الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

باراک ینقل السلاح للسلطة وأشکنازی یرحّب بالتعاون

وسائل الإعلام الصهیونیة تؤکد:

مجموعات أمنیة فلسطینیة یقودها إسرائیلیون لضرب المقاومة

باراک ینقل السلاح للسلطة وأشکنازی یرحّب بالتعاون

 

تمارس الصحافة العبریة من داخل الکیان الصهیونی دوراً إعلامیاً لا یمکن تجاوز تداعیاته أو إغفال النظر إلى دوافعه، وهی تسلط الضوء على خفایا عملیات التنسیق الأمنی بین قوات الاحتلال وسلطة رام الله، ونتائجها فی الضفة الغربیة المحتلة.

ویبدو للعیان بشکل جلی أن لدى وسائل الإعلام فی الکیان الصهیونی، ذات النزعة الاستخباراتیة، أهدافاً تبتغی تحقیقها من وراء هذا الترکیز على فضح المستور، وکشف ما بین خبایا السطور، وما یدور فی کوالیس التنسیق الأمنی الذی بات حقیقة لا مفر من الإقرار بها فی الضفة.

الصحافة العبریة ومن خلفها قادة سیاسیون وأمنیون فی الدولة العبریة سلّطوا الضوء فی الآونة الأخیرة، وبشکل مرکّز، على ما وصفته بـ«نجاحات أمن الضفة بقیادة الجنرال الأمریکی کیث دایتون» فی مواجهة «إرهاب الجماعات المتطرفة فی الضفة الغربیة»، وتحول عناصر أمن السلطة وهم یواجهون بالعصی حیناً وبالرصاص أحیاناً أخرى جموع المتظاهرین الفلسطینیین وخاصة من أبناء حماس، إلى مادة دعائیة یواصل تلفزیون الاحتلال عرضها على شاشاته للتدلیل على نجاح عملیات التنسیق الأمنی فی تکوین جیل من «الفلسطینیین الجدد»، وهو المصطلح الذی أطلقه دایتون بنفسه على عناصر أجهزة الأمن.

وتحتل عناوین نشاطات الأجهزة الأمنیة فی الضفة الغربیة، ضد حماس والجهاد الإسلامی وعناصر الجهاز العسکری لکل من الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین وحتى من کتائب شهداء الأقصى التابعة لحرکة فتح، عناوین شبه یومیة فی مقالات الرأی العبریة، بل وحتى توجد فی کثیر من الأحیان على مانشیتات الصفحات الأولى فی الصحف العبریة المختلفة.

 

تسویق إنجازات

ومع نهایة شهر أیار/مایو الماضی، احتفلت الصحف العبریة ووسائل إعلام الاحتلال بشکل لافت بنجاح أمن السلطة فی تصفیة خلیة القسام وقتل أربعة من عناصرها وخطف الخامس فی محافظة قلقیلیة، قبل أن تکشف فی ثانی أیام الجریمة عن دور کبیر للأجهزة الأمنیة التابعة للسلطة فی الحرب على «إرهاب حماس» وهو المقاومة الفلسطینیة.

صحیفة «یدیعوت أحرونوت» العبریة کتبت فی الثانی من حزیران/یونیو 2009، أن قادة عسکریین إسرائیلیین قادوا عناصر أمنیة فلسطینیة خلال عملیة تصفیة الشهید عبد المجید دودین، القائد الکبیر فی کتائب الشهید عز الدین القسام فی الخلیل أواسط أیار/مایو الماضی.

الصحیفة لم تنس طلب المکافأة طبعاً لهؤلاء العناصر، داعیة جیش الاحتلال للاعتماد علیهم أکثر وأکثر، قبل أن تنشر فی الیوم التالی خبراً یتحدث عن قیام الاحتلال بإزالة الحاجز العسکری عن مدخل قلقیلیة الوحید من ناحیة الشرق، بحجة أن وجوده کان مرتبطاً بوجود خلیة القسام التی نشطت فی المدینة منذ عام 2002.

