qodsna.ir qodsna.ir

غاب جسد عماد وروحه سکنت فینا

 کتب الکاتب  والباحث الدکتور عمر عبد الهادی فی مقال استلمته وکالة قدسنا :

لقد غیب الموت جسد عماد مغنیّه ذلک العملاق الذی کان جندیا مجهولا ثم نال الشهرة بعد إستشهاده , فلم ارى فی حیاتی ولا أحد غیری رأى عملاقا مثل عماد ,عمل فی الخفاء کالضمیر المستتر فصنع المعجزات والانتصارات الکبرى من غیر أن نراه أو نشعر بوجوده , ما علمنا أن أحدا أنکر ذاته کما أنکرها عماد فلا شهرة أغرته ولا جاه ولامال , ما کل هذه العظمة وهذه البطولات أیها الشهید !!... لم لم تطل علینا یوما قبل استشهادک ؟ لنطرح علیک السلام ولکی نتمتع بإطلالتک البهیة ونسعد بمشاهدة وجهک الجمیل ونقبلک ونتبارک فیک ومنک , ذهبت یا عماد شهیدا الى جوار الأنبیاء والصدیقین... ذهبت لتضیف جمالا إضافیا لجنان الله. هنیئا لک یا ابن حزب الله وابن العروبة والإسلام .

  تعرفت الجماهیر العربیة والمسلمة على عماد مغنیة بعد استشهاده لکنها ذرفت دموعها لفراقه وغیابه فبکته کما تبکی حین تفقد اولادها أوآباها وما سمعناه من  سید المقاومة السید حسن نصر الله خفف من مصابنا, لقد عض السید على جرحه ونجح فی الإفادة من شهادة مغنیّه فحولها الى دافع قوی للصمود وتعزیز للإستعدادات الجاریة من أجل المواجهة القادمة المؤکدة مع العدو الصهیونی صاحب الید التی غدرت بالحبیب عماد. ولا شک أن استشهاد مغنیّه دشن مرحلة جدیدة فی صراعنا مع العدو الصهیونی فحربنا معه قد تصبح مفتوحة والمواجهة اصبحت تتسم بالخطورة الفائقة , لکنها سوف ترسم الخط البیانی المتناقص والهابط لوجود دولة اسرائیل, إن روح الشهید عماد صنعت واقعا جدیدا ولغة جدیدة , انها اللغة التی تتحدث عن حتمیة وقرب زوال اسرائیل حیث تترسخ القناعة بهذه الحتمیة یوما بعد یوم والکلام عن زوال اسرائیل اصبح أکثر التصاقا بألسنة أحرار الأمة . 

 لقد غاب جسدک یا عماد لکن روحک لم تغب لأنها سکنت فینا وهی ترافقنا فی صحونا ونومنا . بطولاتک ونکرانک لذاتک صنعت تغییرا عمیقا فی داخلنا وجعلت منک أنموذجا نقتدی ونفتخر به ولک فی اعناق الأحرار جمیلا ودینا لا یؤدونه لک سوى بتقدیم أرواحهم وأموالهم من أجل تحریر البلاد والعباد ولخدمة العقیدة. وأعلم أیها الشهید السعید أن أمک (أم البنین) أطال الله فی عمرها , التی قدمت أولادها الثلاثة شهداء من أجل الوطن والعقیدة هی أمّا لنا جمیعا إنها أمّا لجمیع أحرار الأمة . وأخیرا لا یسعنی إلا ان أدعو الله وأتوسل الیه کی ننال نحن وأبناؤنا الشهادة من أجل أن نجاورک فی الآخرة لننعم برفقتک وإطلالتک التی حرمتنا منها فی هذه الدنیا الفانیة وبذلک نفوز فوزا عظیما .

ن/25


| رمز الموضوع: 142709