خبیر قانونی عراقی : «الموساد» یمارس الانتقام التاریخی
إثر اغتیال 350 عالما نوویا عراقیا وأکثر من 300 استاذ جامعی
خبیر قانونی عراقی : «الموساد» یمارس الانتقام التاریخی
فیما شددت اوساط عراقیة على ضرورة الاهتمام بما ورد فی تقریر الخارجیة الامریکیة حول اغتیال جهاز «الموساد» 350 عالما نوویا عراقیا بالاضافة إلى أکثر من 300 أستاذ جامعی ، اعتبر خبیر قانونی عراقی أن جهاز الاستخبارات الصهیونیة یمارس بذلک نوعا من الانتقام التاریخی .و صرح الخبیر القانونی السید " زهیر کاظم عبود " فی حوار موقع «شباب العراق» على شبکة الانترنت ، ردا على سؤال عن اجراء الموساد الصهیونی على جرائم من هذا القبیل و ما هی طبیعة الموثق القانونی منها حسب اللوائح الدولیة :اولا یمکن القول ان هذه مخالفة قانونیة صریحة ، و القانون الدولی من حیث الاصل و المبدأ عاقب علیها سواء للجانب الصهیونی الذی مارس إرهابا واضحا عبر هذا النمط من القتل الموجه لکوادر وطاقات علمیة او للجانب الامریکی باعتباره یتحمل مسؤولیة قانونیة عن الوضع العراقی تستدعی محاسبته ومحاکمته بهذا الاتجاه .
و اشار هذا الخبیر الى اغتیال العلماء و النقص فی الجامعات بعد احتلال الامریکیین للعراق و اضاف : هناک اکثر من 17 الف استاذ جامعی فی جمیع الحقول العلمیة و الادبیة ترکوا العراق و هم الان فی دول الجوار لا یستطیعون الحصول على وظائف لان الجامعات تحیط بهم و خاصة انهم یتحدثون باللغة العربیة و الدول العربیة لا تستوعب هذا الکم الکبیر من العلماء وبالتالی ترکت هذه الحالة ندوبا على الحالة العلمیة والسیاسیة فی العراق .
و اعتبر السید زهیر کاظم عبود ان التقریر هو بمثابة محاولة للتهرب من المسؤولیة الامریکیة و جورج بوش یعلم علم الیقین بما یحدث فی العراق هو و مخابراته و ال CIA و ال FBI منذ الیوم و لذلک قرر الامریکان و الصهاینة بان یحطموا هذه البنیة العلمیة التی بدورها تساعد لیس فقط الامة العربیة بل و الامة الاسلامیة ایضا فالعراق بلد غنیة و ذو حضارة و لذلک قرروا هدم هذه البنیة العملیة لیسهل لهم قیادة المجتمع العراقی لانه حینما یکون المجتمع جاهلا ، لن یستطیع العلماء تأدیه دورهم حینما یجدوا الجهل یسود الجمیع و لذلک الاموال التی تنفق فی العراق لیس من اجل بناء العلم و انما لتکریس الجهل ومن هنا یعطى لرؤساء العشائر الاف الدولارات و هذه الفئة من المجتمع العراقی هی الفاعلة فیه و لیس العلماء او الاساتذة لذلک ارى ان المسئول عما یحدث فی العراق هو الاحتلال ودوره التخریبی .
و أضاف: نحن الان امام معضلة انسانیة امام غیاب دور عربی فاعل واعتقد ان الهدف الصهیونی هو الانتقام التاریخی من العراقیین وذلک بسبب السبی البابلی للیهود و للدور العراقی الرائد فی مواجهة الصهیونیة ودوره فی الحروب العربیة ضد الاحتلال الصهیونی . و ارید ان القى الضوء على ان الذی حدث فی العراق هو تدمیر کامل لکامل الشواهد العراقیة المرتفعة رغم الزمن منذ 5 الاف عام قبل المیلاد عندما دخلوا العراق ترکوا هذه العصابات تفسد فی الینبوع البابلی السومری الفارسی العربی الاسلامی وصولا الى العلماء فی دار الحکمة شبیها بما جرى على ید هولاکو عندما دمر دار الحکمة عام 1258 اما بالنسبة لماذا هم یریدون هذه الرقعة بعیدة تماما عن الزمان و المکان و بالنسبة للسؤال الذی تقدمتم به نحن نعلم جیدا ان فی التاریخ و الاساطیر الصهیونیة ان هناک ما یسمى بعقدة بابل استنادا الى التاریخ العراقی و الممالک الیهودیة التی بنیت على ارض فلسطین منذ 3 الاف عام قبل المیلاد و الدور العراقی فی هذا و اعتقد ان کتاب جونک کولی تواطؤ ضد بابل یعبر عن ذلک و العشرات ایضا من الکتب و الشواهد التی تتکلم عن هذا الموضوع و لذلک ضرب العراق بسبب مسلة حامورابی و حدث له ما حدث و تعود الکرة الان على العلماء و تابعنا جمیعا کیف ان الاستغاثات کانت تنطلق من کافة المدن العراقیة و تابعنا جمیعا کیف دمر متحف الموصل الحدباء و البصرة و عشرات دور الکتب و الاطباق الثمینة و النفیسة فی بغداد و کل ذلک یدور حول ذات الهدف و هو الغاء التاریخ و الزمن وتدمیر دور الحکمة العراقیة اما بالنسبة لکیفیة دخول الموساد مع قوات الاحتلال الجواب واضح و ذلک اذا عدنا الى حکومة بریمر کان فیها العدید من الاسماء المعلنة الذین اما کانوا موالین لاسرائیل او من الصهاینة او من ذو الاصول الفکریة الصهیونیة و هذا الامر واضح لکل متابع و باحث .