ورغم الحساسیة التی تعانی منها سلطة رام الله تجاه الحدیث إعلامیاً عن تبادل الأدوار وعملیات التنسیق الأمنی، إلا أن أحداً من أرکان هذه السلطة أو المتحدثین باسمها لا یکلف نفسه مشقة تکذیب أی من الأخبار أو التقاریر العبریة التی تفضح کثیراً من خفایا هذا التنسیق، بل إن الصحف العبریة باتت ترکز بشکل غیر مسبوق على إبراز مدى التجاوب الکبیر من قبل القیادة الأمنیة الفلسطینیة مع مطالب الاحتلال فی الحرب على المقاومة، دون أن یصدر رد واحد من قبل أمن السلطة أو أی مستوى سیاسی فیها لیوضح شیئاً حول الأمر.

ومؤخراً ذکرت صحیفة «جیروزالم بوست» العبریة أن سلطة رام الله تسعى لإنشاء فرقة خاصة لشن عملیات ضد حرکتی «حماس» و«الجهاد الإسلامی» بالتنسیق مع قوات الاحتلال، مبینة أن «هذه القوة ستکون قادرة على القیام بعملیات خاصة ضد «حماس» و«الجهاد الإسلامی»، وتدمیر ما یسمى «البنیة التحتیة للإرهاب» بالضفة الغربیة، بشکل أکثر فاعلیة مما یمکن لقوات الأمن الفلسطینیة القائمة أن تفعله، لافتةً إلى أن فرنسا سبق أن عرضت تدریب هذه الفرقة.

وقالت الصحیفة العبریة إن الجیش یدرس السماح بتأسیس فرقة نخبة فلسطینیة قادرة على شنّ عملیات کتلک التی وقعت فی قلقیلیة، لکن بفاعلیة أکبر وخسائر أقل.

وهللت الصحافة العبریة مطلع تموز/یولیو 2009، وهی تزف لرام الله بشرى موافقة وزیر الحرب الصهیونی إیهود باراک السماح بنقل ألف قطعة سلاح رشاش من طراز کلاشینکوف، من الأردن لأجهزة أمن السلطة، موضحة أن هذه الموافقة تمّت بعد معاینة خبراء فی الجیش الصهیونی لقِطع السلاح والتأکد من عدم قدرته على إیذاء جنود الاحتلال المتحصنین فی آلیاتهم وخنادقهم العسکریة بطول الضفة الغربیة وعرضها، دون أن تنسى طبعاً الإشارة إلى أن هذا السلاح جاء مکافأة للأجهزة الأمنیة ودورها فی الحرب على حماس والجهاد الإسلامی فی الضفة الغربیة.

 

لقاء غریب

الصحافی ناحوم برنیع، کبیر المعلقین فی صحیفة «یدیعوت أحرونوت»، أوسع الصحف العبریة انتشاراً، کشف فی تقریر خاص نشره فی عددها الصادر یوم الجمعة 1072009 إلى ما دار فی لقاء جمع الأحد 572009 قادةَ الأجهزة الأمنیة التابعة لحکومة سلام فیاض بعدد من الضباط الإسرائیلیین فی مقر قیادة قوات جیش الاحتلال فی مستوطنة «بیت إیل» القریبة من رام الله.

الصحفی الذی حضر اللقاء کشف الکثیر من التفاصیل الشکلیة له، لکن الأخطر من ذلک ما تم الحدیث عنه خلال اللقاء، مضیفاً أن الفلسطینیین طلبوا من أجهزة الأمن فی دولة الاحتلال أن تعکف معهم على إعداد الخطة المیدانیة، وأن تدرّب القوات، وأن تزودها بالأسلحة لخوض أی مواجهة قد تحدث مع حماس للسیطرة على الضفة الغربیة.

وعلّق الصحفی على ذلک بالقول «لم أسمع بمثل هذا الاستعداد المفرط للعمل مع (إسرائیل) من قبل القیادة الفلسطینیة فی أیة مرة من المرات باستثناء فترة قصیرة فی ربیع 1996».

ونقل الصحفی عن قائد جهاز الأمن العام التابع لحکومة فیاض، وهو الجهاز الذی یمثل القوة العسکریة الفلسطینیة، ویدعى أبو الفتح وهو الأعلى رتبة بین قادة الأجهزة، قوله لأحد الضباط الصهاینة «لیس هناک خصام بیننا فلدینا عدو مشترک، ولا مشکلة نحن نتحرک ضد حماس الآن».

