الباییس الاسبانیة : السیاسات الأمیرکیة أخطرمن طموحات إیران
یصل بوش الکویت وهو یحمل رسالة إلى المنطقة مفادها "نرید لدول هذا الجزء من العالم أن یعرفوا تماما أننا نعتبر إیران خطرا", وقالت صحیفة " إلباییس " الإسبانیة فی مقال لها إن دول المنطقة تشاطر أمیرکا الخوف من هذا الخطر, لکنها لا ترید تشکیل جبهة ضد الجارة الإیرانیة.
قام مجلس التعاون بعد نجاح ثورة إسلامیة فی بلد لا یبعد عن شواطئه إلا بضعة کیلومترات وله أقلیات فی المنطقة لها علاقات تاریخیة به, وبالتالی یعرف المجلس قدر الزعزعة الموجودة, ومن هنا تعززت علاقاته بأمیرکا عسکریا واقتصادیا وسیاسیا.
ودعم هذا المجلس العراق فی حربه ضد ایران وأخیرا أمیرکا فی غزو هذا البلد فی 2003, لکنه لاحظ أن هذه النزاعات لم تجعل المنطقة أکثر استقرارا, بل تبین أن سیاسات أمیرکا أخطر علیه من طموحات إقلیمیة إیرانیة تزعجه لکن لا تهدده.
فمن جهة تجد هذه الدول نفسها أمام شارع یتساءل عن تحالفها مع حکومة أمیرکیة تقدم الدعم الصارخ لإسرائیل, وترى من جهة أخرى کیف أن الفوضى التی غرق فیها العراق وأفغانستان خدمت تحدیدا إیران التی ما انفک نفوذها الإقلیمی یتزاید, لکنها تلاحظ أیضا أن إیران رغم النبرة الخطابیة المتحدیة لم تهاجم أیا من جیرانها خلال ثلاثة عقود.
أما القطرة التی أفاضت الکأس فهی التقییم الاستخباری الأمیرکی السنوی، الذی خلص إلى أن إیران أوقفت برنامجها النووی فی 2003، حیث أعطى بالونة أوکسجین لأحمدی نجاد ولم یفهم القادة العرب لما سمحت أمیرکا بنشر جزء منه, بل وتساءل بعضهم إن لم تکن تمهد طریق التقارب مع عدوها اللدود, ویخشون تغیرا فی سیاسة الرئیس الجدید یترکهم خارج اللعبة.
وهکذا فإن دول المنطقة عازمة على تغییر علاقاتها بإیران, دون أن یعنی ذلک إطلاقا قطیعة مع أمیرکا, کما دلل علیه حضور نجاد قمة الخلیج ( الفارسی )الأخیرة, وأداؤه مناسک الحج بدعوة سعودیة, وسفر المفاوض النووی السابق علی لاریجانی إلى مصر البلد الذی ظلت معه العلاقات مقطوعة منذ 28 عاما.