الأحیاء العربیة شرق الأقصى تعانی من تهدید مستمر بالتهوید والهدم
مخاوف من تصعید جدید بالقدس
تسود القدس المحتلة أجواء من القلق خشیة إقدام إسرائیل على تنفیذ المئات من أوامر الهدم النافذة بحق آلاف البیوت والمنشآت الفلسطینیة، استباقا للتوجه الفلسطینی إلى الأمم المتحدة لطلب العضویة خلال سبتمبر/ أیلول القادم. وأکدت مؤسسات وشخصیات مقدسیة وجود مؤشرات على نوایا إسرائیلیة لمزید من الإجراءات العنصریة بحق المقدسیین، بینها مؤشرات تتعلق بتوجهات القضاء الإسرائیلی، وأخرى تتعلق بالوقائع على الأرض.
موجة تصعید
وحذر مرکز القدس للحقوق الاجتماعیة والاقتصادیة من موجة تصعید إسرائیلیة قادمة، وصفها بالأخطر والأوسع نطاقا ضد المقدسیین خلال الشهور القلیلة القادمة، مضیفا أنها قد تبلغ ذروتها فی سبتمبر/ أیلول القادم.
وأشار فی بیان إلى إصدار المحکمة المرکزیة الإسرائیلیة بالقدس المحتلة الأحد قرارات -بعضها قرارات هدم- بحق 16 مواطنا من أصحاب المنازل المهددة بالهدم فی حی البستان ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.واتهم المرکز فی بیان آخر سلطات الاحتلال بارتکاب مزید من الانتهاکات لحقوق المقدسیین خلال یونیو/ حزیران الماضی، وخاصة فی مجال مصادرة الأراضی وتوسیع المستوطنات، والمصادقة على بناء وحدات استیطانیة جدیدة، مقابل فرض مزید من القیود على البناء الفلسطینی بالمدینة.
واشارالىطرح خطة لبناء ثلاثین وحدة استیطانیة جدیدة فی حی رأس العمود، الأمر الذی من شأنه توسیع رقعة وجود الیهود بهذا الحی، وزیادة عدد العائلات الیهودیة التی تقطن الحی المزدحم بالمواطنین الفلسطینیین.
سیاسة وقضاء
وقال مدیر مرکز القدس للحقوق الاجتماعیة والاقتصادیة زیاد الحموری إن قلق المقدسیین نابع من إعلانات الاحتلال المستمرة عن مشاریع استیطانیة جدیدة، وإصدار المحاکم الإسرائیلیة مزیدا من قرارات الهدم بحق منازل الفلسطینیین.وأضاف أن قلق المقدسیین یتزاید قبیل التوجه الفلسطینی للأمم المتحدة لطلب العضویة لدولة فلسطین، مشیرا إلى عطاءات لبناء وحدات استیطانیة جدیدة خاصة بالمناطق المحیطة بالقدس وفی منطقة سلوان.وتحدث عن مخطط لتغییر المعالم بالمدینة، مؤکدا وجود أکثر من عشرین ألف أمر هدم بالقدس وفق المصادر الإسرائیلیة، وأکثر من ذلک وفق التقدیرات الفلسطینیة.وذکر أن سلطات الاحتلال تهدم سنویا ما بین 150 ومائتی بیت فی القدس "ضمن مخطط إسرائیلی لخلق وقائع جدیدة على الأرض وتغییر المعالم".
وشدد على أن السکان المقدسیین على قناعة بأن القانون الإسرائیلی لن یخدم الوجود الفلسطینی، مشیرا إلى کثیر من الأحکام والقوانین التی تبدو وکأنها تُعد فی الکنیست لحمایة المستوطنین والضغط على الوجود الفلسطینی.
أوامر نافذة
وبدوره أکد مدیر مؤسسة المقدسی لتنمیة وتطویر المجتمع معاذ الزعتری وجود مؤشرات على أرض الواقع تؤکد نوایا التصعید، موضحا أن أبرزها مخطط حی البستان فی سلوان الذی من شأنه هدم أکثر من ستین مبنى یحتوی على مئات الوحدات السکنیة لإخراج أکثر من ألف فلسطینی من الحی.وأضاف أن نحو 22 ألف قرار بالهدم موجود على لائحة الهدم الإسرائیلیة، بینه أکثر من سبعة آلاف قرار هدم نافذ یستطیع الاحتلال اتخاذ قرار بشأن مباشرتها بأی وقت، مضیفا أن عملیة الهدم قد تکون الأعنف منذ العقد الماضی إذا ما نُفّذت الفعل.
وقال الزعتری إن هناک مؤشرات خطیرة على أرض الواقع تشیر إلى عزم الاحتلال القیام بحملة هدم واسعة، موضحا أن الاحتلال خصص لهذا الغرض میزانیة تصل إلى سبعة ملایین شیکل (نحو 2.05 ملیون دولار) خلال 2011 ولم یتم استخدامها حتى الآن، مضیفا "وهذا مؤشر خطیر ویدعو للقلق".
ولم یستبعد الناشط المقدسی أن یُقدم الاحتلال على شن حملة اعتقالات وملاحقات وإبعاد بحق المقدسیین دون تهمة فی انتهاک صارخ للقانون الدولی الإنسانی والأعراف والمواثیق الدولیة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS