qodsna.ir qodsna.ir

زعیم عربى وأولمرت والسلطة تدارسوا العدوان على غزة؟!

ذکرت تقاریر إعلامیة أن رئیسا عربیا بارزا، وشخصیة فلسطینیة کبیرة من فریق السلطة اتفقا مع ایهود اولمرت رئیس وزراء  الکیان الصهیونی على تنسیق مواقفهم حیال العدوان الإسرائیلى الأخیر على قطاع غزة، وذلک بالتزامن مع کشف مجلة "فانیتى فییر" الأمیرکیة تفاصیل موثقة للدور الأمیرکى فى المخطط الذى استهدف حماس، ما اضطر الحرکة، وفقا لذات المجلة إلى حسم الموقف عسکریا لصالحها فى قطاع غزة.

الاتفاق الثلاثى الآنف الذکر، وفقا للتقاریر، تم قبل بدء العدوان الإسرائیلى على غزة بأیام وقبیل زیارة وزیرة الخارجیة الأمیرکیة کوندولیزا رایس إلى المنطقة.

وتعتبر التقاریر أن "حماس"، وعموم الفصائل المقاومة فى غزة، نجحت فى إلحاق هزیمة عسکریة بالقوات الإسرائیلیة المعتدیة، مستندة فى ذلک إلى تصریحین لکل من ایهود اولمرت، وآفى دختر وزیر الأمن الإسرائیلی.

اولمرت قال "إن إسرائیل لن تهاجم قطاع غزة إذا توقف إطلاق القذائف الصاروخیة باتجاهها"، معلنا بذلک موافقة غیر مسبوقة على مبدأ الهدنة. فى حین کان دیختر أکثر وضوحا وهو یعلن فى اجتماع مجلس الوزراء أن صواریخ المقاومة الفلسطینیة مازالت تنهمر بکثافة أکبر من ذى قبل.

وقال دختر، الذى نجا من موت محقق بعد أن سقط صاروخ فلسطینى بجواره عندما کان فى زیارة لمستوطنة "سدیروت" وجرح مرافقه الشخصى "لم یتوقف إطلاق الصواریخ ولم تتوقف النیران ضدنا، ولم نحقق الردع المطلوب، فما الذى تغیر علینا فى قطاع غزة؟".

وأضاف: "إن مدى الصواریخ صار أبعد من ذى قبل ووصل إلى عسقلان وإلى نتیفوت "القریبة من اسدود" وأصبح الآن 250 ألف إسرائیلى تحت مدى الصواریخ الفلسطینیة بدلاً من 125 ألفاً".

وتحت عنوان "قنبلة غزة" تحدثت المجلة الأمیرکیة عن تفاصیل المخطط، بعد أن أکدت أنها حصلت على وثائق سریة مؤکدة من مصادر فى وزارة الخارجیة الأمیرکیة، ومسؤولین فلسطینیین:

تکشف النقاب عن خطة سریة مصدقة من الرئیس الأمیرکى جورج بوش شخصیاً سعت لتنفیذها وزیرة الخارجیة "کوندولیزا رایس" ومستشار الأمن القومى "إلیوت أبرامز" بهدف إشعال حرب أهلیة فلسطینیة من خلال تعزیز قوات من حرکة "فتح" بالأسلحة وبوصایة أمیرکیة للقضاء على "حماس".

واعتبرت المجلة أن الإدارة الأمیرکیة دعمت مقاتلى "فتح" "الأمر الذى حرض "حماس" على أن تحکم سیطرتها على غزة".

واستندت المجلة بشکل کبیر فى الکشف عن تفاصیل الخطة إلى التصریحات الخاصة التى أدلى بها "دایفد وورمسیر" والذى استقال من منصبه کمستشار لنائب الرئیس الأمیرکى "دیک تشینی" لشؤون الشرق الأوسط بعد أحداث غزة، لـ"دایفد روز" محرر المجلة الذى تنقّل بین غزة ورام الله وتل الربیع "تل أبیب" والقاهرة وواشنطن، حاصلاً على وثائق مهمة واعترافات، أبرزها من شخصیة فلسطینیة قیل إنها تولت الإشراف على تنفیذ الخطة الأمریکیة.

ما دفع وورمسیر للکشف عن المخطط الأمریکى الفتحاوى الذى تورطت فیه إدارته جاء لأنه "مستثارٌ من السیاسة الدیمقراطیة لإدارة بوش". وقال لذات المجلة: "هنالک تناقضٌ مذهل بین دعوات الرئیس "بوش" للدیمقراطیة فى الشرق الأوسط، وسیاسته هذه"، واستطرد قائلاً: "إنها تعارضها بشکلٍ مباشر".

وکشف الصحفى الأمیرکى روز أن مسؤولین فى الإدارة الأمیرکیة أبلغوه بأن هناک من نصح بالإسراع بتعیین "رجل قوی" عوضاً عن حل المشاکل مباشرة، وهو الأمر الذى أدى إلى الأخطاء التى حدثت فى غزة، فى إشارة إلى القیادى الفلسطینى الذى کانت تسمیه بعض وسائل الإعلام بالرجل القوى فى غزة.

وحسب المجلة، فقد لام جون بولتون السفیر السابق بالأمم المتحدة، المعروف بتطرفه، رایس. وقال للمجلة "ما حدث فشل مؤسساتی، وفشل فى الإستراتیجیة"، متهماً رایس أنها "کآخرین فى الأیام الأخیرة من هذه التظاهرة، تبحث عن میراث".

وبحسب التحقیق؛ فإن الإدارة الأمیرکیة التى فوجئت بفوز "حماس" فى الانتخابات التى فرضها بوش، رغم رفض "فتح" لها، بدأت العمل لإطاحة حکم الحرکة بعد فوزها مباشرة بالتعاون مع قیادات "فتحاویة".

الخطوة الأولى فى الخطة الأمیرکیة کانت الشروط التى فرضتها "الرباعیة الدولیة" للاعتراف بحکم "حماس"، وهى الاعتراف بالکیان الصهیونی، ونبذ "العنف" "المقاومة"، والاعتراف بالاتفاقات السابقة والموقّعة. ورفض الحرکة للشروط أدّى إلى قطع المساعدات الدولیة عن السلطة الفلسطینیة.

ویورد التقریر ما دار فى اجتماع بین عباس ورایس فى الرابع من تشرین الأول/أکتوبر عام 2006 فى مقر المقاطعة. وینقل عن شهود خلال الاجتماع قولهم إن نبرة وزیرة الخارجیة کانت حادة وهى تقول لعباس إن "عملیة عزل حماس لا تؤتى نتیجة".

وأبلغته أن واشنطن تتوقع منه "حل حکومة إسماعیل هنیة فى أقرب وقت ممکن وإجراء انتخابات جدیدة".

وتنقل المجلة عن مسؤولین فلسطینیین قولهم، إنه خلال الاجتماع، الذى تمّ فى شهر رمضان، وافق عباس على القیام بذلک فى غضون أسبوعین. لکن بعد جلوسه إلى رایس فى مأدبة الإفطار، طلب عباس من الوزیرة الأمیرکیة مهلة أسبوعین إضافیین. وبعد مغادرتها الاجتماع قالت رایس لمرافقیها، بحسب المجلة، "هذا الإفطار اللعین کلّفنا أسبوعین إضافیین من حکم حماس".

وکشف روز عن ثلاث مذکرات سریة تصف الخطة، أولاها مذکرة "أخذ المواقع" والتى أعدتها وزارة الخارجیة الأمیرکیة لـ"جایک والاس" القنصل الأمیرکى العام فى القدس.

