دور اسرائیل و آمریکا فی إضطرابات باکستان

بعد استقلال باکستان عام 1947 و الإعتراف بها کبلد مسلم فی العالم الإسلامی کان هذا البلد محطة إضطرابات و انتقال السلطة من شخصیة إلى اخرى بطرق غیر دیموقراطیة. و رغم أن الدستور الباکستانی یؤکد بأن الأحزاب  تستطیع أن تمتلک السلطة السیاسیة عن طریق الحصول علی أغلبیة الأصوات البرلمانیة الا ان تواجد المؤسسات العسکریة أدى دوما الی هشاشة هذه السلطة.

 و تقیم فی باکستان طوائف مختلفة حیث أن نفوذ القوی الإستعماریة و منها بریطانیا و أمریکا فی داخل هذه الطوائف تسبب فی ان تصبح باکستان محطة لخلق الأزمات رغم یقظة الساسة فیها کما أن القوی الأجنبیة تقوم بإستخدام هذه الطوائف لإشعال الفتن و الأزمات فی أی زمن ممکن.

 إن ما یثیر إهتمام المحللون فی إضطرابات باکستان هو القدرات النوویة لهذا البلد حیث ان باکستان بعد مضی بضعة أشهر من حصول الهند علی تقنیة إنتاج القنبلة النوویة أستطاعت الحصول علی هذه التقنیة وتزوید جیشها بها و مزودة الیوم بترسانة نوویة و وجود هذه الترسانة فی المنطقة تعتبر أکثر اضطرابا و مکانا لتواجد طالبان و القاعدة و یثیر القلق أکثر من قبل بشأن التطورات السائدة فی باکستان.

إن الأعلام و الأجهزة الأمنیة الغربیة و خاصة الصهیونیة تدعی بأن طالبان و القاعدة تحاولان الحصول علی القنبلة الذریة لإستخدامها ضد أهدافهم التی یرسمها الأعلام الغربی و یحاول إثارة الرأی العام الغربی عن طریق التخویف من طالبان المزودة بالقنبلة الذریة حسب زعمه و من جهة أخری یشیر هذا الأعلام بطرق مختلفة الی عجز الجیش الباکستانی من الحفاظ علی منشآتها النوویة فی حال أن الجیش الباکستانی یعلن أنه مستعد لحمایة منشآته النوویة حیث تم إنفاق أکثر من 100 ملیون دولار لتأمین هذه المنشآت.

فی الحقیقة أن ما یثیر قلق الغرب و خاصة الکیان الصهیونی هو وجود بلد مسلم و مزود بالقدرات النوویة من شأنه أن یشکل حاجزا کبیراٌ أمام سلطویة الغرب و الصهاینة فی المنطقة. و رغم أن الغرب ساعد باکستان للحصول علی القنبلة النوویة مقابل تعاونها مع الغرب لمواجهة الاتحاد السوفیتی فی أفغانستان و کما ان الأخبار تدل علی أن الغرب (الجیش الأمریکی) یقوم بالحفاظ علی القواعد النوویة الباکستانیة ، لکنه و بالنظر الی موجة الیقظة الإسلامیة المنتشرة فی أنحاء العالم الإسلامی والتطورات السیاسیة و الدیموقراطیة الأخیرة فإن احتمال ارتفاع سلطة المؤسسات المدنیة و خاصة التیارات الإسلامیة فی ظل التطورات الحزبیة فی باکستان سیزداد و فی حال حدوث امر کهذا و الذی لایستبعد حدوثه فلا شک أن وجود قوة نوویة مسلمة ستشکل حاجزاً أمام طموحات الغرب فی المنطقة و قاعدتها الرئیسیة اسرائیل خاصة و إن الشعب الباکستانی یحظی بأواصر  ثقافیة و حضاریة عمیقة مع الدول الإسلامیة الاخرى و خاصة الدول الإسلامیة غیر العربیة کإیران کما أن أمریکا و اسرائیل قد أدرکتا أن باکستان القویة الی جانب الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة سوف تأتیان بمصالح کبری لهذین البلدین و العالم الإسلامی و لهذا السبب یزعمون أن باکستان یجب أن لا تحصل علی الأمن الذی یمهد الأرضیة للتطویر الراسخ و القوة لها و بناء علی هذا فإن موجة الهجمات الإعلامیة و الدبلوماسیة المزعومة حول خطر الطالبان و القاعدة  الذریة و عجز الجیش الباکستانی فی الحفاظ علی منشآت باکستان النوویة حیث انها و فی الحقیقة تأتی فی إطار تمهید الأرضیة للهجوم الأمریکی و الصهیونی ضد هذه المنشآت و تدمیرها خاصة أن سیاسة تجزءة  البلدان الاسلامیة تعتبر من السیاسات الخفیة الغربیة فی مواجهة العالم الإسلامی و أن باکستان و بسبب مکانتها فی العالم الإسلامی لم تستثنى من هذا الموضوع و کما نری أن القوات الخاصة الأمریکیة و الإسرائیلیة منتشرة منذ عامین فی جزیرة دیغوغارسیا و التی تبعد 3700 کیلومتراً من الشواطئ الباکستانیة فإن هذه القوات مستعدة للهجوم علی المنشآت النوویة الباکستانیة و تدمیرها.

 و أخیراً بالنظر الی نفوذ أجهزة المخابرات و التجسیس الأمریکیة و الإسرائیلیة و البریطانیة بین بعض التیارات و الطوائف الباکستانیة یرى المحللون أن الإضطرابات الأخیرة فی باکستان تمت بالتخطیط و توجیهها من قبل هاتین الدولتین حتى تحصلان علی هدفهما أی نزع باکستان من الأسلحة النوویة فی وقت مناسب و خاصة أن دعم الشعب الباکستانی المسلم للشعب الفلسطینی یزداد مقارنة مع الدول المسلمة غیر العربیة الأخری فینا عدى ایران یوما بعد یوم ، الأمر الذی یثیر قلق أمریکا و اسرائیل رغم أنهما حاولا مراراً طوال السنوات الأخیرة أن یزیلا قبح إقامة العلاقات مع اسرائیل لدی الرأی العام  لکن الشعب الباکستانی و رغم مواجهته مشاکل عدیدة إلا أنهم متأثرون بالقضیة الفلسطینیة و لن یسمحوا لتحقیق هذا الهدف أی إقامة العلاقات مع الکیان الصهیونی.

م/ ن/25