دراسة صهیونیة تحذر من خطر صواریخ المقاومة
دراسة إسرائیلیة تحذر من خطر صواریخ المقاومة الفلسطینیة الإستراتیجی، والتی أدت لمقتل أکثر من عشرة إسرائیلیین وإصابة المئات خلال أعوام (2001-2007) وأدت لتأثیرات سیکولوجیة متراکمة
قال تقریر إسرائیلی إن عشرة مستوطنین إسرائیلیین قتلوا وأصیب 433 آخرین إلى جانب إصابة أکثر من 1,600 إسرائیلی بالهلع جراء إطلاق فصائل المقاومة الفلسطینیة الصواریخ محلیة الصنع على البلدات والمستوطنات الإسرائیلیة المحیطة بقطاع غزة خاصة مستوطنة سدیروت.
وأظهرت الدراسة التی أعدها "مرکز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب"، حول إطلاق فصائل المقاومة خلال أعوام (2001-2007)، أن إطلاق قذائف الهاون أسفر عن مقتل عشرة إسرائیلیین من ضمنهم ثمانیة مستوطنین وجندیان.
کما أصیب نتیجة لإطلاق قذائف الهاون حوالی 150 إسرائیلیاً من ضمنهم حوالی 80 مدنیاً وما یقارب 70 جندیاً. ویبلغ عدد القتلى الإجمالی خلال الأعوام 2001-2007 نتیجة لإطلاق النار غیر المباشر والذی کان مصدره من قطاع غزة 20 إسرائیلیاً، معظمهم مستوطنین فی حین أصیب بجراح 583 آخرین.
وذکرت الدراسة أن إطلاق الصواریخ بدأ عام 2001 وقد تحول تدریجیاً أثناء الصراع الحالی إلى إحدى التهدیدات المرکزیة التی تتعرض لها "إسرائیل" من قبل فصائل المقاومة الفلسطینیة.
وبینت أنه تم العثور خلال الأعوام 2001-2007 على 2,383 حالة سقوط صواریخ فی بلدات النقب الغربی، وقد کانت مستوطنة سدیروت الهدف المفضل لتلک الفصائل (سقطت فی سدیروت حوالی 45 بالمائة من مجمل الصواریخ التی سقطت فی الأماکن المأهولة فی النقب الغربی).
وقالت الدراسة:" تعتبر الفصائل الفلسطینیة إطلاق الصواریخ وقذائف الهاون رداً غیرَ تناظری بسیطاً ورخیصَ الثمن ومتیسراً على التفوق العسکری الإسرائیلی. وهذا الرد بما یتفق مع رؤیة الفصائل حتى لو لم یکن خالیاً من المشاکل والنواقص".
وتابعت "یمکن لإطلاق الصواریخ تشویش مجرى الحیاة الطبیعیة للمستوطنین الذین یقیمون على مرمى إطلاق النار وزعزعة النسیج الاجتماعی لتلک التجمعات السکانیة، کما یمکنها من تجاوز الجدار الأمنی الذی أقامته (إسرائیل) حول قطاع غزة ومن خلق "میزان رعب" یُصعب على الاحتلال القیام بعملیات الإحباط والعملیات الوقائیة".
وأکدت الدراسة أن الخسائر والأضرار التی ألحقها الإطلاق الصاروخی بالمستوطنات الإسرائیلیة لا یعد بأرقام القتلى والجرحى فقط أو بحجم الأضرار والخسائر المادیة فقط، حیث یؤدی الإطلاق الصاروخی المتواصل إلى تأثیرات وانعکاسات سیکولوجیة متراکمة على المستوطنین ویمس بصورة خطیرة بالشعور بالأمان لدى حوالی 190,000 إسرائیلی یعیش تحت تهدید لإطلاق الصواریخ وقذائف الهاون.
وأضافت "یشوش إطلاق النار مجرى الحیاة فی بلدات النقب الغربی ویمس بنسیجها الاجتماعی، کما یؤدی إلى نزوح السکان عن المنطقة (وخاصة عن سدیروت التی تشکل الهدف المفضل لإطلاق النار)، کما یُعرض إطلاق النار المستوى السیاسی والجیش الإسرائیلی لانتقادات لاذعة وشدیدة اللهجة).
وتابعت "أن الإطلاق المتواصل للنار یعرقل الجهود المبذولة من أجل التقدم نحو إبرام اتفاقیة سلام بین دولة الاحتلال الإسرائیلی والفلسطینیین، بما أنه یخلق واقعاً مستمراً لإطلاق الصواریخ ویدفع الاحتلال إلى اتخاذ خطوات مضادة".
وقالت الدراسة إنه تم خلال الأعوام 2001-2007 إطلاق ما یزید عن 2,500 قذیفة هاون. بسبب المدى القصیر لقذائف الهاون، حیث أثبت هذا السلاح نجاعته قبل تنفیذ خطة الانفصال الإسرائیلیة من قطاع غزة حیث تم توجیه هذا السلاح ضد قوات الاحتلال الإسرائیلی النشط والمقیم فی القطاع وضد البلدات الإسرائیلیة فی قطاع غزة.
وأضافت "عقبَ تنفیذ الانفصال والانسحاب الإسرائیلی من القطاع، لقد طرأ انخفاض ملحوظ على حجم إطلاق قذائف الهاون. لکن منذ نیسان 2007، أخذت الفصائل تُوسع استعمال قذائف الهاون مما أدى إلى ارتفاع ملموس على حجم إطلاق النار هذه القذائف".
