القادة العرب ینتظرون ردود الفعل الدولیة قبل ابداء شجبهم!

القادة العرب ینتظرون ردود الفعل الدولیة قبل ابداء شجبهم!
انه من دواعی اسفی ان تنتظر العرب خطابات الزعماء الأجانب مثل أردوغان واحمدی نجاد وغیرهم من السیاسیین والإسلامیین الشرفاء وکأن القومیة العربیة والهویة الإسلامیة سقطت من معظم قادات الدول العربیة، تساءلت کثیرا هذه الأیام والرأی العام العالمی یعج ویهج بالتظاهرات والمسیرات والخطابات الإنسانیة من أجل تلک الجرائم التی ارتکبتها اسرائیل فی حق الإنسانیة ولیس فی حق أطفال فلسطین فحسب والتی قد تعودت مسامعنا منذ عقود على سماعها فهی لا تحرک ساکنا ولکن ما حدث الیوم مختلف تماما عن ما سبق فالقراصنة والمجرمین هم الیهود او بالأصح الحکومة الإسرائیلیة ان صح التعبیر فهناک من یستنکر هذه الجرائم فی أوساط الیهود أنفسهم بل ومن أعضاء الکنیست الإسرائیلی أیضا.
والمستهدف فی هذه الأعمال لیس أطفال فلسطین ولا الأمة العربیة ولا الإسلامیة فحسب بل هذه الجرائم ارتکبت ضد الإنسانیة لأن الضحایا جاءوا من کل فج بمختلف لغاتهم وجنسیاتهم ودیاناتهم لکسر حصار غیر انسانی ینبذه کل من کان له قلب أو القى السمع وهو شهید ولم یقل احد منهم أنا رب ابلی ولفلسطین أمة عربیة تحمیها.
إن الهمجیة والغطرسة الإسرائیلیة جعلتها تنتهک کل الشرائع الدولیة دون ادنى شعور بالمسؤولیة وضربت بقوانین الأمم المتحدة والرأی العام العالمی عرض الحائط.
کل هذا یحدث أمام مرأى ومسمع من الأمة العربیة التی تغطت بخیبتها متجنبة ادنى التصریحات التی لا تسمن ولا تغنی من جوع خوفا من ان تتضمن تصریحاتهم کلمة تغضب اسرائیل أو حامیتها أمریکا فتضرب بهم وبمصالحهم وکراسیهم عرض البحر قد یقول احدهم إنه یخاف على شعبه وتجاهل خروج تلک الشعوب الى الشوارع مطالبین بالرد على همجیة اسرائیل بل والکثیر منهم یتمنى ان تسنح له الفرصة فیذهب ویجاهد بنفسه حتى تکون کلمة الله هی العلیا وینتهی الظلم الإسرائیلی ولکن القیادات تتجاهل تلک الإحتجاجات وکأن دورهم انتهى عند السماح للشعوب بالتظاهر ضد الدولة العبریة صدیقة الصدیقة.
أی ذل هذا الذی نعیشه وای خیبة أمل نحملها للأجیال القادمة هل سنظل نروی لها قصة صلاح الدین؟ أم سندعو بخروج المهدی المنتظر؟ ألم یقول عبدالناصر قولته المشهورة.. على العجوز الشمطاء (بریطانیا) أن تأخذ عصاها وترحل من الأراضی الیمنیة؟ رغم أنها لم تعمل ما اقترفته اسرائیل من جرائم ولم تکن الیمن بأقدس من القدس الشریف فمن یاعرب سیقول على اسرائیل أن ترحل من.. غزة على الأقل؟
سؤال ینتظر النخوة العربیة مع انی لا اتوقع ان یحدث هذا الا من زعیم غیر عربی من أمثال اردوغان ونجاد وشافیز الذین ترکوا وراءهم کل مغریات الکراسی لیکرسوا جهودهم من أجل تحریر العالم من الغطرسة والهیمنة الإمریکیة والصهیونیة.
 یاسر الوحیزی
ن/25