حیث المؤثرات الاجنبیة الوافدة ضعیفة أو معدومة، وحیث نمط الحیاة الاجتماعیة والانتاجیة بسیط لا یتطلب حلولا ترکیبیة وإضافات جدیدة، ولهذا یسود هذا النمط الفکرى الاحادى الطبیعة، القاطع الحاسم، والملتزم بمعیار ثابت وقیم متجانسة ومحدّدة، على عکس الفکر التوفیقى الذى ینشأ فى العواصم والامصار ومناطق العمران والمراکز التجاریة ونقاط التبادل الحضارى والتفاعل الثقافی.

فعلى مستوى الشکل، یظهر التصلب فى ما یعتقده السلفیون من کون أن اللغة توقیفیة، بمعنى انه یجب الالتزام بما فى الکتاب والسنة والماثور عن السلف الصالح من الالفاظ والمصطلحات وان یترک کل لفظ مبتدع، اما استعمال مصطلحات غیر السلف فلیس إلا فتح للمجال امام المبغضین والضالین وعملیا یعنى الالتزام بمبدأ توقیفیة اللغة:

- محاربة أى طریق یدخل على اللغة العربیة ما لیس فیها.

 

-عدم الکلام بغیر اللغة العربیة او إدخال کلمات أعجمیة فیها.

 

- عدم الحاجة على غیر اللغة العربیة لا فى امور دیننا ودنیانا.

 

من المفروض إذن ان یعبر الخطاب السلفى عن نفسه بنفس اللغة التى عبر بها السلف عن فهمه للقرآن والسنة، ، ذلک أن الشرع لم یقرر التعالیم من موجبات وممنوعات فحسب، بل حدد اللغة أیضا ولهذا یجب استعمالها کما استعملها الشرع ولیس بمعانیها العرفیة التى تتطور وتتغیر بحسب البیئة الإجتماعیة ، وهو ما یقتضى معرفة لغة الصحابة وتعلمها وهجر ما استجد من تعیبرات حدیثة.

ویؤدى ما ینتج عن هذه النظرة إلى اللغة من تصلب المفاهیمى ومصطلحى إلى برمجة الفکر فى قوالب خطابیة صارمة ینتج عنه استعمال نفس المخزون المفاهیمى الجامد " stoke verbale férmé " الذى یتم توظیفه باستمرار، بحیث یجابه أى استعمال لمفردات معاصرة بتأنیب شدید باعتباره خروجا على الإیدیولویجا ذاتها، وهکذا فإن التصلب العقائدى للسلفیة یحث تغیرا فى العلاقة مع الدین، إذ یحدث تصلبا فى المفاهیم والتعیبرات، مما یجعل اللغة السلفیة فقیرة معلوماتیا "pauvreté informationnelle "،لکنها فعالة فى الحفاظ على وحدة المتن والحد من التأثیرات الاجتماعیة على مجمل التنظیم التى من الممکن ان یحدثها إدخال مفاهیم وتعبیرات جدیدة . ولا تدل لغة بهذا الشکل عن حضور نظرة معینة على العالم فحسب، بل أهنا تنظم الفکر بشکل یقلل تفاعل الذهن مع ظواهر الواقع المتغیرة.

یرافق هذا التصلب اللغوى قدر من العنف الرمزى یتخلل الخطاب "une forte dose d’agressivité "، فهناک عدوانیة لفظیة تتمظهر فى کثیر من التعابیر غایة فى القدح تجاه الظواهر والاشخاص، لغة تبقى التابع فى حالة تعبئة نفسیة دائمة للصراع . فمن رواء البنیة الاصطلاحیة للخطاب السلفى تختبئ روح ثوریة رافضة لأى من أنواع التفاعل مع احد ابرز مظاهر الوجود الإنسانى وهو اللغة، فبقدر ما یبدو الخطاب السلفى اصطلاحیا فى بعض مقاطعه، بقدر ما یبدو صارما بل وحتى ثوریا فى طرق تعبیره، متأثرا فى ذلک التحدید الصارم بالتوحید، ذلک المبدأ الاعتقادى الذى ینطلق منه على مستوى المضمون.

