qodsna.ir qodsna.ir

دماء أبناء غزة أکرم عند الله من حجارة الکعبة

جاء فی الأخبار أن واحدة من بنات صهیون قدمت إلى أطهر بقاع الأرض إلى أکناف مهبط الوحی ومولد النبی العظیم صلى الله علیه وسلم وإلى مشارف المدینة البهیة المنورة ، جاءت فی لباس صحفیة لجریدة ایدیعوت أحرنوت ، وعلى متن طائرة الرئیس الأمریکی جورج بوش الابن الذی أعلن بعظمة لسانه الحرب الصلیبیة علینا ، وقال أنه یأسف لأنه لم یشارک فی الحروب الصلیبیة الأولى فعوضه الرب بحرب صلیبیة یکسر فیها شوکة المسلمین الإرهابیین .

والصحفیة أورلی أزولای الیهودیة الصهیونیة عادت من رحلتها لتبشر الشعب الیهودی بأن التغییر قادم فی السعودیة لا محالة وقریب جدا وأن روتانا هی رأس الحربة فی سلاح التغییر ، ووصفت لنا السراویل الضیقة جدا السوداء اللون التی تبدی مفاتن موظفات ومدیرات سمو الأمیر الولید بن طلال الذی یملک روتانا ویملک معها 29 ألف ملیون دولار جمعها بعرق جبینه وهو یعمل بالحلال ، وحدثتنا الصحفیة عن المکارم والتبرعات التی یقوم بها الولید لهیئات أمریکیة وأوروبیة وکأن لا أطفال یموتون جوعا فی غزة ولا نساء تموت من ضعف التغذیة فی السودان وکأن الیمنیین یموتون من التخمة فلا یجد من یتبرع لهم إلا الفرنسیین والأمریکیین المساکین الذین لا یجدون ما یقتاتون علیه فیرسل لهم عشرات الملایین بسخاء وکرم العربی الأصیل.

وبینما تقوم الصحفیة الإسرائیلیة بالتجول بحریة وتستقبل بالابتسامات من رجال البروتوکول السعودی وتنقل لنا أدق تفاصیل أجسام السکرتیرات فی بلاط صاحب السمو الولید بن طلال ولا أدری ما علاقة الأجساد البیضاء والبنطلونات السوداء فی قضیة التقدم والمساواة والحریة والدیمقراطیة ، وحینما کان یقول بعض الشیوخ من على منابر المساجد أن الغرب یرید منا أن نعری نسائنا وأن نکون مثله فی الفسق والفجور والاختلاط الجنسی کان أدعیاء العلمانیة واللیبرالیون یضحکون مستهزئین ویصفون ذلک بالهرطقة الدینیة ، ثم تبین أن ما کان یخطط فی زوایا المحافل الماسونیة المنتشرة فی کل زاویة من زوایا العالم العربی اصبح یطبق کل یوم فی کل عواصم العالم العربی ولا تستبعدوا مطالبة أمریکیة بفتح خمارة أو سینما أو کنیسة أو کنیسا فی مکة قریبا .

صار کل الشرفاء أو من تبقى من الشرفاء فی الأمة إرهابیون ممقوتون مذمومون ، وصار کل من ینتصر على إسرائیل رجعیا غوغائیا مغامرا ، وصار کل المطبعین مع إسرائیل عقلانیین تقدمیین مثقفین فاهمین الدرس وغیرهم أغبیاء ، وصار الخمر مشروبا روحیا والربا فائدة والزنا حریة شخصیة وأکل مال الیتیم من صنادیق الأیتام فهلوة وامتلاء المجاری بالأجنة المیتة والحاویات بالأطفال اللقطاء تقدما وعولمة ، وصارت المساجد تغلق لیل نهار إلا دقائق ساعة الصلاة بینما المولات تفتح أربع وعشرین ساعة والکباریهات تقیم اللیل کل لیلة حتى فی رمضان ، وصار القوادین فی عالمنا العربی قادة ، والمشعوذین أطباء والزعماء فوق درجة الأنبیاء وزوجاتهم فوق أمهات المؤمنین ، صار النظام الرسمی العربی یثأر لکلمة ضد الحاکم ولا یثأر لرسول الله حینما یشتم بین ظهرانینا .

یقوم ابناء الأمة بالدفاع عن الأمة فیعتقلون ویسجنون ویمنعون من السفر وتصادر أموالهم وتنفى نسائهم ویقال فیهم ما لم یقله مالک فی الخمر ، وینعتنا رئیس أکبر دولة صلیبیة ، معتدیة ، مکروهة مذمومة بالإرهابیین ویشتم أبنائنا أمامنا ، ویطلب منا أن نذبح حماس وکل من یحمل السلاح ، ویبصق على جیراننا وهو فی بیوتنا ویطلب منا أن نکون شرکاء للیهود وأعداء للمسلمین لأنهم شیعة فالیهود أقرب للسنة من الشیعة فی المذهب البوشی الصلیبی ، فنستقبله برقصة السیف وبالقهوة السادة والتمر الذی لم یذقه طوال حیاتهم أبناء الأمة الإسلامیة ، ونحضر بناتنا ، یا الله کم نحن أنذال ، نحضر بناتنا لیرقصن أمامه ، ثم نغدق علیه من النیاشین والأوسمة ولیست کأوسمة الدول العاقلة بل کیلوات من الذهب المطعم بالجواهر والیاقوت ، ثم نتذکر والضیف الصلیبی یغادر أننا قصرنا بحقه فندعوه للنوم فی سریرنا وعش زواجنا لیلة أخرى حتى نشتری منه کل خردة السلاح الذی لا یریده بملیارات الدولارات التی تجمعت لدینا ، فالأفضل أن نتخلص منها قبل أن یطلب منا أحد من الجوعى من أبناء جلدتنا زکاة أو صدقة فنضطر أن نعطیه منها ، فحبیبنا الصلیبی أولى من قریبنا المسلم کثر المشاکل.

 ثم یسألونک لماذا تمرد البعض ورفع السلاح وقتل الأبریاء فی نیویورک وواشنطن ، أی أبریاء وأی صفاقة هذه ، ذلک الذی یقتلنا ویحتل بلادنا ویسرق نفطنا ویسبی نسائنا بریء واطفال غزة ونساء بیت حانون مذنبون...

لا والله إن ذلک کذب بواح ، وإن دماء أهل غزة عند الله أکرم من حجارة الکعبة ، وان حکامنا قد داسوا على رؤوسنا فلا نستطیع أن نقول أکثر مما قلنا ، ولیبس أمامنا إلا أن نتوجه إلى الله العلی العظیم فنستشهده على ما فی قلوبنا ونستبریء إلیه مما نرى ونسمع ، اللهم إننا لا نقدر على غیر ذلک فاعفو عنا ونترک لک أمر البیت ومن فیه فأنت رب البیت ورب من فیه وما فیه .

( المقال للصحفی الاردنی  عدنان الروسان فی موقع وطن )

م/ن/25


| رمز الموضوع: 142649