فقد قابل والاس رئیس السلطة محمود عباس فى رام الله فى 2006 مخلفاً وراءه مخطوطة تطالب عباس بأن یحل الحکومة التى شکلتها حرکة "حماس" بعد فوزها فى حال لم تعترف بـ"الکیان الصهیونی"، معطیةً إیاه "عباس" وعداً من الولایات المتحدة بإرجاع تدفق الأموال إلیه فى حال نفذ الطلب.

وفیما کانت حرکة "حماس" توقع مع رئیس السلطة محمود عباس اتفاق مکة فى مکة ویشکل الجانبان أول حکومة وحدة وطنیة؛ کانت السلطة تتحرک ضمن خطة عمل رسمتها الإدارة الأمیرکیة للقضاء على "حماس" وإضعافها وإسقاطها عن شرعیتها.

وتؤکد المجلة: "کانت هذه مبادرة قد بدأت، کما ذکرت مصادر فى الخارجیة الأمریکیة فى آذار/مارس 2007 مخطوطات متتالیة کانت آخرها تبدو وکأنها مصورة من قبل السلطة الفلسطینیة واضعةً خطةً تقتضى إقامة عباس حکومة وحدة وطنیة من جانبه فقط، معتمداً على اتفاق أمنى قیادات السلطة و"الجنرال دایتون" لتعزیز قوة "فتح".

وما کانت تقوله "حماس" باستمرار عن برامج التدریب والتمویل وکانت السلطة تنفیه باستمرار کشفت عنه المجلة الأمیرکیة من واقع الوثائق من داخل الإدارة الأمیرکیة.

وحسب المجلة؛ فقد بدأت الولایات المتحدة فى تلک الفترة فى وضع خطة سریة أطلقت علیها تسمیة "کونترا-2" أوکل تنفیذها إلى رایس وإبرامز، وتستهدف تدریب خمسة عشر ألفاً من مقاتلى "فتح"، ودعمهم بالسلاح والمال بالتنسیق مع الجنرال کیث دایتون، المنسق الأمیرکى الخاص لإصلاح أجهزة أمن السلطة الفلسطینیة.

لکن مع تعثر تمریر المبلغ عبر الکونغرس، لجأت الولایات المتحدة إلى مصدر تمویل آخر هو الدول العربیة، ومن هنا أخذت الخطة اسم "إیران- کونترا 2"، إذ إنها کانت شبیهة بفضیحة بیع الأسلحة لإیران فى مقابل دعم المتمردین ضد نظام حکم الساندینستا فى نیکاراغوا.

واستناداً إلى المجلة؛ فإن الدول العربیة الأربع التى اعتمد علیها تنتمى کلها إلى مجموعة 6 + 2 التى عرفت بمجموعة الاعتدال العربی. وقد اجتمعت رایس مع وزراء خارجیتها، الذین وافقوا على تولى التدریب والدعم المالی.

وقد جمع بالفعل مبلغ ثلاثین ملیون دولار کما رصدت الولایات المتحدة أکثر من ملیار دولار للدعم خلال خمس سنوات، وقد تبع ذلک نقل کمیات من الأسلحة فى شاحنات من مصر والأردن إلى مقاتلى "فتح" فى غزة.

کما دعت الخطة إلى تعزیز قوات "فتح" الأمنیة بـ15 ألف عنصر وإضافة 4700 عنصر مدرب تدریباً عالیاً تضمهم سبع کتائب جدیدة کونت ما سمى حینها "القوة التنفیذیة" التابعة لحرکة "فتح"، وهم العناصر المدربة فى الأجهزة الأمنیة وجمعهم فى کتائب بقیادة موحدة مع توفیر دورات تدریب فى دول مجاورة وتزویدها بالأسلحة للقیام بمهماتها الأمنیة، حیث سافر المئات إن لم یکن الآلاف منهم بالفعل. وتقول الخطة إن الأموال التى تحتاجها تبلغ 1.27 ملیار دولار لخمس سنوات.

ن/25


| رمز الموضوع: 142719