qodsna.ir qodsna.ir

لعبة تخزین الاسلحة الامریکیة فی اسرائیل

عبثا نمنی انفسنا بان تقف الولایات المتحدة ولو مرة واحدة موقفا عادلا من قضایانا القومیة وبالتحدید القضیة الفلسطینیة التی لم تعد فصولها الدامیة خافیة على دود الارض. وعبثا نحلم فی ان تتخذ هذه الدولة الدیمقراطیة العظمى التی تعتبر نفسها مسؤولة عن امن وسلام العالم ، موقفا محایدا من صراعنا مع اسرائیل وهی التی تعرف اکثر منا حجم وشراسة الهجمة الصهیونیة على شعوبنا العربیة وبالذات الشعب الفلسطینی. ورجما فی الغیب ان نحلم برعایة امریکیة متوازنة ومسؤولة فی لعبة البحث عن السلام المذبوح على ایدی احزاب الیمین والیسار الصهیونی على حد سواء والتی تصر على استمرار احتلال الاراضی الفلسطینیة والعربیة و مواصلة اعمال القتل والتنکیل والارهاب ومصادرة الاراضی وتهوید القدس.

لقد تسابقنا فی تدبیج المدائح السیاسیة للرئیس الامریکی الجدید باراک اوباما حینما طلب من اسرائیل تجمید الاستیطان واعترف بالظلم الواقع على الشعب الفلسطینی وضرورة وضع حد لهذا الظلم عن طریق انسحاب اسرائیل من الاراضی المحتلة وتمکین الشعب الفلسطینی من اقامة دولته المستقلة على تراب وطنه، ولکن مدائحنا ذهبت ادراج الریاح عندما تراجع اوباما عن مطالبه وانزوى مؤثرا السلامة بعد ان انفجرت الماکینة الاعلامیة والسیاسیة للوبی الصهیونی فی وجهه فی حملة اعلامیة بالغة الشراسة، وانبرى المحافظون الجدد وما یسمى باصدقاء اسرائیل فی مجلسی الشیوخ والنواب الى توجیه الانتقادات اللاذعة لشخصه اضافة الى النعوت التی اطلقتها علیه وسائل الاعلام الاسرائیلیة، والتی وصلت حد اتهامه بمعاداة السامیة والتذکیر باصوله الاسلامیة. ولاذ الرئیس بالصمت ولم یعد یطالب بتجمید الاستیطان ورفع الظلم التاریخی الذی لحق بالشعب الفلسطینی لدرجة لم یعد ثمة فرق بینه وبین جورج بوش الرئیس الامریکی السابق فی نظرته لاسرائیل وضرورة الالتزام الامریکی بحمایتها والدفاع عنها وضمان امنها حتى لو ظل احتلالها للاراضی الفلسطینیة والعربیة قائما وظلت تمارس سیاسة البطش والتنکیل بالشعب الفلسطینی وحصاره وتجویعه.

ولعل اّخر صرعة بدأت تتحدث عنها وسائل الاعلام الغربیة ونقلتها صحیفة (الجیروسالم بوست) الاسرائیلیة یوم الخمیس الماضی السابع من شباط هو ما اعلنته وزارة الدفاع الامریکیة - البنتاغون- من ان واشنطن ستقوم بتخزین الاسلحة الامریکیة الموجودة فی العراق بعد الانسحاب الامریکی فی العام القادم فی اسرائیل، والاسلحة التی یعنیها البنتاغون لیست مجرد اسلحة فردیة او اسلحة عادیة او فائضة عن الحاجة، ولکنها اسلحة حدیثة ومتطورة جدا، مثل المنظومات الصاروخیة والمدافع الثقیلة والدبابات الفولاذیة اضافة الى منظومات الاسلحة الجویة الاکثر تطورا فی السلاح الامریکی.

ومن المعروف ان مصطلح التخزین هذا لیس الا لعبة ینقصها الذکاء، والاصح ان یقال ان امیرکا تعطی هذه الاسلحة لحلیفتها الاستراتیجیة اسرائیل حتى تلجأ الاخیرة لاستخدامها فی حروبها ضد العرب کما حدث فی حرب عام 1973 وکما حدث فی عدوانها على لبنان فیما سمی بالحرب الثانیة عام 2006. وکما حدث قبل ذلک عشرات المرات.

لا تغییر جوهریا اذن فی السیاسات الامریکیة الداعمة لاسرائیل بلا حدود والضاغطة على الامة العربیة حد الاختناق. غیر ان الاستمرار فی هذه السیاسات من شأنه دفع اسرائیل الى رفض السلام حتى مقابل السلام ولیس مقابل الارض، فالذی یمتلک مثل هذه الاسلحة الامریکیة الفتاکة والمتقدمة جدا، مثل اسرائیل، لن تجد احدا یرغمها على الانسحاب من الاراضی الفلسطینیة والعربیة المحتلة ما دامت هی سیدة الحرب، وما دامت الولایات المتحدة تحقنها بالمزید من السلاح فیما یسمى بلعبة تخزین الاسلحة الامریکیة فی اسرائیل.

ن/25

 


| رمز الموضوع: 141330