ضریح السید هاشم جد الرسول الکریم ( ص) بغزة

یقع مسجد السید هاشم بحی الدرج بمدینة غزة القدیمة، وهو من أجمل جوامع غزة الأثریة وأکبرها. وهو عبارة عن صحن مکشوف تحیط به 4 مظلات أکبرها مظلة القبلة وفی الغرفة التی تفتح على المظلة الغربیة ضریح السید هاشم بن عبد مناف الذی تُوفِّی فی غزة أثناء رحلته التجاریة "رحلة الصیف". وقد أنشئ المسجد على ید الممالیک، وجدده السلطان عبد الحمید سنة 1850م = 1268هـ، وسمیت مدینة غزة "بغزة هاشم" نسبة إلیه.

وتقول روایات التاریخ إن السید هاشم کان تاجرًا صدوقًا اعتاد أن یمر بمدینة غزة فی رحلته للتجارة فی الشام، فی ذهابه وإیابه، فیقیم فی خاناتها أیامًا ولیالی؛ وقد مرض ذات لیلة ثم توفِّی، وعمره 25 عامًا.

ورثاه الشاعر مطرد الخزاعی بقصیدة جاء فیها:

مات (الندى) بالشام لما أن ثوى أودى بغزة هاشم لا یبعد

فجفانُه ورم لمن ینتابه والنصر أولى باللسان وبالید

وتشیر المراجع التاریخیة إلى أن مدرسة کانت موجودة فی المسجد أنشأها المجلس الإسلامی الشرعی الأعلى فی فلسطین من مال الوقف، وقد أصابت الجامع قنبلة أثناء الحرب العالمیة الأولى (1914 - 1918) فخربته، لکن المجلس الإسلامی الأعلى عمَّره وأرجعه إلى أحسن مما کان علیه.

ویوجد فی مکتبة السلطان ومکتبة الجامعة السیفیة مخطوطات فاطمیة نُقِلت بعد ضعف الدولة الفاطمیة من مصر إلى الیمن ثم الهند، وحافظوا علیها حتى منعوا تداولها، ثم أباح السلطان أو الزعیم الراحل نشْر بعضها.

والضریح مبنی على الطراز الفاطمی والمسجد مساحته ثلاثة آلاف متر مربع، عرض کل جدار إحدى وخمسون قدمًا، والارتفاع ثمانون قدمًا، وغطیت جدرانه بالمرمر ومن ممیزاته أنه یظل باردًا على الرغم من حرارة الجو ونقش القرآن کله على ألواح مرمریة عددها 772 ک للوح 3 × 2 من الأقدام ، ورصعت البسملات بخمسة أنواع من الجواهر: الیاقوت، المرجان، الدر الزمرد، الماس. وسورة الإخلاص کلها مرصعة بالیاقوت الأحمر، واستغرق البناء ثمانی سنوات منها أربع لحفر القرآن وطلائه (سنتان للحفر وسنتان للنقش والطلاء والترصیع).

ن/25