وعلى مستوى المضمون، یظهر التعصب وتزید حدته من کون أن تلقین الإیدیولوجیا یتم عبر التحذیر من الشبهات والبدع والأخطاء العقدیة ومن القائمین بها، فینشأ التابع على مهاجمة البدعیین، وعلى حب الجرأة على الحوض فى هذه الأمور منذ بدایة التحاقه بالحرکة التى تتبنى هذه الإیدیولوجیا. فقد اعتبر ابن تیمیة " الراد على اهل البدع مجاهد" ، وبذلک جعل ابن تیمیة بیان حال اهل البدع وتحذیر الامة منهم واجبا باتفاق المسلمین، وقد قیل لاحمد ین حنبل: الرجل یصوم ویصلى ویعتکف أحب إلیک او یتکلم فى اهل البدع، فقال: إذا قام وصلى واعتکف فإنما هو لنفسه، وإذا تکلم فى اهل البدع فإنها هو من المسلمین، وهذا افضل.

ویؤدى التصلب العقدى بالسلفیین الى تصلب فکرى یفتقر إلى المرونة وإلى القدرة على بحث الامور من جوانب متعددة ومنظورات ومستویات شمولیة، ویحجب الرؤیة النسبیة فى الاشیاء والظواهر وذم الاهتمام بالحقائق التى تعارض الحکم المسبق الذى تحمله العقیدة على الشیء، ویمیل إلى موقف القطیعة "إما ..وإما" .

هکذا یؤدى التصلب بالخطاب السلفى إلى خطاب سجن نفسه داخل قاموس مذهبیته الشاملة الممیزة له مقیما علاقات نظریة وعملیة مع مشروعه الخاص وبرنامجه الخاص کغایة إیجابیة وحیدة، متقبلا للشر والسلب کعاملین خارجیین مشخصین فى اجزاء اجتماعیة وسیاسیة نقیضة له، بحیث تماثل هذه الطریقة الشر بوجه الخصم، تدعمه وتکثفه فى حضور سیاسى اجتماعی، کما لو ان الامر کان یتعلق بکیان و بحضور مغایر وخاص، فالشر إذن کامن فى کل الجبهات الخارجیة أخلاقیة کانت أو دینیة أو سیایسة او اقتصادیة. والتى یجب عدم الاختلاط بها لتفادى "اکتساب شیء من اخلاق المدعویین والذى قد ینتج عن المخاطبة أو المشابهة و المشاهدة والاطلاع الفکرى على ثقافة الاخرین ونحو ذلک" .

من خلال هذا التصلب تبدو الایدیولوجیا السلفیة کبنیة عنف نائمة، یشترک فى النطق بها جمیع التیارات السلفیة، فلا یکاد التمییز بین هذه التیارات یظهر عند مقارنة بعضها بالبعض على مستوى بنیة الخطاب، اللهم على مستوى ما یفتح علیه هذا الخطاب من سلوکیات، وبالاخص فیما یتعلق بالشرط الموضوعى المثمل فى الموقف من السلطة السیاسیة، ویکاد هذا الشرط یشکل المفصل الممیز بین بقاء الخطاب عند حدود العنف الرمزی، أو تلک التى تجاوز ذلک لتجسید العنف المادى . ذلک ان الحل الدینى الذى یصرح به الخطاب الحرکات السلفیة المسماة معتدلة وإن لم یکن ثوریا بالمعنى المادی، إلا انه کذلک من الناحیة الرمزیة فالشعور بابتعاد المجتمع عن الدین الصحیح یؤدى على تفادیه للعیش على شکل طوائف منعزلة من حیث وجودها الرمزى .

إن التصلب هو أیضا صفة سلوکیة للتابع السلفی، بما هو نتیجة لعملیات التنمیط stereotyping processus التى تقوم بها الإیدیولوجیا تجاه نحو الأشخاص أو الجماعات الخارجیة ، بما فیها الجماعات السلفیة الأخرى نفسها، مما یولد درجة من التعصب والتمییز یظهر من خلال والعدوان اللفظى بین الجماعتین، هکذا یِِؤدى التصلب دورا اجتماعیا بحیث یجمع الأفراد تحت قواعد عامة واحدة مما یقوى انسجام المجموعة، ولهذا التصلب انعکاسات هامة إذ انه سمة تستغرق مختلف الأنشطة السلفیة بشکل مباشر أو غیر مباشر، ومن مظاهر ذلک ان معظم دروس الطائفة موجه نحو التحذیر من البدع والطوائف المتبنیة بشکل ینتج عنه هجوم شرس على مجموعة من صیغ الاسلام:

- الاسلام الشعبى متمثلا فى ماترسب فى المجتمع المغربى من عادات دینیة، مثل الاحتفال بعید المولد النبوى وزیارة المقابر والحضرات الصوفیة وتقدیس الاولیاء، وغیرها من المظاهر التى ینافى اسلام السلف حسب المذهب السلفی.

- الإسلام الحرکى متمثلا فى الحرکات الاسلامیة، لما قامت علیة من انحرافات عقدیة ومخالفات لمنهج الدعوة القائم على إنجاز مهمة الإصلاح الدینى والتربوى وهامشیة الاصلاح السیاسى مقارنة مع هذه المهمة العبادیة .

-الاسلام العالم الذى یسلک منهج "التوفیق فى کل الامور الدینیة بما فیها العقائدیة والعبادیة بشکل اضاع معه رسالة الدعوة، الاسلام الرسمى لتعصبه المذهبى دونا عن سائر المذاهب".

 

( عبد الحکیم ابو اللوز الباحث فى علم الاجتماع الدینى فی  جامعة الحسن الثانی بالمغرب )

 

- Durkiem "E", Les formes alimentaire de la vie religieuse, "Paris : PUF, 5éme édition, 1968" p 51.

- خالد أبو الفضل، الحداثة البشعة والبشاعة الحدیثة"مقدمات، المجلة المغاربیة للکتاب، العدد 34، صیف 2005".

- الحسین أیت سعید، أحداث 11 شتنبر 2001 أسبابها ونتائجها " مراکش: المطبعة والوراقة الوطنیة، ط 1، 2002" ص 22.

- غیرفورد غیرتز، الاسلام ملاحظا التطور التاریخى فى المغرب واندونیسیا. ترجمة ابو بکر قادر. " بیروت: دار المنتخب العربی، 1993" ص 25.

مجمد جابر الانصاری، الفکر العربى وصراع الاضداد " بیروت، المؤسسة العربیة للدراسات والنشر، الطبعة الاولى، 1997"، ص 35.

- مقتطف من مساهمة لاحد تلامیذ المعهد العلمى التابع لجمعیة المغربیة للدعوة على القرآن والسنة السلفیة وقد عقلت على سبورة المساهمات داخل المعهد الدینى التابع لها.

- Deconshy " j .P", L’othodoxie religieuse. Moton , Paris, p 62.

- مصطفى حجازی، التخلف الاجتماعى مدخل إلى سیکولوجیة الانسان المقهور "الدار البیضاء: المرکز الثقافى العربی، ط8، 2001"،ص 176.

- ابن تیمیة الفتاوى، المجلد الرابع، ص 13 .

- ابن تیمیة الفتاوى، المجلد 28، ص 231-236.

- الدین فى عالمنا، مؤلف جماعى تحت إشراف جاک دریدا وجیانى فاتیمو، ترجمة محمد الهلالى وحسن العمرانى "الدار البیضا: دار توبقال للنشر، الطبعة الاولى، 2004"، ص 116.

- عبد الله ابن رشد الحوشانی، منهج ابم تیمیة فى الدعوة إلى الله تعالى الجزء الاول " الریاض: مرکز الدراسات واللإعلام، دار إشبیلیا، الجزء الأول،1996"،ص 431.

- غدریس هانى فى حوار مع یومیة القدس العربی، عدد 16 یولیوز 2003.

- یمیز غلوک بین مختلف الطوائف الدینیة بتاء على الحل الذى تتبناه وترى فیه بدیلا للوضع المعیش، وقد میز فى هذا النطاق بین الحرکات التى تتبنا العنف المادى " الحل القوری" وتلک التى تتبنى التغییر المتدرح " الحل أو التوفیقی"

Glok "H", Origine et evolution des groupes religieuses.In, archives des science sociales des religions, "Janvier- fevrier 1972",p 230.

- - احمد زاید، سیکولوجیة العلاقات بین الجماعات، سلسلة عالم المعرفة، أبریل، 2006، ص75.

-على العکس من ذلک یعتبر فى عدم الدخول فى مشادا ت کلامیة، أو تصادم عملى مهما کانت درجة عنفه مع الجماعات الاسلامیة الاخرى إحدى الخصائص الاساسیة لاستراتیجیة العمل المیدانى التى تتبناها جماعة العدل والإحسان، ومما رشک فیه، فالاصول الصوفیة للشیخ یاسین زعیم الحرکة هى التى تفسر هذا الخیار وهذا الجنوح النسبى نحو الهدوء النسبى والمجادلة البناءة . محمد الطوزی، الملکیة والإسلام السیاسی، " الدرا البیضاء، نشر الفنک،2001"، ص 207

ن/25

 

 

 


| رمز الموضوع: 142832