 

حرب غزة

القادة الصهاینة ومن خلال وسائل الإعلام العبریة سربوا کثیراً من المعلومات حول دور سلطة الضفة الغربیة فی حرب الاحتلال على غزة، والتی استمرت 23 یوماً، حیث کشفت القناة العبریة الثانیة أن «قائد أرکان جیش الاحتلال غابی أشکنازی بعث برسالة إلى وزیری الخارجیة والقضاء والمستشار القضائی للحکومة الصهیونیة خلال الحرب کشف فیها عن «تعاون نادر» بین جیش الاحتلال والسلطة الفلسطینیة».

واعتبر مراسل القناة الثانیة أمنون أبراموفیتش المعروف بعلاقاته الوثیقة مع الأجهزة الأمنیة الإسرائیلیة، أن أقوال أشکنازی تعنی أن السلطة الفلسطینیة تتحدث وتتصرف بازدواجیة، وأن قائد الجیش یقر للمرة الأولى بالتعاون مع السلطة الفلسطینیة خلال الحرب على حماس.

ونقلت صحیفة «هآرتس» عن ضباط إسرائیلیین کبار لم تکشف أسماءهم أن فشل حرکتی حماس والجهاد الإسلامی فی تنفیذ عملیات داخل (إسرائیل) مردّه إلى عدة أسباب من بینها التعاون الأمنی الذی تعزز فی العام الأخیر بین تل أبیب والسلطة الوطنیة.

ویقول أحد الضباط للصحیفة إن أجهزة الأمن الفلسطینیة أدرکت أنه بدون تعاون مع (إسرائیل)، فإن حرکة حماس ستسیطر على الضفة الغربیة کما حصل فی قطاع غزة فی صیف 2007.

من جهة أخرى لفتت صحیفة «معاریف» إلى أن السلطة الفلسطینیة «خلال الحرب طالبونا بإنقاذ رجالهم وتحویلهم لمستشفیات إسرائیلیة واستجبنا لهم بتحریر أسرى عقب العملیة العسکریة فی غزة».

ولا تکف الإذاعة العبریة عن کشف تفاصیل یومیة من «إنجازات التنسیق الأمنی بین الاحتلال وسلطة رام الله»، خاصة فیما یتعلق بنجاعة عمل أمن السلطة فی إعادة المستوطنین الذین یتسللون إلى مدن وقرى الضفة الغربیة إلى مستوطناتهم سالمین من «أذى المقاومة».

 

أسباب ودوافع

ویعلق کثیر من المراقبین الفلسطینیین فی أحادیث لـ«فلسطین المسلمة» على هذا النهج الإعلامی من قبل الاحتلال تجاه السلطة بالتأکید على أنه شأن العلاقة الطبیعیة بین الطرفین.

ویقول أحدهم «هکذا یتعامل السید مع خادمه، والضابط مع جندیه، فوسائل الإعلام الصهیونیة تملک علاقات وثیقة بمراکز التخطیط السیاسی والاستراتیجی فی کیان الاحتلال، وهم یریدون بالتأکید إزالة أی حرج بین السلطة وبین المواطن الذی بات أکثر قناعة الیوم أن الدور الوظیفی لتلک السلطة هو فقط حمایة الاحتلال».

ویقول آخرون «الصهاینة بطبعهم متعجرفون ویریدون توجیه الإهانة للفلسطینیین بعدما رأوا شدة الطاعة التی تبدیها السلطة تجاههم».

ویعتقد مراقبون آخرون أن الإعلام الصهیونی یحاول کذلک توجیه رسالته للفلسطینیین بأن نبذ المقاومة والتعاطی مع مطالب الاحتلال الأمنیة، أجدى لمواصلة حیاتهم، ویخفف من القیود المفروضة علیهم. وکذلک رسالة أخرى للمجتمع الصهیونی تفید بأن رعایة واهتمام الصهاینة بأجهزة أمن عباس لن توجه فی الاتجاه المعاکس، وأن کل ما تم إنفاقه علیهم من تمویل وتدریب وسلاح ورعایة هو أولاً وأخیراً لخدمة المجتمع الصهیونی.

وأخیراً اختار الصهاینة طریقتهم المذلة عبر الإعلام لیوجهوا رسالتهم لمحمود عباس، حیث کتب عکیفا الدار فی صحیفة «هآرتس» العبریة حول ذلک یقول «لو کنت مکان رئیس السلطة محمود عباس لشعرت بالإهانة حتى أعماق روحی».

موقع فلسطین المسلمة


| رمز الموضوع: 141274







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)