و رأی هذا الخبیر ان هناک توافقا بین الولایات المتحدة و اسرائیل من اجل زج عناصر الموساد داخل العراق لاتخاذهم مقرات والتحرک لاغتیال العلماء العراقیین و قال : بلا شک هناک رؤیة مشترکة و هناک استراتیجة صهیونیة تنفذها امریکا و الموساد الصهیونی عندما نرید ان نتحدث عن الجرائم التی ارتکبت فی العراق فان هذا امر قد یطول شرحه و حین نتذکر منذ عام 1990 و 91 مسلسل الابادة الجماعیة التی حدثت من خلال الحصار و مذکرة التفاهم النفط مقابل الغذاء کانت هناک منظمات دولیة فاسدة تدیر هذا المشروع وکان فی المقابل نظاما دیکتاتوریا موجود فی العراق یسرق قوت الشعب و وصل الامر الى انه لا توجد حقنة دواء او ادویة بسیطة لعلاج امراض بسیطة یعانی منها الاطفال العراقیون مع العلم بانه کان هناک طوقا امنیا و سیاسیا و اقتصادیا امریکیا اسرائیلیا غربیا على هذا البلد . و کان هذا البلد یتضور جوعا بالاضافة الى خضوعه لنظام دیکتاتوری و کان العالم باکمله یشاهد هذه الابادة و کان یفتخر البعض بانه یرسل الى العراقیین کمیة من الدواء او غیره لبلد غنی بالثروات و هذه الحرب تحدیدا واحدة من اهدافها الاساسیة التی تحملها هی نظریة امن اسرائیل و هذا المفهوم یعنی تحصین اسرائیل من ای فعل او ردة فعل او ای تطور بامکانه ان یلحق الاذى بهذا الکیان و وجود العلماء فی مجال الطب الهندسة و فی مجال الذرة تحدیدا و هم الشریحة الاکثر طلبا فی الولایات المتحدة و اسرائیل و فی الغرب یشعر من خلالها المواطن الاسرائیلی بعدم الامن و عندما یصبح وجودهم غیر مرعوب فیها و شاذة و یتعارض من نظریة امن اسرائیل فیجب ان ینهی عمله و اذ لم یکن یرغب فی العمل معهم فی ای خط من الخطوط التی تکون موالیة لاسرائیل او الى من یتبعها فبالتالی یصفى و العرب جمیعهم الان و العالم الذی قف فی الجانب المضاد الى اسرائیل مهدد فی وجودة التبعیة العلمیة و التبعیة الاقتصادیة و احتکار التکنولوجیا مبدئ غربی نشأ علیه النظام الراسمالی و نحن کدول العالم الثالث کما یحلو له ان یسموه یجب ان نظل اسواق مفتوحة و موارد للخیرات لتطویر الصناعة الغربیة و فی المقابل ای اخلال بهذه البنود الثلاثة لیخرجها عن الخدمة ففی المقابل سندفع الثمن غالیا ومن هنا کان هناک مسلسل للتأمر على حیاة العراقیین وما مسلسل التفجیرات التی تطال المدنیین الاجانب اخر من مسلسل الاستهداف الصهیونی الامریکی لارواح العراقیین الابریاء.
هذا و دعت اوساط سیاسیة عراقیة و مؤسسات المجتمع المدنی الی فتح تحقیق فی موضوع لإغتیال العلماء والاساتذة العراقیین ومحاسبة الجهات التی ساهمت او شارکت فی قتلهم . کما دعت هذه الاوساط الى تقدیم شکوى ضد الولایات المتحدة الامریکیة لکونها سهلت للموساد الصهیونی بالقیام بهذه العملیات و قتل الکوادر العراقیة .
ن/25