الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الدول العربیة: الحرب على إیران لیست حربنا

وکالة قدسنا ــ القسم العربی

حاول الرئیس الأمریکى جورج بوش الحصول على تأیید زعماء الدول العربیة  لمواجهة إیران لکنه فوجئ بأن حلفاءه التقلیدیین الذین عودوه بالسمع والطاعة باتوا أکثر میلا للمسار الدبلوماسى فى  تعاملهم مع طهران بسبب إحباطهم من السیاسات الامیرکیة.

وشهدت المنطقة اخیراً تنامى نفوذ إیران بدلا من تراجعه خلال الأعوام السبعة التى قضاها بوش فى الحکم خاصة مع احتلال العراق والانحیاز الکامل لإسرائیل. ویقول  " جیرد نونمان " وهو أستاذ فى مجال دراسات المنطقة بجامعة اکستر: "العائلات الحاکمة فى  المنطقة تطلعت لزیارة بوش بنوع من الاستسلام والضجر وربما بأمل عبثى فى توضیح أنهم یریدون بشکل قاطع نجاح عملیة السلام بین الفلسطینیین والإسرائیلیین... وقضیة إیران".

وأضاف : " هم یقولون نعتقد أن بإمکاننا التعامل مع إیران بشکل أکثر فعالیة ".

ومنذ فترة طویلة کانت تنظرالدول العربیة إلى جارتهم ایران بقلق لکنها بدأت تتعامل مع إیران بشکل علنى العام الماضی. وهو ما فسره المراقبون على أنه بدایة تغیّر عربی فى ظل تضاؤل الدور الأمریکى خاصة مع الغرق فى المستنقع العراقى والقصص الکثیرة التى أصبحت تروى عن جبن الجندى الأمریکى وتواضع قدراته القتالیة.

وزار الرئیس الإیرانى محمود أحمدى نجاد العاهل السعودى الملک عبد الله فى مارس/آذار. کما حضر قمة أوبک التى احتضنتها الریاض.

وأصبح أول رئیس إیرانى یدعى رسمیا لأداء شعائر الحج فى دیسمبر/ کانون الأول الماضی. وفى وقت سابق من ذلک الشهر دعت قطر أحمدى نجاد لحضور قمة لدول مجلس التعاون .وکان أول زعیم إیرانى یحضر قمة المجلس رغم أن تصریحاته لم تخفف من قلق الحاضرین کما زار أیضا البحرین. وأثارت هذه التعاملات الرفیعة المستوى دهشة البعض فى واشنطن.

لکن محللین یقولون إنه بالنسبة للدول العربیة المجاورة لإیران والتى لبعضها مثل الإمارات علاقات تجاریة وثیقة مع الجمهوریة الإسلامیة فإن الحوار أمر منطقى إلى حد ما.

ویرون أن زیارة بوش لدول المنطقة ، وجمیعها متحالفة عسکریا واقتصادیا وسیاسیا مع بلاده، للمرة الأولى خلال عامه الأخیر فى الحکم یبرز عدم وجود تعاملات أکثر نشاطا.

و أضاف نونمان : "کان هناک منظور بأن الولایات المتحدة لیست مسیطرة على الوضع وأنها فى بعض الأحیان کانت تزید الأمور سوءا أو لا تطبق سیاسة متماسکة... عزز ذلک إحساس "دول المنطقة " بأن علیها أن تتحرک من تلقاء نفسها".

وتضررت البنیة الأساسیة للبنان نتیجة الحرب مع إسرائیل عام 2006 لکن حزب الله اللبنانى خرج من الحرب قویا سیاسیا وعسکریا.

وتعرّض لبنان منذ ذلک الحین لعدة أزمات فى الوقت الذى تتصارع فیه الحکومة المدعومة من واشنطن على السلطة.

وخاطرت الدول العربیة بإثارة استیاء الرأى العام بمشارکتها فى مؤتمر سلام الشرق الأوسط الذى استضافته الولایات المتحدة فى مدینة أنابولیس بولایة ماریلاند لتجد بعد ذلک أن أنشطة الاستیطان الإسرائیلى مستمرة دون کلل.

ویقول محللون إن الانحیاز الأمریکى فى ملف السلام هو النقطة الأبرز فى التحولات العربیة الراهنة الباحثة عن تحجیم التأثیر الأمریکى فواشنطن تدعم إسرائیل وتستهین بالحقوق الفلسطینیة، فیما تطالب الجماهیر الخلیجیة ملوکها وأمراءها بحل مشرّف ینقذ الفلسطینیین من شراسة الآلة الإسرائیلیة، ولیس أمام هؤلاء الزعماء من حل سوى أن یصلوا إلى حل عادل لقضیة لیست ککل القضایا، فهى عنوان ترابط الأمة ووحدتها وأى تهاون تجاهها یعنى آلیا غضبا شعبیا.

ویذهب المحللون إلى أن الملف الفلسطینى یقف وراء أکبر موجة عداء وکراهیة شعبیة ضد بوش. ویکتب عماد حرب من مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتیجیة :  "سیکون الرئیس "بوش" على الرحب والسعة فى العالم العربى ولکنه یجب أن یتوقع شکاوى العرب بشأن مغامرته فى العراق ".

وأضاف : "وسیطالب القادة العرب سماع إیضاحات الرئیس بوش عن المنطق وراء إصراره على التشدد والتلویح بالخیار العسکرى لحل أزمة الملف النووى الإیرانى بدل العمل الدبلوماسى الجاد".

وبذلت السعودیة مساعیها الدبلوماسیة الخاصة فى السنوات الأخیرة للتوسط بین الرئیس الفلسطینى محمود عباس وحرکة المقاومة الإسلامیة "حماس". کما تدخلت بثقلها لمنع تصعید الأوضاع فى لبنان.وأوضح وزیر الخارجیة السعودى الأمیر سعود الفیصل أن المصلحة الوطنیة ستأتى فى المقام الأول فیما یتعلق بالتعامل مع إیران.

وقال : " لنا علاقات بإیران ونتحدث معهم وإذا شعرنا بأى خطر لا یمنعنا أبدا العلاقات التى بیننا أن نتحدث عنها معهم .

ومع اقتراب موعد انتخاب رئیس أمریکى جدید العام المقبل ستنتظر هذه الدول الفرصة المناسبة بدلا من السعى لتغییر استراتیجی.

لکن الحادث الذى وقع هذا الأسبوع حیث قالت واشنطن أن زوارق إیرانیة اقتربت من ثلاث سفن حربیة أمریکیة أظهر کیف یمکن أن یتفاقم التوتر بسرعة فى المنطقة .

ویقول نیل باتریک وهو محلل کبیر بمجموعة معالجة الأزمات الدولیة : "دول مجلس التعاون ستسعى للحصول على تأکیدات "من واشنطن" بشأن استمرار الموقف الحازم من إیران...لکنها سترید تأکیدات أیضا بأنه لن تکون هناک مبالغة فى رد الفعل مثلما حدث فى هذه الواقعة".

وأضاف "الالتباس سینقضى برحیل هذه الإدارة...الدول العربیة تتطلع الان لمن سیأتى "فى انتخابات الرئاسة الأمریکیة" وکیف سیصیغ السیاسة".

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 142644







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)