الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

قلنا وقالوا

مع استمرار العدوان الهمجی الاجرامی على شعبنا، ومع نهر الدماء الزکیة لشهدائنا الأبرار، وفی ظل الحصار الجائر الداخلی والخارجی، یعجز اللسان وتغلی الدماء فی العروق، وتدمى القلوب، وأیضاً یزداد المرء حنقاً وغضباً على من یُشارک الاحتلال هجمته  وهمجیته,، ویبرر له، ویتبرع بایجاد المبررات، ویساهم بشکل مباشر وغیر مباشر فی زیادة معاناة شعبنا.

الاحتلال البغیض هو احتلال مجرم همجی بربری، لا نختلف فی ذلک، ولا نسترسل فی کشف وجهه القبیح، فکله قباحة، ولا نستنفذ وقتنا فی سرد جرائمه، فکل أفعاله جرائم، لکننا نقف ونتفکر فی مواقف من ینتمون لشعبنا، فقد قلنا واسترسلنا، فشهروا سیوفهم فی وجوهنا، وقالوا ولم یردوا، وما زالوا یحاولون قلب الحقیقة، ویهاجمون وبشراسة من یحاول اماطة اللثام عنها.

قلنا هم لحدیون یحمون الاحتلال، قالوا ویحکم أتتطاولون على أفراد الأمن ورجالاته؟ ونتساءل بعد أن حدد مستوزرهم الیحیی وقال بوضوح أنه لیس من مهام أجهزة الأمن مواجهة الاحتلال: لماذا هی اذن وممن تحمی مؤسسات الشعب؟ هل من الشعب نفسه؟

قلنا انهم  باتوا للمحتل وکلاء حصریون ، قالوا بل نحن فی التفاوض والسلام شرکاء مخلصون، ونتساءل هل الشراکة تکون من طرف واحد یتلقى الاهانات والاذلال، وطرف آخر لا یعیر لهم بال فیستمر فی القتل والتشرید والاجتیاح والتدمیر؟

قلنا لقد سقطوا سیاسیاً وحادوا، قالوا أنسیتم ماضیهم النضالی، ونتساءل وهل الماضی مهما کان ملوناً ذریعة وحجة للانحراف والتفریط؟ وهل لو زنا الشیخ شفعت له عمامته؟

قلنا ما الفرق بینهم وبین العملاء، قالوا کفاکم تخویناً وتجریحاً، ونتساءل هل دورهم یقل عن دور أصغر عمیل یتخابر وینسق ویتعاون مع المحتل؟

قلنا هم للمقاومة أعداء، قالوا بل نحن لها حاضنون أمناء، ونتساءل وهل التهجم على المقاومة وجمع سلاحها، وزج أفرادها فی المعتقلات، وتسلیم بعضهم للاحتلال حمایة؟

قلنا لقد حقّروا شعبنا ومقاومته، قالوا نکرر هی حقیرة عبثیة کارثیة کرتونیة تعطی الاحتلال الذریعة ، ونتساءل وهل الاحتلال ینتظر ذرائع؟ وهل فی الضفة ما یستثیر شرکاء السلام؟ وهل یجرؤ أحدکم على وصف جرائم الاحتلال بالحقیرة؟

قلنا هذه ملفات الفساد، قالوا لیس هذا أوانها ولا وقتها، ونتساءل ومتى یکون بعد أن نهبتم الشعب وأغرقتموه فی الدیون، ألا تکفیکم أربعة قرون؟

قلنا یا قوم انهم من الفاسدین، قالوا أنتم للفتنة مسعرین، ونتساءل هل ربط السارقة بالسرقة فتنة؟ وهل یعنی ذلک أن نسکت وللأبد عنهم؟

قلنا باعوا وفرطوا، قالوا ما بالکم تکفّرون وتجرّحون اننا  للأمانة حافظون، ونتساءل وهل بقی لکم ما به تتسترون؟، بعتم الأرض وقلتم بادرة حسن نیة، وبعتم البشر وقلتم عقلانیة.

قلنا اسقطوا الحقوق والثوابت، قالوا ألم تسمعوا أن دورة مجلسنا المرکزی کانت دورة الثوابت الوطنیة؟ ونتساءل هل لکم أن تقولوا وتعلنوا وبالتحدید ما هی ثوابتکم التی تدعون؟

قلنا أقوالهم وأفعالهم لا توصف إلا بالخیانیة، قالوا بل هی وجهات نظر وتکتیک، ونتساءل ألم یقلها قبلنا "أخشى أن تصبح الخیانة وجهة نظر".

قلنا یا ناس لقد فقدوا الشعور والاحساس، قالوا ألم تشبعوا من الردح، ونتساءل وهل "ردحنا" من أوقف رئیس المفاوضین قریع عاریاً على الجسر وهو فی طریقه للتفاوض؟ وهل تحرکت شعرة من رأسه عندما قتلوا مرافقه الشخصی فی بیته یوم 28/12/2007؟

قلنا تبلدوا وتَمسَحُوا فلا عادت تؤثر فیهم أشلاء أو دماء، قالوا ما هذا الافتراء؟ ألم نقدم العزاء؟ ونتساءل أی عزاء تقصدون؟ ربما عزاؤکم فی جنود الاحتلال وتباکیکم على ذلک الیوم الأسود فی تاریخنا الذی سقط فیه من الاحتلال "الشهداء"، ألأم یعلن ذلک من عینتموه رئیساً للوزراء؟!

قلنا أوقفوا المفاوضات أنها عبثیة، قالوا هی لنا أبدیة لا ننتزعزع ولا نتوقف ولو سقط الشعب بأکمله ضحیة، ونتساءل ماذا جنیتم من اللعبة التفاوضیة؟

قلنا القادة فی غزة یستشهد لهم الأبناء، قالوا على رسلکم انه خطأ مدفعی غیر مقصود، ونتساءل هل لأی منکم أبناء یعیشون فی فلسطین، لا فی ثغورها بل حتى فی قصورها؟ اذکروا لی أحدهم!

قلنا ربما لا تتوقفوا لأنکم لا تملکون من أمرکم شیئاً؟ قالوا خسئتم بل نحن أصحاب القرار والسیادة، ونتساءل أکان ناطقکم أبو ردینة یکذب عندما قال أن الأمر لیس لکم بل بید الأشقاء؟ أرونا ولو لمرة أن لکم قرار ولو بدخول المرحاض دون استئذان.

قلنا الحصار والاغلاق بید الأشقاء والأصدقاء قبل الأعداء، قالوا کذب وادعاء، ونتساءل ألم نُقم علیکم الحجة بالدلیل والبینة وبالرقم واالتاریخ؟ ألم تسمعوا مستوزرکم المالکی وهو یؤکد ذلک ویحض على اغلاق المعابر وقطع الکهرباء؟

قلنا انقلبوا على کل شیء ونقضوا ما اتفق علیه، قالوا نحن الشرعیة وما دوننا انقلاب، ونتساءل وهل الشرعیة هی الدیکتاتوریة المطلقة بید من لا یؤتمن لیقررویعزل ویعطل القانون ویقیل ویعین دون وجه حق؟

قلنا من فمکم ندینکم واعترافاتکم موثقة بالصوت والصورة، قالوا دبلجة وترکیب ومونتاج! ونتساءل أیة دبلجة فی جملة واضحة على لسان عاملکم تقر بأنکم من ألقى الناس من الأبراج؟

قلنا رئیسکم هذا کاذب لا یخجل، قالوا أتتجرأ على رمز الشرعیة المنتخب؟ ونتساءل وهل الانتخاب ان افترضنا صحته یعطی صاحبه الحق فی الکذب البواح الذی أثبتناه بالحجة؟ وهل لرئیسکم هذا أن یثبت کلمة مما یقول؟

قلنا هم لایریدون وفاق ولاحوار، قالوا فاتکم أن رئیسنا المبدع عرض فتح صفحة جدیدة، ونتساءل ما الجدید فیها وهی بذات الشروط بل زاد علیها؟ وهل یا ترى طرح المبدع شروطاً على الأعداء؟ أم أن الاستئساد هو على من کانوا للوطن أبناء؟

قلنا لا أمل فیهم ولا شفاء، قالوا ظلمتم وحکمتم فهل عن قلوبهم شققتم؟ ونتساءل هل لأحد صغر أو کبر أن یذکر لهؤلاء حسنة تکون لهم شفاعة وشفیعة؟

قلنا ونقول، وأعدنا ونعید، وکررنا ونزید، لولاکم لما کان هناک حصار ولا ذریعة، فأنتم أشد خطراً من الاحتلال نفسه، وأنتم أذنابه التی تطعن فی الظهر، وقد بلغ السیل الزبى، وما عاد هناک للمجاملة مکان، المجرم مجرم، والفاسد فاسد، والعمیل عمیل، والخائن خائن، وأنتم کل هؤلاء بلا استثناء.

قولوا ما تقولون، واشهروا سیوفکم کما تشاؤن، وجمّلوا وجوهکم الکالحة وحاولوا اخفاءها عن العیون، فلا ورب الکون، لن تکون کما تریدون، ولن نصفکم إلا بما تکونون، لن ترهبنا شعاراتکم ولا تهدیداتکم، ولکم أن تقولوا زوراً وضعفاً وافلاساً، أننا لا نجید إلا التجریح والتخوین، هذا لن یغیر من حقیقتکم شیئا، فأنت أذلاء جبناء عملاء، وکل من یفاوض الیوم ویلتقی الأعداء، هو من الخونة بعلم أو بغباء، لا ورب السماء، لن تذهب سدى هذه الدماء الزکیة والأشلاء.

رحم الله شهداء شعبنا الأبرار، وتقبلهم مع الأنبیاء والصدیقین، وخفف عن جرحانا آلامهم، وحرر أسرانا البواسل، وخلصنا من الاحتلال وأعوانه وأذنابه.

لا نامت أعین الجبناء.

ن/25


| رمز الموضوع: 140879







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)