الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

دور أمریکا فی دعم إسرائیل محور کتاب بریطانی

 دور أمریکا فی دعم إسرائیل محور کتاب بریطانی 

  

یقدم الکاتب البریطانی جوناثان کوک، العضو السابق فی هیئة تحریر صحیفة "الجاردیان" و"الأبزرفر" البریطانیتین، فی کتابه الجدید الذی یحمل عنوان "إسرائیل وصدام الحضارات" ترجمة عمر عدس تحلیلاً دقیقاً لتاریخ العلاقة بین الولایات المتحدة الأمیرکیة وإسرائیل.

ویشکل التحالف الاستراتیجی مع الولایات المتحدة الأمیرکیة، أحد العناصر الاستراتیجیة العسکریة الإسرائیلیة. وکانت الإدارات الأمیرکیة المتعاقبة على البیت الأبیض تعتبر أن دعم إسرائیل والحفاظ على تفوّقها العسکری والتکنولوجی ثابت من ثوابت الاستراتیجیة الأمیرکیة. والحال هذه فإن الولایات المتحدة الأمیرکیة ملتزمة أمن إسرائیل، ومنع أی تحوّلات عربیة أو إقلیمیة، تقلب میزان القوى الراهن. وهذا یعنی أن النظرة الأمیرکیة متطابقة مع النظرة الإسرائیلیة، التی تعتبر أن مصادر التهدید، فی الوقت الحالی، وفی المستقبل، تکمن - کما أشارت صحیفة "المستقبل اللبنانیة" - فی القدرة العسکریة العراقیة سابقاً، والإیرانیة حالیاً.

وعلى الرغم من غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسین، فإن إسرائیل ظلّت تنظر إلى المحیط الاستراتیجی الإقلیمی "سوریا وإیران وحزب الله" على أنه مفعم بمصادر التهدید، بسبب رفض إیران مسیرة السلام الأمیرکیة ـ الصهیونیة، وعدم توصل سوریا إلى إبرام اتفاق مع إسرائیل، على غرار مصر والأردن والسلطة الفلسطینیة، وخروج العراق عن هذه الدائرة کلها.

وفی عام 1994، بعد شهور من إشاعة صمویل هنتنجتون لمصطلح "صدام الحضارات"، أولاً ضمن مقالة نشرها فی مجلة الشئون الخارجیة، بدأ رابین، بیریز، وباراک باستخدام المصطلحات نفسها، مدعین أن الغرب والإسلام محکومان علیهما بأن یظلا فی حالة مواجهة دائمة.

طرحت إسرائیل نفسها إذن کمرکز للحضارة الیهودیة المسیحیة محاط ببحر من البرابرة المسلمین، وتبنى الرئیس الأمیرکی جورج بوش الممارسات الإرهابیة التی یتبناها ویبشّر بها رئیس الوزراء الصهیونی آرییل شارون.

فقد زعمت واشنطن - وفقا للمؤلف - أن شارون یحارب الإرهاب، وأنه ینوب عن أمیرکا فی هذه المهمة، وأنه لذلک یستحق مساندتها، ومساندة المتجمع الدولی، فی القضاء على المنظمات الإرهابیة الفلسطینیة حسب ادعائها.

وأعلنت واشنطن من جانبها قائمة بأسماء المنظمات الارهابیة، وهی: حماس، الجهاد، الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین، کتائب الأقصى التابعة لفتح وحزب الله فی لبنان.

وفرضت حظراً على سوریا، لاتهامها بمساندة هذه المنظمات، وطالبت الوطن العربی بأن ینضم الى معسکر السلام، الذی یقوده الکیان الصهیونی ضد معسکر الإرهاب الذی یمثله عرفات.

ویدحض الکاتب الفکرة التی تقول بأن الولایات المتحدة أرادت تصدیر "الدیموقراطیة" إلى العراق، فهذه لیست إلاّ ادعاءات جوفاء، بدلیل أن الولایات المتحدة عمدت إلى معاقبة جمهور الناخبین الفلسطینیین، حین مارس خیاره الدیموقراطی، وانتخب حماس.

وقد بدا واضحاً بصورة متزایدة أن إدارة بوش کانت تنوی الاستیلاء على معظم ثروة العراق النفطیة، ومنح الشرکات الأنجلو أمیرکیة حق نهب الثروات من حقول العراق النفطیة العدیدة على مدى المستقبل المنظور. بل إن الرئیس بوش تجرّأ فی أواخر سنة 2006 على ربط الاحتلال بالنفط، مدعیاً ان القوات الامیرکیة إذا انسحبت منه، سیحاولون الضغط على الولایات المتحدة لکی تتخلى عن تحالفها مع إسرائیل. وقال إن المتطرفین سوف "یتمکنون من سحب الملایین من برامیل النفط من السوق، مما یدفع الأسعار الى بلوغ 300 أو 400 دولار البرمیل".

ویستشهد مؤلف الکتاب برأی الأستاذین الجامعیین الأمیرکیین جون میرشایمر وستیفن والت، والتی نشراها فی مجلة "لندن ریفیو أوف بوکس"، والتی ذکرا فیها أن اللوبی الصهیونی فی الولایات المتحدة، نجح فی دفع السیاسة الخارجیة الأمیرکیة فی اتجاه مدمّر للذات تماماً، وجعلها تضع المصالح الإسرائیلیة فوق مصالح واشنطن، وتسعى لتحقیق الأهداف الإسرائیلیة متخطیة الأهداف الأمیرکیة.

وکما قال هذان الأستاذان: "لقد عملت الحکومة الإسرائیلیة والجماعات الموالیة لإسرائیل فی الولایات المتحدة معاً لتشکیل سیاسة الإدارة الأمیرکیة إزاء العراق، سوریا وإیران، وکذلک تشکیل خطتها الکبرى الرامیة الى إعادة ترتیب الشرق الأوسط. وما جعل ذلک ممکناً هو النفوذ الطاغی الذی یمارسه اللوبی الموالی لإسرائیل على السیاسة الأمیرکیة".

م/ن/25


| رمز الموضوع: 142799







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)