الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

آلاف المواقع الأثریة بفلسطین مهددة

 رغم ما تتمیز به الأراضی الفلسطینیة من غنى فی الآثار والمعالم والمواقع التاریخیة، فإن هذه المواقع باتت عرضة للاندثار والضیاع نتیجة الإهمال وندرة الإمکانیات وقلة الوعی بأهمیتها.

فوفقا للتقدیرات الرسمیة، تزخر الأراضی الفلسطینیة بعشرات آلاف المواقع والمعالم والمبانی الأثریة، واقتصر الاهتمام على العشرات منها فقط، فیما لم تتوفر للبقیة فرصة الصیانة والترمیم.

وبات من المألوف أن ترى فی مختلف قرى ومدن الضفة الغربیة مواقع وبیوتا أثریة أو کنسا رومانیة وأرضیات فسیفسائیة مهملة، أو أبنیة وقصورا متهاویة، وقبورا منبوشة یعود تاریخها إلى حقبة ما قبل المیلاد.

ویوضح خبیر الآثار والمحاضر فی جامعة بیرزیت جمال عمرو أن أبرز ما یهدد المواقع الأثریة هو عدم الوعی بأهمیتها، والتنقیب غیر القانونی عنها وقلة الإمکانیات المادیة لترمیمها وإعادة تأهیلها.

ولمعالجة هذا الواقع المریر یرى الخبیر الفلسطینی أن الحاجة باتت ماسة لتأهیل کوادر وطنیة لحفظ الآثار وإعادة تأهیلها وتوظیفها لخدمة القضیة الفلسطینیة "فی مواجهة الحملة المعادیة التی یشنها الاحتلال وسرقته المقتنیات الأثریة".

وتحدث عمرو عن مساع لکنها محدودة جدا، برعایة وزارة السیاحة والآثار بالتعاون مع فریق مختص فی الآثار لإعادة تأهیل مئات المواقع، لکن "العین بصیرة والید قصیرة" فی إشارة لقلة الإمکانیات المادیة المتوفرة.

بید أن الوعی الجماهیری -کما یقول عمرو- بأهمیة الحفاظ على المواقع الأثریة یبقى هو الأهم منتقدا إقدام بعض البلدیات والمواطنین على تدمیر أحیاء أثریة بأکملها، دون الأخذ بعین الاعتبار قیمتها الوطنیة والتاریخیة.

وعن سبل حمایة الآثار من الضیاع رأى عمرو أن من بین الإجراءات المطلوبة بشکل عاجل تعیین مراقبین على مدار الساعة لأبرز المواقع والتلال الأثریة، وتعیین حدودها وإعلانها مناطق آثار ووقف البناء فیها.

وطالب بدور أکبر للبلدیات فی حمایة الآثار، وببرنامج تربوی تثقیفی على المستوى الجماهیری وفی أوساط الطلبة عن خطورة تهدید المواقع الأثریة التی یُقدر عددها بنحو 22 ألف موقع.

وشدد على ضرورة مباشرة العمل فی المناطق المصنفة "ج" التی یسیطر علیها الاحتلال وتقع فیها آلاف المواقع غیر المحمیة "لأنها أصبحت مسرحا لعملیات النهب".

ومن جهتها تفید مصادر وزارة السیاحة والآثار الفلسطینیة بأن الوزارة أجرت على مدى 15 عاما خلت عملیات تنقیب وترمیم فی نحو 300 موقع فقط، بات نحو 50 موقعا منها جاهزا، فیما لا یزال العمل جاریا فی 150 موقعا آخر.

ویقول وکیل وزارة السیاحة والآثار الفلسطینیة الدکتور حمدان طه إن عدد المواقع الأثریة فی الضفة لا یقل عن ألفی موقع، إضافة إلى عشرة آلاف معلم وعشرات الآلاف من المبانی التاریخیة.

وأضاف أن الحفاظ على هذه المواقع المهملة وتأهیلها سیاحیا وإعادة استخدامها لمنفعة المجتمع یحتاج إلى موارد وإمکانیات کبیرة، وأن الوزارة تعمل حالیا على تأهیل أکثر من مائة موقع فی عدد من المحافظات.

وأوضح طه عدم إمکانیة الاعتماد على میزانیة السلطة الوطنیة الفلسطینیة لحمایة وصیانة الآثار لأنها محدودة، لکنه عوّل على مشارکة القطاع الخاص والمجتمع المحلی والمؤسسات الأکادیمیة والأهلیة العاملة فی حقل التراث الثقافی.

وبین المسؤول الفلسطینی أن الآثار المکتشفة تعود إلى العصور الرومانیة والبیزنطیة، مع وجود دلائل تشیر إلى مواقع أثریة تعود إلى أکثر من نصف ملیون سنة، محذرا من أن الاحتلال الإسرائیلی یعد مصدر التهدید الرئیسی للآثار الفلسطینیة بسبب سیطرته الکاملة على نحو 60% من أراضی الضفة المصنفة "ج" وتشجیعه للتنقیب عن الآثار وبیعها، وحمایة عملیات التنقیب غیر القانونیة.

 ن/25

 

 

 


| رمز الموضوع: 142589







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)