خطة أمریکیة أوروبیة للإسراع بتسلیح الجیش اللبنانی

  ذکرت تقاریر صحفیة أن الولایات المتحدة ودولا غربیة بدأت فی التخطیط للبدء بتنفیذ القرار 1559 الداعی إلى تجرید حزب الله اللبنانی من أسلحتها, من خلال الإسراع فی تسلیح الجیش اللبنانی بکل ما یتناسب مع ما تحتویه ترسانة حزب الله من السلاح المتطور وخصوصا مد المؤسسة العسکریة بطائرات هلیکوبتر هجومیة وسربین أو ثلاثة أسراب من المقاتلات الجویة الأمریکیة والأوروبیة.

وهذا ما کشف الرئیس الفرنسی نیکولا سارکوزی عنه النقاب فی القصر الرئاسی اللبنانی فی بعبدا بطریقة ضمنیة حین أکد على : "إحیاء الدولة اللبنانیة القویة والمستقلة ومساعدة الجیش اللبنانی ضمن استراتیجیة دفاعیة" من خلال حوار صادق بین اللبنانیین.

وحاول سارکوزی طمأنة اللبنانیین بالقول، إن خططا لتسلیح الجیش قائمة على قدم وساق والإیحاء إلى حزب الله وإیران بأن هذا التسلیح لن یکون خارج الاتفاق معه على استراتیجیة دفاعیة وبالتالی فهو لیس موجها ضده تحدیدا.

ونقلت صحیفة "السیاسة" الکویتیة عن مصادر عسکریة بریطانیة فی لندن قولها: "أن الأمریکیین طلبوا من الحکومة البریطانیة المشارکة العملیة فی الجهود الأمریکیة الفرنسیة والأوروبیة (الألمانیة والإیطالیة والإسبانیة خصوصا), وبسرعة, لتسلیح الجیش وقوى الأمن الداخلی اللبنانی.

وأضطرت الحکومة البریطانیة برئاسة غوردون براون الاسبوع الماضی إلى الإعلان عن وصول مبعوث دفاعی عسکری بریطانی إلى بیروت الیوم الاثنین للانضمام إلى "المعمعة الغربیة" لتطویر القدرات الحربیة للجیش اللبنانی تمهیدا لقیامه بمهمة تطبیق القرارات الدولیة وتجرید حزب الله من سلاحه.

وکان قادة عسکریون لبنانیون کبار أبدوا استعدادهم الکامل لتنفیذ هذه المهمة قبل مطلع العام المقبل, بشرط حصولهم على الطلبات التسلیحیة بأنواعها المختلفة والمناسبة للوضع الحالی وتدریب ما بین 50 و100 ضابط طیار لبنانیین على أنواع مختلفة من المقاتلات الجویة فی الولایات المتحدة وبعض الدول الأوروبیة.

وذکرت وزارة الدفاع البریطانیة أن بعض هؤلاء الضباط وصلوا فعلا إلى واشنطن وباریس وبرلین وروما ومدرید فی مطلع مایو الماضی للقیام بالتدرب على تلک المقاتلات الذی لا یتطلب أکثر من 3 - 5 أشهر (حتى نهایة سبتمبر)، حیث یعتقد إن ضباط سلاح الجو اللبنانی هم الأکثر والأسرع استیعابا بین ضباط العالم الثالث للطائرات والأسلحة الغربیة کما دلت معظم التدریبات السابقة منذ مطلع السبعینات حتى الآن على ذلک.

وأعربت المصادر الدفاعیة البریطانیة عن اعتقاد خبراء الدفاع الأوروبیین أن "من الضروری تدریب عناصر میلیشیاویة لبنانیة سابقة وحالیة لها خبرة فی حروب الشوارع, وتشکیل فرق من هذه المیلیشیات لتکون ظهیرا للقوات المسلحة اللبنانیة فی حال خوضها حرب نزع السلاح, على الأقل فی حمایة المناطق اللبنانیة المعادیة لحزب الله وإیران وسوریة کی یتفرغ الجیش اللبنانی لهذه الحرب دون الخوف على مؤخرته".

وقدرت تلک المصادر عدد الفرق المدنیة اللبنانیة المطلوب تدریبها هی الأخرى على الأسلحة المطلوبة تحت شعار "أنصار الجیش" بما بین 40 و50 فرقة تتألف الواحدة منها من 100 إلى 200 عنصر بحیث یصل مجموع هؤلاء الأنصار إلى ما بین خمسة آلاف وعشرة آلاف مقاتل یقوم دورهم على تأمین درع عسکریة حول المناطق اللبنانیة المسیحیة والسنیة والدرزیة وعلى انتشار ما بین 2000 و3000 منهم فی مناطق حدودیة مع سوریة لمنعها من إدخال الأسلحة والجنود إلى أراضی لبنان لمساعدة المیلیشیات المسلحة خلال عملیات نزع السلاح".

و فی هذا السیاق کان التقریر السنوی الذی تعده الاستخبارات الإسرائیلیة حول التحدیات التی تواجه إسرائیل، ذکر أن حزب الله أصبح یملک الآن ثلاثة أضعاف ما کان یملکه من صواریخ عند نشوب حرب لبنان الثانیة صیف العام 2006، وأوضح أن الزیادة التی طرأت على مخزون حزب الله الصاروخی لیست عددیة بل هی نوعیة کذلک.

وأضاف التقریر، أن مدى الصواریخ التی یملکها حزب الله الآن أبعد وهی تصل إلى منطقة الکثافة السکانیة المسماة غوش دان والتی تضم تل أبیب والمدن المحیطة بها.

ویأتی تقریر الاستخبارات الإسرائیلیة فی وقت کان معهد دراسات الأمن القومی فی تل ابیب أجرى بحثاً جدیداً تحت عنوان "حزب الله والحرب المقبلة" جاء فیه ان خطورة حزب الله الیوم تکمن فی استکماله إعادة جهوزیته لمواجهة اجتیاح بری إسرائیلی حتى وإن کان أقوى مما شهدته الأراضی اللبنانیة فی الحرب الأخیرة.

وقال معد البحث، أمیر کولیک: إن الحزب أنهى تجهیز نظامه العسکری بواسطة تعزیز وجود قواته شمال نهر اللیطانی، حتى بثمن شراء أراض واسعة لضمان بیئة مساندة وآمنة له وبنى محمیات طبیعیة جدیدة ذات نوعیة مختلفة عن التی أقامها حتى 2006 عند اندلاع الحرب، تشمل أنفاقا واستحکامات.

کما قام الحزب بتقویة قدراته الصاروخیة المضادة للدروع وحیازة صواریخ ذات نوعیة جدیدة ومدى أطول فی إمکانها أن تطال بلدات إسرائیلیة أبعد من تل أبیب أبرزها صاروخ "الفاتح" الذی یبلغ مداه 250 کیلومترا وتعتبره إسرائیل سلاحاً استراتیجیاً.

ورأى معد البحث إن حزب الله بات قادرا على خوض حرب شبیهة بحرب تموز، وأنه یستمد قوته من سوریا ولبنان على جمیع الصعد، ما یجعله قویاً وذا قدرات عسکریة لا یستهان بها.

م/ن/25