کی لا نغرق فی وهم التحلیل..المنطقة نحو الانفجار
الثابت الأمریکی الوحید فی المنطقة یقوم على التالی، إنهاء المقاومة الفلسطینیة وتفکیک حزب الله عبر تجریده من سلاحه وضرب إیران وإنهاء قوتها ومنعها من اخذ دور إقلیمی ینافس أمریکا فی الخلیج، وفرض تسویة مذلة على سوریا، وهذه الأشیاء کلها لا یمکن أن تتم بالحوار أو الصفقات أو غیر ذلک مما یتوهم البعض.
من هنا ولکی لا نغرق فی وهم التحلیل، فإن الحراک السیاسی الأخیر فی المنطقة، له تفسیره.
فمشارکة إیران فی القمة الخلیجیة، والإعلان الأمریکی بان إیران لا برنامج عسکری لدیها، من جانب، والتوافق القادم مبدئیا فی لبنان، وفتح نافذة الحجاج فی غزة والتی یتوقع أن یتبعها المزید من فتح نوافذ مشابهة ذات طابع إنسانی، کل هذا لا یعکس وجود صفقات على الأرض، -وان کانت أمریکا تتمنى ذلک-ولا یعکس أیضا أن أمریکا نزلت علیها ضالة الحکمة، فتصرفت بعقل.
لکن الواضح تماما أن أمریکا بعد انابولیس بدأت تبرز ملامح جدیدة لسیاستها الخارجیة، وهذه ضمن الأهداف الأساسیة التی تسعى لها أمریکا بغیة إخضاع المنطقة ولا جدید غیر بعض التبدلات فی الأسلوب.
بالنسبة للتصریح الأمریکی والذی برأ إیران من امتلاک تکنولوجیا نوویة عسکریة، جاء هذا التصریح متزامنا مع مشارکة إیران فی القمة الخلیجیة، وبدا وکأنه تغطیة أمریکیة لهذه الحکومات للسماح بهذه المشارکة أو کأنه نوع من التوافق الأمریکی الرسمی العربی، ولکن هذا غیر وارد أیضا، فالتصریح الأمریکی غیر موجه إلى إیران أصلا وهذا لیس بغطاء للعرب، فالذی جرى بالأمس یکشف الحقائق الأمریکیة العدوانیة.
فالتلویح بالحرب على إیران تخاف منه الأنظمة وهذا بدا متأخرا عندما أدرکوا قوة إیران العسکریة فأصبحت الحرب بالنسبة لهم على إیران تعنی فی جانبها الآخر احتراق الخلیج ( الفارسی ) ، وبالتالی إن مصلحة هذه الدول مع الاستقرار أکثر من نفیر الحرب، وهو ما نستشفه من حدیث وزیر الخارجیة القطری لوسائل الإعلام، عندما ربط بین امن الخلیج ( الفارسی ) و وصول أکثر من ثلث الطاقة إلى دول العالم فی إشارة واضحة أن أی حرب فی المنطقة هی فی جوهرها ستصبح مشکلة عالمیة غیر محدودة.
نود هنا أن نشیر سریعا أن أمریکا نهایة هذا العام تستطیع الاستغناء مؤقتا ولعدة أشهر عن نفط الخلیج ( الفارسی ) ، بعد أن اکتمل سحب أنابیب بحر قزوین/باکو تبلیسی جیهان/أضف إلى ذلک اکتمال رصیف برنسبل البحری المخصص للبحریة الأمریکیة والناقلات العملاقة واکتمال تعدیلات خط کرکوک ترکیا، إضافة إلى العدید من التفاصیل، والتی لیس آخرها زیارة بوش إلى کندا والتی کان عنوانها النفط، کما لن نسى بالتأکید سرقة النفط العراقی خلال السنوات الماضیة وتخزینه فی صحراء تکساس.
بالطبع المشروع الأمریکی لاحتلال العراق اعد فی نهایة الثمانینات بعد اکتشافات النفط الهائلة هناک. وأمریکا بتنفیذها هذا الاحتلال لا یمکن أن تقبل بوجود قوة إقلیمیة قویة فی المنطقة مثل إیران، لهذا لا صفقات مع إیران أو غیرها والمنطقة تتجه نحو الحرب.
فکرة الحرب على إیران ترتکز على مفهوم واحد وهو منع تدفق النفط إلى بقیة دول العالم فی عملیة إخضاع لاقتصادیات تلک الدول،بدءا من التنین الصینی والذی تریده أمریکا أن یعود تنینَ آکلاً للعشب، وحتى الحلیفة الأوروبیة العجوز والتی أرست بعد مفهوم الشراکة الأوروبیة نوعا من القلق الأمریکی على مستقبل اقتصاد أمریکا، وحتى هی رسالة موجهة إلى الاقتصادی الأمریکی ذاته، والذی بات ینقل مصانعه إلى شرق آسیا بحثا عن الأیدی العاملة الرخیصة، بالتالی هی معرکة الهیمنة الأمریکیة الهیمنة الأمریکیة الحقیقیة على العالم والتحکم بمصائره وعملیة الإخضاع هذه تتم بواسطة معرکة محدودة ذات تبعات عالمیة غیر محدودة.
العرب خافوا فی انابولیس من هذه التفاصیل، وبقیة الدول الحاضرة عبرت عن خوفها، لهذا نشرت أمریکا تقریر صادقا عن إیران وهو غیر موجه إلى إیران أصلا، ولکنه بغیة دفع القلق العالمی حول الطاقة کی لا یتفاعل خلال الأشهر القادمة، وهذا یؤکد أن أمریکا باتت تدرک أن أکذوبة النووی غیر مجدیة لشن الحرب، ولکن یبقى السؤال، هل انتهت رغبة أمریکا فی شن الحرب، وهل ستصنع مبررا جدیدا وتقوم بالحرب بشکل مفاجئ وسریع.
وأما التوافق فی لبنان، فهذا الإعلام والتضخیم لرمز التوافق القادم(قائد الجیش)، یجعلنا نسأل التالی ونکتفی بالسؤال، من یضمن أن قائد معرکة تدمیر مخیم نهر البارد من یضمن انه لن یضع الجیش فی مواجهة المقاومة فی لبنان خصوصا وانه رمز البطولة الجدید.؟؟؟
أخیرا.. المنطقة تستعد لحرب ...لحروب کبیرة؟؟
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS