مجزرة أطفال ونساء فی غزة

یا هؤلاء کلکم هذه لحظة تاریخیة مزدحمة بالرعب والقلق ، مترعة بدماء أهلنا وأولادنا وأطفالنا فی غزة ونحن نشاهدها علی شاشات التلفزة.

یا زعماء الأمة وقادتها حشود عسکریة بحریة أمریکیة علی تخوم سوریة ولبنان وغزة تنتظر لحظة الانقضاض علی هذه الأمة وانتم فی تطاحن تنعقد القمة العربیة أو لا تنعقد، ینتخب رئیس لبنان قبل القمة أو لا ینتخب، إسرائیل تعلنها حربا محرقة مفتوحة لا هوادة فیها ضد أهلنا فی فلسطین. والحق ان الإنسان العربی لا یرید إدانة عربیة لما تفعله إسرائیل ضد أهلنا فی غزة، لا نرید إعلان تعلیق المفاوضات التی تجریها السلطة فی رام الله مع قادة الغزوة الصهیونیة، نرید أقوالا مقرونة بالأفعال.

فی الجانب الفلسطینی نرید وحدة وطنیة صادقة للتصدی للعدو الصهیونی وعملائه فی الداخل. نرید الارتفاع بمصلحة الوطن فوق المصالح الشخصیة، إن القیادات الفلسطینیة فی هذه اللحظة مطالبة قبل غیرها بمواجهة العدوان بکل ما یستطیعون من قوة وأعظمها وحدة إرادة المقاومة ووحدة الموقف من العدو. نرید أن نسمع بیانا فلسطینیا یصدر من رام الله یلغی کل قرارات العزل والمنع وقرارات إلغاء کل أوراق تصدر من غزة والعودة إلی الحالة الوحدویة للشعب، ومن غزة نرید استجابة وطنیة لمطالب التعالی فوق الجراح، وعودة الأمور إلی طبیعتها دون عودة الطابور الخامس وأصحاب الفساد ورواده إلی ما کانوا علیه، ودون عودة الصهاینة لیتحکموا فی معابر الوطن الفلسطینی وخاصة بین مصر العروبة والجنوب الفلسطینی المحتل.

عربیا مطلوب نجدة الأهل فی فلسطین ـ غزة ـ بالدواء وکل المستلزمات الطبیة، نرید استخدام الإسعاف الطائر لنقل الجرحی إلی مشافی الدول العربیة ذات الخبرة فی علاج جراح الحروب وحروق الأسلحة المحرمة دولیا، نرید زیادة سیارات الإسعاف وتزویدها بالوقود والطواقم الطبیة المدربة، نرید تفعیل الرأی العام العربی لیساند مواقف الأنظمة العربیة فی أی قرار ایجابی لمواجهة الغطرسة الصهیونیة.

یا قادة امتنا العربیة، هل الحمیة العربیة، والنخوة والشرف فقدت من قاموس لغتنا وانعدمت من ضمائرنا وممارساتنا، هل ضربت علینا الذلة والمسکنة، هل امتنا المکلفة من الله عز وجل بحمل الرسالة الهادیة إلی الحق إلی کافة الخلق تستحق هذا الازدراء والاهانة وانتم تنظرون؟

یا قادة امتنا العربیة، إن صفوف المعارضة الوطنیة لممارساتکم وممارسات موظفیکم تزیدکم قوة ولا یجب أن تخیفکم، المعارضة الوطنیة لیس نموذجها المعارضة العراقیة التی أودت بالعراق إلی الهاویة وتآمرت علی الوطن والنظام وأصبح الوطن العراقی ساحة لکل باغ، والمعارضة الوطنیة لیس نموذجها المعارضة السودانیة فی ولایة دارفور التی ارتبطت بالکیان الصهیونی للعمل ضد وطنها وسیادته وفتحت مکاتب لها فی تل أبیب. المعارضة الوطنیة هی التی تعینکم علی کشف ما خفی عنکم من فساد وعمالة یمارسها رجالکم لصالح أعدائکم وأعداء الوطن بکامل ترابه وسیادته.

یا ولاة الأمر فینا، بایعناکم لتحمونا من سطوة الأعداء ولحمایة سیادة أوطاننا، بایعناکم لا لتحتقروا إرادتنا وتفضلوا استرضاء الاعداء عن استرضاء شعبنا العربی، اجعلوا البترول فی خدمة أمتکم لا فی خدمة ورضا أعداء هذه الأمة، سخروا کل موارد هذه الأمة من المحیط إلی الخلیج لصالح امتنا العربیة والإسلامیة کما تفعل أمریکا فی تسخیر کل عوامل الإنتاج لصالح مصالحها القومیة، إنها تفرض المقاطعة الاقتصادیة والتکنولوجیة وحتی قبول الطلاب فی الجامعات الأمریکیة فی کثیر من التخصصات الدقیقة علی کل دولة تعتقد أمریکا أنهم لا یسیرون فی فلکها فلماذا نرضی بالدونیة فی حق امتنا.

یا عرب الزمان، لا یشغلکم عن غزة وما یجری علی ترابها شاغل، لا تنشغلوا عن الشعب فی العراق وسوریة ولبنان والسودان بمن قتل الحریری او سرعة انتخاب رئیس للبنان، إن الشر یحیط بکم من کل مکان فاحذروا کید الشیطان الأکبر ومکر الصهاینة وإلا فأنکم إلی الهاویة سائرون.

( المقال لمحمد صالح المسفر )

ن/25