وتابعت "تم إطلاق القذائف خلال الأشهر الأخیرة باتجاه قوات الجیش الإسرائیلی التی تمارس نشاطها فی قطاع غزة وعلى امتداد الجدار الأمنی وضد المعابر (خاصة معبر کیریم شالوم) والبلدات الإسرائیلیة المجاورة للجدار الأمنی (نتیف هعسرة وکیریم شالوم وناحال عوز)".
وأکدت الدراسة وجود ارتفاع تدریجی على حجم إطلاق النار خلال الفترة التی سبقت خطة الانفصال (خلال الأعوام 2001-2004). وفی عام 2005، العام الذی تم فیه تنفیذ خطة الانفصال، وخلال السنتین المتتالیتین قد شُهد ارتفاع ملحوظ فی حجم إطلاق النار، إذ تحولت الصواریخ فی تلک الفترة إلى السلاح الرئیسی التی تستعمله الفصائل الفلسطینیة.
وقالت "إن سیاسة إطلاق النار المتبعة لدى الفصائل وحجم إطلاق النار قد تأثرا من الإمکانیات التکنولوجیة المتوفرة لدیها ومن أیدیولوجیتها وإستراتیجیتها، کما تأثرا أیضاً من مجموعة إضافیة من العوامل بما فیها: اعتبارات تنظیمیة داخلیة، اعتبارات فلسطینیة داخلیة، عملیات الإحباط الإسرائیلیة، التطورات داخل (إسرائیل) والتطورات التی طرأت على الصراع الإسرائیلی- الفلسطینی برمته".
وحول العوامل المرکزیة ذات الدور المؤثر فی إطلاق الصواریخ المحلیة، قال الدراسة إن هذه الصواریخ کسلاح غیر تناظری یقوم بتوفیر الرد على التفوق العسکری الإسرائیلی خاصة أنها سهلة الإنتاج، ویتم ترکیبها من مواد رخیصة الثمن ومتوفرة بسهولة، کما أنها سهلة التشغیل ومریحة النقل والتفعیل التنفیذی.
وقالت "لقد تمکنت حرکة "حماس" والفصائل الفلسطینیة الأخرى من إقامة بنیة تحتیة تکنولوجیة فی القطاع، تقوم بإنتاج کمیات کبیرة من الصواریخ، وتمکنت الفصائل من تنفیذ النشاط ضد الإسرائیلیین فی منطقة النقب الغربی، دون أن یتوفر لدى الجیش الإسرائیلی رد ناجع على ذلک".
وأکدت الدراسة أنه بعد سیطرة "حماس" فی قطاع غزة تمکنت الفصائل الفلسطینیة بصورة أکثر سهولةً من توسیع البنیة التحتیة التکنولوجیة لإنتاج الصواریخ فی قطاع غزة ومن تهریب الصواریخ ذات المواصفات القیاسیة من مصر، کما تمکنت من القیام بالاستعمال المکثف للـ"سلاح الصاروخی" ضد (إسرائیل).
وأضافت أن حرکة حماس تتیح للفصائل الفلسطینیة خاصة لحرکة الجهاد الإسلامی حریة التصرف الکاملة، الأمر الذی مکن الفصائل من توسیع حجم إطلاق النار خلال الأعوام 2006-2007 بصورة ملموسة وإدخال بلدات أخرى (خاصة عسقلان) إلى الدائرة المهددة بإطلاق النار.
ونبهت الدراسة إلى أن فحص التطورات التنفیذیة والتکنولوجیة على الساحة یؤکد أن السلاح الصاروخی لفصائل المقاومة الفلسطینیة ما زال یکمن تهدیدات محتملة لإلحاق الأضرار بـ(إسرائیل)، متوقعةً أنه خلال السنوات القلیلة القادمة، ستواصل الفصائل بذل جهودها من أجل إدخال تحسینات تکنولوجیة قد تؤدی إلى توسیع مدى الصواریخ وإلى ازدیاد کمیة المواد المتفجرة الکامنة داخل الرأس الحربی الذی تحتوی علیه هذه الصواریخ وإلى تحسین مدى دقتها.
وقالت "قد یزداد حجم إطلاق النار بشکل ملموس، سواء کان ذلک نتیجة للتطورات التکنولوجیة التی ستمکن تمدید مدة استخدامها بعد الإنتاج، أم نتیجة لانضمام حماس إلى دائرة منفذی إطلاق النار، فی ظروف سیاسیة معینة".
وتابعت "فی المقابل، قد تزداد کمیة الصواریخ ذات المواصفات القیاسیة التی تمتلکها الفصائل الفلسطینیة ذات أبعاد تزید عن 20 کلم، مما سیمنحها القدرة على إدخال بلدات أخرى إلى دائرة إطلاق النار".
وزعمت الدراسة أن النشاطات العسکریة المتنوعة التی قامت (إسرائیل) بها خلال سنوات الصراع، قد نجحت فی تصعیب تنفیذ عملیات إطلاق النار وإحباط العدید من محاولات إطلاق النار وتقلیص عدد المصابین.
وقالت "لکن، إلى هذا الحین لم تجد (إسرائیل) حلا جذریاً ومناسباً إزاء التهدید الصاروخی، الذی بلغ حجمه فی السنوات الأخیرة أوجاً جدیداً، والذی یشکل فی هذه الأیام التهدید الرئیسی الذی توجهه المقاومة ضد دولة الاحتلال".
م/ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS