حنیّة النظام المصری
د.إبراهیم حمّامی
یقول الخبر المنشور فی الصحف المسماة بالقومیة وفی جمیع المواقع الرسمیة المصریة: "بناء على توجیهات الرئیس حسنى مبارک ، أصدر الدکتور أحمد نظیف رئیس مجلس الوزراء قرارا " الأحد " بإیفاد طائرة مساعدات مصریة إلى سریلانکا التى تواجه بعض المشکلات الإنسانیة بسبب الإضطرابات الأخیرة.
وقد صرح الدکتور مجدى راضى المتحدث الرسمى بإسم مجلس الوزراء بأنه تقرر أن تقلع طائرة مساعدات مصریة من القاهرة إلى العاصمة السریلانکیة کولومبو تحمل عشرة أطنان من الخیام والبطاطین والمواد الغذائیة والأدویة" انتهى الخبر.
الخبر بحد ذاته انسانی محض فی ظل المعارک الطاحنة التی انتهت قبل أیام بهزیمة نمور التامیل، وتشرید الالاف من المدنیین، لکن ما یستدعی التوقف هو هذا الموقف المصری الرسمی الذی یتحرک وبتوجیهات مباشرة من أعلى المستویات ویرسل المساعدات بالطائرات لمنکوبین على بعد آلاف الأمیال، ویمنع المساعدات عن جیران له وضعهم أسوأ من سیریلانکا بآلاف المرات.
یحق لنا أن نتساءل أمام هذه النخوة والحنیة لنقول:
· لماذا لم یشترط النظام المصری انجاز مصالحة بین الحکومة السیریلانکیة ونمور التامیل قبل ارسال المساعدات، کما فعل ویفعل مع أبناء غزة؟
· التوجیهات تشمل البطاطین والخیام لایواء المتضررین، ماذا عن عشرات آلاف الفلسطینیین فی غزة الذین تمنع عنهم السلطات المصریة الأغطیة والخیام ومواد البناء، بل حتى الأغذیة؟
· المساعدات "السیرلانکیة" هی من مصر وقوت أهلها، بینما یمنع النظام المصری حتى المساعدات غیر المصریة من الدخول، لماذا؟
· غزة وفلسطین تربطها بمصر وشعبها البطل العظیم أواصر الاخوة والعروبة والدین، ماالذی یربط مصر بسیریلانکا؟ ألیست الانسانیة؟ أین انسانیتکم أمام حصارکم لغزة؟
· مصر الرسمیة تمد ید المساعدة لسیریلانکا، لماذا تمنع غیرها من مساعدة غزة، ألم یسمع النظام المصری أن هناک العشرات من الأطباء والاخصائیین والمتضامنین العرب والأجانب مضربین عن الطعام على معبر رفح بعد أن منعهم حراس أمن "اسرائیل"؟
· المساعدات لسیریلانکا أرسلت على عجل، ومساعدات غزة حُجزت فی العریش حتى تلفت وتم اعدامها، من یتحمل المسؤولیة؟
· سیریلانکا حظیت بتغطیة اخباریة ملفتة ومتباکیة، بینما غزة حظیت بتحریض رسمی غیر مسبوق، ما الذی فعلته غزة لمصر لتنقلب علیها وتساهم فی خنقها؟
الأسئلة کثیرة وکبیرة، والغصة فی القلب أکبر وأکبر، ونحن نرى ونشاهد ونسمع ونشهد على تنفیذ حکم اعدام لملیون ونصف الملیون فلسطینی، بأید عربیة مسلمة، تخنق وتحاصر وتهاجم، ثم تمتد بعیداً بعیداً هناک لمساعدة منکوبین فی بلد لا رابط بینه وبین مصر العظیمة.
لکم الله وحده یا أهلنا فی فلسطین السلیبة وفی غزة الحبیبة، واعلموا أن الجبار المنتقم یُمهِل ولا یُهمِل.
لن نزید
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS