qodsna.ir qodsna.ir

هذا الرئیس بوش.. یا عجبا!..

بدلا من إحالته على محکمة لاهاى الدولیة لیحاکم على جرائمه فى العراق، یُستقبل بوش فى الدول العربیة کبطل فاتح، وکمشرّع للدیمقراطیة.

إنه غریب جدا هذا الموقف العربى الرسمی، وهو مبتذل ونقیض للعناصر التراثیة فى النضال العربى الذى قادته الطلائع المفکرة والمکافحة، والشعوب من المحیط إلى الخلیج.

فالرئیس بوش الأب ضحک من الأنظمة العربیة التى تجندت وراءه لتحطیم العراق باسم الدفاع عن الکویت، ومن ثم خدعها فى مؤتمر مدرید حیث أنه لم یعط الجولان للرئیس الراحل حافظ الأسد، ولا الدولة الفلسطینیة لعرفات.

وبالعکس فقد قام بتدمیر آخر شعرة کانت تربط عقد التضامن العربی.

وها هو ابنه یواصل ترسیخ إنجازاته على قدم وساق.

فوالده رحل من البیت الأبیض ولم تقبض الأنظمة العربیة منه سوى الکلام الفارغ.

وسوف یرحل ابنه المدلل دبلیو بوش قریبا إلى مزرعته بتکساس وسوف یختلى خلوته الهادئة هناک ولن یقبض الحکام العرب منه شیئا یذکر.

ففى هذا الأسبوع أعلنت زوجته أنها وزوجها سیتفرغان جملة وتفصیلا لتحضیر عرس ابنتهما لتزویجها.

ومن المؤکد أن حلفاهء العرب قد شرعوا فى تهیئة سلة الهدایا لهذه العروس التکساسیة.

ومن المؤکد أیضا أن هؤلاء الحلفاء قد شرعوا فى التدرّب على آخر صیحة فى الرقص لیظهروا فى الحفل الراقص فى عرس قبیلة بوش، وهم أکثر خفة، ورشاقة، وطیرانا فى الهواء.

*****

هذا الرئیس بوش عجیب فعلا.

إنه من أکثر الحکام الغربیین نفاقا وتشویها للدیمقراطیة فى العالم.

فقد وعد العراقیین بالحریة، والازدهار فإذا به یحول العراق إلى مسلخ ومعتقل مظلم للتعذیب، مکبل بالسلاسل.

قال بأنه سیحمى الدیمقراطیة فى کل مکان وزمان، وعندما فازت قائمة حماس بالانتخابات هب مثل عاصفة وحشیة معلنا أن الحریة فى خطر، ومن ثم لعب على جمیع الحبال حتى قضى على نتائج تلک الانتخابات وأسقط الحکومة المنتخبة شرعیا مستخدما فى ذلک العصا الغلیظة وحلفاءه العرب والروم ومنهم شلة داخل السلطة الفلسطینیة.

قال بأنه سیحمى السیادات الوطنیة، ولکنه سرعان ما نکث العهد فى یوغوسلافیا.

لقد وقف أمام العالم مع انفصال کوسوفو دون أن ینتظر موقف الشعب الیوغسلافى من هذا الانفصال فى تلک اللحظة التاریخیة.

فى هذا السیاق یدعم الرئیس بوش إسرائیل لتدوس على سیادة لبنان فى مزارع شبعا المحتلة.

وفى ذات الوقت نسمعه یتحدث عن ضرورة احترام سوریا لسیادة لبنان علما أن سوریا ذاتها تعانى من احتلال إسرائیل لأراضیها فى الجولان.

فالرئیس الحریص على الدیمقراطیة یعادى جمیع حرکات التحرر ومقاوماتها الوطنیة علما أن قوانین الأمم المتحدة تحرم احتلال واستعمار هذه الدولة لتلک الدولة، أو هذا الشعب لشعب آخر.

نعم، فالرئیس بوش البراغماتى حتى آخر قطرة من دمه قد تمکن من إعادة شبح الاستعمار إلى التاریخ المعاصر.

وها هو یلطخ وجه الحریة بالدماء، وینشر الفوضى الخانقة فى کل مکان!..

( المقال للکاتب أزراج عمر )

ن/25


| رمز الموضوع: 142739