الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

أکــادیمی یهــودی یخسر وظیفته لانتقاده إســرائیل

  نورمان فینکلشتاین أکادیمی أمریکی مثیر للجدل، فرغم کونه ابن احد الناجین من الهولوکوست (المحرقة النازیة)، فقد اشتهر بانتقاده الحاد للحکومة الإسرائیلیة.

استقطع الدکتور فینکلشتاین جزءاً من برنامج محاضراته التی  سافرإلى هولندا من أجل تقدیمها، لیتحدث إلى إذاعة هولندا العالمیة حول آرائه- التی یقر بأنها جرّت علیه ردود أفعال أکثر عدائیة فی الولایات المتحدة مما فی أوروبا. هذا مایقوله : " إذا حکمت استناداً إلى استطلاعات الرأی – ولیس إلى ما یقوله السیاسیون – فستجد الموقف تجاه إسرائیل فی أوروبا سلبی إلى حد کبیر. فی عام 2003، أظهر استطلاع للرأی أجراه الاتحاد الأوروبی أن إسرائیل تُعتبر المهدد الرئیسی للسلام العالمی".

یعتقد البروفیسور فینکلشتاین أنه ورغم الحذر، بحکم العادة، الذی یمارسه السیاسیون الأوروبیون عندما یتحدثون عن الصراع العربی- الإسرائیلی، فإن المواطنین الأوروبیین لا یجدون حرجا فی وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطینی.

لکن أراء هذا الاکادیمیی الیهودی الامیریکی تواجه بمعارضة حادة وخشنة من قبل مؤیدی إسرائیل فی امریکا وهذا أمر لا یثیر الکثیر من الاستغراب.

یتهمه منتقدوه بتقدیم مساهمات غیر نقدیة ومتطرفة فی حدتها للنقاش الذی یدور حول هذه القضیة، وتتسبب فی استقطاب الناس وتمترسهم خلف آرائهم بدلاً من التشجیع على الحوار والتفاهم المتبادل.

فی یونیو 2007، حرم من تولی وظیفة أکادیمیة فی جامعة دی بول، شیکاغو بالولایات المتحدة. کان لوسائل الإعلام اهتمام کبیر بمنصب البروفیسور فینکلشتاین فی الجامعة، لکن الجامعة تؤکد باستمرار أنها لم تخضع لتأثیر أی "طرف ثالث" فی قرارها بحرمانه من ضمان وظیفة لمدى الحیاة.

ربما تکون أکثر حججه المثیرة للجدل هی تلک التی ضمّنها کتابه المنشور عام 2000، صناعة الهولوکوست: تأملات فی توظیف معاناة الیهود. وهو موضوع برز أیضاً خلال جولة محاضراته فی هولندا، کما أوضح لإذاعة هولندا العالمیة: " خلال الثلاثین عاماً الماضیة أو ما إلى ذلک، کانت إسرائیل ومؤیدوها فی أمریکا هم الذین اختطفوا میراث أو تراث المحرقة النازیة... أحد الأهداف من ذلک هو أن یُقال لأن الیهود تعرضوا لمعاناة فریدة خلال الهولوکوست النازی، فمن المفهوم أن یتطرفوا فی الدفاع عن أنفسهم ضد أعدائهم، وبالتالی تبریر انتهاکات إسرائیل لحقوق الإنسان وللقانون الدولی".

وفقاً لناشره، فیرسو بوکس، حقق کتاب صناعة الهولوکوست أعلى المبیعات، ونُشر بلغات عدیدة.

و بینما یقر نقاده بأنه عمل صعب المجادلة، فإنهم یعترفون بأن حجة البروفیسور فینکلشتاین حجة تستحق الاستماع إلیها ومناقشتها.

تعتبر المجموعات المؤیدة لإسرائیل على نطاق العالم آراءه متطرفة وخطرة. ویتهمه البعض بالعداء للسامیة – ویتهمه آخرون باتخاذ موقف تبسیطی إزاء صراع یذخر بمستویات متعددة من التعقیدات التاریخیة.

أقل ما یمکن أن یُقال هو أن الحکومة الإسرائیلیة ترفض أی تلمیح إلى أنها تسیء لحقوق الإنسان أو تنتهک القانون الدولی، وتؤکد بدلاً من ذلک أنها تسعى للسلام مع الشعب الفلسطینی، وأنها تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها ضد أعمال العنف.

عملیة السلام، التی ظلت تبدو متوقفة خلال السنوات الأخیرة، خطت خطوة إلى الأمام نوعاً ما الشهر الماضی عندما نظمت الولایات المتحدة مؤتمراً للسلام فی الشرق الأوسط فی أنابولیس.

رحب الکثیر من المراقبین بحقیقة أن الدول العربیة قد اقنعت بضرورة حضور مؤتمر مع إسرائیل، مع ملاحظتهم أن المؤشرات على تقدم فعلی غیر مشجعة.

البروفیسور فینکلشتاین أقل تفاؤلا بکثیر حول المؤتمر نفسه، دعک من نتائجه:" لا أری أی سبب لاهتمام الجمیع به سوى أن الولایات المتحدة، أو الرئیس بوش، دعا لعقد اجتماع بین أطراف الصراع الإسرائیلی- الفلسطینی بدافع تحقیق أکثر الأهداف السیاسیة ابتذالاً، والتی لا علاقة لها بأی سلام، وبدون أدنى أفق، مهما یکن، ولا اعتقد أن هذا المؤتمر سیساهم فی السلام؟ ولا أرى ما یلزمنا أن نقول ‘ نعم، هذا جزء من عملیة السلام‘".

 

م/ ن/25

 

 

 


| رمز الموضوع: 140839







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)