الثمن الذی دفعته غزة

ان تصعید إعتداءات  الکیان الصهیونی ضد جماهیر غزة ، ذو صلة مباشرة  بالجولة التی قام بها الرئیس الامیرکی بوش فی الشرق الاوسط  و لعلنا سنشاهد  خلال الایام القادمة هجمات  واسعة  و لا سابق لها من قبل الکیان الصهیونی ضد الفلسطینیین .

ان الزیارة القصیرة لبوش فی مصر والتی لم تمتد سوى ساعتین (!) و المعارضة الصریحة  للمملکة العربیة السعودیة  للتطبیع  مع الکیان الصهیونی  و إستقبال  الجماهیر البحرینیة و الکویتیة المحتجة  لبوش و حذف قطر من برنامج بوش و اعلان استعداد قادة مصر والکویت  لزیارة طهران  وبالتالی الاتفاق  بین القادة العرب  للمشارکة فی الاجتماع السنوی للقادة العرب فی دمشق ( فی مارس القادم )  کل هذه اعتبرت وتعتبر من الاخفاقات التی واجهها بوش فی المنطقة والتی حاول فیها ساعیاً تحقیق برامج  یمکنه ان  یعرضها کنجاح للبیت الابیض فی الشرق الاوسط وبالتالی منجزات للجمهوریین فی امیرکا .

لم یتمکن بوش من إثارة العرب المعتدلین ضد طهران  من ناحیة ، ومن ناحیة اخرى  تسییر  القادة العرب مع توصیات مؤتمر انابولیس  للتطبیع مع الکیان الصهیونی وتنفیذ سیاسات  الکیان بشأن المنطقة  وهکذا  نرى واشنطن  تواجه  عدم الاهتمام العربی  وستحاول البحث عن سبل اخرى  لفرض المفاوضات  مع واشمطن  على العرب .

وبکلام اخر تحاول امیرکا بالهجوم الصهیونی على غزة ، تأزیم  الاوضاع بصورة  یضطر العرب فیها فی التوسل الى واشنطن  للحیلولة دون استمرار العدوان  الصهیونی على غزة  وکبح جماح الصهاینة. وهکذا ستتمکن امیرکا من فرض شروط مسبقة  على العرب لم یتمکن بوش من فرضها خلال جولته الشرق أوسطیة .

وهکذا نرى ان  تصاعد الهجمات الصهیونیة الشرسة ضد جماهیر غزة ( والتی راح ضحیتها حتى الان 150 شهیداً  و جریحاً ) اوجدت  ردود فعل فی اوساط  المحافظین الجدد فی الکومة الامیرکیة  والتی لم تکن راضیة من نتائج جولة بوش فی المنطقة  وتملکها  الغضب من البلدان العربیة ایضاً . و لذلک  سنرى خلال الایام القادمة  والاشهر التالیة تصاعداً  اسرائیلیاً ضد الفلسطینیین بهدف  التغطیة على  محاولات توسیع  نطاق الملف النووی الایرانی  وهذا سیتم   غالیاً  بالنسبة لواشنطن وتل ابیب .

ن/25