الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

حادثة هرمز.. بدایة الرقص حنجلة

فی مستهل زیارته لمنطقتنا لم یجد الرئیس الأمیرکی طریقة لبدء الحدیث عن الخطر الایرانی المزعوم أفضل من التهویل المتعمد لما دار من تخابر لاسلکی بین البوارج الامیرکیة وقوارب الحراسة الایرانیة فی مضیق هرمز. هذا التخابر الذی یفترض به أن یکون روتینیا بین الدول المشرفة على المضائق وبین السفن العابره لها . لا یخفى على المراقبین والمتتبعین للسیاسة الامیرکیة أن جورج بوش الابن یسعى فی المقام الاول من وراء زیارته للمنطقة الى تکوین تحالف قوی یرتکز على دول المنطقة لمواجهة القوة الایرانیة الصاعدة , ولا نرید أن نجازف بالقول أن الرئیس الأمیرکی تلقف حادثة هرمز لتسلیط الضوء على ایران لأنه ربما تکون الادارة الأمیرکیة افتعلت حادثة هرمز او ادعتها تزامنا مع الزیارة الرئاسیة لإقلیمنا بغیة ایصال رسالة ساخنة لایران وللعالم مفادها ان المواجهة العسکریة مع طهران هی أمر ممکن وربما حتمی نظرا للتصرفات الایرانیة العدوانیة والخطرة المهددة للمصالح وللسلم العالمیین !!

فی لقاءاته مع قادة العدو ومع قادة سلطة رام الله اسهب بوش فی الحدیث عن رؤیته حول الدولة الفلسطینیة المستقبلیة فوصفها بالمتصلة والمتمشیة مع الواقع على الارض أی لا تفکیک للکتل الإستیطانیة الکبیرة أوالصغیرة وبموجب رؤیته ستفکک المستوطنات العشوائیة فقط التی لا قیمة عملیة لها لأن معظمها یتکون من عدد قلیل من "الکرافانات" المتحرکة وأکد هذا الضیف الثقیل استبعاده للقرارات الدولیة 242 و338 و194 وجمیع قرارات مجلس الامن الأخرى الداعیة للانسحاب الاسرائیلی من جمیع الاراضی الفلسطینیة المحتلة أو المقرة بحق العودة للاجئین . وبرغم عدوانیة هذا الرئیس الأفاک وتنکره لجمیع حقوق شعبنا الفلسطینی الّا انه قوبل بترحیب غیر عادی وبإحتضان حمیم من قبل رئیس سلطة رام الله و صحبه "الکرام",  إنه إحتضان الضحیة لجلادها .

جاء الرئیس الامیرکی الى عقر دارنا والى قلب بیتنا حاملا هدایاه الثمینة لکنها لیست لنا بل لعدونا , لم تکن هدیته لنا سوى المزید من البغی والغدر والشر فالأذى لنا  ولعدونا الخیرات کلها , بعضا من قادتنا شکروه وقبلوه وقبلوا وزیرته السمراء رغم قبحها وقبح سیدها وفرشوا له السجاد الأحمر ثم أشادوا به وبتصریحاته تبا له ولهم..

ان حادثة هرمز المفتعلة وتصریحات بوش بشأن فلسطین تسیر على ما یبدو ضمن خطة امیرکیة اسرائیلیة مشترکة تهدف الى لملمة جمیع الخیوط من أجل توجیه ضربة او ضربات الى ایران بمشارکة أو موافقة على الأقل من دول العربیة الجارة لایران والدول العربیة الأخرى التی اطلقت علیها واشنطن دول الإعتدال او تحالف المعتدلین العرب, ترید امیرکا الإبقاء على اسرائیل القوة النوویة المتفوقة الوحیدة فی الإقلیم ویبدو ان عربنا المعتدلین یسعون لتحقیق الهدف ذاته , إنه لأمر له العجب..!

هل ما حدث فی مضیق هرمز کان الحنجلة التی جرت العادة ان یبدء الرقص بها لکی یصح القول بالمثل العربی المعروف .. بدایة الرقص حنجلة ؟ وهل ستکون هذه التکهنات مطابقة للحقائق على الأرض ؟ لننتظر ونرى..!

( المقال للکاتب  الاردنی الدکتور عمر عبد الهادی استلمته وکالة قدسنا )

ن/25

 


| رمز الموضوع: 140875







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)