شویة ضمیر بس..أزمة حجاج فوق العبارة

لن أجانب الحقیقة إذا قلت إن بعض المسؤولین فی البلاد العربیة یغردون خارج سرب ثقافة الشعور الصادق بالمسؤولیة ویتصرفون بعیدا عن خط الدولة فی واجب التحلی بالمسؤولیة .. ومثل هؤلاء الناس مضرون بدولهم أکثر مما هم نافعون لها لأنهم یقومون بأفعال " عفست " القیم و المبادئ وأساءت لهذه الدول (..)

البارحة تناقلت وسائل الإعلام و الفضائیات خبرا عن أزمة اکثر من الفی حاج من قطاع غزة الذین ادوا فریضة الحج هذا العام فی میناء نویبع المصری وظلوا عالقین فی عرض البحر وفشل الجمیع فی استقبالهم وحل ازمتهم بنقلهم الی بلادهم بسبب الضغط الإسرائیلی الذی یرید دخولهم للقطاع عبر معبر کرم ابوسالم بدلا عن معبر رفح حتی یسهل لها امر اعتقالهم وتصفیة حسابات خاصة بها تجاه هؤلاء الحجاج. وسبق حادثة أزمة حجاج غزة کلام کثیر عن إصطحاب الرئیس الفرنسی "نیکولا سارکوزی" صدیقته " کرلا برونی" فی رحلة استجمام یقضیها فی شرم الشیخ المصریة وعلى مرأى جمیع وسائل الإعلام ..

 قد یقول قائل و ما دخل أزمة حجاج غزة فی إستعراض فحولة " الثور الفرنسی الیهودی" على أرض الکنانة الطاهرة (؟!)..و نقول لقد سمح زعماء مصر بتوفیر غرفة النوم الوثیرة و الفراش العربی الأنیق و المأکل و الحراسة فی منتزهات شرم الشیخ للرئیس الفرنسی و عشیقته لممارسة الدعارة " الرسمیة".. فلماذا الاصرار علی توقیع الحجاج التعهد للدخول على قطاع غزة من معبر کرم ابوسالم بدلا عن معبر رفح الذی غادروا منه بموافقة مصریة سابقة وهم یعلمون تماما حقیقة نوایا إسرائیل ..و حجم المعاناة فوق العبارة (..)

وللأسف فبدل أن یسرع زعماء مصر لمحو أثار هذا العار وتسهیل خدمة حجاج بیت الله و عودتهم سالمین الى دیارهم، تعمدوا تعطیل رجوعهم وتأخیر دخولهم فی ظل المعاناة کمکافأة لهم إستجابة للرغبة والضغوط الإسرائیلیة والأمریکیة..، ولیکشفوا و یبینوا لأصدقائهم فی إسرائیل و أمریکا أنهم قادرون على إدارة شؤون غزة والتحکم فیها عن بعد (!!).

 کل ما نطلبه من أشکال هؤلاء القادة هو التعامل مع الناس " بشویة" أخلاق أولا و بعض الضمیر ثانیا ..ومجرد سؤال.. من الذی تحمل تکالیف اللیالی الحمراء التی أحیاها نابلیون فرنسا الجدید فی غرف النوم العربیة ؟! وما رأی شیخ الأزهر فی سماح مصر بممارسة الدعارة و فی جحیم الحجاج فوق العبارة ؟!..

 و بصراحة فضولی یجرنی للسؤال التالی : هل فکر حکام مصر للحظة فی معنى أن یمارس الثور الفرنسی الیهودی فحولته و ذکوریته على فراش عربی أثیر و تحت الرعایة السامیة فی الوقت الذی یمنع فیه حجاج بیت الله الحرام من دخول الأراضی المصریة بحجج واهیة سؤال یحتاج لجواب من سفیر أو وزیـر أو من شیخنا الذی أفتى بجواز إرضاع الکبیـر !!

( المقال للکاتب والصحفی  مالک الجزائری وهو یعبر عن رأی الکاتب )

م/ ن/25