مقارنه بین موت جاکسون و اطفال غزه
المصدر:القدس العربی
إذا اردنا ان نلقی نظره علی موت مایکل جاکسون... نجد أن هناک رغبة إعلامیة واضحة فی إثارة هالة من الغموض حول موته، وقد تحولت هذه الرغبة شیئاً فشیئاً إلى محاولة إثارة شبهة جنائیة فی هذا الموت (المفاجئ) کما دأبت وسائل الإعلام على وصفه؛ وکأن هناک موعداً محدداً لموت المشاهیر، موعداً تسبقه إشارات لا تفاجئ جماهیرهم... أو لیس هؤلاء بشراً تسری علیهم قاعدة الموت المفاجئ وغیر المفاجئ التی تسری على باقی البشر؟!!
من المؤسف أخیراً أن نجد هذا الاهتمام بملابسات وفاة مایکل جاکسون الذی إن نظرنا إلى سیرته الحیاتیة بمعزل عن تراثه الفنی، فلن نجد قیماً إنسانیة یعتد بها کثیراً، بینما لا یتم الاهتمام بملابسات موت الآلاف من أبناء غزة تحت الحصار الإسرائیلی الجائر واللا إنسانی... فلا یجد تقریر اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر الذی صدر أخیراً حول المأساة الإنسانیة المریعة فی غزة عُشر الاهتمام والترکیز الإعلامیین الذی تلقاه سیناریوهات وفاة مایکل جاکسون الغامضة!
أعرف کإعلامی أن موت الناس العادیین لا یکتسب جاذبیة وإثارة کالتی یکتسبها موت المشاهیر... وأعرف أن منظر أطفال غزة الباحثین عما یسد رمقهم على أنقاض منازلهم المهدمة لا یصلح لأن یکون غلافاً لمجلة فی أعراف هذه الأیام، بالمقدار الذی یمکن أن یتحقق لصور مایکل جاکسون وهو محمول على نقالة فی سیارة الإسعاف... وأعرف أننی سأبدو (شعاراتیاً) و(مزاوداً) فی نظر البعض، حین أعقد مثل هذه المقارنات... لکن مما لا شک فیه أنه أمر یدعو للعار... العار الإنسانی أن ننسى موت أبناء غزة، ونتعامل مع مأساتهم ببلادة وباعتبارها (خبر روتینی بائت) فی حین نندفع بحماس ولهفة لمعرفة کیف قضى ما یکل جاکسون... هل بالسکتة القلبیة أم بالنوبة القلبیة؟!
أعتقد أن الضمیر الإنسانی للإعلام یموت الیوم بالسکتة والنوبة القلبیة معا!
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS